أحياءٌ ميّتونْ، وأمْواتٌ يُرزقونْ بقلم د. فايز أبو شمالة

أحياءٌ ميّتونْ، وأمْواتٌ يُرزقونْ بقلم د. فايز أبو شمالة


09-26-2021, 03:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1632665897&rn=0


Post: #1
Title: أحياءٌ ميّتونْ، وأمْواتٌ يُرزقونْ بقلم د. فايز أبو شمالة
Author: فايز أبو شمالة
Date: 09-26-2021, 03:18 PM

02:18 PM September, 26 2021

سودانيز اون لاين
فايز أبو شمالة-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر







حين زرته في المستشفى، رحب بي، وهو يقول: هل رأيت أمواتاً يرزقون؟ إنهم أولادي، هم أحياء عند ربهم يرزقون! واصل المهندس محمد شراب حديثه: لقد صدّقت الخبر الذي أعلنته إذاعة الاحتلال الإسرائيلي عن رفع حظر التجول لعدة ساعات، أثناء الحرب على غزة، فركبت سيارتي الساعة الثانية عشر ظهراً، وتوجهت مع اثنين من أولادي، الكبير اسمه كساب، عمره 28عاماً، والصغير اسمه إبراهيم، وعمره 19عاماً، توجهت من منطقة "الفخاري" إلى بيتي في خان يونس، ولكن عندما صرت على مسافة كيلومتر واحد شرق المستشفى الأوروبي، فاجأنا جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص.

توقفت السيارة بعد أن اصطدمت بحائط، لقد أصيب الأب محمد شراب بيده، وأصيب ابنه كساب في ساقه، في حين سارع الابن غير المصاب إبراهيم بالنزول من الكرسي الخلفي للسيارة، لمساعدة أبيه وأخيه، فكانت رصاصات الجيش الصهيوني أسرع، ففارق الحياة أمام عيني أبيه وأخيه!

تحامل الوالد محمد شراب على جرحه، ونزل من السيارة إلى قارعة الطريق، وهكذا فعل ابنه الجريح كساب، وراحا يتأملان جثمان إبراهيم الممدد أمامها، يبكيانه لحظة، ويتوجعان من جراحهما لحظة، وينظران إلى جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ الذين تصببوا شماتة، ونزفوا لا مبالاة، وواصلوا إطلاق النار على كل ساكنٍ ومتحرك!

قال لي م. محمد شراب: تحدثت مع الجيش الإسرائيلي باللغة الإنجليزية، وطلبت منهم المساعدة، ولكن دون جدوى، واتصلت هاتفياً من مكاني بكل من أعرف من الناس، طلباً للمساعدة، وجاءتني عدة اتصالات من بعض الإذاعات، وتحدثت من مكاني مع عدة فضائيات عربية وأجنبية، ومن ضمنها فضائية الجزيرة، وإذاعة لندن، وإذاعة الأقصى، وكانت حالتنا الصحية تبث على الهواء مباشرة، وكان المكان الذي يحاصرنا فيه الجيش الإسرائيلي معروفاً للجميع، ولكن لم تستطع أن تصل إلينا أي سيارة إسعاف!.

يضيف محمد شراب: حل المساء، وأنا وابني الجريح "كساب" تحت السماء والطارق، يصبر أحدنا الآخر، ونتبادل أطراف الحديث في برد شهر يناير كانون أول من العام 2009، كانت الحرارة 6 درجات مئوية، وكان ابني كساب يرتجف، ومع ذلك كان يحدثني، ويشد من أزري حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، حين خيم الصمت على المكان لفترة، فسألت ابني كساب عن أحواله، ولكنه لم يرد، سألته ثانية، ولم يرد، فمددت يدي إليه، لأجده قد فارق الحياة!.

ظل المهندس محمد شراب ينظر إلى جرحه النازف مرة، وينظر إلى جثتي ولديه الممددتين على الأرض مرة أخرى، حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم التالي، عندما سمح جيش الاحتلال لمنظمة الصليب الأحمر الدولي بنقله مع الجثتين إلى المستشفى.

لم تنته الدراما الفلسطينية، ففي شهر 9 من عام 2012 أعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: أنه نجح في التوصل إلى تسوية مع النيابة العسكرية الإسرائيلية، لدفع مبلغ 430 ألف شيكل، أي ما يعادل "مائة ألف دولار أمريكي" تعويضاً لعائلة شراب، مقابل إغلاق ملف القضية.

وهنا جاء رد المهندس محمد شراب والد الشهيدين مدوياً، لقد قال بصوته الفلسطيني الواثق: "أي مالٍ هذا الذي سيعوضني إياه اليهود الصهاينة عن فقد أولادي؟ وهل سيضيف لي المال بضع لقيمات! إنا الفلسطيني صاحبُ الوطن، أنا وليّ الدم، أنا لا أقبل إلا بالقصاص، يجب أن يقتل من قتلني، وإذا لم يكن بمقدوري أن أقتله الآن، فإنني أفوض أمري إلى الله، عسى أن يريني فيمن قتل أولادي شيئاً يخفف النار التي تشتعل في داخلي، ورفض شراب أن يغلق ملف القضية!.

أيام معدودات، وبينما كان المهندس محمد شراب يتناول طعام الإفطار وحيداً، ويفكر بالقصاص العادل، غمس لقمة الخبز بزيت الزيتون، ووضع نصفها في فمه، ولكن نصف اللقمة الآخر ظل يشهد بعد وفاته: أن الدم والعرض والأرض لا تعوض بكل أموال الدنيا!.

لقد فارق المهندس محمد شراب الحياة ولسان حاله يقول:

لا نريد مالاً مقابل الوطن، أولادنا الذين قتلهم الصهاينة أغلى من كنوز الأرض، وقضيتنا ليست مساعدات، ولا هي تعويضات، ولا هي خزائن السلطة الخاوية من الأموال، وتعيش تحت رحمة المقاصة، قضيتنا ليست رواتب، ولا هي مراتب، قضيتنا سياسية، نحن أصحاب الوطن، نريد تحرير الأرض، وتحرير الإنسان، ومن اختار طريق الحرية عليه أن يدفع الثمن، واجبنا أن نقاتل من أجل الحرية، لا أن ننتظر المساعدات والهبات والعطايا، واجبنا أن ننفجر، لا أن ننتظر، ونحن نشكو الجوع والعطش وسلاسل الحصار.

هذا المقال نشرته في شهر 9 قبل عشرة أعوام، وبنفس العنوان، وأعاود نشره اليوم كي يتعرف الفلسطيني على عدوه الحقيقي، عسى ان يتعظ زعماء التنسيق والتعاون الأمني، وعسى أن يفيق من جهالته كل أولئك المطبعين العرب.

فبعضُ حزنٍ قد يوقظُ الضمائرَ!


عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 25/9/2021

  • ابعاد وتداعيات المحاوله الانقلابيه وتهديدات واتهامات البرهان وحميدتي
  • سعادة العميد ابو هاجة هذه ثورة الوعي ، من لايحتملها من الافضل أن يبتعد
  • متى تعود الإدارة الأهلية إلى صوابها
  • حكومة اصلاح وطني:أمل أحمد تبيدي
  • مناظرة بين مدني وعسكري.. قصة عجيبة
  • القوات التي تقاتل شعبها الاعزل والتي تخوض حروبا بالوكالة يجب اصلاحها وحصر سلاحها
  • مصعب المشرف:بعد الإنقلاب المسخرة
  • عواطف عبداللطيف:نساء السودان بمنصة الامم المتحدة
  • أمل أحمد تبيدي:الثورة السلمية وتعدد المليشيات
  • زهير السراج:شخصية البرهان !
  • دين القحاتة.. و دين الكيزان.. وااااحد..
  • أطراف الحكومة الإنتقالية... وصراع الضراير
  • الشلانقي فتًح عيون حميدتي بالقدر الذي يرى به كرسي الرئاسة وتلال الذهب فقط
  • هبوا لحماية الثورة .. ونداء محمد الفكي سليمان
  • كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس
  • الاستقرار السياسي و المسؤولية الوطنية
  • من سيغلق أبواب الفتنة؟ :أمل أحمد تبيدي
  • ضيعوك ..... ودروك !: ياسر الفادني
  • غرائب الاخبار،تنظيم الأسواق بدلا من الإزالة!!!
  • التحرش النقدي أمل الكردفاني
  • الرهان المطلق علي الامريكان سينتهي بعودة الاخوان علي مراحل الي الحكم في السودان
  • اسمعوا لدكتور امل الكردفاني بدل صناعة الاوهام والتعامل معها
  • الذكرى الرابعة والتسعين لميلاد أستاذنا عبد الخالق محجوب (٢٣ سبتمبر ١٩٢٧): نصيرة ست الجبل (٢)
  • احمد محمود كانم:جندي في عيد الشمس
  • العقل السوداني غياب متعمد أم مهزوم
  • الوزير حمزة بلول :يعيد لمنبر سونا روحه! !
  • البرهان وحميدتي فرعون وهامان 1ـ2
  • بعيداً عن الإنقلابات والإستغلال الحزبي
  • مجلس السيادة يعطل مهام الفترة الانتقالية !!
  • مصر والأمم المتحدة ومواجهة التحديات العربية الراهنة
  • الاستيراد من دون ضوابط دمر الاقتصاد العراقي

    عناوين مواضيع المنبر العام بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 25/9/2021
  • عاجل ... النيابة تكشف أسباب وملابسات القبض على الصحفي "عطاف عبد الوهاب" بأمر لجنة إزالة التمكين وإي
  • لجنة التفكيك تنهي خدمة «192» عاملاً بالسلطة القضائية بينهم «7» قضاة بالمحكمة العليا
  • وجدي صالح يدعو لإعلان نتائج التحقيق مع الانقلابيين- لجنة ازالة التمكين تنهي خدمة 399 من العاملين
  • القبض على الصحفي منعم سليمان بمطار الخرطوم
  • حميدتي: “طفح الكيل” لن نسكت عن الحق و”الرهيفة تنقد”
  • حسين خوجلي يبيع قناة امدرمان بعد الافلاس للجيش
  • أحــــلام الفتى الطــائر :)
  • ساسف يعلن عن ثلاث دورات تنشيطية بكرة القدم في عيد الشكر نوفمبر 2021 بأريزونا وتنسي وفرجينيا
  • الاتحاد السوداني الأمريكي لكرة القدم يعلن عن قيام مؤتمره الرياضي الثاني 21, 22 نوفمبر 2021
  • ***** الجنجويدي إتزنق شدييييييييد *****
  • الذكرى الثامنه لهبة سبتمبر والعداله المفقوده
  • من هم
  • عبد الباري عطوان:إنّه انقلابٌ عسكريٌّ مُفَبركٌ في السودان..وهذه أدلّتنا الدّامغة
  • ياسر عرمان كان اختياراً موفقاً من حمدوك !؟
  • الشعب و مؤسساته العسكرية و الامنية ..
  • * لن ينعم السودان بالسلام قبل…..
  • المنبر الحر - د. أحمد دالي - موضوع الحلقة هو انقلاب 21 سبتمبر الفاشل
  • أهل الشرق الأحرار قالوا كلمتهم .. ترك لا يمثلنا
  • الشرطه تتدخل لفض اشتباكات بين. مجلسا المريخ الحالي والسابق
  • والوزير حمزة بلول (منقول)
  • فليمدد الثوار أرجلهم بالطول والعرض
  • قضية الشرق .. هنا الحل!
  • البنك المركزي الصيني يسمي كل المعاملات بالcryptocurrency معاملات غير قانونية
  • شيخ التفاف يحاضر الضباط..هل يعقل ذلك في زمن الثورة
  • رد حول ما كتبه دكتور ياسر
  • ازيكم --كيفنكم --انا لي زمان ما شفتكم --
  • ازيكم --كيفنكم --انا لي زمان ما شفتكم --
  • استخف قومه .. وساقهم بالخلاء
  • يا البرهان ونائبه.. الأمن مسؤولية العسكر ماذا أنتم فاعلون؟
  • بعد دا كل قرد يطلع جبلو
  • مفاصلة الحركة الإسلامية و خلافات الإنتقالي- ما أشبه الليلة بالبارحة.

    عناوين الاخبار بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 25/9/2021

  • اطلاق سراح عبدالمنعم سليمان بالضمانة في بلاغ ضده بنيابة جرائم المعلوماتية
  • تصريح جديد لوزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد يحذّر فيه من كارثة وشيكة جراء إغلاق مواني النفط
  • توقيف صحفي بتهمة تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب
  • كاركاتير اليوم الموافق 25 سبتمبر 2021 للفنان عمر دفع الله
  • أمير العبابدة : لن نتنازل عن مسار الشرق