|
|
 مروة السنهوري تقهر اعاقتها بكتابة القصة والطيب صالح يشجعها
|
موهبة شابة قهرت الإعاقة بكتابة القصة
مروة السنهوري: أحلم بنشر إنتاجي الأدبي
لقاء: دارين ابراهيم
كانت مروة السنهوري ولا تزال حريصة دائماً على تجاوز الصعوبات التي تقف في طريقها، فهي تؤمن بأن المشكلات من صنع الانسان فتحدت اعاقتها كما تحدت ظروف الغربة والحنين لوطنها السودان، وكثرة تنقلها من بلد لآخر مع صعوبة تأقلمها، لتترجم معاناتها واحزانها إلى قصص، أشاد بها الاديب السوداني الكبير الطيب صالح الذي يتوقع لمروة النبوغ الأدبي.
التقينا مروة لنتعرف إلى تجربتها وأحلامها للمستقبل والصعوبات التي تواجهها.
متى بدأت بكتابة القصص؟
مع بداية المرحلة الاعدادية، وبدأت أولاً بكتابة القصائد، وكانت وقتها مجرد تجارب طفولية ومشاعر حزن وغربة وحنين للوطن، كنت أقيم مع اسرتي في اليمن ثم انتقلت إلى القاهرة، وكانت محاولاتي غارقة في الدموع والاحزان.
ولماذا اتجهت نحو هذا المجال؟
أحب القراءة، وأقرأ كل ما يقع في يدي، وحين بدأت اقرأ لروائيين وكتاب، وجدت في داخلي ميلا نحو كتابة القصة، خصوصاً حين دخلت المرحلة الثانوية، وازداد وعيي بكل ما يحدث حولي، وبدأت أرصد من خلال القصص الكثير من الظواهر الاجتماعية التي تؤثر فيّ فابتعدت نوعا ما عن الكتابة حول ذاتي واحزاني.
بمن تأثرت من الكتّاب؟
تأثرت كثيراً وما زلت بالكاتب جبران خليل جبران وأتمنى أن اكون مثله.
لماذا؟
لأنني احسست انه يكتب عني والتقيت معه في الميول والخيال، ليس خيالاً عادياً بل الخيال الذي تسمو به النفس، وتلك المثاليات الجميلة التي بدأت تتلاشى في مجتمعنا اليوم.
هل وجدت تشجيعا من اسرتك ومدرستك؟
وجدت تشجيعا كبيرا من والدتي وصديقاتي ومن المدرسات عندما كنت في القاهرة لتميزي في مادة التعبير، وكن يقيمن دائماً بترشيحي للاشتراك في المسابقات ونشر ما أكتب، وبدأت بالنشر فعلاً وأنا في مصر، وحصدت عدة جوائز وعندما حضرت في العام الماضي إلى الامارات وجدت تشجيعاً من المدرسات ورشحتني مدرسة اللغة العربية للمشاركة في مسابقة ادبية واستعد لها حاليا.
كيف تطورين اسلوبك في الكتابة؟
أولاً بالقراءة المستمرة والمنوعة لمختلف الكتاب والأدباء العرب والغربيين كي تتنوع مصادر ثقافتي، كما استمع لنصائح والدتي ومدرساتي لأنهن أنضج مني وأكثر خبرة، واستفيد من توجيهات ونصائح الكتاب الذين التقيهم، مثل الاديب السوداني الكبير الطيب صالح.
حدثينا بشيء من التفصيل عن لقائك مع الأديب الطيب صالح.
كانت تجربتي معه أكثر من رائعة، حيث التقيته عدة مرات، وعرضت عليه بعض كتاباتي وأعجبته واعطاني نصائح بأن أدعم قدراتي في النحو واللغة العربية بشكل اكبر لتكون لغتي سليمة عندما أكتب، كما نصحني بالقراءة للأديب يحيى حقي، لأنه صاحب اسلوب مميز وتنبأ لي بمستقبل كبير ما دفعني وشجعني اكثر على مواصلة طريق الكتابة.
حول ماذا يدور نقد من حولك لكتاباتك؟
أكثر شيء، حول الخيال، فأنا أميل كثيراً للخيال، واحياناً أرغب بتجنب بعض المحظورات الاجتماعية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء في أمور أخرى، فألجأ للخيال، أو أرغب بالتعبير عن مشاعري من دون ان يتضح للقارئ أني أكتب عن نفسي، فأجد في الخيال ملاذاتي، ولكني اليوم أحاول الامساك دائماً، بحلقة الوصل بين الواقع والخيال أثناء كتابتي للقصة، كي لا أخرج عن الواقع.
وماذا عن المزج بين الواقع والخيال؟
جربت هذا الاسلوب بالفعل في بعض القصص، فمثلاً أردت ان اعبر عن مشاعري بسبب الاعاقة التي في يدي، فاستخدمت اسلوبي الاستغناء عن أجزاء من الواقع واستبدالها بالخيال، فكتبت قصة عن فتاة لا تبصر تتواصل عن طريق المراسلة مع صديقة لها تعاني من مشاكل عديدة وتقوم صديقتها بنصحها وارشادها، وتزرع لها الأمل في طريقها، وتفاجأ الصديقة حين تعلم ان صديقتها المتفائلة المتمسكة بالحياة التي تنصحها لا تبصر، ورغم هذا لم تؤثر اعاقتها على حياتها بالسلب، وكنت أود من خلال هذه القصة التأكيد على أهمية ان يخرج المعاق من اسوار اعاقته وينبغي ان يتجاوزها وأن لا تقف عائقاً في طريقه، فالمشاكل نحن نخلقها بأنفسنا ونحن القادرون على تجاوزها.
إذاً لم تشكل اعاقتك عقبة في طريق نجاحك؟
بالعكس، شكلت دافعاً كبيراً لي، حتى معاناتي مع الغربة وصعوبة التأقلم استفدت منها وترجمتها الى قصص.
هل تشعرين بالغربة عن الجيل الذي تنتمين إليه؟
لست بعيدة عنه كل البعد، فلكل أمر سلبياته وايجابياته، وأحاول ان اعيش هذه المرحلة من عمري بكل ما فيها من جمال وروعة دون تجاوز الخطوط الحمراء، وأقع في الاخطاء التي يقع فيها بعض الشباب للأسف.
ولماذا تحرصين على كتابة يومياتك؟
أحاول دائماً ان افرغ كل ما في داخلي على الورق، سواء كانت مشاعر حزينة أم سعيدة، أو أحلاماً أو رغبات، حيث اسجل يومياً وقبل عامين من الآن كل ما يحدث معي خلال اليوم.
وهل انت مستعدة لنشرها مستقبلاً؟
مدرسة اللغة الانجليزية في المدرسة تنصحني بتمزيق هذه الأوراق قبل أن أعرف الشهرة مستقبلاً، وعندها لن أرغب في ان يقرأها أحد، ولكني لا ارغب بتمزيقها وأعتقد ان لدي الجرأة الكافية لنشرها مستقبلاً بإذن الله.
هل دعم والدتك لك كان دافعاً للاستمرار؟
بالفعل، هذا الدعم الكبير كان
ولا يزال أحد أسباب استمراري،
وأنا سعيدة بعلاقتي مع والدتي
فهي صديقتي وكثيراً ما نتبادل الأدوار، لأحدثها وكأني أنا الأم بكل ما يزعجني ويضايقني سواء منها أو من أي أحد آخر،
وهذه الصراحة تشعرني دائماً بالسعادة والأمان.
هل تخططين مستقبلاً لدعم موهبتك بالدراسة؟
لقد وقعت بالفعل في حيرة كبيرة بين دخول القسم العلمي أو الأدبي هذا العام، حيث نصحني كل من حولي ان ادخل القسم العلمي لأن مجالاته أوسع سواء من حيث التخصص الجامعي أو الحصول على فرص عمل، ولكني انتصرت اخيراً لرغبتي ودخلت القسم الأدبي الذي أحبه وأميل إليه، خصوصاً أني أرغب بدراسة الاعلام لأكون مذيعة في التلفزيون.
وهل سيأخذك العمل الاعلامي مستقبلا من الأدب؟
بالعكس لا يوجد تعارض بينهما، فأنا ينبغي أن أزيد من ثقافتي لأتمكن من الكتابة ولأكون مذيعة ناجحة، كما أني اخطط من الآن لكتابة رواية، ولكني انتظر حتى تزداد خبرتي في الحياة وثقافتي.
بماذا تنصحين الشباب ممن يمتلكون مواهب ورغم هذا لا يقومون بتطويرها؟
انصحهم أن يحاولوا قدر الإمكان الاهتمام بمواهبهم لأنها كنوز ونعمة من الله سبحانه وتعالى وعلينا المحافظة عليها وتنميتها والاستفادة من ايجابياتها، واذا وجدوا معارضة من الأهل عليهم اقناع أهلهم بموهبتهم، ولا بد وأن يفخر الأهل بهذه الموهبة إن لمسوا اهميتها، وعلى الشباب ان يساعد نفسه أولاً ولا يتناسى أو يتجاهل موهبته.
ماهي أمنياتك للمستقبل؟
أتمنى أن أكون ناجحة في عملي وأن انجح في نشر قصصي في كتاب، ولكني وغيري من المواهب الشابة نحتاج لجهة تتبنى مواهبنا وتدعمنا.
_
================
ملحوظة
هنك صورة لها مع الاستاذ الاديب الطيب صالح في النسخة الورقية
الحوار منشور بالخليج عدد 14ديسمبر
عن الخليج
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=127842
|
|
 
|
|
|
|
bayan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست