|
يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام )
|
.. .. هل حقاً ( كل طائر مرتحل .. عبر البحر قاصد الأهل ) ؟؟ فكم من طيورٍ ركبت منطاداً ليقذف بها في مدن المجهول .. فتقاوم جاذبية الحنين لتبتنى لها أوكاراً مشيدة بأوتار الشوق ونواح الذكري .. فنقلّب بقلبٍ شغوفٍ صفحات أطلس العالم على إمتداد خطوط طوله وعرضه لن نجد في جغرافيته المنبسطة بقعة تقع كالحافر بالحافرِ .. بلاد الدنيا مثل بصمة الأصابع لا تتشابه أبداً .. هناك أراضٍ لا تراها بمدى البصر ولكنك تشتّم أنفاسها وهي تخالط أنفاسك .. هي الأرض دائما مثل الحب الأول .. مهما تقاذفتك أحضان العذارى تظل شرارة الشهقة الأولى تلسعك كلما أنّ وارتعش نبض الذكرى .. كيف الفكاك حين تلف عنكبوت الذكرى خيوطها حول جدار قلبٍ منفطرٍ يقف على حافة لا تستند إلا على شفا جرف هارٍ .. وهل لغريق في صحارى مديدة سوى مزيد من الخطوات نحو وهم الوصول .. كيف نطفئ هذا الشوق الذي تطاولت ألسنة نيرانه ، هل حقاً ( الغناء سر الوجود ) .. ماذا نختار هل مراهم ( الحقيبة ) إكسير النسيان ..
كانت ليلة مضمّخة بعبق الأمس وأقحوان الغد .. تلمس فيها الشاب المسكون بكنز الحقيبة .. المفتون بتناسل المفردة المتجددة .. بشقاوته المحببة تلاعب د. أحمد ( طراوه ) بمهارة حاوٍ وهو يستفيض في سرده الآسر ممسكا بوتر الفن الرزين متتبعاً أنّاته من مهد نشأته عبر جميع سلالمه الحلزونة وخطوط نوته المتعرجة حتى آخر منعطفاته ، ليتتلمذ على مدارس الفن الثلاث .. كرومه بشموخه الشاهد .. الكاشف بعبقريته الفذة .. فمصطفى بحزنه النبيل ..
إزدهي المسرح فازدان بالحضور الباهر لشاعرتنا الرقيقة ( سوما ) وبصوت ملائكي تبخل علينا به ( إلهام ) وألق ملازم لمبدع يغرق في بحر التواضع والسماحة مصطفى السني ..
مثل البشرى طلت علينا ( سوما ) بمصاحبة موسيقى حالمه لتهمس بأشجان غربة تقف دموعها على حافة الرمش .. فتحبس أنفاس الحضور .. لتقدم باقة من أشعارها التي رضعت من ثدي الحنان فما ارتوت ..
أما ( إلهام ) فتماهت تماما مع أحرف اسمها بصوت كريستالي تكاد تخشى عليه أن ( ينجرح ) .. فتتسأل هل ينقص فترينة الفن السوداني إلا هذا الوجه المليح .. شكّلت ومصطفى ثنائياً كإمتزاج لبنٍ سائغا بشهد يشفى كل العذارى .. الحيارى .. لم أحتمل هذا الوهج .. حتى ( قلبي دقا ) .. غنت كشرحبيل .. كعائشة الفلاتية .. كالبلابل .. كما غني الخليل .. لحريق المك في قلب الدخيل ..
إكتملت اللقيا .. بكلمات روّضتها سوما ولحنٍ شدى به مصطفى السني .. ولم يكتمل الطرب بعد .. ألحقني يا مصطفي أكان بي (دا ) أكن بي ( داكا ) .. أبوي وينو ..يلا نزلوا الغناء -
ملحوظة أولى : كانت تلك ليلة سمر تم فيها بمناقشة متعمّقة نشأة الغناء السوداني مرورا بجميع مراحل تطوره وقوفا عند المحطات الرئيسية والتي اعتبرت مدارس قائمة بذاتها .. كما تم وبفكر ودراية التطرق لمساهمة المرأة بتلك المسيرة .. وما كتب أعلاه كان ظلالا لتلك السهرة فقط .
ملحوظة : أبو الجعافر يا طه .. ضيّع عليك السهرة ..
رحمابي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | AlRa7mabi | 12-13-04, 01:15 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | إيمان أحمد | 12-13-04, 01:24 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | AlRa7mabi | 12-13-04, 01:33 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | ابو جهينة | 12-13-04, 10:23 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | TahaElham | 12-14-04, 05:20 AM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | Tumadir | 12-14-04, 05:34 AM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | TahaElham | 12-14-04, 06:00 AM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | Raja | 12-14-04, 06:02 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | soma | 12-14-04, 08:22 PM |
Re: يا سلام من إلهام ( سوما ) ( وإلهام ) | عشة بت فاطنة | 12-15-04, 10:30 AM |
|
|
|