|
|
 Re: لماذا يحظى هؤلاء الاباء الجنجويد بكل هذا الاحترام؟؟؟افيدوني (Re: salwa elsaeed)
|
الاخت / سلوي
تحية طيبة و احترام
موضوعك هذا من المواضيع المسكوت عنها فى السودان و خارج السودان, لان الوجود السوداني خارج السودان, و للاسف الشديد ما هو الا( سودان مصغر), و اعني بالسودان فى هذا الموضوع , مؤسسة الزواج السودانية المتعارف عليها فى السودان, او تلك المؤسسة القائمة على رجل عرجاء, بدعوي ان مطلق رجل , افضل من مطلق امرأة , لا لشيء الا لان هذا ذكر او اقل بعض الشيء و هذه انثي, فمؤسسة بهذا الفهم المخل ماذا يرجي منها؟ فهؤلاء القوم يا سلوي لا يعرفون من مؤسسة الزواج غير الهجر فى المضاجع, الا من رحم ربي, و رحمة ربي هذه غير قائمة على مبدأ التكافؤ بين (الطرفين), هذا اذا كان هنالك طرفين اصلا, لاننا لا نعتقد بان هنالك طرفين, و لا نعتقد بان الزواج يتم بموافقة (الطرفين), فى معظم الحالات, فمعادلة (الطرفين) , هذه غير موجودة فى مؤسسة الزواج السودانية, و حتي اكون معك صريح, فالمنطقة التي اعيش فيها فى السودان, لا وجود فيها لهذه المعادلة, فالسودان بلد كبير, لذا فتعميم الاحكام فيه غير منطقي.
حديثك عن الاب المختفي و ت######## الجميع له, امر منسجم تماما مع مؤسسة زواجنا العرجاء, فالت########, سيتم على اي حال, اختفي الاب ام لم يختف, فما دام هو (رجل) , ت######## الناس له محفوظ, فللرجل فى مؤسسة زواجناالسودانية المتعارف عليها, العديد من اليات الظلم والقمع , وهو اي الرجل فى العديد من الحالات , لا يقل شأنا عن شأن اي انقلاب عسكري فى السودان, فيمكن للرجل منا ان يعارض انقلابا عسكريا ما و لكنه يترأس انقلاب عسكري اخر فى المنزل, و لم يرمش له جفن, و بالطبع هنالك بعض الاستثناءات و لكل قاعدة استثناء يثبتها.
تحدثت عن الاضرار التي تلحق بالاطفال فى حالة غياب الاب, و هذه حقيقة لا ينكرها احد, و لكن فى العديد من الحالات هنالك اضرار تلحق بالاطفال الذين يعيشون فى ظل وجود (الطرفين) اذا جاز التعبير, لان عملية التربية هنا , تكون عن طريق التربية البروس, فليس للدولة دور فى تربية اباء و امهات الاطفال, و بالتالي لا دور للاباء و الامهات فى تربية اطفالهم/اطفالهن, و تعتمد العملية التربوية بشكل كبير على الحظ, فانت و حظك كطفل, و الغريب فى الامر ان الانظمة المتعاقبة على الحكم فى السودان تتهم الناس (بعدم الوطنية)!! و لكن هذه الانظمة لا تسأل نفسها عن دورها في تربية النشء!! فالموضوع كله قائم على العواطف غير المسنودة بمناهج للتربية بمختلف مدارسها, منها التربية النفسية و الصحية...الخ, و اذا قلت هذا الكلام ينبري لك احدهم قائلا نحن و الله ربونا احسن تربية و بدون اية فلسفة فارغة, فامي لم تدخل المدرسة فى حياتها و الى اخر الحكاية المعروفة, و لكن الواقع الحالي يؤكد للناس الاخطاء التأريخية التي ارتكبت فى حق النشء.
لم افهم ماذا تقصدين بتسكع الهاربين بين دهاليز الانسانية, فاذا كنت تقصدين بان بعض الاباء يتركون اطفالهم و يتحدثون فى المنابر عن الانسانية و ما ادراك ما الانسانية, فهذا امر اكثر من طبيعي , لان الازمة لم تبدأ من هنا و لكنها بدأت منذ زمن ماشي و زمن لسع و زمن ربما جاي اذا لم يغير الناس هذا الحال التعس.
زواج الاباء الذين تركوا اطفالهم مرة ثانية و ثالثة و رابعة...الخ امر تبرره مؤسسة الزواج السودانية المتعارف عليها , ففي مؤسسة الزواج السودانية المتعارف عليه, ثغرات , بل جحور لها اول و لا اخر لها, فهي مؤسسة اقل ما يقال عنها بأنها مؤسسة قمعية و ظالمة , مثلها مثل بقية مؤسساتنا الكحيانة ذات الثقوب العديدة, اما حديثك عن (النساء الواهمات), فحديث فيه ظلم للنساء و فيه تعميم ايضا غير مقبول , و في خلاصة القول ان (النساء الواهمات) , انفسهن كن ضحية لمؤسسة الزواج السودانية المتعارف عليها, و انا اقول المتعارف عليها, لان مؤسسة الزاواج فى الجنوب مثلا ليست كمؤسسة الزواج فى معظم اقاليم شمال السودان ...الخ, لان مؤسسة الزواج السودانية حتي فى اقاليم شمال السودان ,عبارة عن خشوم بيوت متعددة, خشم بيت ينطح خشم بيت و باسم الزواج المبارك!! فماذا سنفعل؟ هذا هو الواقع الماثل امامنا الان, فكم شهدنا شلاليت للمرأة لا تحصي و لا تعد باسم الزواج المبارك و الموضوع طويل يا اخت سلوي. لذلك من حقك ان تنتفضي ضده لانه خصما على الانسانية جمعاء اذا كنا جزء من هذا الكون الانساني.
و طبعا النتيجة الطبيعية لكل زواج او سمه ماترينه مناسبا, هو الانجاب, و لا دخل( للعضوية الجديدة), اذا جاز التعبير, فى المجتمع بما حدث قبل الزواج, و كيف تم هذا الزواج؟ و على حساب من تم هذا الزواج؟ فهنالك اطفال جدد, سيجربون حظهم فى الحياة, فالمسالة مسالة حظ فى الكثير فى الحالات , لذلك وصفهم (بالتكاثر) , فيه بعض الظلم لهم/لهن, ووصف امهاتهم/امهاتهن بالواهمات فيه بعض الظلم لهن ايضا, فالمسألة تحل فى ظل وجود مؤسسة عادلة للزواج فى السودان, لا ظالم و لا مظلومة.
الفرق بين هؤلاء و جنجويد الغرب, هو ان جنجويد الغرب سودانيين, انتجتهم ظروف محددة, و هؤلاء الاباء الذين تركوا اطفالهم ايضا سودانيين , انتجتهم ايضا ظروف محددة, و كان يمكن ان يكون الاباء الذين تركوا اطفالهم جنجويدا في الغرب السوداني و ان يكون جنجويد الغرب السوداني هم الاباء الذين تركوا اطفالهم, فما عادت المسألة تفرق كثير و الله يكون فى العون, ارجو الا اكون قد خربشت لك موضوعك العظيم هذا. و لك الود.
برير اسماعيل يوسف
المملكة المتحدة
27/08/2004
|
|
 
|
|
|
|
برير اسماعيل يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست