الاستعداد للسلام هو في حقيقته تخل عن كل أجندة الحرب ، وتتلخص أجندة الحرب في محاولة إسكات الآخر عن طريق العنف ،، أطراف يسعى كل واحد منها لسحق الآخر أو تركيعه ، أو إرغامه على القبول بامر يرفضه أصلا .. منذ زمن طويل اعترفنا بأنّ هناك ظلما وقع على بعض مواطنينا ، على بعض فئات شعبنا ، على بعض أجزاء وطننا ،، اعترفنا وظللنا نشتكي من أن الوطن كله مهمش ومنهار ومصاب بكل أمراض التخلف ،، والحرب نفسها عامل مهم في إعادة إنتاج الفقر ، وتمكين أمراض التخلف ،، إذن العنف هو الحرب ، والحرب هي العنف ، وكلاهما أوصلانا إلى ما نحن فيه ،، ولن ينصلح حالنا ، ولن تقوم لوطننا قائمة ما لم نقول للعنف وداعا ، وللحرب وداعا ،، والحرب لن تترك هكذا بالأماني ،، فقط إذا رفعنا الظلم عن المظلوم ، ستتوقف الحرب ،، لا نحلم بعد اليوم بأن يظل المظلوم ساكتا ، كل الناس اليوم لهم حول ولهم قوة ،، كل الناس تقترب من التعرف على حقوقها ، وتريد حقوقها سلما ، فإن منعها مانع فستسعى لحقوقها غلابا ،، أي حالة ظلم تسجل في بلادنا تعني أننا ندعم العنف ، ونؤجج نيران الحرب . والظلم ليس عملا عشوائيا ،، هو عمل منظم ، يقوم به أفراد أو جماعة ، يخططون له ، ويحددون آلياته ، ويتقاسمون غنائمه ،، و قبولنا بالظلم يعني تمكين عصابته والسماح لها بإشعال نار الحرب ،، وهزيمة عصابة الظلم ليس أمرا سهلا ، ولا هو أمر يتم عن طريق العنف المضاد ،، ينبغي أن نعيد النظر في الكثير من موروثاتنا ، أسس تربية الإنسان ، وتنميته ، ، ينبغي أن نعيد النظر في مناهجنا التعليمية والتربوية ،، ينبغي أن نمنح الفرصة للقوى المستنيرة أن تنطلق عبر البلاد لتنشر الفضيلة ، وتزيل الجهل ، وتقدم النموذج الذي يحتذى .. الظلم ليس هو الجور الظاهر الذي نراه ،، هذا الذي نراه هو النتيجة وليس المنطلق ،، فمنطلق الظلم هو دواخل الإنسان ، وبدون تنقية لهذه الدواخل لا يمكن أن يزول الظلم أو يتراجع ،، يكفي أن يحتقر المجتمع كل ظالم ، أن لا ينظرأحد إلى من جمع الثروة من الظلم أنه حقق نجاحا ، أن نقوم بفضح الظالمين في كل وسائل النشر والإعلام ، أن نسارع إلى تقديم الظالمين إلى المحاكم ، ونتقدم بالحجة الدامغة ضدهم ،، ينبغي أن نقبل توبتهم ، ونعينهم عليها ، بعد أن نسترد منهم غنائم ظلمهم ،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة