الأعزاء شنتير ودكتور حسين ومهيرة، لكم شكري الجزيل على تعازيكم في عمي الحبيب. فقد نزلت ماتكم المواسية منزلاً طيباً من نفسي.
أما كلماتك المثخنات ياشنتير فقد ملكتني، وأكدت لي بأنك كما ظننتك دوماً صادق الحس، رقيقه، وإن ظنك البعض بن بادية جافة الطبع. لقد كان عمي عشارياً كذلك، لا مثيل له في تحليه بمزايا لا يجود الزمان بتوفيقها في شخص واحد.
دمعاتك الحري لامست قلبي. وقلب طري، يحرك القلوب من مراقدها، مثل قلبك هذا لا يضيع حامله، فأرجو أن تستهدي به للجم الشقاوة التي تتبدى بين الحين والآخر في بعض مساجلات بينك وبين من يخالفونك الرأي. وقد عبرت لك مراراً بأنني معجب جداً بأنك لا تلتوي، في التعبير عن نفسك، كما يفعل كثيرون. أحترم عنادك، إيما أحترام، وإن كنت لا أتفق مع بعض ما تحمل من رأي.
وقد كان عمي عوض هكذا، عشارياً، لايهمه راي الناس فيه كثيراً، بقدر ما يهمه رأيه هو في الناس. وقد كان معتداً بنفسه، ثم هو على تواضع غريب لا تخطئه عين. هذا الجمع بين عزة النفس والتواضع هو ماأعيي نفسي كي أكتسبه منه، وهو الأمي، وقد أفسدتني وأثقلت كاهلي الشهادات التي أحملها بعض حين. كم هي جوفاء غباواتنا الحداثية،المتنطعة المتعجرفة، التي تكسب الكبرياء الزائف؟ وكم من فرصة للتعلم من أهلنا الأميين، ومن نبينا الأمي، أفلتت من بين أيادينا؟
لا أدري، لأني لا أدري، ولأني أزعم أني أدري، مع أني لا أدري!!!!
ألا رحم الله عمك العشاري وعمي عوض "العشاري" وزادهما من فضله العميم بعد أن أغنيانا بتلعيمنا أن في المادة زيف إن لم تزينها روح، وبعد أن أطربانا، بلاحدود، بنشيد أبدي، هو نشيدالروح، الذي لن يتوقفا عن نفخ آلته الوترية فينا، فكلاهما وتر (بفتح الواو( وكلاهماعشاري وتر(بكسر الواو).
(عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 08-17-2003, 11:54 PM)