السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الرحمن بركات(أبو ساندرا)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2007, 12:00 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ (Re: أبو ساندرا)

    و رأي للدكتور منصور خالد في ختام مقالاته { عامان من السلام : حساب الربح والخسارة
    المنشورة في جريدة الرأي العام

    نعيد نشرها هنا لعلاقتها بموضوع البوست



    عامان من السلام: حساب الربح والخسارة (الأخيرة)

    هل من خط فضي تحت الغمامة؟


    --------------------------------------------------------------------------------

    السودان ومرحلة المخاض

    السودان اليوم في مرحلة مخاض، ونسأل الله ان لا تتمخض الليلة عن سوء.
    لهذا، من الخير لأهل السودان، حكومة ومعارضة، ان يقبلوا على الأمر
    بموضوعية تنأى عن شخصنة القضايا، وبروح وطني يعلو على التحزب
    وبواقعية تدرك أن الواقع، في الداخل و الخارج، لا يغير الا بأدوات الواقع المتوفرة.
    ونبدأ بأنفسنا، الذين عاهدوا وشارطوا، فالاتفاقية ليست فعالة بذاتها بل يُفَعل نصوصها
    الذين صاغوها، ومازالوا يتحدثون عنها كانجاز كبير.
    لهذا، على المعاهدين أن يدركوا أن العهود باستيفائها، وأن المؤمن عند شرطه.
    ولئن كانت بيننا فئة تظن أنها ستلتف على الاتفاقية بالتشاطر، جنوباً كان ذلك أم شمالاً،
    فعلى تلك الفئة أن تدرك ان زمن التشاطر قد ولى، وأن ثمنه سيكون باهظاً.

    الشماليون من هؤلاء لا يحسبون النتائج، أو يخطئون حسابها.
    أدنى النتائج هو انفصال الجنوب، ناهيك عن تداعيات مكعبات الدومينو
    التي ستترتب عليه والتي استفضنا في الحديث عنها.

    أما الجنوبيون منهم فمن حقهم على أنفسهم أن يعرفوا أن ممارسة حق تقرير المصير
    ترتبط ارتباطاً عضوياً بانفاذ الاتفاقية على الصعيد القومي،
    لا سيما وأن معركة التحول الديموقراطي الذي سيهيئ الأجواء لتلك الممارسة
    تدور في الخرطوم، لا في جوبا واويل وبانتيو.ه


    أين تكون البداية؟

    انطلاقاً من كل ما سبق، يحق السؤال: أين هى نقطة البداية؟ نرى،
    -أولاً أن لا مَعدي لطرفي الاتفاق عن العودة الى الروح التي تمكنا بها من الوصول الى
    وفاق تاريخي كان مصدر فخر لكليهما. ولكن، في ظل الترخص من جانب مسئولين كبار
    في التعامل مع أشراط الاتفاقية ونصوص الدستور لا يحق لنا فقط التساؤل عن ان كان
    هؤلاء المسئولون قد استوعبوا حجم التغيير الذي تهدف له الاتفاقية،
    بل يتوجب علينا أيضاً التنويه بضرورة ردع المترخصين عن ترخصهم.

    - ثانياً، الاتفاقية تمت بين طرفين نقيضين التقيا في نقطة وسطى،
    لهذا فان إنفاذها على وجهها الصحيح لن يتأتى إلا إذا تعامل كل طرف
    مع الطرف الآخر كما هو، لا كما يريده أن يكون.

    - ثالثا، لامفر للطرفين من وضع كل القضايا التي قادت للتعاسر بينهما على مائدة النقاش،
    الموضوعي منها مثل القضايا المختلف عليها في تطبيق الاتفاقية،
    والذاتي مثل الوهوم و المخاوف.
    ومن حسن الحظ أن يكون هذا هو محور النقاش الذي دار بين الشريكين
    في الاجتماع القيادي الذي تم مؤخراً.

    -رابعاً ما للطرفين مَعدِل عن التوجه الفوري نحو أمرين،
    الأول هو الحل العاجل لمشكلة دارفور، يداً مع أهلها بيد، وايفاءً لهم بعهد.
    في ذات الوقت لابد من أن نأخذ موضوع تحقيق الوحدة الوطنية مأخذ جد.
    ذلك عهد الزمتنا به الاتفاقية وحضنا عليه الدستور.
    الأمران إحتلا مكاناً رفيعاً في اجندة الاجتماع القيادي للحزبين الذي أشرنا اليه آنفاً،
    ولابد من ان يُتبع القول بالفعل. لذلك نتمنى أن تمضي حكومة الوحدة الوطنية تواً في هذا السبيل،
    ولتكن نقطة البدء في هذه المصالحة ما جاء في خطاب الرئيس البشير
    في الذكرى الحادية والخمسين للاستقلال (7/1/2007):
    ''لنلبي جميعاً نداء المصالحة الوطنية التاريخية. مصالحة التعافي الكريم. مصالحة محو الضغائن وابراء الجراح. مصالحة استعادة الحقوق وتراضى النفوس. مصالحة الرضى والوفاق''.

    بنفس القدر، نتمنى على من اسماهم فضل الله محمد حزب المتربصين أن يكفوا عن التربص،
    كما يكف من ينتابهم خَلاج شك عن الريب و الشكوك، حتى نقبل جميعاً على الحوار بعقل مفتوح.
    فالديموقراطية لا تنمو دون حوار، بل أن الحوار هو المخصب الأول لتربتها حتى ينمو عودها،
    وتُفرهد أغصانها، وتتفتح عيون ورقها. فالحرون غير الموضوعي، والدعاوى التي لا تقوم على ساق،
    والتناقض في المواقف، كل هذه العوامل قادت الى انسداد في الافق السياسي بل، نكاد نقول،
    الى حالة اندحار وطني.
    على أنا نلمح في ذلك الأفق ضوءاً بعد حديث الرئيس في عيد الاستقلال الحادي والخمسين الذي أومأنا اليه،
    وبعد قرار المجلس الوطني للحركة بضرورة الالتقاء حول عقد اجتماعي بين كل القوى السياسية يدعم السلام الشامل،
    ليس فقط في الجنوب، وانما أيضاً في الشرق والغرب
    ثم بعد القرار الأخير للهيئة القيادية للحزبين بخلق آلية لانجاز المصالحة الوطنية وفق ما نص عليه الدستور.
    و نأمل أن يدفع ذلك الجهد بمسيرة التحول الديموقراطي،
    ويمهد للانتخابات التي تفضي الي شرعية حقيقية، لا شرعية الأمر الواقع.
    فمصدر الشرعية الحقيقية دوماً هو ثقة المحكومين في الحاكمين،
    لأن القهر، مهما ملكت الدولة من اسبابه و أدواته، لن ينجب شرعية مستدامة.

    الحوار الذكي حول الاتفاقية

    عند اطلاعنا على المذكرة التي بعث بها المؤتمر الشعبي الى هيئة جمع الصف
    التي يترأسها المشير سوار الذهب (6/10/2006)، وجدنا فيها ما هو حقيق بالاهتمام،
    بصرف النظر عن الجوانب التي لن تجد قبولاً عند طرفي الاتفاق لما فيها من خرق لنصوصه واشراطه،
    مثل اعادة النظر في المنظومة الرئاسية.
    مما هو حقيق بالاهتمام في تلك المذكرة،
    - أولاً الاصلاح القانوني الأعجل مراجعةً للقوانين بما يوافق البيئة الديموقراطية الجديدة.
    - وثانياً خوض الانتخابات التي قالت المذكرة أن ''لا ضرورة لمقاطعتها لمظنة فساد شامل فيها،
    بحيث يحمل كل حزب برنامجه أو مشروعه الذي يطلب التفويض بموجبه''.
    - ثالثا ''قيام منظومة سياسية لكل الأحزاب والقوى السياسية تجري فيها تشاورات راتبة خارج
    مؤسسة الحكم لسندها ومدها بالاجماع الشعبي''.

    الموضوعات الثلاثة ذات أهمية، فما اعتبره د. الترابي اصلاحاً قانونياً اعجل، هو كذلك،
    ولن يقف في طريقه الا ذو عقل مختل.
    وقيام منظومة سياسية تضم كل القوى السياسية الفاعلة للتراضي على حد ادنى من الوفاق
    على ما يخدم المصالح العليا للوطن كسند لمؤسسة الحكم، لا كمخذل لها، امر مرغوب.
    على ان الموضوع الذي يستهمنا بقدر اكبر هو دعوة الدكتور الترابي للقوى السياسية،
    ليس فقط لخوض الانتخابات، بل قبل ذلك، لطرح مشروعها السياسي والبرامج التي تطلب التفويض بموجبها.

    في ذلك الأمر، يتوقع المراقب والناخب من هذه القوى، في البدء،
    ان تطرح على الناخبين برامجها الموازية للبرامج التي جاءت بها الاتفاقية،
    فالذي يرفض منظومة سياسية معينة لابد أن يكون له بديل عنها.
    وبما ان الاتفاقية بدأت بتشخيص لجذور الازمة السودانية تناولت فيه الدستور،
    والقوانين، ونظام الحكم، والتشكيل القانوني للتنوع بما في ذلك حقوق الجماعات الدينية المتعددة،
    وتوجهات الاقتصاد القومي، يتوجب على هذه القوى ان تقول للناخب:
    هل اعتراضها هو اعتراض على تشخيص الاتفاقية للأزمة؟
    وان كان التشخيص صحيحاً فهل الاعتراض على الرؤية وسبل المعالجة؟
    وان كانت الرؤية صائبة فهل الاعتراض على الأطر الدستورية و القانونية، أو نظام الحكم، أو التوجه الاقتصادي؟
    وان كان الأمر كذلك، فما هى البدائل لكل ذلك؟
    هذه الاسئلة هي التي حملتنا للافاضة في تشريح مواقف القوى المختلفة
    من الاتفاقية بهدف الامتحان الموضوعي لاطروحاتها، والتمحيص العقلاني لمواقفها.
    تلك الاستفاضة في التشريح أبرمت المتعجل السؤوم من المعلقين ولكن، دون ذلك الاضجار،
    ان كان ثمة اضجار للقارئ، لن نستطيع الغوص في أعماق مشاكل المجتمع الوجودية،
    بدلاً من اللُبث عند أعراضها، أو التمحك بالشعارات.
    الشعارات وحدها لم تُجدِ فتيلا في الماضي، ولن تفيد في حاضرٍ أكثر تعقيداً.
    كما أن التحقيق الفعلي للشعارات يتم عبر البرامج العملية
    التي تقود للوفاء بالالتزامات التي تفرضها تلك الشعارات.

    سياسة الحكم وسياسة القضايا

    الاسراف في الحديث عن نظام الحكم الديموقراطي التعددي،
    دون افصاح عما الذي يريد ان يفعل بالحكم من سيحكم، وبالمعارضة من سيعارض،
    يقودنا للحديث عن البرامج الحزبية لأن الديمقراطية تزوى إن اختزلت في وجهها الاجرائي الموسمي: الانتخابات.
    فالديموقراطية لا تعدو ان تكون اداة تنظيم للعلاقات السياسية وشكلاً من أشكال الحكم.
    ولكن، للسياسة اهدافاً، كما للحكم غايات.
    جوهر تلك الغايات هو بناء الوطن وتنمية المجتمعات التي تتساكن في رحابه.
    هذه المجتمعات لا تبتغي من حاكميها شيئاً غير الأمن والمأوى والعافية والتعليم والوظيفة.
    هذه الحقيقة يدركها السياسيون في كل العالم،
    لذلك لا يجعلون من الصراع على السلطة الغاية الاولـى والاخـيرة للـحكم.
    هـؤلاء أيضاً يميزون بين السياسـة الحكمية (politics of governance)
    وسياسة القضايا (politics of issues) فالفرنسيون، مثلاً، يميزون بين فرنسـتين :
    فرنسا المـلكية أو الرسمية (La France regale). وفرنـسا الحقيقيـة (La France reell).
    فرنسا الرسمية هى الحكومة والبرلمان والمتطلعون لكليهما ومن يحيط بهم من دعاة ومروجين.
    وفرنسا الحقيقية هى الفلاح الذي تضوى الاجسام ان لم ينتج،
    والعامل الذي يتوقف دولاب العمل ان لم يعمل،
    ورجل الاعمال الذي يدير المزارع والمصانع ويوفر العمل للعاملين،
    والمصرفي الذي يوفر المال لهؤلاء.
    المعيار الذي تحكم به فرنسا الحقيقية على فرنسا الرسمية في امتحان دوري (الانتخابات)
    هو مدى ادراك الثانية لاحتياجات الأولى وقدرتها على تحقيق تلك الاحتياجات.
    ذلك امتحان اكرم فيه أو أهين كثيرون.

    ما الذي تبتغيه الاحزاب؟

    وما الذي يريده الناس؟

    في السودان، باستثناء الاحزاب الايديولوجية، لم يكن للاحزاب الأخرى
    منظومة متكاملة من الرؤى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتنمية المجتمع وبناء الوطن،
    تُربي عليها كوادرها، وتشيعها بين الناس، وتتبارى بها مع، وتناظر، القوى الاخرى،
    ثم تحتكم بموجبها للشعب.
    لهذا تولد من ذلك الخواء الفكري بين القوى المتصارعة وحدة جدلية بين الحاكم والمعارض،
    لا تميز معها هذا من ذاك. ولعل هذا هو الذي جعل تلك الاحزاب، خاصة في حالات المعارضة،
    تتبنى أية اطروحة، حتى وان تناقضت مع رؤاها الرئيسة ومع مصالح القاعدة التي تمثلها،
    طالما كان هذا التبني يمثل، في اعتقادها، صفعة لمن تعارضه.
    خذ، مثلاً، البيان الذي اصدرته مجموعة الاحزاب المعارضة (بما فيها حزب الامة، والاتحادي الديموقراطي، والشيوعي)
    في نوفمبر الماضي عن ملتقى الخرطوم الاقتصادي لتشجيع الاستثمار العربي في السودان.
    جاء في البيان ان ذلك المؤتمر
    ''يستهدف بيع ما تبقى من مؤسسات القطاع العام للنخب الرأسمالية الطفيلية
    العربية والاجنبية وخلق تكامل اقتصادي بين الرأسمالية والطفيلية المحلية المرتبطة بالنظام.
    وتؤكد القوى السياسية والنقابية السودانية لكل العابثين بثروات بلادنا
    وبحقوق ابناء الشعب السوداني ان الحقوق الوطنية لا يسقط حق استردادها بالتقادم'' (رأي الشعب 9/11/2006).
    وبالرغم من نشر البيان في صحيفة المؤتمر الشعبي، الا ان اسم ذلك الحزب لم يرد بين الموقعين على البيان.

    لو جاء ذلك البيان من الحزب الشيوعي لما استغربنا امره،
    فللحزب الشيوعي رأي في الرأسمالية العالمية، ربما قد هجره،
    ولكن مازال في نفس بعض من أهله شئ من حتى.
    ذلك الرأي مستمد من الثنائية الفكرية التي حكمت العقل الشيوعي لزمان
    والقائلة بان العالم ينقسم الى معسكرين، معسكر الاستعمار ومعسكر الشعوب.
    كما لذلك الحزب رأي قديم حول تخلي الدولة عن القطاع العام، اختلف معه الناس أو اتفقوا.
    ولو نادى البيان بعدم بيع المؤسسات الاستراتيجية العامة،
    أو نبه الى مخاطر الخوصصة داخل الخوصصة (تِحت تِحت كما يقولون)، لشاركنا من صاغه الرأي،
    ولعلنا اشرنا الى ذلك في مقالنا حول ظاهرة الفساد.
    اما وصف مؤسسات كالصندوق الكويتي وصندوق قطر للتنمية أو الصندوق السعودي،
    ولكل واحد منها قلاع تنموية في السودان، بالرأسمالية الطفيلية فقول فاسد من عدة وجوه.
    فصناديق التنمية العربية ليست رأسمالية طفيلية وانما هي مؤسسات عامة
    انشأها القادرون من العرب لدعم التنمية في البلاد الشقيقة كالسودان،
    و الصديقة مثل الدول الافريقية عبر البنك العربي للتنمية في افريقيا.
    والتكامل الذي يخلقه هذا الدعم ليس تكاملاً طفيلياً،
    بل يدخل في صميم سياسات التكامل الاقتصادي العربي، و التعاون العربي الأفريقي،
    واللذين يمثلان حجر الزاوية في تكامل الجنوب الكوني (آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية)
    لمجابهة الجانب الوحشي من الرأسمالية الذي فرضه انفلات العولمة.
    هو أيضاً انفاذ لما اقررناه في كل المواثيق العربية
    بحسبانه من مقومات العمل العربي الاقتصادي الجماعي، واصبحت بسببه،
    للكويت وقطر والامارات والمملكة السعودية و سلطنة عمان حصون من التنمية في السودان.

    من جانب آخر، الاستثمار العربي الخاص جزء لا يتجزأ من السياسات التي تهدف في النهاية
    الى خلق مناطق للتجارة العربية الحرة ولسوق عربي مشترك.
    ولعل أجود تعبير عن هذا التوجه العربي الاستراتيجي هو ما قاله الرئيس الجزائري،
    عبدالعزيز بوتفليقة أمام مؤتمر القمة العربي في الخرطوم في العام الفائت. قال الرئيس الجزائري:
    ''لابد لنا من دفع وتيرة الاندماج العربي وصولاً الي اقامة المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر
    والتي تعزز وتصون حرية المبادلات التجارية،
    وتتيح تنقل رؤوس الاموال والأشخاص، وتوفر كل الشروط الضرورية لمزيد من الاستثمار
    والشراكة في مشاريعنا النهضية والتنموية، وتشجع انسياب التجارة البينية بين دولنا. كيف لا،
    وتفكيك الحدود الجمركية والتجارة مع العالم يجري حثيثاً
    بفعل الاتفاقيات التي وقعها العديد من دولنا مع الاتحاد الاوروبي ومع غيره من التجمعات الاقتصادية''.

    لا شك لدينا أن أول من ستتوجه اليهم الأحزاب التي وقعت على ذلك البيان، إن وليت الحكم،
    هو الصناديق العربية بحثاً عن العون الاقتصادي.
    ولو تفكر موقعو البيان قليلاً في عدد المشاركين من أنصارهم في ذلك المنتدى لتريثوا قليلاً عند صياغة بيانهم.
    كل ذلك يكشف عن هشاشة البرامج الحزبية، ان لم يكن انعدامها، مما قاد الى استفحال الغوغائية في السياسة.

    هذا ما كان من امر القوى السياسية الحزبية غير الايديولوجية،
    اما الأحزاب الايديولوجية فقد اعمتها شهوة اصلاح الكون عن النظر الى ما هو أدنى، وبوعي كامل منها.
    فقضايا الاوطان ظلت مؤجلة عند هذه القوى الى حين اصلاح الكون.
    تلك لوثة اصابتنا من المشرق، فالقوميون منا كانوا مهمومين بتوحيد الامة قبل توحيد الوطن.
    والاسلاميون ابتغوا مشروعاً حضارياً يعم فيضه الكون قبل ان يطعموا الاقربين من جوع ويؤمنوهم من خوف.
    والامميون كانوا يريدونها ثورة عالمية، بل تاريخية، تقود اهل الارضين الى جنة بلا مثال،
    ولهذا كانوا في الدولة الرائدة يطلقون على جوزيف ستالين لقب '' سائق قاطرة التاريخ ''.
    وحمداً لله، فقد انحسرت لوثة اصلاح الكون حتي في منابتها،
    ولم يبق لنا الا تركيز الاهتمام على ما هو أدنى، ألا وهو هموم الأقربين.
    غايتنا اليوم، فيما نرى، هي النهوض بالسودان و ليس أكثر من ذلك.
    وهذا لا قدرة لنا عليه إلا إن أمسكنا بمفاتيح قضايا الانسان الحياتية في بلادنا.

    مطالب الاقربين كانت دوماً، وما زالت، اقل كثيراً من اصلاح الكون. هى باختصار:
    الماء الصالح للشرب لكل مواطن، التعليم لكل تلميذ، المعاهد الفنية لكل راغب في، أو قادر على،
    التمهر فيها من الكوادر الوسيطة، المشافي والدواء للمرضى،
    الطرق التي ينقل عبرها المُنتِج انتاجه الى الاسواق،
    الطاقة التي تضئ المنازل والمكاتب وتدار بها المصانع،
    القوانين التي تحمي حقوق الزارع والعامل وصاحب العمل،
    والادارة الجيدة لكل هذا لأن نجاح الأنظمة يعتمد على كفاءتها الداخلية في أداء ما نذرت نفسها لأدائه.
    ان أفلحنا في هذا أرضينا الله و الوطن.

    هل الى ذلك سبيل؟ وهل من خط فضي تحت الغمامة؟
    - نعم، لو التزم طرفا الاتفاقية بما تعاهدا عليه كاملاً دون نقصان أو تهيب من النتائج.
    - ونعم، لو أدركنا جميعاً في الشمال و الجنوب أولويات الحكم، وعلى رأسها
    تحقيق الاحتياجات الأساسية للمواطنين وجعلنا منها هدفاً استراتيجياً.
    - ونعم، لو فطنت احزابنا -كل أحزابنا- الى أن السياسة التي لا تصحبها برامج
    تعالج المشاكل الحياتية للانسان ويتنافس على ضوئها المتنافسون هى سياسة لا تجري على استواء ولا تحقق نفعاً.
    ذلك الادراك لن نتقاصر عنه إلا إن زوى الانسان في دواخلنا.
    نسأل الله أن لا ننتهي لذلك الوضع السنيح، أي المنحوس.
    كما لسنا ببالغي تلك الحالة من الخيبة الا إن عميت علينا الأنباء،
    ''وإذا اراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ''.
                  

العنوان الكاتب Date
السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-15-07, 01:59 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Muna Khugali04-15-07, 02:12 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ نعيم على حماد04-15-07, 02:26 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Elmuez04-15-07, 02:28 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-15-07, 02:29 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Muna Khugali04-15-07, 03:13 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-15-07, 02:41 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Atif Makkawi04-15-07, 02:48 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-15-07, 02:54 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ حسام يوسف04-15-07, 03:25 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Atif Makkawi04-15-07, 04:46 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-15-07, 04:57 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ bayan04-15-07, 05:11 PM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ عبدالله شمس الدين مصطفى04-15-07, 05:53 PM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ رؤوف جميل04-15-07, 06:51 PM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ حسام يوسف04-15-07, 07:49 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-16-07, 05:34 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Ashraf el-Halabi04-16-07, 08:02 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Yasir Elsharif04-16-07, 08:15 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-16-07, 12:07 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ شهاب الفاتح عثمان04-16-07, 03:57 PM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-16-07, 06:40 PM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-16-07, 06:45 PM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ نهال الطيب04-16-07, 06:58 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-16-07, 06:51 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-16-07, 06:56 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ kamalabas04-16-07, 06:55 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ طارق عبد اللطيف نقد04-16-07, 07:28 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-16-07, 07:59 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Raja04-16-07, 08:11 PM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Khalid Eltayeb04-16-07, 09:10 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ عبدالأله زمراوي04-16-07, 10:11 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Abdel Aati04-16-07, 10:54 PM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-17-07, 00:37 AM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ رؤوف جميل04-17-07, 01:28 AM
          Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ بشير الخير04-17-07, 03:13 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-17-07, 10:53 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-17-07, 12:00 PM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-18-07, 03:20 AM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-18-07, 03:48 AM
  Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ أبو ساندرا04-18-07, 11:48 AM
    Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-19-07, 05:27 PM
      Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-25-07, 07:26 AM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-25-07, 07:31 AM
        Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ Bushra Elfadil04-25-07, 08:05 AM
          Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ shaheed gadora04-26-07, 00:40 AM
            Re: السلطة تمارس عنفها المعهود مع موكب المفصولين تعسفيآ sultan04-26-07, 06:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de