|
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية (Re: أبو ساندرا)
|
أبوساندرا لك التحية مخاوفك مشروعة ولكن ... هذه مساهمة سابقة مع بعض التعديلات والإضافات : الشراكة بين الإنقاذ والحركة الشعبية ‘ والتي سنساق إليها بمبررات السعي نحو السلام ، نتوقع أن تكون شراكة تقوم على أسس وطنية ، نتوقع أن تكون النواة التي ستنطلق منها الديمقراطية الرابعة وهي الديمقراطية التي نأمل أن تفضي بنا إلى السودان الجديد ، خاصة وان الحركة ظلت تحمل السلاح عشرين عاما لتحقيق ذلك ، وأن كل القوى السياسية في السودان قد اقتنعت قناعة تامة بضرورة السعي لبلوغ هذا السودان الجديد . ولعل الإنقاذ الآن ومهما كابرت أكثر اقتناعا بهذه الضرورة بحكم الحرب التي يواجهها بها الشعب السوداني طيلة فترة حكمها بالرغم من كل محاولات التجميل والتجمل التي تبذلها ، وقد بدأت الإنقاذ في الاستجابة للضغط الشعبي منذ عدة سنوات ، لكن استجابتها كانت بطيئة ومتلكئة ، حتى أن ذلك أحدث فيها انشقاقا كاد يفقدها السلطة وما يزال يهددها ، وهي تحسب له ألف حساب . لا يهم أن نكون خارج سلطة الفترة الانتقالية أو داخلها ، ولا يهم أن نكون طرفا في أي سلطة في أي زمان أو عهد ، لكن من المهم جدا أن تكون السلطة عادلة وديمقراطية ووطنية ، وأنها تكتسب شرعيتها من أنها تمثل الغالبية من المواطنين . من المهم جدا أن تكون السلطة قومية ، لا تسعى لتمكين حزب ، أو جماعة ، أو تمكين أشخاص بعينهم ، وأعتقد أن الإنقاذ تفهم ذلك وتعيه جيدا ، لأنها قد ذاقت مرارة الحفاظ على السلطة في ظل عدم الشرعية ، وذاقت مرارة التمكين للحزب على حساب الوطن ، وذاقت مرارة ممارستها لتهميش الآخر وإقصائه ، ولن ينسى التاريخ مطلقا للإنقاذ أنها ظلت طيلة فترة حكمها تحرس نفسها بقوانين الطوارئ ، وما ذلك إلا لأنها جافت قوانين العدل والمساواة والحرية والديمقراطية . والإنقاذ حين تسعى للسلام لا تسعى إليه حبا فيه ، ولا تسعى إليه لأنه من صميم مبادئها ، فهي جاءت بالعنف واستمرت به ، لكن العنف المستمر والذي قابلته مقاومة مستمرة يوهن صاحبه ويعيده إلى رشده مهما طال الزمن ، أو بالضرورة أن ينكسر قرن الوعل من صلابة الصخرة ، فالإنقاذ أجبرت على الولوج إلى السلام والقبول بشروط الآخر والاستجابة إلى ما ينتظم العالم من مناداة بالديمقراطية والعدل والمساواة وإطلاق الحريات والالتزام بحقوق الإنسان ، ولن يقبل الشعب ولا الشعوب المجاورة ولا العالم بغير ذلك . وعت الإنقاذ كل هذا فاتجهت نحو السعي للسلام ، لكن الإنقاذ كعادتها لا يمكنها أن تتخلى هكذا فجأة عن أطماعها وعن انتهازيتها وعن مكرها وخداعها ، فهي مهما بلغت درجة وعيها فإنها لن تصيب وعيا كاملا إلا إذا وجهت لها الضربة القاضية ، لذا نجدها تناور وتحاول الخروج ببعض المكاسب لتجنيب نفسها الفناء ، لكنها كما تعلمت تدرجا فإنها ستتعلم المزيد وسترى المزيد من المواجهة مع الشعب ومنظماته المدنية . الحركة الشعبية لن تتفق مع الإنقاذ على استمرار الديكتاتورية وتهميش الآخر وإقصائه ، والحركة الشعبية لن تقبل أن يقوم السودان الجديد على أوساخ السودان القديم ، والحركة لن تقبل انتهاكا لحقوق الإنسان ولن تقبل بغير العدل والمساواة ، لأن كل ذلك ليس من طبيعتها ، ولأنه ليس من مبادئها ، ولأنه ليس من أدبياتها ، ولهذا فإن الحركة ستظل شوكة حوت في حلق كل من يريد أن ينكص عهدا ، أو أن يتراجع للوراء ، أو من يسعى لإرجاع السودان إلى عهود الديكتاتورية والتسلط وانتهاك حقوق الإنسان . الذين يقولون أن الحركة باعت حلفاء الأمس واختارت حليفا جديدا هو الإنقاذ ، نقول لهم أن هذا وهم تعيشه الإنقاذ ونأمل أن لا تعيشوه معها ، لأن الحركة ما تزال في صف واحد مع حلفاءها ، وحليف الحركة الأساسي هو الشعب السوداني ، وأحزابه تمثله والحركة تعي ذلك تماما . والحركة في حساباتها أنها لم تحصل على كل ما أرادت ، وقد يرى البعض أنها تنازلت عن بعض مما كانت تنادي به ، لكن الحركة تعرف أن ظروف المساومة تقتضي ذلك ، لكنها أيضا تعلم أن الطريق طويل والأمر لن ينتهي بتوقيع الاتفاق ، وفي كل ذلك تعمل الحركة بتنسيق مع حلفاءها وتعكس رؤاهم وأمانيهم في كل سانحة ، ورؤى هؤلاء وأمانيهم هي رؤى الشعب وأمانيه ، فإذا استصحبتها الحركة فإنها تكون قد فاوضت باسمنا جميعا ، وأرى أنها فعلا تفعل ذلك ، فشراكة الجركة والإنقاذ ليست كشراكات الإنقاذ السابقة ، الحركة ستحرس مكتسبات نضالها ، أما الدولة الدينية التي ستقوم في الشمال فعلى الشعب وأحزابه ان يصعدوا نضالهم ضدها باعتبار ان الدولة الدينية دولة دولة لا ترعى حقوق الإنسان ، وأعتقد أن من مصلحة الحزب الشيوعي أن لا ينفرد بمثل هذا المشروع ، بل عليه أن يعمل من خلال ومع حلفائه من الأحزاب الليبرالية ومن منظمات المجتمع المدني لاقتلاع الدولة الدينية كليا من السودان ، وأثق أن الحركة نفسها ستسهم في هذا العمل ، لكن انفراد الحزب الشيوعي بمشروع معارضة الدولة الدينية سيتم تحويله إلى عمل ضد الإسلام وضد السلام، ولن يتقدم المشروع كما لن يكسب الحزب الشيوعي شيئا ، اللهم إلا إذا كان الشيوعيون يسعون لتسجيل مواقف دون بلوغ الهدف النهائي .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-17-03, 09:06 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-18-03, 11:39 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | esam gabralla | 11-18-03, 11:55 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-18-03, 08:27 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | Ala Asanhory | 11-18-03, 11:28 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-19-03, 09:39 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | Yasir Elsharif | 11-19-03, 12:44 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | بهاء بكري | 11-19-03, 06:05 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | ودقاسم | 11-19-03, 07:09 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-20-03, 08:29 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | Alsawi | 11-20-03, 10:17 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | elsharief | 11-20-03, 05:20 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 11-22-03, 11:34 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 12-08-03, 12:41 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | ابراهيم حموده | 12-08-03, 08:02 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 12-09-03, 10:01 AM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | فتحي البحيري | 12-09-03, 04:17 PM |
Re: الحكم الثنائي الثاني ،قراءة إستباقية | أبو ساندرا | 12-11-03, 12:31 PM |
|
|
|