|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: mansur ali)
|
الأخت سولارا شكرا للمقال القيّم عن هذا الرجل العظيم الذي قتل لدواع سياسية بحتة ودعيني أقدم مقالا أيضا لآن ماري شيمل :
خطرات وأفكار عن "الحلاّج" بقلم: أنا ماري شيمل "وما فعلتُ، ستفعلُه أنت أيضاً – حذارِ! ستحمل البعث للميتين – حذارِ!" بهذه الكلمات يجعل الشاعر والفيلسوف الهندي المسلم محمد إقبال (1877-193 الحلاج يتكلم في ملحمته الفارسية الخيالية "جاويدنامه"، أي "كتاب الخلود"، فيصوره بذلك كمفكر مبدع، حاول بث الحياة في معاصريه الموتى روحياً وفكرياً، أي حاول منحهم إيماناً حياً جديداً، وتحريرهم من التقليد واجترار القواعد المتوارثة الخالية من كل روح. إنها لظاهرة تبعث على الاهتمام أن يحتل الحلاج – الناقد المناوىء بين عدد ضئيل من أمثاله في تاريخ الفكر الإسلامي – مكانة مرموقة بين النخبة الفكرية في صفوف المسلمين في العقود الأخيرة. إن هذا المتصوف، الذي أُعدم بأبشع صورة في بغداد عام 922، قد أُسيء فهمه مراراً. فقد فُهمت كلمته: "أنا الحق"، أي "أنا الحقيقة المطلقة"، أي "الله"، فُهمت كتعبير عن تعالٍ متعاظمٍ للذات، بحيث أثار بذلك الشكوك في إيمانه بحلول الذات الإلهية في النفس البشرية. وقد اعتبره بعض معاصريه ساحراً خطراً، بينما استاء خصومه السياسيون من دوره في خطة مرسومة لإصلاح الضرائب، ورأى رجال الدين في فكرته حول إسقاط الفرائض تعبيراً عن كفره ودليلا على إلحاده، رغم أنه ألّف في عمله "كتاب الطواسين" أجمل أنشودة يمتدح فيها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. غير أن كبار المتصوفين في جميع العصور قد أبدوا إعجابهم الشديد بحبه المطلق لله عز وجل. ونجد في أدب العصر الوسيط خطاً يزداد وضوحاً في العصر الحديث: إذ يُعتبر الحلاج ثائراً في وجه ضيق الأفق الفكري لدى المتحجرين من رجال الدين، لأنه شهد خبرة الاتصال بالله، تلك التجربة الروحية الحية – كما فعل الإمام الغزالي فيما بعد، عندما تخلى عن وظيفته التعليمية في المدرسة النظامية ببغداد، لأنه وجد أن زملاءه كانوا منغمسين في نزاعات وخلافات لا طائل من ورائها حول مسائل فقهية سطحية، دون أن يتحلّوا بذرّة من الإيمان الحي، أو يمتلكوا بارقة من الاتصال الحي بالذات الإلهية.
وفي تطور يثير الاهتمام يظهر الحلاج في شعر إيران وشبه القارة الهندية لفترة ما بعد العصر الوسيط كإنسان رفض السكولاستية المتحجرة بسبب تجربة اتصاله المباشر بالله عز وجل وحبه الخالص له، مما أدى الى قتله. ولكن أليس من الصحيح أنه عندما يرى الإنسان الحقيقة ويجدها، يكون مستعدا للموت في سبيلها؟ وقد قال الشاعر الهندي ميرزا أسد الله غالب (1797-1869) في بيت شعري فارسي مشهور ما معناه:
"السر الكامن في القلب – لن يكون موعظة جوفاء! قد تُفصح عنه على المشنقة؛ أما على المنبر، فلا!" وهذا يعني أن الشاهد الحقيقي لجلالة الله يجب أن يصبح شهيداً، وأن يدفع حياته ثمناً لأعلى تجربة وهي الاتصال بالحقيقة. وفي الأدب الأُردي والتركي الحديث يُصوّر الحلاج أحياناً كثائر ضد المجتمع القائم، كما أنه يظهر كذلك في الشعر العربي المعاصر كممثل للأبعاد العميقة للإسلام، كمكافح من أجل العدالة والفهم. وقد سعى صلاح عبد الصبور في "مأساة الحلاج" الى إظهار الطابع الاجتماعي لرسالة الحلاج، وأعطى تفسيراً دقيقاً لضرورة موته: إذ كان موته أمراً محتوماً – لكي يعود أتباعه فيجدوا كلماته في أثلام الحقول، حيث تكمن خفية عن العيون، لكي تحمل على الرياح، التي تهب فوق الأمواج – فما الذي كان سيحدث لرسالته المنادية بحرية الفكر، لو لم يمت مشنوقاً؟ وقد أكد أدونيس في أعماله الأولى على حداثة لغة الحلاج، وقد كرّس هو وعبد الوهاب البياتي لهذا المتصوف الشهيد شعراً رثائياً زاخرا بالأحاسيس العميقة، وإن كان يتسم بالصعوبة في فك طلاسمه.
ومع ذلك فإنه يبدو لي أن إقبال أكثر إصابة للحقيقة من أغلب المحاولات الأخرى في فهمه لنواة حياة هذا المتصوف الوسيطي العاشق لله ومدى تأثيره. فقد اعترف بالحلاج – الذي يُحتفى به منذ عدة قرون في الشعر الشعبي الهندي الإسلامي كعاشق كبير لله – كمصلح إسلامي. وقد كانت قناعة إقبال ثابتة في أن "عالم القرآن" ينفتح لكل إنسان وفي كل عصر بصورة جديدة، وأن الإسلام ليس دينا متحجراً بعيدا عن الواقع، بل إن المفكرين والصوفيين الكبار قد تغلغلوا الى طبقات بعيدة الأعماق من الفهم، بحيث يصبحون بذلك أمثلة عليا يقتدي بها الإنسان العصري أيضاً. و في نظره كان الحلاج، الذي فهم أعماق الوحي الإلهي بصورة أفضل مما فعل كبار الفقهاء ورجال الدين الذين يعجزون عن التحليق الى الذرى الفكرية، كما يقول هذا المفكر الإسلامي الهندي بسخرية، لأن كلاً منهم يجثم "كقارون على المعاجم العربية"، أي أنه لا يستطيع التحليق بسبب عبء معارفه اللغوية الفقهية، بل يُضغط ميتاً تحت الغبار، كما غرق قارون تحت عبء كنوزه. لقد كان الحلاج في نظر إقبال مناضلا طليعياً في سبيل الإيمان الحي، وكان بهذه الصفة مثلا أعلى للإنسان المعاصر.
وقد يكون هذا التفسير مفاجئاً؛ ولكن إذا قام إقبال "بصورته النيتشوية" للحلاج – كما قال لويس ماسينيون مرة – بحثّ بقية البشر على التفكير، فإن في ذلك إنجازاً مهماً كبيراً: فقد اتضحت له ضرورة الحب الخلاّق لتقديم تفسير مثمر للعصر الحديث في مثال هذا الشهيد الصوفي من العصر الوسيط.
ترجمة: محمد علي حشيشو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: الجندرية)
|
Mansur Every day Life brings many fabulous surprises to me, but to know that you are a member here, is very pleasant surprise!
And let agree that with Dr Nahid Anqha who said: The pursuit of truth is the quest for a particular goal, a quest pursued no matter how difficult the path -- and for the most important truths, the way may be long and arduous indeed. Tasawouf, or Sufism, is the esoteric school of Islam, founded on the pursuit of spiritual truth as a definite goal to attain: the truth of understanding reality as it truly is, as knowledge, and so achieving ma'arefat. In Tasawouf when we speak of understanding or cognition we refer to that perfect self-understanding that leads to the understanding of the Divine. This very logical principle is based on a typically succinct saying of Prophet Mohammed: "Whoever knows oneself, knows one's Lord." The origins of Tasawouf can be traced to the heart of Islam in the time of the Prophet, whose teachings attracted a group of scholars who came to be called "ahle suffe", the People of Suffe, from their practice of sitting at the platform of the mosque of the Prophet in Medina. There they engaged in discussions concerning the reality of Being, and in search of the inner path they devoted themselves to spiritual purification and meditation.
Welcome Mansur, I'm waiting for your feedback Thanks
محبة سولو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: farda)
|
الاخت مريم الاخ farda شكرا لكم كثيرا كما اشكرك يا مريم على دعواتك بالرحمة لوالدى
و ما اسعدنى ان اسمع منك ان والدى اورثنى الحكمة .. ولكن كيف لى ان اقنع بذلك جدتى الحبيبة تلك الافريقية التى اراها أجمل إمرأة فى الارض بتلقائيتها وسذاجتها الناصعة وإيمانها بكل الظواهر الكونية والتى تعتقد اعتقادا جازما ان شيطان عنيد يسكن فى راسى وان والدى وتلك الكتب ذادت من كل الحماقات التى ارتكبتها فى الارض .
شكرا لك مريم شكرا لك farda
محبة سولارا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: Solara_sabah)
|
الأخت سولارا
قولي لجدتك إذن ما أجمل الحماقات التي على وجه الأرض إن كانت مثل حماقات حفيدتها. أدهشتني أولاً المعلومات الإضافية في البروفايل: كائن مزيج من الأفريقية والإنجليزية ... ثانياً هذه المداخلات المرهفة، ومنها هذا الاهتمام بشيخ شهداء الصوفية، وهم كُثْرُ.
لا زلت أقرا نصك عن الحلاج، ثم بعده النص الذي اضافه الأخ خالد.
شكراً لكِ أيتها الإنسانة المرهفة.
نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
العزيزة نجاة شكرا لك كثيرا على هذة الكلمات النبيلة ربما لا تدرى جدتى المحبوبة انها بتلقائيتها وقصصها التى أثرت بها مخيلتى فى طفولتى كانت اقوى واعمق من تلك الافكار التى قراتها فى كل الكتب, إنها ايضا ساهمت وبطريقة خفية فى تلك الاشياء التى تسميها حماقات لان حكاياتها وقصصها ستظل دائما تشكل روح الانسانة التى صرتها "انا " الان
شكرا لك نجاة ومحبة من القلب
سولارا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: Solara_sabah)
|
الاخت الفاضلة سولارا سلام
ما اروعه من مقال وما اسماه من حديث حول العاشق الكبير العالم الجليل الحلاج كم مفيد هذا المقال العلمي الامين لكشف جوانب كثيرة للذين يجهلون الصوفية ومدي حبهم وتعلقهم بحب الله عز وجل ورسوله الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم انها سيرة تروي قصة عن قامة شامخة حرة صادقة في ايمانها واستسلامها لله عز وجل شكرا جزيلا لهذه المادة الروحية الدسمة
ali
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: Solara_sabah)
|
أعجبتني كلمات صلاح عبدالصبور وهو لايعفي الذين هتفوا فرحا بموت الحلاج عن المشاركة في الجريمة . ومااشبه الليلة بالبارحة!!!
صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاً الأجهرُ صوتاً والأطول وضعوه فى الصَّفِّ الأول ذو الصوت الخافت والمتوانى وضعوه فى الصف الثانى أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل قالوا : صيحوا .. زنديقٌ كافر صحنا : زنديقٌ .. كافر قالوا : صيحوا ، فليُقتل أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا فليُقتل أنا نحمل دمه فى رقبتنا قالوا : امضو فمضينا الأجهرُ صوتاً والأطول يمضى فى الصَّفِّ الأول ذو الصوت الخافت والمتوانى يمضى فى الصَّفِّ الثانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحَــلاَّجُ ومُحَاوَلَةُ تَفْجِيرِ اللُّغَــةِ (Re: Solara_sabah)
|
أعادني هذا المقال الي الكتابة لما أثاره في من أشجان لهذا المتصوف المشبوب بخيوط النور والذات الالهية. فلله درك ودر من شارك فيما سبق.
"لم يختار الله شخوصا من خلقه ليفرق فيهم أقباسا من نوره؟
هذا ليكونوا ميزان الكون المعتل ويفيضوا نور الله علي فقراء القلب وكما لا ينقص نور الله اذا ما فاض علي أهل النعمة لا ينقص نور الموهوبين إذا ما فاض علي الفقراء"
وقد اختلف الحلاج مع صوفية عصره، كما يذكر المرحوم صلاح عبد الصبور في مأساة الحلاج، حين أخذ يتصل بالناس ويتحث اليهم فنبذ خرقة الصوفية. والخرقة رمز الانخلاع عن الدنيا والفناء في الجماعة الصوفية. جمع الحلاج حوله مجموعة من الفقراء واتصل ببعض وجوه الدولة وكان يبث اراءه الاصلاحية بصراحة ووضوح فظل بقية حياته بين سجن ومحاكمات لا تتم، واتهام وتكريم حتي محاكمته الاخيرة في 309هجرية.
وتعقيبا لما ذكرت في مقالك الشيق فإن ماسينيون ينسب الحلاج الي الحنابلة، ويجعل الشيعة- ومنهم كان الوزراء وكبار الحكام- عدا الخليفة- هم الساعين في دمه، وذلك بعد تحقيق تاريخي مسهب.
ويذكر عبد الصبور نقلا عن الاصطخري أن الحلاج استمال مجموعة من الوزراء وطبقات من حاشية السلطان وأمراء الامصار وملوك العراق ومن والاها...استمالهم لماذا؟ لا يحدثنا الاصطخري
المهم أن الكثير من الكتاب قد خاضوا في موقفه ضد الدولة ونسبه البعض الي أنه من دعاة الفاطمية يدعو الي الرضا من ال محمد صلي الله عليه وسلم.
أبدع عبد الصبور في مأساة الحلاج وحكي وصفا شعريا رائعا يكون اضافة لهذا الرجل الغامض في حياته وفي مماته. غير أنه أثبت أنه نقطة يقف عندها الكثير أدبا، تصوفا، رقة وشفافية
" الحب الصادق موت العاشق حتي يحيا في المعشوق لا حب إذا لم تخلع أوصافك حتي تتصف بأوصافه"
وأنا انوي أن يكمل حبي لله أن أخلع اوصافي في اوصافه أنا انسان يضنيني الفكر ويعروني الخوف ثبت قلبي يا محبوبي أنا انسان يظمأ للعدل ويقعدني ضيق الخطو فأعرني خطوك يا محبوبي وشفيعي في صدق الرغبة والميل.
| |
|
|
|
|
|
|
|