|
|
 هل هناك حوار بين المثقف ورجل الدين؟
|
أهل البورد.. سلام..
لعل هذا الموضوع الذى أنقله اليكم من جريدة الشرق الأوسط هو من أهم ما قرأت فى عام 2004. أرجو أن يثير شيئا من النقاش فى المنبر حول امكانية الحوار بين المثقف ورجل الدين فى السودان و اقليم الشرق الاوسط عموما..
كتب فاضل السلطانى:
لا شيء امتع من قراءة حوار بين كاتب ورجل دين. كاتب من الطراز الاول مثل فيليب بولمان ذي ثقافة دينية عميقة، ورجل دين يحتل اعلى مرتبة في التسلسل الهرمي الديني في بريطانيا وهو الدكتور روان وليمز، رئيس اساقفة كانتربري، ذو الثقافة الادبية الواسعة.
وكان كتاب بولمان «ادواته المبهمة» قد تم اقتباسه مسرحيا، وهو يقدم الآن على المسارح البريطانية. وقد احتج رجال الدين على عرض المسرحية لأننا نسيء الى الدين المسيحي، لكن رئيس اساقفة كاتنربري فاجأ كل المؤسسة الدينية في بريطانيا بوقوفه الى جانب عرض المسرحية، ليس لايمانه بحرية التعبير فقط، بل لأنه لم يجد ما يسيء الى الدين لا في الكتاب الاصلي، رغم ان كاتبه ملحد، ولا في المسرحية المقتبسة عنه. والفكرة الاساسية للكتاب هي ان قسما من رجال الكنيسة يتصرفون وكأن الدين المسيحي ملكهم فقط ويقدمون فهمهم لهذا الدين وكأنه الحقيقة الوحيدة. وبالتالي، لقد حاصروه ضمن جدران الكنائس، وصادروه لانفسهم، وهذا ما خلق فجوة كبيرة آخذة بالاتساع بين الناس المؤمنين وبين الكنيسة، وتجسدت، اكثر ما تجسدت، في شكل انعكاس الدين في الاعمال الادبية المعاصرة.
والكاتب يريد بصورة من الصور، ان يعيد جوهر الدين الى الناس، فهو قضيتهم بالدرجة الاولى، ولا يمكن لأية فئة ان تدعي ملكيته، وهو ليس تعاليم فقط تملى من الخارج، بل مسألة انسانية كبرى منذ فجر التاريخ، شكلت المصير الانساني، ولا تزال، لذلك ينبغي تنمية الوعي بها، بدل الاملاء والتلقين.
وهو رأي يتفق معه رئيس اساقفة كانتربري، الذي يثير دائما اتباعه ضده بآرائه المتنورة، واكثر من هذا عبر عن اعجابه بالكاتب بولمان، لأنه كما قال، يقدم شخصيات انسانية عميقة، معذبة بقلقها واسئلتها و«ان تكون دينيا، يعني ان تكون انسانا في العمق».
التقى الرجلان في المسرح الوطني البريطاني، في حوار مطول نقلته القناة التلفزيونية الرابعة ايضا. ولم يبق شيء لم يتناقش فيه الرجلان فيما يخص اشكالية العلاقة الكبرى بين الدين والأدب، وكيف انعكس الاول في الثاني منذ عصر الاغريق، وما هو شكل هذا الانعكاس في الأدب المعاصر.
كلا الرجلين كان مسلحا بسلاح الآخر، سلاح المعرفة الذي يخترق القلب والعقل ويغنيهما بالدفء الانساني. وحوار مثل هذا لا يمكن ان ينتهي، فكلا الطرفين لم يلجأ الى تخطئة الآخر، او قمعه، او وضع سقف للحوار معه بتكرار عبارات جاهزة تعدم اية امكانية للاستمرار، ولم يقل وليمز لمحاوره الملحد ان الحقيقة تكمن في الكتاب الذي يؤمن به، بل اتفق معه ان الحقيقة تكمن في المكتبة، في المعرفة الانسانية التي راكمها البشر بعد قرون من البحث والعذاب.
هذه الحقيقة ينقلها الفن ليس على شكل رسالة، كما في الأدب السيئ، بل من خلال العالم الواسع الذي ترسمه الاعمال الكبيرة الباقية التي صنفت ضمن الأدب الديني كما في اعمال ملتون الشعرية، كلاسيكيا، او حديثا في اعمال الروائية الاميركية فلانري اوكونير، وفي قصائد الشاعر الويلزي آر. اس. توماس اللذين يستشهد بهما رئيس اساقفة كانتربري كثيرا.
والمغزى الكبير الذي يريد ان ينقله هؤلاء الكتاب، كما يقول، هو ان يعلمونا كيف نكون بشرا والشرط الأول لأن نكون بشرا هو ان ننفتح على العالم الذي نعيش، ونفهم الوسط الذي نولد فيه، ونقرأ الماضي الذي ورثناه قراءة واعية حتى نستطيع ان نمتلكه لا ان يمتلكنا للأبد. وبهذا المعنى، يلتقي الكاتب ورجل الدين، والأدب والدين، وتلتقي كل الأديان، فالهدف هو واحد: الانسان، مهما تعددت وسائل الوصول اليه، ولا بد ان تتعدد، وتتنوع وتتناقض مثل اية ظاهرة في الكون، لكنه تعدد متنوع وتناقض يغني الوحدة الانسانية، التي تسعى اليها البشرية منذ فجر التاريخ، وما التعصب الاعمى والصدام الطائش، والتطرف البغيض إلا استثناءات في هذا التاريخ تؤكد القاعدة.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل هناك حوار بين المثقف ورجل الدين؟ (Re: أسامة البيتى)
|
أرجو أن يثير شيئا من النقاش فى المنبر حول امكانية الحوار بين المثقف ورجل الدين فى السودان و اقليم الشرق الاوسط عموما..
تحية طيبة
السؤال المطروح هو
في السودان والشرق الاوسط تكمن الأزمة في ان هنالك فصل وقطيعة كاملة ما بين العلوم الدينية والفقهية والعلوم الحديثة والفلفة وربما ذهب البعض الي نفي المعرفة ومحاربتها مثل محاكم التفتيش تحت دعاوي غريبة ووهمية .. وابسط مثال ما حدث في فترة تعريب الجامعات السودانية وتغيير المناهج ... اعتقد انهم سج
حبوا نظرية داروين ( سمعت عن ذلك )
ولكن المؤكد هو ما حدث في مناهج المدارس فقد نحولت الي مناهج لا يمكنها باي حال من الأحوال ان تخرج شخصا يمنلك معرفة
ليست المسالة خاصة بالسودان فقط او في الوقت الحالي ...
ولارتباط
السلطة السياسية بالسلطة الدينية كان اقصاء المعرفة طوال التاؤيخ هو اللتجاه الوحيد للسلطة لتحافظ علي نقسها
اذا
الأزمة ازمة ادوات حوار ومفاهيم ومعرفة
فكيف يمكن ان تحاور شخصا لا يفهم عن عن الماركسية والعلمانية الا انها رجس من عمل الشيطان ...
اذا سؤال الحوار متقدم جدا علي طبيعة الأزمة الموجودة وهي امتلاك المعرفة وادوات الحوار
ان السؤال الاول الذي يسبق كل ذلك هو سؤال اللغة ( التي تعكس مدي ما نحمله من معرفة )
اذا هو ما الحوار الذي تعبر عنه عبارة ( حوار الطرشان )
مرحبا بك الي ارض حوار الطرشان
.
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل هناك حوار بين المثقف ورجل الدين؟ (Re: أسامة البيتى)
|
الأستاذ/أسامة البيتي
لك التحية وأنت تنقل لنا هذا الموضوع وأرجو أن أشارك في حوار الطرشان هذا..
إذا حاولنا أسقاط هذا الموضوع علي قضاياناأعتقد جازما أنه لا يجود في الأسلام ما يسمي رجال دين لأن الأسلام دين لا يقوم علي الكهانة أو الواسطة بين العبد وربه ولا يحتاج المسلم الي كهان يسجعون له ويمنحونه صكوك الغفران نيابة عن الرب...وقد تسلل هذا المصطلح من التراث المسيحي وبفعل الأنحطاط الفكري للمجتمع المسلم إذ أمتهنت طائفة من المسلمين وظائف الدين وصارت تتكسب منه فألتمست لها زيا وسمتا خاصة بها مثل الكوفية الحمراء والجلباب وغيرهما فصارت هذه الطائفة تحتكر الفتوي ووظائف الدين الأخري..فغلبت عليها مصالحها في الكسب فتوسلت اليه بتمييز نفسها عن المجتمع ...والفقه لغة هو مطلق الأدراك والفقيه هو من أكتسب علما شرعيا يعرف به الأحكام والحلال و الحرام..كما يجب أن يلم الفقيه بالواقع والأحوال لأن علمه الديني يتنزل علي واقع مخصوص..وبدون أدراكه للواقع وأقضية الناس المتجددة يكون الفقيه منفصما عن الحياة ولا ينفع بعلمه الناس وإن كثر..أما المثقف فهو مصطلح يتدحرج مثل كرة المطاط ويكتسب كل يوم ظلالا جديدة..فالأصل فيه كما قال المرحوم البروفيسور عبدالله الطيب أنه يطلق علي المتعلم وتعرفه القواميس بأنه الأخذ من كل شئ بطرف لأنه يستحيل في هذا الزمن الألمام الموسوعي المتعمق للمعارف كلها..لذلك فأن المثقف بالفهم الساري لدينا تقابلها في اللغة الأنجليزيةالمتعلم educated وليس intellectual التي هي في التعريف القاموسي تعني القدرة علي أستخدام التفكير المنطقي وفهم الأشياء يعرفها قاموس أكسفورد بأنها using a person's a bility to think in a logical way and understand things ..وقد أرتبطت كلمة المثقف بالعلوم الأجتماعية والسلوكية أكثر من العلوم التطبيقية فالمهندس والطبيب وأن تعمقت معرفتهما بالحصائل العلمية لا ينالان لقب مثقف ولكن من لديه بعض ألمام بالشعر والقوافي والعروض والمسرح والآداب والروايات والفنون وقضايا الفلسفة والحداثة وحبذا إذا كانت له موهبة في الجدل السياسي حينها يستحق لقب مثقف بأمتياز وإن كان يجهل غيرها من المعارف الأخري..في تقديري إن كلمة مثقف تعاني من أختلال وأعتلال مفهومي كبير وأعتقد أنه قد تم تجييرها في عرفنا السوداني لصالح شرائح محدودة غلبت عليها الثقافة التجريدية والنظرية فغالت في وصف نفسها وأنتزعت لها الألقاب..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا اسامة يا انسان.. (Re: أسامة البيتى)
|
يا أسامة البيتي.. يا انسان..
نحن ابناء جيل في هذا المنبر نسبة لقرب تواريخ تسجيلنا..
انا مؤمنة بفكرة صياغة النفس المتجددة.. فهي اساس استمرارية تطور الشخصية واتزانها..
اقتبس من حديث الفاضل أعلاه بعض المقاطع..
اطرحها كمحاور لنقاش متجدد يومياً داخل الذات.. وان لم تحظي بالنقاش في هذا البوست فلتظل ناقوساً في عقل كل منا..
المحور الاول متديّن يعني ان تكون انسان:
واكثر من هذا عبر عن اعجابه بالكاتب بولمان، لأنه كما قال، يقدم شخصيات انسانية عميقة، معذبة بقلقها واسئلتها و«ان تكون دينيا، يعني ان تكون انسانا في العمق».
المحور الثاني المعرفة بشكلها العام:
كلا الرجلين كان مسلحا بسلاح الآخر، سلاح المعرفة الذي يخترق القلب والعقل ويغنيهما بالدفء الانساني. وحوار مثل هذا لا يمكن ان ينتهي، فكلا الطرفين لم يلجأ الى تخطئة الآخر، او قمعه، او وضع سقف للحوار معه بتكرار عبارات جاهزة تعدم اية امكانية للاستمرار، ولم يقل وليمز لمحاوره الملحد ان الحقيقة تكمن في الكتاب الذي يؤمن به، بل اتفق معه ان الحقيقة تكمن في المكتبة، في المعرفة الانسانية التي راكمها البشر بعد قرون من البحث والعذاب.
المحور الثالت التاريخ الذي نشأت فيه:
والمغزى الكبير الذي يريد ان ينقله هؤلاء الكتاب، كما يقول، هو ان يعلمونا كيف نكون بشرا والشرط الأول لأن نكون بشرا هو ان ننفتح على العالم الذي نعيش، ونفهم الوسط الذي نولد فيه، ونقرأ الماضي الذي ورثناه قراءة واعية حتى نستطيع ان نمتلكه لا ان يمتلكنا للأبد.
ويا اسامة انا دايرة كتاب بومان (ادواته المبهمة) لو في طريقة..
ويا ابو آمنة فضي لينا زمنك حبة .. وانا راجياك لاستمرار النقتش في بوست العرب..
ولكم خالص الود..
و... تحاياي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا اسامة يا انسان.. (Re: Muna Abdelhafeez)
|
فوووووووووق. الموضوع قديم ومتجدد في آن.
دعني يا أخ أسامة البيتي "لأخرّم" من الموضوع وأتساءل بجدية: هل من حوار بين المثقف والمثقف في السودان والشرق الأوسط؟ أعتقد أن هذا هو السؤال المهم والأكثر إلحاحاً من السؤال حول وجود حوار بين المثقفين ورجال الدين.
ولك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل هناك حوار بين المثقف ورجل الدين؟ (Re: أسامة البيتى)
|
الاخ اسامة وكل المشاركين
تحية طيبة
حقيقي ينقصنا الحوار المفيد الهاديء في كثير من امور حياتناوخاصة في المسائل التتي تعلق بالدين ، فهناك الكثير من التساؤلات اليت يمكن ان تدور في خاطر اي فرد منا ومع ذلك لا يجدالمساحة الكافية لطرحها ، فالحياة واسعة بالقدر الذي يمكن معه ان تستوعب كل ما يدور داخل بني البشر من اسئلة واجابات ، فيكفي تساؤل ما لتجد نفسك كافر او غير مؤمن بمجرد شهادة قد تكون ناقصة من احد الذين يدعون المعرفة الكاملة
اعتقد ان الحوار مفقود وكما قال احد الاخوة المشاركين حتى الحوار بين المثقف والمثقف مفقود
لكم التحية لهذا الموضوع القيّم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل هناك حوار بين المثقف ورجل الدين؟ (Re: JAD)
|
الأخ جاد..
طبعاً انا ما أسامة..
لكن الأعوج رأي والعديل رأي
فماذا يعني لك المثقف..
لدي يعني المعرفة الملمة والوعي والانسانية.. بما فيها الاديان
رجل الدين يعني العقيدة والحقيقة والانسانية..
فهما يتقاطعان..
معزتي..
ويا اسامة انت وييييين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abo Amna
Shinteer
JAD
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست