كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: المحــراب : شجـــن (Re: جبران)
|
مناغاة
إعادة ترتيب الذات هي من أكثر الأمور تعقيداً .. وإمكانية التواصل بذات مشتتة هي نوع من أنواع الإبتذال المرهق لذات الذات نفسها .. لذا قبل أن أحاول الإنطلاق في المضامير الإجتماعية أحاول أولاً أن أرتب بعض مفردات الذات .. وبخاصة تلك التي أحتاجها في التعامل مع الآخرين .. لحديثي معك لا أحتاج كثيراً أن أرتب ذاتي .. وإنما أن أكون أكثر حرية في التعبير عن نفسي بغير إهتمام كثير بالمفردات .. وأنا أعلم أنك بما حباك الله من قوة إحتمال قد تستطيعين .. وبما لك من صبر لا محدود تستطيعين السفر إلى الآفاق الغريبة عن إرتياد البشر العاديين أو البشر المثاليين.
سيان عندي ساعة الحزن العظيمة والسماء الملبدة بالأماني الضائعات .. هل هناك أكثر من حب البقاء الذي يتخطى كل الأسوار ويشهق بالأمل .. عندما أحس بأن الأيام قد غفلت عني ولو لبعض الوقت وشملتني رحمة السماء .. وهل لي غيره أهرب إليه وأحاول التواصل معه أن لم تمتد إليه يدك الأنيقة واللبقة فتخفيه عني .. فأسافر أنا في مجالات العدم والغربة.
حاولي بما لك وما عليك أحياناً من الكرم أن تتركيني أقابل هذا الرائع المختبئ بداخلك .. أو أن أتعامل مع أماني الفكرة العبقرية تلك التي أدهشتني بجبران والوتيرية الغريبة .. التي لم ألتقيها مرة أخرى على مدار عمري القصير .. الذي رجعت فيه إلى ذاتي أحاول إكتشافها وأحاول التقريب بينها وبين الناس والملائكة .. الرفق بالفراش هو الإحتمال الأوحد في تفسير العلاقة بين الوهم وبيني.
هناك فرق كبير بأن تكون مثل الشمس وأن تكون مليئاً بالضياء .. وأنت لست مثل الشمس .. ولكن الضياء السافر يكاد أن يخترق الستار الواهي الذي يبنيه الجسد .. نعم لست كالربيع ولكن هناك إحساس بالعبير أكاد أتبينه عندما تستوي كلماتك على صفحات الورق .. أقول لك وبكل تجرد وصراحة بداخلك شئ جليل تحرصين على وأده كيلا أتبين ملامحه .. ولكني أعرف معالمه جيداً وانتظر أن يغلب يوما على تحصنك ويبدو في جلاء.
تكاد الأيام تنقضي دون مقابلة الأشخاص الذين كان يجب أن ألتقيهم كي أحس بالأمن والإطمئنان .. كي أحس بأني إنسان جدير بالحياة الهادئة والرائعة وأن أكون في تصالح تام مع نفسي ومع المفردات الباقية.
هل تدرين أن الأسباب التي دفعتني للسفر هي الرغبة الأكيدة في الإنتماء للسماء .. والتحليق الحر في الخيال دون الحوجة إلى العودة إلى الأرض مرة أخرى لمعاودة الإنطلاق .. وكذلك الملل الذي يعقب كل محاولة فاشلة من جانبي في العودة إلى القواعد العامة .. التي تحكم كل الناس الطبيعيين والأشخاص الذين يشكلون ويلونون أطراف المجتمع بالألوان الطبيعية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المحــراب : شجـــن (Re: جبران)
|
... .. . إنه حديث الذات مع ذات ذاتها ... أعرف ... ولولا ذاك لأنكرت بعضه عليك ... لكن اليقين يملأونى أن تلك هى لحظة "تنكيش" الاشياء التى تسبق إعادة ترتيبها
صديقى الطيب ... سلامات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المحــراب : شجـــن (Re: جبران)
|
سيدتي / نورا
لك الود أقصاه
تعلمين سيدتي أن الإنسان صور مكرورة من بعض .. فربما كان إحساس بنفس الفداحة .. يغلو أو ينقص .. هو أحسه آخر في زمن ما .. لذلك حرصت على أن أكتب خواطري .. عسى أن يكون فيها سلوى .. لآخر يمر بذات المنعطف الذي مررت به ...
يظل في داخلي شئ يقول بأن الانتصار وشيك .. وإن محاولة التصالح مع الذات هي اللحظة القادمة .. يا لهموم الوطن .. في ذات مرة رحلت له بدون زاد كما قال صلاح .. فاكتشفت أنني ضيعته (وطني) في صالة القادمين .. في استنكار رجالات المطار من العودة خالي الوفاض .. بدون خفي حنين .. فقط بكامل الحنين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المحــراب : شجـــن (Re: جبران)
|
. . .
تلقفت حروفك طازجة فأبيت أن أأخر ردى .
. كأنك أتيت بالمعنى مقلوب كيف يكون خالى الوفاض من يأتى مسربل بالحنين
يداخلنى شعور كل مرة أغادر فيها هناك أننى أدير ظهرى لهم ويكون شعورى معكوسا تماما حين القدوم ... أشعر بضباط الجوازات وهم يختمون أوراقنا ببعض حنقهم علينا ... هذه المرة سأخبرهم أنها عودة لا مغادرة بعدها ربما يرضون
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
|