المحــراب : شجـــن

المحــراب : شجـــن


01-20-2004, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1074602495&rn=0


Post: #1
Title: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 01-20-2004, 01:41 PM

سادتي .. أنقل لك هذه القصة من تجربة خاصة عامة .. وددت أن أنقلها بحياد .. ولكن أبت نفسي إلا أن تملي علي ما أحست أكثر مما رأت .. أقصها عليكم عساي أن أجد في سردها عليكم بعض العزاء أن شاركني فيها من أحب ومن أحترم .. هذه القصاصة من الذاكرة لا تحتمل فكرة الكتابة ولكنه فقط الشجن ما دفعني لكي أقصها عليكم.


يهبط عليك القنوع من كل حدب .. تسير إليك الأحزان بخطىً جبارة .. ويبطئ عنك العزاء كلما أردت أن تقاوم الخذلان .. أهذا عينه طريق القصر الذي شهدا دوماً بدايات القصص التي تحب .. ومن هؤلاء القوم الكثير .. من أين أتوا ؟ .. حينما انحدرت في هوة الغربة لم تترك هذا الشارع بذات الصخب .. ما كانت المركبات تصارع كي تصل إلى شارع الجمهورية .. وأين هو السبيل القديم الذي تكاد تتنفس ماءه قبل أن يصل إلى الشفاه ..

سرت وأنت تحمل مضايقات الرجال الرسميين – ذوي المناصب والجاه – ومظروفا تحوله من يد ليد لتتقي تلفه من ما تبذل من عرق .. سرت وأنت تبحث في سرك عن ذلك السوداني النبيل الذي تركته هنا بين هذه المفردات .. وعدت بانتباه كي تجده مكانه .. هيهات .. ففي ساعة الغفلة أعيدت صياغته أو مات في ذات برد في التمدن..

أبو جنزير وكفتيريا المغتربين وأنصاف الحالمين بالهجرة .. تمر علي تفاصيل مدهشة ومقلقة .. حميمة وغريبة في آن .. تبدو كلوزيوم وكأنها تعاتب الزمن بلونها الرمادي البني الكالح .. سيال من الذكريات يمر عليك وأنت تشاهد عربات الخط في كساد في موقف كوبر .. المزاد وندرة في خط الشعبية .. تعود للوراء من منظر الإزدحام الذي لا يشابهه إلا امتحانات الفرع وحضور المنتسبين ..

فجأة تزن في بالك فكرة العرديب .. المشروب الساحر الذي يجد له الناس ألف مبرر ليتناولوه .. تتذكر فجأة الرائعة حنان النيل وجماعة الفرح المقيم ويا رزينة التي كانت تلون كل كوب تتناوله من هذه الأكشاك بلون الانبساط ..

وقفت أمامه هناك ولم أكد أصدق ما أرى .. شاب سوداني في محاولة الوصول إلى منابت الوقار .. يقف مستندا على بعض حاملات العصير وكلوزيوم تحدق فيه بدهشة والشارع مشغول عنه بالعربات التي لم يفتها أو يلفتها المنظر ... يختلج في نشيج مرير وكأن العالم هباء .. يهتز جسده كله بالبكاء والناس من حوله لاهين .. أدهشني جداً هذا الظرف وتناسيت الانفعال .. لم يحدث أو حدث أو سيحدث إذا كنت سودانيا قديما أو حديثا .. قروي أو مدني أن تمر على شخص دامع وإلا استنطقته سبب حزنه .. فكيف بالنائح .. ولكن ربما كان الحضور وقتها من غير ما جبلنا عليه أو أنهم خبروا سبب بكائه ولم يجدوا له العزاء ..

يا أخو إنشا الله خير مالك ..

كدي هدي نفس شوية واستغفر الله

الحاصل شنو ..

من فجوة بين كل تنهيدة والأخرى.. تسرق لحظة من الزمن وتأتي له بكوب ماء .. عل الرواء يهدئ روحه التي تكاد تبين في غفلة من الزمان خارج الجسد .. ومن بين الأصابع المرتعشة والأنفاس الشحيحة بسبب البكاء يجمل كلامه بواحدة .. الشحاد.

يفسر لي صاحبي بالقول .. أنه هو أيضاً أتي إلى المكان مدفوعاً بفكرة العصير إلى هذا الموقف .. مر من أمامه كهلا في مستهل الشيخوخة يستجدي الناس .. في ثياب رثة وجسد هزيل .. مر من أمامه دون أن يعيره اهتمام ككل الأشخاص الذين يزدريهم النظر .. قصد الشيخ أحد الأشخاص الوقوف في انتظار عربات آخر الزمن "أمجاد" تذهب ربما ناحية "بري" أو ناصر .. فاعتذر له المسئول أن ربنا يدينا ويديك .. فقفل ناكصا على عقبيه مستديرا عنه .. بإشاحة من قصد فلم يجد .. وعندما اكتملت استدارته تلاقت نظراتهما والتقت عيناه بعيني صاحبنا فأحس بكل الكون يتساقط من حوله .. مادت به الأرض وضاقت السماء .. نظر فإذا العيون السائلة هي ذات العيون التي كانت تعرف في أقل من لمحة كل يدور في رأس كل طالب في الفصل .. عيون أستاذه ..

Post: #2
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 01-20-2004, 02:08 PM
Parent: #1

جبران

خليل المعنى حين يهبناكل المعنى، وحين تشح فى بيداءنا مناهل الإرتواء

سبحت بإسمك والشجون سوامرى
حتى بكى قلبى بدمع محاجرى

بدون إلتفاتة من الروح، وجدتها تمسك بكل ما فيها، كل عطر برعى وأبوداود، ووجدتنى أهمس الى ذاتى

بالله يا أهل الهوى
فؤادى حابه ليه
جيبولى من حبه دوا
والحب دواهو ايه

ربما هى غربدة الطرب فى مطلقه، أبوداود أو برعى أو جبران، أو حتى وقع ترنيمات متكاسلة من رحمانوف، هى ذاتها ما يطلق شرارة الإنتشاء ويعلن للروح كرنفالها البهى، كلهم سواسية كرائحة الخريف

هل تصدق يا جبران أنى وحتى لحظة كتابة هذه "التا" الأخيرة فى "لحظة"

لم أتنفس عبيرك الأزرق المدلوق ها هنا، فقد سكرت المهج قبلا، بمجرد أن لامست عيونها الإسم "جبران" قد أتى، فلنبسط له كل ساحات الترقب والإنتظار، من ورده هو، فهو حامل الورد، ولينتشى فينا الدم مهرولا بين صفاء الكلام ومنتهى العذوبة

دعنى أقرأ الآن

وأستودعك من لاتضيع ودائعه

وعليك المعزة كلها

أبوذر

Post: #3
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Raja
Date: 01-20-2004, 03:10 PM
Parent: #2


الأعزاء جبران والمطر..
لم استطع مقاومة اسم "جبران " مثلك ايها المطر.. ودخلت.. فوجدت بستانا سريا يختفى في بقعة بعيدة من بقع البورد التي ترى فيها بقايا نيران وجرحى حروب نحن صانعيها..
جبران.. يا حامل اسم "النبي"..
المطر.. هل لي بكامل نص اغنية ابوداود "بالله يا أهل الهوى".. لأن لي عقدين ابحث عنها..
فقط اردت قول... شكرا

Post: #4
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 01-20-2004, 04:56 PM
Parent: #1

.
..
...

ما أن وقعت العين على المحراب حتى هتفت كل دواخلى ... ها قد عاد جبران
ها قد عاد صاحب المحراب ... وما أن وقعت العين على شجن حتى
تنهدت عاليا وقلتها لك فى سرى

"يا أخو إنشا الله خير مالك ..
كدي هدي نفسك شوية واستغفر الله
الحاصل شنو .."


ووجدتنى أركض بنفس واحد حتى اخر الوجع فتجمدت للحظات ...تماما كالاموات ...عند نقطة النهاية ثم دونما حيلة "مادت بى الأرض وضاقت السماء" ولم أشعر الا بصوت النشيج وذات عينين زرقاوين تربت على كتفى
ولسان حالها يقول

مالك يالاخت انشا الله خير
كدى هدى نفسك شوية واستغفرى الله
الحاصل شنو...



اه يا جبران أضحت حياتنا مشحونة بالشجن وغارقة فى النحيب ...
يكفى أن نفتح أعيننا بأقل زاوية ليبلل طعم ملح الدموع الشفاه ...
فلنمشى منكسي الرؤوس ... نضع أصابعنا على أذاننا اذا حتى لا نسمعهم ولا نراهم

.
.
.

Post: #5
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 01-21-2004, 07:11 AM
Parent: #1

العزيزة رجاء العباسى

الحبيب جبران، قديس المحراب

الهالة نورا

لكم جميعا الصباح بكل إبتسامه وما حوى من مودة

وهاهى يا رجاء "بالله يا أهل الهوى" وهاهو أبوداود بكل شموخ الطرب ومعناه الأصيل، أهديها لك وللأعزاء جميعا

أبوذر

بالله يا أهل العوى
فؤادى حابه ليه
جيبولى من حبه دوا
والحب دواهو ايه

**************
بالله يا أحلى الأنام
بالله يا أجمل سمير
بالله يا أول غرام
بالله يا حبى الأخير
حباك قلبى وانكوى
والحب دواه ايه

**************
تسحرنى يا ناير الخدود
ساحر الوجود مالك على
أنا دمعى فاض من الصدود
على الخدود من مقلتى
ما نابنى من حبك سِوى
دلال وصد وتيه

**************
بالله يا سارى الغمام
يا جاى من وادى الحبيب
أنزل على قلبى سلام
أبرد حشاى واطفى اللهيب
فؤادى ذاب وانزوى
والحب دواه ايه

Post: #6
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 01-21-2004, 11:53 AM
Parent: #5

جبران .. مرة أخري .. وما أحلى المرات
جبران .. يا برق الخريف القبلي ..
يا عواصف من نشــيد..

أبا ذر .. يا عصير المعاني ..
ويا صندل العشق المهجن بالأقاحـي والأريـج ..

أنتم .. أنا .. وتراتيل البكـــاء ..

متى ترحـل الأشجان ؟
متى يفرح مالك الحزين .. يرفع حداد السنين؟
متى تكف القماري عن الأنين .. فيشفى جرح الحقـول؟
متى يعود "البلوفر الأطلنطي" من مهاجـر الصقيع؟
متى يعود الهدهد بالخبر اليقين؟
متى تأتي الشمس بالبشرى وتعود ليعقوب يوما بالقميص؟
اليوم .. اليوم ..
باكـيا أنا .. أشرب الأحزان ..
كل ما في قلبي المفتون يصلي جاثيـا ..
والسماء تختطف أكف الدعـاء ..
فالنجوم لا تزال تمنح الضياء ..
والغيمـات ما تزال بوجه الصيف رغم عويل الشتاء ..
فيـا جزائر المنى هل من لقاء؟ هـل؟

صـلاح / شتات

Post: #11
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Raja
Date: 01-24-2004, 05:04 PM
Parent: #5


الرائعان المطر وجبران..
أقسمت ان انقل هذه الواحة الوريفة الى أعلى.. عل الزملاء يجدون الهدوء والجمال الذي وجدت..
دمتم،،

Post: #7
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 01-21-2004, 01:41 PM
Parent: #1

صاحبي المطر

يكفيني منك المرور .. فكرمك لا يحوجنا لاستسقاء .. مفردة منك تعربد جذلى في دقائق الأثير فإذا المكان أنوار وضياء .. ما أمتع أن يقضم الواحد ألمه في صمت .. ولكن حين ما تجد من تأمنه فداحة حزنك يعوزك البكاء .. بالله يا أهل الهوى .. سقيا كريم لزولة كريمة ... رجاء تلك.. إذ لم تخص نفسها بهذه السحابة التي تنتظم كل القلوب .. بعض حزن خفي وواضح لغياب ضرار عبد الله جعفر عن الملامح .. ولكن يكفيها المطر ..

أنثى تمر بالذاكرة دوما هي أمي .. تدعو الله لي أن "يعدل ختوتي ويكفيني شر أيامي" .. فأنام .. لأستيقظ .. فأجد المطر قد مرت سحاباته بأرض الوطن السايبر فأعطتها الملامح.

رجاء أو كما سماك المطر رجاء العباسي

هي حروب لم لنجد خيارا أن نخوضها وربما نساهم فيها بالسكوت .. أو حتى بالركون لقالب الضحايا .. فلنسر إلى النهار القادم .. حيث المعلم هم أهم المنتجين و(حيث المعرفة حرة .. والعالم لم تمزقه جدران التعصب) نعود ونغني

أي زهرة جميلة ناضرة
نحن مسئولين تجاها
وأي شمعة الريح طفاها
كونوا أنفاسا وضياها

واللي ما بصون الوصية
يبقى خان المسئولية

ضراعتي التي أرفع بها أكفي للكريم .. أن يمنح أمهاتنا القادمات الوعي بالإنسان .. والتربية التي تقصي المال وتدني الكمال الإنساني .. يا ولدي ما تظلم الناس .. وما تاخد حق غيرك .. نحتاج ذات النساء المشرقات المؤمنات بدورنهم في صناعة الحضارة القادمة.


نوراي

أنثي الفراش .. نأسى لواديك أم نأسى لوادينا .. ما حسبت قط خارج حدود الخارطة المكانية .. حين يدفعني الحنين إلى الوطن أفتش عنك وألقى هواك يا طيبة مكني .. ما ظننت فقط حتى مجرد الظن أن هذه المغموسة في الوجدان السوداني .. المشرقة بإنساننا الأصيل الأسمر .. خرجت ذات صباح ذهبت لمحطات الوداع وتركت في جوفها الوطن .. كما المطر تماماً كعبد الله جعفر .. كعثمان بشرى .. كصلاح ليتنا عدنا أو عادت الأيام .. لهفي عليك .. وأنت في بلد ما .. تنظمين القصائد في الرجوع .. وتدمعين القصائد .. تنسجين الأيام ثوبا للعودة للوطن تلوكين الصبر .. وتشهقين النهار .. ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد ..تفتحين الآن باباً جديد ندخل به المحراب .. ونتندى بنداك .. أنت صاحبة المحراب ونحن عصب من الأشجان .. لك انتمينا .. ولك ننتمي يا صاحبة


شتات

مثلك ومثل يحي فضل ال .. لديه لدينا الكثير من الأسئلة التي ليست إجابة كحد علمنا .. أو مد تعبير يقابل حزننا .. لكن دعني أحمل عنك المشعل وأرفض البكاء والركون إلى الحزن .. وأنشد

أصوات أحبابي تشق الريح
تقتحم الحصون
يا أمنا انتظري أمام الباب إنا عائدون
هذا زمان لا كما يتصورون
يمشيئة الملاح تجري الريح
والتيار يغلبه السفين

Post: #8
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 01-21-2004, 05:09 PM
Parent: #7

.
..
..
لا أخفى عليك أنه فى تلك اللحظة ... وأنا أحاول جاهدة كبت دموعى ...
كانت تتراءى لى كم من الصور المتداخلة ... من بينها صورة أمى الطيبة تلك
وهى لا تحلم الا بعودة الغائبين ...


كلنا فى الهم وطن أيها البهى ... مبعثرون فى كل واد
نركض خلف لقمة العيش وبعض من المعدوم هناك ...
مساكين نحن يا جبران ... مسكينات هن
.
.
.

Post: #9
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: sudania2000
Date: 01-21-2004, 09:50 PM
Parent: #8

من أرض الشجن أحييك و لك الياسمين
و أقول لما فالامر كله سيان
من عاد و من غاب كل في شجنه غارق
و حزني أكبر اليوم علي من فاتني بلا وداع
و من غاب و طال غيابه
رحماك ربي اني كنت من الظالمين

Post: #10
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Tabaldina
Date: 01-22-2004, 09:16 AM
Parent: #1

..
.
يتفصد وجهي حين أراك
وحين يضمخ وجهك قرص الشمس
ما بين سمائك والترحال
يعود الشوق
ويصبح طيفك حلم النفس ..
..
بهتتنى مشاركتك يا صديقي وانا احدق فى وجوم للسطور الخاتمة
فانت تنكأ جرحاً الم بي منذ فترة ليست بالقصيرة
واري فيه الآلام السنين ومعاناة الرسول
أنها مأساة الازمان و حصاد عمرهم
هكذا صاروا ، فقدوا التبجيلا والرسالة
يسألون المارة او ان تعثرت اقدامهم باحد طلابهم
الذين تيسرت لهم سبل العيش ..
لا ادرى ماذا اقول سوى احمل كليماتى
واحزم خيوط شوقى اليكم لاغادر
واناالملم اشلاء هزيمتنا، حكومتنا ، اساتذتنا
واحتضن دموعى قبل ان تسقط عليهم
وانتظر يوما قد يترفقون بنا وبهم .
..
.
ليك القومة وانت تجعلنا حضورنا
للشجن الأليم ..

دمت

Post: #12
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 01-24-2004, 05:40 PM
Parent: #1

نوراي
مبعثرون في كل واد .. مبعثرون في كل عصر .. مبعثرون في كل حين .. ولكنك وحدك من يستطيع (نضم) هذا المنفرط .. وحدها النساء تملك القدرة على أن ترفو النسيج الإنساني .. فبالوعي دوما يربطننا بالوطن .. وبالحب دوما .. يحيلن صحاري الغربة إلى واحات .. أمسك يد أمي في كل حين حامت غرابيب الأسى في دخيلتي .. أبحث عن طيفها في الليالي الباردات .. أتنسم عطرها إذا ما خطرت في بالي الوحشة .. فأصبح عملاقا تطاول هامتي السماء .. أستحضرها في كل لحظات الوهن والارتجاف .. بين وبينها المسافات والبحور .. لكني أحملها في جلدي .. أتجذر مرة أخرى لتلك الأرض بطيف صبية.. تحاول أن ترسم معي غدا أفضل لأناس أصحاء .. نحاول نعبر المسافة في لحظة اللقاء .. تفاصيل التفاصيل تظل هاجس الرسامين ولنا نحن رنين الضحكة ..

أتصورك هناك في مكان ما في بلد ما .. تصنعين وطنا وخبزا ووداد .. نحتاجكن في أي حالة .. أم .. أخت .. زوجة .. إبنة أو حبيبة لا نستطيع منالها .. لك الله وأنت تنشقين الغربة .. وتزفرين ملجأ وطن.
***
السودانية الحواف

هي يستوي أن تكون مثل الشمس .. أو أن تكون مليئا بالضياء .. لا يستوي صاحبتي .. لا يستوي أن تكون مثقلا بالحنين .. وأن توزع الحنان في كافة الأرجاء .. كثيرون هم من يجدون في هذا الفضاء مساحة للانطلاق .. لماذا يضيق بك الوقت .. لماذا والسماء هنا رحيمة .. لماذا تظلين في طنطنة أبدية .. أما آن لك أن تخرجي للنور .. طفلة هي الليالي إن تبثيها ما بقلبك في كل يوم .. تجديها قد نسته في اليوم الذي يليه .. حزانى هن الصامتات على الألم .. المرتهنات لسرد قريب .. أرسمي وشخبطي في الفضاء الطليق .. وأمهري اللوحة بتوقيعك .. لا تكتفي بالمشاهدة .. بل أرقي خشبة المسرح وقولي ما تريدين .. فالمسرحية تحتمل الملهاة والمأساة في آن واحد ..


الشجرة الرمز تبلدينا ..
يتنفس قلبي فيض سماك
وحيث ينمنم حرفك ذكرى الأمس
ما بين بهائك والآمال
يعود التوق
فيحيل مقالك ليلة عرس

تتسلق روحي بعض بهاك
حين يؤجج صمتك شجو النفس
ما بين حروفك والأميال
تصيح النوق
فيفرهد فينا طيب الغرس


لك من الوداد أصدقه والعتاب أرفقه

يصير غيابك فينا دهشة وانتظار .. والانتظار كما تعرفه كلمة تعبر حثيثا بين الخوف والأمل .. كبيرة على النفس وثقيلة على الفؤاد ..

تعود في ذات شجن لتوفهم تبجيلا لم ينالوه في هذه الحياة الدنيا اسما وحقيقة .. بعض من نفس الصحابة هم .. وخليط من الخير والجمال .. أحترمهم بمختلف مشاربهم أعراقهم ونواياهم .. الرسالة التي احتملوها نفسها أكبر من أن نستوعبها وأنفس .. فمسألة إيصال المعرفة بأي لغة كانت بأي أسلوب هي في النهاية تضحية كبيرة .. قد يتحدث الناس الآن عن التعليم الفاخر والمعلمين التجار .. لكن في أول الأمر وآخره هم معلمون .. معلمون يبذلون من عصبهم لكي يفتحوا كوة للضياء .. رغبوا في ذلك أم أبوه هم رسل المعرف عرفوا هذا الأمر أو جهلوه .. أقروه أو أنكروه شئنا أم أبينا .. هم ملائكة بشر يحاولون تضييق دائرة الظلام في عقول تبحث عن الضوء .. من منا في أي زمان أو مكان لم يقتدي بأستاذ ما فيتمثله في أمور الحياة ..

لهم التحية والتجلة والاحترام والتقدير .. على ما بذلوه من صبر ووقت وتضحيات .. كي ينيروا كل تلك الدياجير اللامتناهية الكبر .. هل أتاك النيل يوما بالفضيلة ؟؟ الفضيلة هي ما يتنفسه أولئك النفر .. وقد مرت علينا أيام في هذه الحياة حيث كان الإنسان فاضلا فكان معلما ..

Post: #13
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: sudania2000
Date: 01-24-2004, 11:36 PM
Parent: #12

هي يستوي أن تكون مثل الشمس .. أو أن تكون مليئا بالضياء ..
لم اقصد ذلك سيدي
ولكن هنا الشجن لحن متواصل لا فرق بين حادثة و اخري
شجن يملاك من الصباح حتي المساء
شجن من المرض
و شجن من الفقر
شجن من الحوجة
و شجن من عدم القدرة علي مسح كل الدموع
و تكتفي بالنظر أوقد تصل مستوي الدعاء...او ان حالفك الحظ ان تساعد
اما اذا كنت من اصحاب القلوب الصدئية فلا شجن تري
و لا الم تلمس...الم اقل لك من بلاد الشجن السرمدي سلام
و كل اناء بما فيه ينضح

Post: #15
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: انا بنت النيل
Date: 01-25-2004, 11:30 AM
Parent: #13

الأخ الفاضل جبران ..لك التحية والود
استأذنك في الدخول إلي محرابك المحضور..المسكون بالشجن الذي يحثنا دائما ..بل ويلحقنا ان نترجم الدواخل وما تحس ..
دخلت بأطراف اصابعي اتحسس المكان وهي زيارتي الأولي ..فوخذني الشجن الدفين الذي يغطي الحروف المنضومة وعرفني بمن لمن اعرف من قبل ..وزاد من شجني ..ذاك المعلم الذي كاد أن يكون رسولا .."وهملته " في بلادي وهوان أمره ..فله الله ..وتقديرنا العميق ..وكل التجلة والإحترام.

ولك احترامي..

Post: #14
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 01-25-2004, 10:24 AM
Parent: #1

جلس أربعتنا في تلك الصيدلية في تلك القرية المدينة أو المدينة القرية من امتدادات البطانة .. جلسنا ذات بكاء .. بتحزب أبناء المدن عندما تجرفهم الوظائف إلى الأرض الأم .. جلسنا كما اعتدنا بعد كل يوم عمل هادئ نجتر الذكريات ونواعد بعضنا باللقاء في إحدى هذه المدن أو أخرى .. بنا غبن غير مؤسس على الزمن الذي باعد بيننا وبين أطرافنا القريبة .. إحسس غير عميق بالغربة ولكن عن النفس أولا

دلف إلينا كهلا يقارب العقد الخامس من العمر .. دخل بجسد نحيل وألم كبير لا يحمل جسده النحيل سوى عزيمة ضارية .. ولولا بعض بقية من جلد لقلنا أنه يوشك أن يتلاشى .. خاطب الصيدلاني بعد أن ميزه بلباسه الأبيض بالسلام .. مد إليه يداً مرتعشة ربما من أثر السهر أو المرض أو العمر ولكن بعزة وإباء جعلنا نحترم الورقة التي مررها إلى الصيدلاني .. أخذها صاحبنا وبعد أن أعاد فيها النظر الخبير الفاحص حدد له مبلغا كان جليا لدينا أنه فوق طاقته وفوق طاقة معظمنا أو كلنا مجتمعين .. ندت شهقة من صدر الرجل وزفر حزنا وألما .. فخاطب الصيدلاني مرة أخرى قائلا

والله يا ولدي ما عندي غير ديل

مد له مبلغ من المال جمع من صبره وجوعه وجوع أطفال وزوجة امتهنوا الصبر واليقين .. بدت في مقلته دمعة مخبؤة .. وغشى جبينه عرق غير مرئي .. من جراء صراع أصيل بين كرامة النفس وشدة الحاجة وقهر الرجال .. تمسك بما تبقى له من كبرياء وخاطبه راجيا في غير خنوع

يا ولدي شيل دي أديني بيهم أي حاجة .. حقنة .. ولا حبة ..
فهمنا من نظرته الحائرة بين الصيدلاني وبين باب الصيدلية .. أن له طفلا في المستشفى وأنه يريد أن ينهي هذا الموقف ليعود إليه بما يستطيع من دواء .. اعتذر له صاحبي أن هذا الدواء لا يتجزأ فهو يأتي في (كورس) وأنه لا يستطيع أن يتصرف في مال أؤتمن عليه وهذا هو واقع الحال .. ذهب الكهل كما دخل بدون مقدمة يحمل عزماً يجعله يحمل جسده الزاوي على رجليه .. تحاورنا في إمكانية أن نجمع هذا المبلغ ربما في آخر الشهر .. وسألنا الصيدلاني الدامع أن يقرضنا هذا المبلغ حتى آخر الشهر .. بعد أن وافق صاحبي أعلمنا كيف أنه يعيش هذه المأساة في كل يوم بنهايات مؤلمة .. وعرفنا من صدقه أنه لو قيض الله له ثراء لأنفقه في علاج هؤلاء البسطاء .. عندما تحصلنا على المال الكافي وبعد بحث طويل عن الكهل وجدناه في انتظار عربة تقله لأهله .. تهللنا في وجهه وعندما أخبرنها أننا أحضرنا له الدواء .. ابتسم نصف ابتسامة ونصف دمعة وقال :

مافي داعي يا أولادي .. سيد الوديعة أخد وديعته

Post: #16
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Tabaldina
Date: 01-25-2004, 12:51 PM
Parent: #1

..
.
انى اعود مع الريح ..قلبي تخضبه الجراح
وسعيفتان ،،على جبيرة معصمي
يحكيها لون البطاح .. هذا حصادُك يا آساي
وحصع العمر المتاح
هذي سمومك في اضاليعي ..
تمزقني .. وتسكن فى القرار
تتموج الآلام فى قلبي .. وينشعب الدوار

صديقي المـتألم فى محرابه
مالى اراك .. تنكأ جراحاتنا ..تفطر قلوبنا
تسكب ادمعنا ، ففي كل مره ادخل محرابك تواقاًٌ .. مشتاقاً
اجد ظلال مآساتنا ..احزاننا .. الامنا .. تقبع هنا ..تتوسد
الفقر والمرض والجوع والام المعاناة ..
كم من شيخ ودعنا من اجل جرعة دواء ؟؟ كم من مراة ونسوة خرجت نعوشهن من غرف العمليات لعدم توفر قطرات دم ؟؟ كم من وديعه عادت الى بارئها ..كم مثل هؤلاء كم ؟؟؟
ونحن هنا وهناك مبعثرون ، مشتتون مكبلون بليال الغربة واشباح الهموم.
متى ينزاح شظف العذاب ، ليال الموت .. والم الفقر من
عواصمنا .. مدننا ..قرانا .. وباحاتنا
متى ..ومتى ومتى ؟؟؟

من ساحة الأشلاء .. ابدؤه الرحيل
فى ليلة محمومة الافلاك ..قد طالت فصول
عضت جماح النفس .. فى فجر القفول ..


اعود لآلامنا ..احزاننا معكم وعبركم ..

دومأ والشجن ..

Post: #17
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 01-28-2004, 01:01 PM
Parent: #1

ألوك كل هذا الحزن من أجل أن لا أأسى على ماضي تولى .. ولكن أسير معكم إلى الضوء .. وفي مسيرتنا لصباح مشرق .. يجب ألا ننسى الإحن التي قابلتنا في مساءاتنا الماضيات .. يجب لكي نسير قدما أن ننظر للعثرات بقدر النظر لعلامات الطريق .. أبث شجني هنا لأتعافى .. لأني أعلم أن الغد أفضل وأن أحسن الأيام قادم .. فأريد أن أحياها بدون مرارة .. أتحسس مناطق الألم بداخلي ..وأشرككم لأن هذا ما أرتئي بأن يعالج .. لكي نسير إلى الصباح بقوة وعزم يجب ألا ننسى كآبة الظلام ..

نأسى على وطننا يا صاحبي .. لأننا نحبه .. لأننا نود أن نراه يطاول النجوم هامة .. نريد أن يعود النيل القديم وأن نعود نحن أهل المروءة والكرم .. نريد أن يعودالمعلمون ما كانوه .. ونريد لبناتنا وأخواتنا أن يشبهن أمهاتنا في صفات تثبت الحنين لهذه البلد .. لست بحالم .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .. مؤمنون كثيرون بالإنسان أنتم .. وإلا لماذا ترهقون أنفسكم في قرأة ما أكتب .. واثق بالوصول لغد أفضل .. أشدد أوتاري وأغني

فإن شئتم تعالوا الآن نرقص رقصة البدء
ونعلم أن نمد الكف نحو الشمس بالدفء


تبلدينا
أورف ظلك .. لا أعرف كيف أنصحك في قولك من ساحة الأشلاء أبدؤه الرحيل وكنت قد قلت قبلا

دمعي مجيد
همي جميلا .. حزني جليلا
دمعي مجيد
لأن أبكي ظلال النسيم
جمال الزهور وصمت القصيد
وأبكي بلادا جفاها الغمام
وفيها تلاشى هزيم الرعود
بلادي أحبك
أذوب أحبك
خيالا جميلا
نسيما بليلا
دموعا .. صديد
أذوب امتثالا
أزوي خيالا
محالا .. فريد

كتبت هذا ولم أدر أن في مكان ما في بلد ما يوجد مطر العافية .. يوجد الهدهد صائد الكنوز .. في كل مكان يوجد إنسان سوداني يؤمن بذات ما أؤمن به .. يسير في لطافة نحو الشمس .. لماذا إذن نخاف من الغد


أنا .. بنت النيل
أحب أن أراك كما أحب .. فأجزئ أسمك لحبيبتين ودهشة .. أولاهما (أنا) .. رفيقة في زمان لجب .. تسامرنا وسعدنا بلقانا .. وافترقنا .. فإذا الأحباب كل في طريق .. أنثى تنبت من الواحد منا فلا يطاولها لأنها تذكره بذاتيته .. وثانيتهما هي (بنت النيل) ... وهي من بحثت عنها لزمن بعيد من بعد ما أكد أحمد المصطفى أنها من ظباء المسالمة .. إلا أنها لم تكن من هناك وكانت من مكان آخر .. .. والدهشة هي أنت

Post: #18
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 01-31-2004, 07:41 PM
Parent: #1

جبران

مع مقدم العيد
نقف إبتهالا وخشوعا
أمام المحراب

نتطهر مما بنا من تعب
نتوضأ برحيق اللقيا
بك

لنهديك
المنى وكل مافيه من طيب
لتزهر أيامك
عافية وسعادة وحبور

وكل سنة وأنت كما تشتهى

أبوذر

Post: #19
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 02-07-2004, 12:40 PM
Parent: #1

الله يا ساحة البهاء
الله يا شرفة من وهج الكلام
يا ساحة اللقيا
يا دفقة من ضياء

ترى أى أرض تحتويك الآن يا راهب المحراب
ونحن ما أحتوانا سوى رهق الأشواق
وإستجداء و "تحنيس" أيدى الغياب
أن إطلقى سراح اللقيا قليلا
عل التوق يرتوى من ندى الحروف

أين أنت يا جبران

وعليك السلام والمودة حيثما حللت

أبوذر

Post: #20
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-07-2004, 02:05 PM
Parent: #1

أبا الفيض .. صاحب الحروف المحال

تالله ما أبهى اشتهائك والصبر .. ما أجمل أن يتوق الواحد كي يلتقيك فيبطئ به الزمن .. يرتهن الواحد لمخزون السعادة التي تشعله كلماتك في السماء الرحيبة .. بالأمس وأنا أتأمل نبتة الدهشة تنمو من عبير من ريح يوسف مرني الإلهام .. مرني طائف من روح سلمى .. عصفورة تقف على استحياء في باب الروح الموارب .. جلست عندك هناك .. في تلك الإطلالة على النفس .. العشق الحق .. سعدت وأنت تناجيها فأحس أنها المعاني التي أردت أن أقولها لها فخانتني الكلمات .. لله ما أصدق حروفك.

صاحبي المطر .. مرة أخرى يشهق برق في الروح .. حينما قرأت اسم الجعفري في ملامحك .. أردت حينها أن أسأل .. لماذا تتغرب أنثي مذهبة الحواس كـ(نورا) .. ونعيش نحن نناجي طيفها المترع بالإنسان .. لماذا يؤرقني هذا التزاحم .. والملحمة لا تزال مستعرة .. تصور أنك تلاقيها في إحدى تلافيف الأثير .. في فضاء سايبر تنقلك لتفاصيل الوطن الحميمة .. تنبض بداخلك مفرداتها بروح سودانية أصيلة .. تهدهد أحلامك .. تبثك الاطمئنان وإحساس الوصول .. تحسها تطرز كلماتها بالنجوم التي وشاها صلاح للنيل .. السيف المجوهر .. وهي هناك .. في ركن قصي من أركان الدنيا .. الحنين يلون فيها ما يلون .. البرد ينخر في عظامها .. وأمل الرجوع يلوح لها كل ما برق بارق من الوطن .. اغفر للوطن هجرتنا وغربتنا فنحن الملاحين .. لكن لا أجد له العذر أن تسافر انثاواتنا البهيات .. لمن نرجع إذن .. وتلك الحبيبة ما عادت تشتغل مناديل الحرير

محزون أنا .. ومرهون بأمل ما يكاد يبين إلا وتكالبت عليه الليالي فاضمحل وزوى ..

Post: #21
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-15-2004, 03:44 PM
Parent: #1

كتب عبد الله جعفر في رائعة من روائعه الدرويش في البوست ناديت يا....ابن النخيل اشتاقك جدا

احلم بالضوء
فما الأفراح سوي الأحزان بلون الضوء
يا درويش النور أساس العشق
وقلبك عشقك
فارحل في نبضك كي تفني عشقا
لا يجدي العشق بلا استغراق
فافني عشقا

لعمرك هذه صورة لا تتأتى إلا لشاعر .. وما الأفراح سوى الأحزان بلون الضوء .. كيف يعربد عبدالله في لغته الخاصة بهذه الحشمة .. ليت لي هذا البيان فأخرج عن هذا الغبن

Post: #22
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-16-2004, 12:56 PM
Parent: #1

قرأت في ما يرى النائم .. في ليلة من الليالي الباردة .. أبيات قديمة لإيليا أبو ماضي في وصفه لكمنجة محطمة في بيتها المهمل .. رآها :

شاهدتها كالميت في أكفانه
فوجمت إلا عبرة أذريها
نسجت عليها العنكبوت خيوطها
وكسا الغبار غلالة تكسوها
أقوت فباتت كالمسامع بعدها
لا شيئ يطربها ولا يشجيها
نعيت فريع الفجر وارتعش الدجى
ما كان أهونها على ناعيها

تأخذك تصاويرها في رحلة بعيدة في الشعر ملء الشراع .. يدهشك عندما قال

كانت كأن ضلوعها موصولة
بأضالعي .. وسرائري في فيها
كم مرة حامت غرابيب الأسى
لتقيت من قلبي الجريح بنيها
فإذا الأغاريد اللطيفة دونها
سور يصون حشاشتي ويقيها

بخ لمن يري منكم محمدية .. فيطبع قبلة عن الوجدان السوداني على جبينه الوضاح .. هذا المبدع ذو الوجه البشوش .. كم مرة حامت غربان الأسى .. فإذا أصابعه الرائعات تصوغ الحسن لحنا يفك عنا إسار الحزن .. لا يشابه انسياب لحنه إلا مدة الصوت عند فيروز عندما تعود للمطلع في أعطني الناي وغني .. أو مصطفى في الدنيا ليل غربة ومطر عند مقطع يا ليل غناي ..

وكما يقول عاطلي الموهبة في التلفزيون (تحية للأستاذ محمدية)

Post: #23
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 02-16-2004, 01:54 PM
Parent: #1

جبران

البهى المتشح بالأشياء جمالا وألق مشع، يروى الناظرين سناه

الكمان مذكرا فى حميميته أو الكمنجة مؤنثا، كائن حى، لا تراه إلا وهو قريبا من القلب ومن العين، تمسك بأطراف شدوه الأصابع، وتغتنى من همسات بوحه الندى الأرواح

منذ السر عبد الله، وهو يكتب تواريخ البكاء مع سيد الشدو زكروان الغناء كرومة فى دمعة شوقه الملتاع، ومرورا ببدر التهامى ودكتور أدهم والخواض وعبد الله العربى، إرتقاءا لمحمدية، هذا الرجل، ماسى الوقع ووردى الحضور، ووصولا الى ميرغنى الزين، نحت شجن الكمنجة على أعالى جباه الإفتتان والعشق لدينا، وتكرس سريان النغم وصار رفيقا لمسرى الدم فى شرايين الفرح والبكاء، الأشواق واللقاء، الموت والحياة، فينا

هذه الأوتار الأربعة يا جبران، تؤسس فعلا لمعنى الشجن والعذوبة

صول
رى
لا
مى

وكأنها فصول الحياة الأربعة، هل مصادفة أن يختار ذلك العبقرى "فيفالدى" إسم "الفصول الأربعة" لذلك العمل الأروع فى جنسه كما أراه، ففى هذه السيمفونية والتى تقتصر فقط على الوتريات، حسب ذائقتى الموسيقية المتواضعة، لم تصدح الكمنجة بمثل ما عملت فيها، فى أى عمل آخر، حتى فى كونشيرتوهات الكمان الرائعة الأخرى والتى بنيت أصلا لإبداعات هذه الآلة الحية

ليتك تستمع للفصول الأربعة يا جبران، وستدعو لى والله

وأنت أيضا نغم ملون يا جبران

بكل طعم ونكهة موسيقى الحضور المدهش الجميل

وتحيتى بلا حد

أبوذر

Post: #24
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-18-2004, 03:31 PM
Parent: #1

قرأت يا سادتي قصاصة للكاتبة (بربارة بارتوتشى) أسمتها الذكريات الذهبية.. قصة محيرة تعلقت بذهني منها هذه المقاطع ..

كم من المرات نسمح للذكريات بان تتسلل من بين أصابعنا ؟ هنالك أساليب كثيرة لمل قصاصاتنا الذهنية ولصنع الذكريات والمحافظة عليها..مذكرتي الخاصة ..ساعة أثرية لجدي .....اورثتنيها أمي وكلما قرعت ساعة طفولتي بنغمتها المزدوجة اشعر بلقاء مريح مع أهلي .

فكروا جيدا قبل أن ترموا الرسائل القديمة .. أو رسوم أطفالكم أو وريقات الأصدقاء المختصرة .. إنها مذكرات ثمينة .. إذا كنتم في العشرينات من عمركم لا تجدون متعة في الحفاظ علي كنوز العائلة .. فلا تحسبوا أن شعوركم هذا سيظل مماثلا في السنين المقبلة..

فماذا ترون ..

Post: #25
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جورج بنيوتي
Date: 02-18-2004, 10:12 PM
Parent: #24


جبران : المحراب

حدث ولا حرج ....

يتنامى إلينا القول: إذا أراد الله بقوم......ولى عليهم......!!

من داخل العجز:

كان يصرخ فاغر الفاه اندهاش:
من يبل الريق للناس العطاش
جرحك الغائر
لا مرهم يبريء
لا قطن وشاش
آه , قد ضعت "بلاش "
والله قد ضعت بلاش !!

أملأ جعبتنامن ريح هذا العطب زادا لوقود أجيال لم تتعفن في قاع
هذا الماخور!!

Post: #26
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جورج بنيوتي
Date: 02-18-2004, 10:25 PM
Parent: #24

جبران : المحراب


الحكايا كثر .. حدث ولا حرج ..

المشهد: معطوب , الصورة تتجاسر على قرع الطبول.

المشهد: معطوب ، الجمرة تحرق حتى الماواطيها. الصورة تتجاسر على
الذكرى

المشهد: معطوب , تتجاسر الصورة على النهر, تبتلع خلفيتها

المشهد: جميل , يتجاسر العشاري على كمونه,تنخلع الصورة عن زيفها

المشهد: جميل , يرتاح في قيلولة السالب , ينتضي سيف الموجب, يغرزه
في حلق الرمه.

الختام: ما دعت أمهاتنا علينا, لكنا سهونا!!!

نقتفيك ذاكرا مذكورا..

Post: #27
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 02-18-2004, 10:28 PM
Parent: #1

الاصدقاء
سمار المحراب
جبران المطر والغائب الحاضر في القلب هدهد الجيل شتات وساكب الرحيق جورج
حديث بطعم النيل والفناء طرب طرب..اتكأ علي قلب سيد هذا المحراب لأغني بصوت نشاز
لكم الود اقصاه...
مقطع (لا تسل)

معذرةًً
سنفتح آخر الصفحات
في عينيك
كي نمحو
خطوط الفاصل الزمني
بين الجدب والأمطار …. والذكرى
لانّا في مدارك قد تجاوزنا حدود
العقل والأرقام …
عشناك اشتعالاً
فأبدا الإيراق وافتح
كل أبواب الخروج من التقوقع
في حويصلة الزمان القفر
نحن الآن … نوقد شمعة الميلاد
فلنأتي بضوء الشمس محمولاً علي قلبين
ضد المنطق الموروث
لا تسال ….
وقل لي ……
هل عرفت الآن
سر قدومنا الحتميّ
نحوك جهرة؟

عبد الله جعفر

Post: #28
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-21-2004, 10:57 AM
Parent: #1

جورج
هي ضربات ماهرات من (قدوم) خبير يحاول أن يخرج من ساق الشجرة (كرعين عنقريب) .. هي الومضات الجريئات التي تحاول أن تصل بالكلمات إلى مصاف الفلسفة .. هي كلماتك .. لا نلوم ما حدث .. أو صدقا ما وقع .. لا نترامى في أحضان ماضي جميل إذا استعصى علينا اليوم وخفنا مما هو آت .. لكن نحاول أن نفعل ما قاله الجعفري

فأبدا الإيراق وافتح
كل أبواب الخروج من التقوقع
في حويصلة الزمان القفر
نحن الآن … نوقد شمعة الميلاد
فلنأتي بضوء الشمس محمولاً علي قلبين
ضد المنطق الموروث

صدقني يا صاح .. نملك القدرة على التغيير .. ولو على مصاف الكلمة .. يخرج كالعنقاء جيل آخر فينهض من الرماد .. مارد يحطم القيود .. وما لم يخذلنا فيه الوطن .. هو أن حواءه قادرة على الإنجاب بعد كل طول جدب ..


الجعفري

إن من البيان لسحرا .. يا صاحبي إن كان في مفرداتك نشازا .. فيجب أن نتعلم التحليق على طريقة النشاز .. قد لا تعلم ولكني خرجت بكم إلى الضوء ولن أقبل بأي عتمة في الروح .. وكما يقول الراوي .. عثمان بشرى

وسهواً
نحن شاهدنا البحر في الصحرا
وخففنا اتساع الرؤية
عشان نطفش شوية .. شوية
في سكرة أو في بنقو
أو حتى صلوات بلا وضو
أو حبة من الحبيبة المرة
وكانت غايتو أيام مخجلة
وكانت لحظة من دهرا عصير

Post: #29
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 02-21-2004, 04:11 PM
Parent: #28

Quote: سنفتح آخر الصفحات
في عينيك
كي نمحو
خطوط الفاصل الزمني
بين الجدب والأمطار …. والذكرى
لانّا في مدارك قد تجاوزنا حدود
العقل والأرقام …
عشناك اشتعالاً ..
......

يخيل لي أن هذه الكلمات لقوة شحناتها ضاق بها حوض المعاني .. فكان هذا الانفجار الجمالي البديع .. كنجوم تناثرت سماءا في صيف ليل بهيم ..
يا لسحرك يا عبد الله جعفر ..
ويا لسحر جبران الذي يجمعنا في المحراب .. كالفراشات على نار الهوى ..
نقتات الضوء في مأدبة النور ..
ثم نمضي في محفل المساء ..
ونغلق في بؤبؤ العين صور الأحبة ..
ونلبس احرام الأحلام .. نتجاوز فواصل الوقت ..
ونغفو ..
ثم نصحو ..
وفى شمعة الميلاد .. تاريخ للشتول العطشى للصباح ..


لكم الحروف المعتقة في أصداف التاريخ ..
لكم حبي ..
ونلتقي

صلاح / شتات

Post: #30
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-22-2004, 12:50 PM
Parent: #1

العزيز صلاح

دعني أقتبس من دفء كلماتك ما تمهر به مشاركاتك .. التيجان ليست هي التي تجعلنا ملوكا.. بل قلوبنا المليئة بالحب .. الخلوص إلى هذه النهايات هو المد الجديد دوما .. الإيمان بالإنسان .. بالقدرة على خلق تفاسير جديدة .. التحليق بعيدا عن المادة ومحاولة الوصول إلى معنى مناسب للكمال .. قال قائل إن القطار هو إحساس المسافر بالسفر .. أحسست عندها بالسعادة بأن يكون التعريف هو المحدد ..الذي يجب أن يوجه المعرفة

المشهد: جميل , يرتاح في قيلولة السالب , ينتضي سيف الموجب, يغرزه في حلق الرمة .. لا يرتاح في قيلولة السالب .. بل يقاتله وهو بكامل عنفوانه .. لا يصير السالب من يمنحنا لحظة الفرح .. ولكن هي الإرادة الخلاقة .. لا المدامع وقفتنا ولا الحكايات الحزينة ..

Post: #31
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 02-24-2004, 00:29 AM
Parent: #1

جبران والحرف الطاعم شتات
الود وكل مايهدي حروفكم العبور الي حلم اسمر احتاجه ولذا احتاجكم لاغني بعض مايذهب عني وجع الزمان والمكان ويبقي المحراب واصحابه ملء الذاكرة والخاطر


فلنعتلي
قمم التفاعل …. في احتراق الأمس
دعنا الآن
نرسم لوحة الآتي
فبعد الآن
رب الحزن … يورق مرة أخرى …
ومعذرةً
إن ابتدأت ….. بقلبك
بعض آلام المخاض … البكر
نحن الآن
في عمق المدار …
فلا تسل ..
فاللغز أنت
ونحن أسئلة التوتر
لحظة البوح المخبأ
في العيون
فلنأتلق .. دفئاً
فنحن الآن …
نبحث فى دوار العشق
عن سرٍٍ … يسمي الروح

عبد الله جعفر

Post: #32
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-25-2004, 11:34 AM
Parent: #1

علمني شيخي .. أن أختار الحرف الطيب ثم أغني ..

لعمري لم تختار سوى الحرف الطيب والمعني الطيب والكلم الطيب .. وكأن حروفك منتقاة من فيض جمال .. يسرقني نظمك من ظلمة الخواء كل حين .. كلما تتقارب عندي أطراف الصدر أتمثل قولك .. ابتسم أن أطرق أبواب الشعر وغني .. هل الشعر فعلاً سوى محاولة الهدهدة لألم ممض .. هل هو سوى التنهيدة .. أغالطك أن ليس الحزن مداد الروح .. فالشعر مداد الروح .. الحب مداد الروح .. والفرح مداد الروح .. ومن بعد زمان يكون الحزن مداد الروح .. فروحك لا تخط سوى الأفراح ..

صدقني يا ياقوت
أعظم من قدر الإنسان .. هو الإنسان

إذا عرجت على الملامح تجد ذلك الرفاء المطر .. يعالج الأسماء معالجات مدهشة ..أو ليس الحزن ما يشبه ما قاله الصادق الرضي .. أنه شئ يتعرى من فتات الروح .. أجدني أوافقه وكي أبرر أقول هو مداد الروح المهزومة .. أو الزاوية المضمحلة .. أشبه ما يسكب من لون عند أفول الشمس وليس عند صباها .. ففي أوان طفولتها يكون مداد الروح .. أمل .. بشريات .. وعود .. وفي زمن صباها وعطائها يكون مداد الروح الجمال .. الحب .. الخير .. الفرج .. ولن نبرح هذا العهد طالما كنتم فينا ..


Post: #33
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 02-25-2004, 10:32 PM
Parent: #1

جبران
الود اقصاد
دعني القي بعض قلبي علي صدر هذا المحراب لابقي لحظة صفاء وخاطرة ولعله اللجوء جراء كل شئ ...كل شئ

مادمت قد عبرت بها الي حيث القلب فدعني انشدها كاملة علي جدار المحراب ...ثم احدثك عن الحزن بكل تبرج اللغة ان اتاح لي عشاق الفرح مقعدا بينهم

الدرويش


علمني شيخي أن أختار الحرف الطيب ثم أغني
قال
الدمع مداد العين بكاءً فابكي ما شئت
قال
النزف مداد القلب جراحا فانزف ما شئت
قال
الحزن مداد الروح غناءً
فاحزن احزن ما شاء الحزن غناءً
واكتب يا درويش
علي كل الأبواب غناء الروح
اطرق أبواب الشعر وغني
اطرق أبواب الناس (الناس )وغني
اطرق أبواب الكون وغني
ارسم بالعين فان خيال العين هي الأشياء
وانظر بالقلب فما الأشياء هي الأشياء
واكتب بالروح فان مداد الروح غناء
واحلم بالضوء
فما الأفراح سوي الأحزان بلون الضوء
يا درويش النور أساس العشق
وقلبك عشقك
فارحل في نبضك كي تفني عشقا
لا يجدي العشق بلا استغراق
فافني عشقا
واكتب عدلا
فالحرف أساس العدل
وصوتك همسك
يا درويش
وهمسك صمتك
فارحل في الصمت خفيفا مثل شعاعٍ
وابحث عن اصل النور وسر نواة الضوء
انهل من صفو رحيق العشق لتعلو
تعلو تعلو حتى
مقدار يكون
الفاصل بين القلب ودفء الضوء لهاث النبض
يا درويش
العشق هناك عبورُُُ نحو الحلم
فاعبر
لن يختارك إلا النور القادم من ميزان العدل
إلي أقصاك
فاخرج من خوفك يا درويش إلي أقصاك
إلي أقصاك
إلي أقصاك


نعم ياجبران هو الحزن اينما يولي القلب..او تستشهد بالصادق الرضي وهو القائل
الحزن لا يتخير الدمع ثيابا كي يسمي في القواميس بكاء
لعمري لم يأخذني قول لمعني اعمق من قول الصادق هذا ابدا ابدا

النيل قال
الدمع بدء طهارة الأشياء
يا أرض انهضي كي أنتمي حزنا إليك
وأصطفيك طهارةً كي يعتليك القادمون من القلوب بألف باب
...........والف باب للحزن ( أوكلما أوصدت جرحا تفتح الايام بابا للنزيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحزن أن تختارنا الأقدار
للشدو النشاز بلحظة الذكري
لنكتب
عن موات الأمنيات وهجرة الفقراء
للزيف المعلب في ضلال الحرف والخبز العذاب
*****
ولا يزال غنائي ...الحزن مداد الروح غناءً

ليس ضد الفرح ولكن كي اجيد الاحساس بطعم الفرح ولو كان بعضا من قليل..

دعك ن هذا وحدثني انت وكل السمار بأحرف تعيد في ترتيب اغنياتي المبشتنة جدا

سلام

عبد الله جعفر

Post: #34
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: إيمان أحمد
Date: 02-26-2004, 04:48 AM
Parent: #33

جبران!


حزينة أنا ياصاحب المحراب! غاضبة كل الحروف والأصابع!
(والصورة الماثلة أمام عيني تقسم بأنها ستدوم)، أقول:
التاريخ لا يمشي إلي الوراء، فهلا ترفقنا به كتابة!!




إيمان

Post: #35
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 02-26-2004, 04:32 PM
Parent: #1

جبران
هكذا ياتي

او لم اقل لك


من حيث لا أدري سيأتي
من شروخ الذات
أو
من بعض حرف
دون ان تدري قلوب الراحلين الي
من رجع النداات الكآبة
الان
تختصر الدروب الي النزيف الصعب
كي امضي
واوصد باب ذاك العشق في قلبي
وأعتزل الكتابة

اخر الحديث
هو السلام
الود اقصاه
عبد الله جعفر

Post: #36
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 02-28-2004, 08:40 AM
Parent: #1

عبد الله وإيمان

لكما الحب ..
عبدالله .. قد قلت في جذب الدرويش .. أن الأفراح ليست إلا الأحزان بلون الضوء .. لا تعرف سيدي كيف هو احتمائي بهذا الموضع .. هذا المعنى الممتنع .. فالحزن هو الأصل .. وليس بحال عارض .. ولو استعرضنا حياة هذا الآدمي لوجدناها مبدوءة ببكاء ومنتهية بعويل .. فنحن أبناء الحزن .. ومصنوعون من لحمته .. ولكني أعترضت على فكرة المداد .. فإذا قلت أن الحزن وقود الروح لكنت شفيت مني الغليل .. فالمداد هي أثر الروح في الورى .. وهيهات أن يكون الذين يغنون ويريدون البكاء .. أن يتركوا في النفس معنى الحزن .. ليس ما تقوله سوى العزاء الفرح والبشريات .. ليس ما يقوله جماع سوى الجمال المحض .. ليس ما يقوله المطر .. حميد .. القدال .. شريف .. الشابي .. سوى الإبداع وهم اللذين صقعوا جرة الحزن وأجادوا الصبر ..

الحزن يا صاحبة .. محرك جبار للعطاء والإبداع والعزيمة .. دافع نحو اكتشاف ما في النفس من جمال .. لتقليل مساحة الحزن .. أعترف بفضل الحزن علينا ولكني لا أبشر يوما أن هيا على الحزن .. نحن أبناء الأرض جل ما أردناه هوالتحليق في الفضاء .. إن لم تكن لنا خاصية التحليق .. فلتكن لنا المخيلة القادرة على السباحة بين النجوم .. ولنحاول أن نلون هذه الأحزان بلون الضوء كما يقول السنديان .. (وأعجب لماذا سماه كذلك ابن النخيل ) .. ليكون لنا النهار الذي يتش عين الضلام بالضوء.

إيمان .. هل حاولت يوما أن تكوني كفتاة بشرى الفاضل التي طارت عصافيرها .. التي يقول فيها .. أنه كلما جاءها غضبان .. خرج منها هاشا باشا .. وكأن لديها مصنعاً للفرح .. وقال أنه قد خرج من لدنها ذات مرة ممتلئا بها .. حتى غازله الناس في الشوارع .. كوني إنسانة الضياء التي كلما لاحت منك بسمة هدت رهط من الحيارى

Post: #37
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-02-2004, 06:58 AM
Parent: #1

جازف
ولا تأمن لهذا الليل أن يمضي
ولا أن يصلح الأشياء تالف
خلت الأماكن للقطيعة
من تعادي أو تحالف
هذا طريق البحر
لا يفضي لغير البحر
والغيب قد يخفى لعارف
جازف
وإن سدت جميع منافذ الدنيا
أمامك فاقتحمها.. لا تقف ..
كي لا تموت وأنت واقف


شكراً لكاتب هذه الأبيات ..

Post: #38
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 03-02-2004, 09:57 AM
Parent: #1

جبران العزيز

سفيرنا الى سماوات البوح النبيل

تعبت خطى الأرواح من مهادنة رهق المسير على دروب الليل

والليل لا ينفك مصرا على التمسك بمبدأه الحالك، مصرا على إخفاء البشارات المضيئة عنا، وما زالت الظلمة هى سيدة المواقف كلها

ونحن يا جبران، ما نزال متشبثين بعهدنا القديم مع وجه الصباح

سوف نواصل سرقة نارنا المقدسة رغما عن أنف جليدالغياب

نرسم الأشواق سفائنا وأشرعة على ألواح الذكرى والوعد المورق

نتأبط الأمال والأمنيات، فرحا، وننتظر أن تتجسد اللوحة، تقفز من على وجه اللوحة وتستحيل السفن والأشرعة، الى حقيقة، ونسافر فى رحلة الإياب الموعود

لن ندع للمسافة فرصة التشفى والسخرية منا

أعرف أنها بلؤمها المعهود سوف تسأل وتناكفنا

ومن أين لكم البحر؟

ساعتها، سوف نبذل دمنا، كل دمنا، نحيله بحرا

وسوف يتحول أريج الذكرى الى رياح

ونبحر

بعيدا عن الوجع

ابوذر

Post: #39
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: dreams
Date: 03-02-2004, 11:29 AM
Parent: #38

بشئ من وهن

وبقايا حمى

اجر الخطى الى هذا السكن

ربما وجدت فى محرابكم

ما تساقط من متاع الحروف فى سكة التعب
و
.
.
.

صباحكم خير بتوقيت الخرطوم

تسلمو

Post: #91
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: dreams
Date: 05-07-2004, 11:20 PM
Parent: #39

****
***
**
*

Post: #40
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 03-02-2004, 10:51 PM
Parent: #1

جبران
وبقية الناس النجوم..ايمان..ابوذر ودريمز..لكم الود

جبران
ايمان والبنت التي طارت عصافيره واللغة التي بطعم البهار ...ذلا زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض ذاك الجمال الخارق من خلف اكثر من خمسة عشرة عاما.....كانت قمحية لا كالقمح الذي نعرفه ولكن كالقمح حين يصير قمحيا مثلها...خرجت ملتويا بالبهجة كعمامة اعرابي يزور المدين للمرة الثانية...اخذت من الضباط اجمل مافيهم مشيثهم ومن الناس اخذت البابهم...والف حرف وذكريات وذاك هو التفرد..وبشري الفاضل... ربما خانتني الذاكرة ....


اذكرتك زي العادة
وكت احتجتك ضحكة
وكان الليل مصلوب فوق دمعة قصيدة شوق
واتأملتك
وكان الطيف زي جارح
قلب اللحظة وقلبي
ودافر فيني رعود وبروق
واتخيلتك مشوار باكر
وزاد العمر الفضل
وطعم الفرح الما مسروق
يازول يازوق
واحشاني عيونك
رغم الحزن الضارب فيهن
وضارب فيني
وسارح فينا غروب وشروق
صدقني بريدك
رغم الغبن الفاصل
بين النبضة ودرب الجية
البسرق مني خطاوي الرجعة الما بتحوق
يازول يازوق
الريد مطبوق
الشوق مطبوق
وال................

سلام
عبد الله جعفر

Post: #41
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 03-03-2004, 09:25 AM
Parent: #40

جبران .. والحزن لا يأتيك
صباح الأفراح ..

أحزانك خريفية ..
مغسولة في وادي المطر ..
رياح موسمية ..
عابرة في مشوار سفر ..
مضيئة ونقية ..
زي نغمة في رنة وتر ..
يا صاحب المحراب ..
هَدْهِدْ الحزن السراب ..
كَسرْ متاريس الغياب ..
لَونْ الصفحات حروف ..
فَجرْ ينابيع الفرح ..
تلقى الحزن .. سحابة صيف مشت
مكتوبة في ورق الخريف
..

الود لك ولكل الاحباب هنا
ونلتقي ..
صلاح / شتات

Post: #42
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Abdalla Gaafar
Date: 03-06-2004, 10:26 PM
Parent: #1

جبران
وينك

شتات

الحزن لا يأتي
ولكن نحن من نمضي اليه
بدمعةٍ
أو فرحةٍ
سيان
او جرحٍ
لتذكارٍ عنيف
هو
لحظة الابحار قسراً
حين تكتبنا الدموع
علي الدفاتر بعض أغنية
ويغرقنا النزف



...
اخر الكلام

واحشني القمر النام متوسد
صدر الليل والسمرة فراش
واحشني خريفك
تلّة قدلة نواحي النيل
والغيمة رشاش
واحشاني
عيون الزول الزوق
والبسمة دعاش

سلام
عبد الله جعفر

Post: #43
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:02 PM
Parent: #1


بادئ ذي بدء .. فلتعذرني كل الأوردة التي تأتي للقلب بالحب فتربطني بالحياة .. أن استسلمت للخدر اللذيذ الذي يبثه حضوركم .. لكم العتبى حتى ترضون .. عذرا لتأخري في الرد .. ليس السبب واحد فأورده .. ولكن ربما هي أسباب عدة غيبتني ..

Post: #44
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:15 PM
Parent: #1

الفياض ..
المسرات .. طفلات تعلمن أن يحضرن كلما خطر المطر ببالي .. يلاطفنني بأكفهن الرقيقات .. أتأمل أشرطة الشعر .. وتأخذني الضحكات إلى عوالم خيالية ..

يا فارع تكلمني عن الليل .. وعن العودة المرجوة .. لماذا تأخذني في كل حين في رحلة من النقيض إلى النقيض .. من أقصى مهاوي الحزن إلى أعلى قمم الفرح .. لماذا ترهقني بالرحيل المستمر .. ما بين اعتلاء أعتى خيول الخيال إلى النزول لأعمق سراديب الحقيقة ..

الليل .. فضلا لا أمراً حدثني يا صاحبي عن الليل .. كلي آذان صاغية .. وكلمني من أين لكم بالبحر ؟؟

Post: #45
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:27 PM
Parent: #1

عصفورة الأمل
حفيف الأجنحة الأنيق غاب طويلا من فضاءات المحراب .. لعل العلة هي السبب ولكني عرفتك لماما .. في حضور جد أنيق .. همست لك أن أصرخي ولكنك آثرت الغياب .. لعل البكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح ..

Post: #46
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:28 PM
Parent: #1

الغالي .. حد العشق عبد الله

تعلم أن حبل الود تجاه هو الأسر الوحيد الذي أطيقه ولا أرجو منه فكاكا .. يحملني حرفك كيف تشاء لحيث أشاء .. علمني شيخي أن أختار الحرف الطيب .. ككل مريد .. أعذرني إن وجدتني أتكئ على نص الدرويش دوما .. ولكنه الربط المتفرد بين الروح وبين المادة .. التحليق وإمكانية العبور وسط أناس يؤمنون فقط بما هو موجود .. العشق هناك عبورُُُ نحو الحلم .

بشرى الفاضل ومن يدر%E

Post: #47
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:31 PM
Parent: #1

الغالي .. حد العشق عبد الله

تعلم أن حبل الود تجاهك هو الأسر الوحيد الذي أطيقه ولا أرجو منه فكاكا .. يحملني حرفك كيف تشاء لحيث أشاء .. علمني شيخي أن أختار الحرف الطيب .. ككل مريد .. أعذرني إن وجدتني أتكئ على نص الدرويش دوما .. ولكنه الربط المتفرد بين الروح وبين المادة .. التحليق وإمكانية العبور وسط أناس يؤمنون فقط بما هو موجود .. العشق هناك عبورُُُ نحو الحلم .

بشرى الفاضل ومن يدريك به .. في ذات ليلة أبدع فيها الخيال .. جمعت أسرة العلوم الإدارية في جامعة الخرطوم بين شخصين بمستوى غير مدرك .. جمعت بين بشرى الفاضل وعلي المك .. فتضاءل الزمن لحد الرهافة .. يتحدثان بأسلوبهما السوداني الجميل أو قل أسلوبيهما .. ما يجمع بين الرقة والبساطة مع العمق والحكمة .. حدثانا في تلك الليلة فطاب الحديث .. حتى أن الونسات الجانبية امتنعت في تلك الليلة ..

ويحدثونك عن مدن فاضلات .. هل سوى هؤلاء من سكان .. على ضآلة شأني إلا أنني أوصي كل قارئ محب للأدب السوداني بأن يقتني أبو داؤود لعلي المك .. وحكاية البنت التي طارت عصافيرها لبشرى الفاضل .. ليعرف كيف يعاجل فلاسفتنا هذه المرحلة من الحياة

Post: #48
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:44 PM
Parent: #1

صاحب الشتات المتوج

صدقت أن قلت أن المطرة بتغسل خوفنا وحزننا .. دعني أقتبس هذه الخاطرة منك
هَدْهِدْ الحزن السراب ..
كَسرْ متاريس الغياب ..
لَونْ الصفحات حروف ..
فَجرْ ينابيع الفرح ..

هي دعوة مطلقة للبدء .. مساحة أخرى صالحة للخضرة .. فلنفجر معا كل الينابيع .. أسير معكم في مقدمة الموكب .. لا نخاف الليل ولا نخشى القادم .. فيوم بكرة جميل .. أسعدني قولك حد الطرب .. أن التغيير ملك لنا ونحن الذين كما يقول درويش
سأكون ما كانت رؤاي
سأعيد ترتيب الدروب على خطاي

Post: #49
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-07-2004, 12:51 PM
Parent: #1

صاحب الشتات المتوج

صدقت أن قلت أن المطرة بتغسل خوفنا وحزننا .. دعني أقتبس هذه الخاطرة منك
هَدْهِدْ الحزن السراب ..
كَسرْ متاريس الغياب ..
لَونْ الصفحات حروف ..
فَجرْ ينابيع الفرح ..

هي دعوة مطلقة للبدء .. مساحة أخرى صالحة للخضرة .. فلنفجر معا كل الينابيع .. أسير معكم في مقدمة الموكب .. لا نخاف الليل ولا نخشى القادم .. فيوم بكرة جميل .. أسعدني قولك حد الطرب .. أن التغيير ملك لنا ونحن الذين كما يقول درويش
سأكون ما كانت رؤاي
سأعيد ترتيب الدروب على خطاي

Post: #50
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-08-2004, 05:15 PM
Parent: #1

بعض الأحداث التي تلصق بالذاكرة بعض الأشجان والصور .. التي تتواتر .. وتظل تتردد في كل حين وآن في الحياة .. قرأت ذات صبا هذه الأبيات لمعروف الرصافي .. والتي وصفت سيدة لا تنفك تراها في كل زاوية من زوايا الحياة .. تلك التي أوصى بها الدين والعرف .. الأرملة .. إلتقيتها في إحدى زيارتي المتكررات للحزن .. كتبها الرصافي كمقطوعة إنسانية أو صورة مثل الصور التي تمر على الإنسان في عمره فتستوقفه .. لكن يواصل الركض الغير عابئ بما هو خارج الإطار .. أذكر أنه أسماها الأرملة المرضعة .. تجسد صورة حية بدون تذويق أدبي أو تلطيف ..

يقـول
لقيتها ليتني ما كانت ألقاها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية
والدمع تذرفه في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها
والهم أنحلها والغم أضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها
والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كر الجديدين قد أبلى عباءتها
فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر .. ويل الدهر مئزرها
حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها
كأنها عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا
كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشى وتحمل باليسرى وليدتها
حملا على الصدر مدعوما بيمناها
ما تصنع الأم في تربيب طفلتها
إن مسها الضر حتى جف ثدياها
ما بالها وهي طول الليل باكية
والأم ساهرة تبكي لمبكاها
تبكي لتشكو من داء ألم بها
ولست أفهم منها كنه شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدة
وموت والدها باليتم ثناها
هذا الذي في طريقي كنت أسمعه
منها فأثر في نفسي وأشجاها

Post: #51
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 03-13-2004, 10:23 AM
Parent: #50

جبران
عبدالله جعفر
وكل الاحباب
.
..

لا شتاء للأحزان ..
لا صيف .. لا ..
ولا دموع ..
هي قطر الندى ..
اندلاق الصبح عند الميلاد ..
أو الإبحار قسرا في شفق الغروب ..
سيان ..
دمعة .. أو فرحة ..
فعلى أطول فروع الأحزان يقيم طائر الفرح
.
..

الفرح في أقصى معانيه حزن
والحزن في أقصى معانيه فرح
اليس كذلك?

صلاح / شتات

Post: #52
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 03-13-2004, 02:03 PM
Parent: #1

الأعزاء

أجساد المعنى
وأرواح التجلى

جبران - قديس المحراب وراهب الجمال
عبد الله جعفر - سيد الإخضرار السامى
شتات - جامع الألق ورونق الكلام

لكم الود بكل رحيقه والمعزة بعبقها الذى حتما سيضوع وينتشى حين ملامسة أكوان بهاءكم الحبيبة

قال شتات

الفرح في أقصى معانيه حزن
والحزن في أقصى معانيه فرح
اليس كذلك?


أجل والله يا صلاح، وهل غير ذلك

فألهة الفرح تقطن دوما ذرى أولمب الأحزان، تجثم هناك تتحين توّرد ساحات الأرواح، بلقاء، بغناء، بعشق، بأنس، بقصيدة، لتهبط وتشارك فى رقصة الدم الحزين، وكما الليل والنهار فى إمتزاج إيقاعهما السرمدى، كذلك ينصهر الفرح والحزن فى أتون الروح، والمدخل واحد والمخرج واحد الى ومن فضاء المعانا/والبهجة التى إسميناها الحياة

أبوذر

Post: #53
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-15-2004, 01:24 PM
Parent: #1

المطر وصلاح

لكما الود .. أصفاه

أدهشني هذا الحوار الجد ممتع .. لكن يظل في نفسي بعض يرفض تشبيهكم هذين الإنفعالين .. لا أجد أن الحزن ذلك الألم الباهت الغير معروف الملامح .. قد يشبه ذلك الطائر الناعم الذي يتقافز بين جدران القلب عندما أراها .. دوما عبرات الحزن مرة .. ولاعجه مؤلم .. ولكن دموع الفرح تغسل الهم من الصدر .. وتستجير كل خلاياك به في حالة الحدوث .. أردد قول صلاح أنه ربما يكون طائر الفرح حقيقة على فروع وفروع من الحزن .. ولكن أقصاه لن يشبه الحزن ..

Post: #54
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 03-15-2004, 04:29 PM
Parent: #1

صديقى جبران

سلام عليك أيها الأنيس الوارف

وعود على بدء الحزن، أنا دوما تجدنى منحاز اليه، وهو دوما يتراءى أمام بصيرة الأشياء فى عمق الدواخل، وكأنه الأصل، أو لعله يحاول أن يكون الأصل، ووالله من شدة الإلفة معه، أجزنا له ما يريد ونصبناه سلطانا على مملكة الحواس
أما صديقنا الضنين، صديقنا الفرح، فالعيب ليس فيه والله يا جبران، وليس فيه نقصان يغرى بتمام نحن ذاتنا نحتاج تمامه، إنما هو هذا العراك اليومى، الرابض عند مداخل الشهيق ومخارج الزفير وما بينهما، هو مدعاة إنحيازنا للحزن وتتويجه سيدا

أو، ربما هو الخوف والجبن فينا، وهو بالمناسبة مقيم أصيل أيضا، كرس إقامته، شدة ما كابدناه، ذات عشق وذات موت وذات فراق، ربما هو ذلك ما أغرى وحفز فينا الهتاف بطول حياة صديقنا الحزن

وحتى يعلن فينيق الفرح إنبعاثه النهائى، فينا، نظل مصلوبين على ظاهر توابيت الجسد، وهائمين على طرقات الروح

وعلى هامة الأشواق، يتكئ عصفور صغير يرتدى حلة بانورامية الألوان، أصفر، أزرق، وأبيض، يراقب المدى

ويراقبنا بعينيه الحلوتين

دمت يا قديس

Post: #55
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-16-2004, 11:55 AM
Parent: #1

صاحبي المطر

أجدت فيما أغدقت من كلم .. سرني ذلك أيما سرور .. علمني شيخي أن أختار الحرف الطيب ثم أغني.. تعرف أن سر هذه المفردات يكمن في ما تتحمل من معاني .. عندما كانت تسيطر علي الفؤاد جحافل الحزن .. كانت لدي خدعة بسيطة .. عملتني إياها إحد الفارعات .. أمي

فقبل أن يهبط عليك القنوط .. أفرد أصابع يدك العشرة .. وعدد عليها كم أنا محظوظ .. كم هم الناس الذين لا تستبدلهم بكنوز الدنيا .. كم شخص تريد .. وكم شخص يحبك .. أبدأ بالقريبين ثم لن تلبث أن تعرف كم أنت سعيد

ولكن يظل الحزن محرك جبار إذا علمت كيف تستغله .. فلا يأكل خلاياك بل يجددها

Post: #56
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 03-16-2004, 01:40 PM
Parent: #55

الأعزاء ..
جبران ..
أبوذر ..

كأنَّ الحزن هو الأصل والأليف الوفي كما قال أبوذر .. لذا أجد نفسي في استراحة الحزن هذه متمددا بوفاء .. وكما تفضلت بوصفها يا جبران ، علينا أن نتفاعل مع الأحزان كطاقة روحية نقية .. لا كشعور سلبي يأكل الخلايا .. وهذا هو البعد الخفي في فلسفة الحزن ..
لأننا في مشوار الروح الصافي ..
كأننا نغتسل بماء الحزن لنصلي صبح الفرح ..
وكأننا عندما نتكئ تحت شجرة الأحزان ..
ونتأمل نهر الحياة ..
وننفخ نشيد الصدق في الناي الحزين ..
كأنما فلول الفرح الشوارد تتقاطر وتلتقط الدموع ..
ثم تمزجها مع مياه النهر الجاري تحت الشجرة ..
فتسقيها استمرارية الحياة ..
وبركة الإله .


صلاح / شتات

Post: #57
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-16-2004, 05:43 PM
Parent: #1

لا فض فوك .. أحسنت .. لو في الدن بقيةاسقنا

Post: #58
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 03-16-2004, 06:12 PM
Parent: #57

كنت أجادله فى أمر حزنه قائلة: أن كل الاشياء تولد صغيرة وتكبر إلا الحزن يبدأ كبيرا ويصغر ...فيقول: قد تضيق إنفراجية زاويته إلا أن حدتها تزداد ... وحتما حين يصل
مرحلة التلاشى يترك بعض ندوب كتلك التى يتركها خلع مسمار من خشب

وجدتنى أقلب كلماته تلك ذات اليسار وذات اليمين ... أستدعى كل أحداث الماضى السحيق فيطالعنى وجهه الملئ بالتعب وعينيه المثقلتين بالحزن ... كأنه يجلس قبالتى اللحظة بوجهه المسنود على راحته ...كانت نظراته الشاردة وابتسامته الباهتة توحى لى دوما بأن نصف عقله يسبح فى عالم اخر ...كأنه يجلس إلى ركنه ذاك يرشف قهوته بصوت مسموع طالما كان يضحكنى فيكتفى هو بالابتسام والمضى فى رشف قهوته بذات ذاك الصوت المسموع



صاحب المحراب وصحبه ...
أظنكم سبرتم غور الحزن حتى تكشفت أبجدية الفرح ...

.
.
.

أقرأكم بلا ابطاء فزيدونى


وسلام عليكم حتى مطلع الفرح

Post: #59
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-17-2004, 12:22 PM
Parent: #1

عاد الحبيب فعادت إلى أحلى الليالي
ذكراه تقدح نار وحبه في اشتعال

الغالية كالذكريات / نورا

عودا حميد .. تعلمين يا صاحبة .. أن الحزن ضفتين في واحدة الوحشة والحنين للإنعزال .. وفي الثانية الإلفة ومحاولة الذوبان في الآخرين .. ما أجمل ما كنته له في تلك الجلسة الافتراضية .. وجود شخص يحاول الوصول معك لمرفأ آمن .. هو سر الحياة .. قرأت في بعض ما كتبه غسان كنفاني .. في كتاب باسم موت سرير رقم 12 .. في أقصوصة .. حسب ما أذكر أن اسمها العطش .. قال فيها بعد أن أرقه العطش

أنت لست عطشان حقيقة .. ولكن تحتاج من تقول له أنك عطشان

Post: #60
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: شتات
Date: 03-17-2004, 12:44 PM
Parent: #59

جبران ..
أبوذر ..
نورا ..

أعتقد يا نورا .. أن الحزن هو الانعتاق والحرية ..
لحظات تأمل نقية ..
لحظات تجرد صادقة من حسرة الماضي ولهفة المستقبل ..
ثم دمعات بريئة تبلل خدود الأيام من جفاف الغفلة ..
فعندما نرى الطائر الوقور " مالك الحزين " بإلتـفاتـتـه الآسرة على دكة السنين .. وهو يتأمل سهول الحياة بنظرات الزهد والاعتبار .. يخيل لي أنه يبتسم لقطعان الوادي ويهديها سحر ألوانه قبل أن يحلق بجناحيه في فضاء أحزانه ..
تماما كالذي قلت عنه " يضحكني ويكتفي هو بالابتسام " ..
هكذا يولد الفرح من جلال الأحزان بأريحية الصفاء ..
وعندما نغني ..
نورا نقاحة الجروف ..
نورا حلابة اللبينة للصغيرين والضيوف
نوار ساعة الحر يولع تنقلب نسمة وتتطوف
تدي للجوعان لقيمة وتدي للعطشان جغيمة
تكسي للماشين عرايا وفوقا يتقطع هديما
..
تتقطع ثياب الحزن على جسد نورا النحيل وتتحول كسـوة فرح للماشين عرايا ..
ثم يأتي لنورا من يقول :
جايي ليك يا نورا غيمة تملأ ماعونك خريف ..
يأتيهــا من صيف أحزانه بأفراح خريفـــية ..
وتمضى دائرة الأحزان بشفافية ..
فتمنح الحياة لونا .. مذاقا .. ومعنى

صلاح / شتات

Post: #61
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 03-20-2004, 06:46 AM
Parent: #1

الأعزاء الحقول

آتيكم مع مقدم الصباح، لأستنشق بعضا من هواء الفرح المندس بين سنابل الحروف

أغمس الخطوات فى نور الأسطر المؤتلقة بشموس الحضور، فتضئ المسافة إليكم، وتتزود الروح بوقودها، فلربما تستطيع أن تقودنى الى سهل يقف الفرح على بابه

وصباح الغناء والنور عليكم أجمعين

Post: #62
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-23-2004, 07:21 AM
Parent: #1

صاحبي المطر

ربما هي محبة في التشطير .. ولكن أحسست بالنص الذي مهرت به توقيعك .. يدعوني للمداخلة لذلك أقتبس ما قلته وأزيد عليه بأن أقول

ضج ضيك في مسامي
وابتديت سفر الخروج
زغردت قمراة نشيدنا
طوفت قمرية حالمة
سالمت كل المروج
فرهد الفرح البنازع
وازدهت كل الشوارع
عادت أمواج الأريج

عايز أفول لك يا أميرة
خلي حزنك
يبقى ساعد
يقهر الحاصل ويعاند
لا تهمي ولا تخافي
دا الأمل في بكرة واعد
ولما تلقي البشرى مافي
لا تهمي ولا تخافي
إصلو إنتي البشرى ذاتها
بشرى بكل أمنياتها
ولو بعد مرسانا مرة
مدي ضل رمشك مرافي

Post: #63
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 03-23-2004, 06:12 PM
Parent: #1

جبران الزاهى

ضج ضيك في مسامي
وابتديت سفر الخروج
زغردت قمراة نشيدنا
طوفت قمرية حالمة
سالمت كل المروج


طربت الحروف والله، وسمت المعانى

متى سيخرج الشاعر البهى هذا، الذى يختبئ داخلك

لم تحرمنا من متعة أن نرتادك شعرا وسنابلا وأقمار

يا ايها الرجل الحقل

Post: #64
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-24-2004, 11:49 AM
Parent: #1

صاحبي المطر ..

لك التحيات .. والعذر ..

لك العذر إن حسبتني شاعرا فقد كنت أريدنفسي كذلك .. لكني ما وجدتهاإلا ناظما وناثرا لا غير .. لم أجدها كنفس من شاعر .. في قرارة نفسي أعرف أن الشاعر هو ذلك المتفرد .. الذي يأتي بأفق جديد في كل حين .. ويتيح للخيالات الانطلاق .. هم فقط مجنحي الأرواح الذين يجدون واقعا أجمل في الخرائب .. ما نجده منثورا فننظمه أو منظوما فننثره ليس شعرا .. لكن الشعر هو الأتيان بمعان استعصت .. أو استرقت .. أو أمتنعت .. أستعصت بألا تكون .. قبل أن يوجدها الخيال الخلاق .. أو استرقت فلا تبصرها إلا العيون الحانيات .. أو امتنعت من عظمتها أو قصورنا ..

الشاعر الحق هو ذلك المحلق وسط الزاحفين .. لا أحسب ما نقوله إلا الحنين .. النداء .. الغربة لكن الشعر قبس من نفس الرحمن كما يقول السابق

الشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن

هل سألت نفسك يا صاحبي .. لماذا يقولون أن أجمل الشعر أكذبه .. هذا لأنه يطاول الخيال .. والخيال يكون أجمل إذا ما جاوز الواقع بمراحل .. فصياغة الجميل هو ما يستعصي على الناظم العادي أن يدركه .. كلنا نعجب بشعر الحكمة لكن لا نحفظه إلا للمناسبات .. ولكن تجد أرواحنا تستفيق عند كل خروج عن الإطار

أهديك هذه المنظومة .. تجاسرا على الذات ومحاولة لكتابةالاحساس .. أو كما تقول هو ضرب بين الصراخ والفضفضة

كلب الجيران يلبس معطفه الأبيض
ويروح يصلي الصبح جماعة
يدهشني سمي يا أمي
إني أكبر من جلدي
وهي الخضراء .. تلوح
فينصرف العباد عن الشمس
.. إليها
ليرقب صدق الفتنة في الإنسان

هذا وطني ..
يرفو زمني
ويهيأني ..
للغربة مكسور الوجدان
وأنا في البرد وفي الأحزان
أتناول بعضي وأغني
هيهات البعد سيمنعني
تلك الوديان
تلك البلدات العذراوات
تلك السمراء بشطء النيل
تتغني في قول خليل
عزة ما سليت
وطن الجمال
ولا ارتضيت بديل
غير الكمال

Post: #65
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-27-2004, 02:23 PM
Parent: #1

من بعض ما كتبه يحي جابر في مجلة المجلة هذه الكلمات
"حين مررت في شارع المصارف قلت لنفسي لماذا لا يبنون بنكاً عاطفياً لأقترض منه فأنا مفلس في الحب وشئونه وأحتاج إلى سيولة من مشاعر .. أنا الذي ضيعت قلبي الأبيض ولم أحسب للأيام السوداء التي دفعتني إلى انهيار عاطفي .. لم استثمر جيداً كل مفردات الغزل ولم احتفظ بما لدي في دفتر توفير انتهي إلى أصفار.

يا صيارفة العالم يا مصرفي القلوب .. تعالوا نسعى معاً لإصدار بطاقات ممغنطة حين يداهمنا الحب فجأة فنلجأ لأقرب ماكينة في الجوار بلا أرقام سرية حيث العطاء بلا حدود.

هذه الأرض من حولي صحراء مشاعر ولست سوى دابة على قيد حياة مؤقتة .. أجتر عواطفي ولا واحة في الأفق تنجدني من هذا العطش.

Post: #66
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 03-31-2004, 01:30 PM
Parent: #1

إلى أمي : إمرأة الضياء ذات كل الربيع وشهقة الياسمين .. أحن إليها حنين النوق لأولادها .. يحملني لها الشوق في كل حين .. وتحملني هي في خاطرها الدافئ .. الوثير .. الألق .. الوريف .. الندي .. الآمن .. كم أحتاج لذلك البهاء الذين يحتويني عندما أكون في حضرتها .. كم مزعجة مخلوقات الشوق وكم هي صديقة .. أحلم دوماً بمحياها وسيال القصائد .. تحضر وتعربد ماجنات الأفراح حينما تبتسم .. آه أحن إليك دون شرط .. دون إنتهاء .. ولك الله يا وطن الغبن .. تسألني عنها الليالي .. ويسألني عنها النهار .. فهي الضياء الحبيب الحبيب .. وهي إرتعاشة كف الرحمة .. سبحان من دس الجنة في ذاتها .. ذاك السحر الشفيف اللطيف هي .. أحن إلى وجه أمي .. أحن لضحكتها .. للون بشرتها .. لعطرها الرحيم .. أموت فدى لحظة تعبرني فيها عيونها الطيبات .. إليك وأمي فاتنة الفاتنات .. جدائل شعرها مفردات لعشق نبيل .. وكأني بها وهي في الليل تغفو غياب عيون العناية .. آه أمي لك الياسمين .. وفوح القرنفل والذكريات .. .. ماذا يكون الشعر سوي قول أمي .. وإن لم يكن لها .. لمن تنتهي الكلمات

Post: #67
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-04-2004, 01:01 PM
Parent: #1

سكوتي إنشاد وجوعي تخمة
وفي عطشي ماء وفي صحوتي سكر
وفي لوعتي عرس وفي غربتي لقاء
وفي باطني كشف وفي مظهري ستر
وكم أشتكي هما وقلبي مفاخر
بهمي وكم أبكي وثغري يفتر
وكم أرتجي خلا وخلي بجانبي
وكم أبتغي أمرا وفي حوزتي الأمر
وقد ينثر الليل البهيم منازعي
على بسط أحلامي فيجمعها الفجر
نظرت إلى جسمي بمرآة خاطري
فألفيته روحا يقلصه الفكر
فبي من براني والذي مد فسحتي
وبي الموت والمثوى وبي البعث والنشر

Post: #68
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 04-04-2004, 03:46 PM
Parent: #1

جبران

صديقى البهى

كلما رفرف ضياءك بأجنحته الملائكية فوق ربى محراب لقيا الأرواح، تسمع القلوب نداء الود يأتيها من أمامها ومن خلفها معلنا، أن توضأوا وأقرأوا كل أوراد الإشتهاء البهيج، إنشدوا تراتيل المعانى الخضراء، ثم إدلفوا الى حيث راهبكم الجليل، يستنطق عصى الصخر فى جبال الأشواق، الأمنيات، التجليات، الأغنيات، ولتنهلوا من كوثر الإلفة السامية، شربة لا تظمأ الأرواح بعدها ابدا، لكنا والله يا جبران نظمأ، فكيف إرتواءنا من عذوبة الشدو لديك يا جبران

ما نسيت ما تواعدنا عليه، بل لعلنى أحاول التناسى وأرواده عن روحه، أحاول الفكاك من ذكرى النهر والله يا جبران، أنت لا تعرف ما تحدثه سيرة النهر فينا، ولكن وكلما بدأت الهروب، أجدنى راكضا نحو الضفة الشرقية، أو لعلها هى التى تركض نحوى، وفى كلا الحالتين، أفرح وأبكى، ثم نتعانق وننغرس سويا فى جسد النهر

سوف أحدثك يا جبران، بما أنا مدين به للنهر، ليس أقله العمر، فهل يسع الكلام العمر

سوف أحدثك

ودمت يا قديس

Post: #69
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-10-2004, 01:08 PM
Parent: #1

صاحبي المطر
أعلم في قرارة النفس أن البروق الخلب لا تمر بخاطرتك .. لذلك كلما برق منك وعد استبشرت بالسقيا .. وقد قلت لي أن سأحدثك .. فهو الوعد وأنت أهل الوفاء .. فحدثني عن النهر وعن سيرته فينا وعن سيرتنا فيه .. حدثني عن مفردات الطين الحميم .. وعن تعنت الموج ..

Post: #70
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 04-10-2004, 01:54 PM
Parent: #1

جبران
رفيقى الجميل

صرت أرى المحراب، ضفة، والملامح ضفة أخرى

كل واحدة منهما تفترش جهة، والمودة والمحبة، هى النهر

لذا، كنت قد غرست ما وعدتك به هناك، فى الضفة الأخرى من المحبة

قلت لك، ذات موجة صبية

جبران الصديق
جبران الصدق

مالك تحفز فينا شهوة الوجع، وهى ما خمدت أبدا والله، لكنها مدارة الخيبة ربما، والأعجب أنها تختبئ بأخيب منها، بهروبنا منا/منها، ولكن وفى كل حين، يخرج الحزن لسانه لنا، ساخرا مستلذا بما نكابد، ولسان لسانه يقول، الى أين المفر، وهل تملك حبات المطر حرية الرجوع والإرتداد الى حضن غيماتها بعد أن تهبها خالصة لوجه الأرض؟

أما عن النهر، ومن شدة الوجل أن يكون هو "من" أدار ظهره إلينا، أصبحنا نروم طمأنة الروح وقلقها، أننا نحن من تركناه، وما درت المسافة وشدتها الصلدة، أن النهر، ذات النهر، بكل جسده وروحه، أنه قد سكن فينا وتفيأ سوح العمر كلها، بل تسيدها، لدرجة أنك إن أردت أن تكتب تاريخ ميلاد الجسد، يفرد كاتب الحياة شهادة ميلاد النهر أمام وجهنا

هل قلت عبد الله؟

عبد الله وجدته هناك يفترش النهار حقلا وديعا يرتدى بردة الخضرة ويغطى دمه بعمامة من زرقة النهر، ويلتحف المساء، كرنفالا من أعراس النجوم والحكايات العتيقة، ويطوف عليه قمر مخلد، بقصائد وأغنيات من الضياء، وحين تأتيه، يبتسم، يجلسك على يمينه، وعلى يساره، يتكئ البهاء، وكل الأهل حضور، كل الفرح حضور، كل العمر حضور

مالك يا جبران تفتح فينا كوات الحنين

اطأطئ القلب وأنزوى داخل حزنى، كلما عنّ السؤال المرير، أن كيف تركت النهر وحيدا؟ تستحى كل الإجابات، فهى أقل قدرا وقامة من أن تروى الحكاية أو أن تروى يباب السؤال

لكنه السؤال الوعد، وما يطمئن هذا السأم المتقد، هو أننى أعرف أن النهر لن يخلفنا الوعد

والله لن يخلفنا

ولا يزال الوعد أخضرا بيننا

لنغنى النهر، ولنكتب تواريخ العاشقين والمجاذيب، على ألواح الطين/الحنين

ونلتقى

Post: #71
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: alsara
Date: 04-10-2004, 05:30 PM
Parent: #70



جبران والمطر
ثنائية الحزن و الأمل
لكما الأنحناء
لأنكما مازلتما هنا
بنفس البريق
بيد ناي ..و بالأخرى حلم بالضوء
بالشمس... بالربيع
و أنا.. مازلت أرقبكما ..من بعيد
و القيد يشتد على قلمي, كلما قاومته
و بين الهزيمة و الانكسار
خيط من ضوء
أن عبرته.. أحترق
فأرتضيت العتمة
و لم ترضاها روحي (رفيقة الصباحات و الأمل).
طويل كان ذاك الشتاء
بارد و لزج
تخللت الرطوبة فيه كل الجدران و المفاصل
فأشتد الصرير
لكنهم جميعا تهالكوا
يوم زفاف الشمس
(سيدة الموقف بلا منازع)

أقراكم..دائما

نورا لك الحب محل ما تقبلي

Post: #72
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: dreams
Date: 04-11-2004, 00:38 AM
Parent: #71

اطبق الكف على الكف

واضع حافتهما اسفل الذقن

ووحدها الركبتان تستجيبان لاشارة دماغى بانحناءة صغيرة ونهوض

وبعيون مغمضة ملأ بالمحبة

اقول لكم جميعاً

صباحكم خير بتوقيت الخرطوم

وليس اخر الا التواصل ....

السارة

سلامات خاصة

جبران

مزيدا من الانحناء والتقدير

تسلمو

Post: #73
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-12-2004, 12:47 PM
Parent: #1

ابا الفيض
هي البشاشة التي جعلتني في هذا الجو الغائم أحن للكتابة إليك عنه .. لأني أجد في كتاباتك ما يغري الخاطر بالعودة لأيامه.. هي لطافة الزمن ما جعلت ذكراه حاسرة .. وهو النهر الذي غيبه في ذات غفلة من الزمن .. صاحبي صلاح

درجت نفسي على إيجاد أعذار للنهر ذلك المجرى العظيم لكل ما يفعل .. فحينما يثور فيحطم بيوت الغلابة ويشردهم .. أراه يحثهم على الثورة .. يحفزهم على النهوض .. يذكرهم بأنهم أحياء فيخرجون من دوامتهم اليومية ..

عندما كان يحاصرنا في الشمال فتجد القرية جميعها بلا استثناء في (الترس) يحاولون صده عنهم .. أعرف أنه يصنع لهم التاريخ والبطولات والمجد في ذلك المعترك .. يجعل لهم ما يجتروه في ساعة خوائهم.. وكيف أنهم ترسو البحر صددو .. هذه الملاحم لم تكن لتدرك إذا استمرت الحياة بذات النمط اليومي .. لم نكن لنعرف من هو أخو البنات ومن المتخاذل إلا في تلك الساعات أو الأيام .. كما في بعض الأحيان .. وكان أن للسهام أن تعجم .. وللمعدن الأصيل أن يبين ..

لا يزال وقع الحوافر العظيمات يرن في أذني عند المساء عندما يحاول ماء السماء المتجمع في سيول الإلتفاف علينا والانضمام للنهر .. عندما تنزل السيول من مناطقها المرتفعة في سباق محموم للوصول للنهر .. غير عابئة بما يلتقيها من أمال أو ذكريات أو أطلال.

وبعد أو وعيت للحياة سامحت النهر .. وأحببت الارتشاف دوما منه باليدين إذ أنه غيب عني شخص حبيب .. أسميه صلاح .. منذ أن غاب في ذلك العناق الأبدي مع النهر .. وأنا أنتظر طورا خروج مصطفى سعيد مرة أخرى ومرة أنتظر أن تطل علي حورية فنغيب معا في ذلك الخضم .. حزنت .. حتى طربت من الألم .. وبكيت ما استطعت .. لكني لم استطع أن أغضب من النهر .. ولكن عندما خبرتني الأيام ما تفعله صروف الدهر بالشباب .. عندها عرفت لماذا اختاره النهر .. فقد كان صاحبي هين .. ولين العريكة .. مزيج لطيف من الملائكة والأطفال .. شخص غير جدير بالمادة إذا أنه يكاد أن يحلق .. غيبه النهر حتى يخلده في الشباب ويحفظه في ذاكرة الأيام بذات النضارة والبهاء وذات البراءة والعفة والجمال .. ونعيش نحن على فتات الذكريات ..

كلما مر بي طائف من صلاح ..أتنشق راحة طين الجروف .. أحس بطعم الرشفة الأولى من النهر .. تغمرني النداوة والارتياح .. وكلما تطاولت علي غابات الأسمنت ذكرته فإذا الأفق ممتد حد الخيال ..

Post: #74
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 04-12-2004, 02:50 PM
Parent: #1

السارة

حاملة مسك الكلام، وعطر السرور

كيف الإنحياز للعتمة، وكل المداخل تفرخ فيها العتمة، تحجب ضوء الأرواح، وتغتال أرواح العيون المضيئة

نحتاجك ضوءا، بل شهبا، لنتعاون على هزيمة الظلام المخيم على ساحات الحياة

فلا تغيبى

وقد تسربلنا ببردات الفرح والنشوة، وحتما صديقى جبران الجميل قد فعل، وطربت معنا اللحظة بقدومك الباهى

فلا تغيبى

ولك المودة والتقدير

Post: #75
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 04-12-2004, 03:09 PM
Parent: #1

جبران الصديق/الصدق

ذات حين من العشق، كان هناك شاعر سكنه حب لنهر، حتى امتزجت فيه شرايين الدم والحياة، مع موجات النهر والموت، ومن شدة ولهه وعشقه للنهر، لم يجد ملاذا آمن له وأكثر صدقا، من حضن الماء، غمس جسده بكل محبة فى مياه عشقه النهرية، ولم يعد حتى هذه اللحظة

كان يؤمن بأن من يسكن حضن النهر لا يموت، وأن روحه سوف تلبس وشاحا بلوريا وتسرى مع "العرق" حتى مصب البداية، فالنهاية هى البدايه، وليس العكس

كان ذلك هو بيرسى شيللى
Percy Bysshe Shelley
الشاعر الإنجليزى الشاب، وأحد أعمدة شعر الفترة الرومانتيكية، توحد مع النهر وكان عمره "الأرضى" حينها ثلاثين عاما فقط، أما عمره النهرى فهو، الأبدية، فالنهر والأبدية شئ واحد

لذا ف "صلاح" قد توحد أيضا مع أبدية الطين والموج وهمسات الطيور المسافرة فوق خد النهر

تحدث الى أى صفصافة فى جروف النهر، وناد بإسمه، قل كيف حالك يا صلاح، وسوف تجيبك فورا، ويرد عليك السلام

وعليك السلام أنت يا جبران

Post: #76
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-12-2004, 03:52 PM
Parent: #1

الأليفة سارة

بادئاً بالسلام أود أن أهديك ما كنت ادخر قوله لدوحتي الوريفة .. إلا أنني أجدك قمينة به أيضاً .. أبيات لعثمان بشرى من قصيدة النمل .. يقول فيها

وتشبهين الضوء
لا ليعادل الإظلام في ضدية الوهج النقي
إن للإظلام ما يعطي خصاص الروح
معنى أنه
سريان أغنية السكينة
في الدماء المستحمة بالوجود
فلتشبهين إذن دمي
علاقة إندماج الذات في جسد الطبيعة
بالذي فينا من الطين النبي
زمن التحرك في المدى
ما بين وخز الشمس
حتى بؤرة الإحساس
في عصب التنبه أنت
فانتقلي بما يكفي التوحد والشمول

السارة .. لأنك أنثى الضياء لا تتسرب العتمة لرؤاك .. ولأننا نود أن نلقاك في كل مرة نطل بالمحراب .. نرى تلك الكلمات البنفسجية الأحرف والمعاني .. لأننا نحس بأنك قريبة منا لم نستطع النداء ..
فهبه أرعوى بعد العتاب ألم يكن تودده طبعا فصار تكلفا ..
لأننا نريدك أن تعودي بشروطك كي تعودي سالمة و ثرية .. كما كنت دوماً.. وتذكري صاحبتي .. ماقد قيل .. بأن المسافرين إلى الضوء لا يرون الظلال ..

لك الود منتهاه .. وشكرا لكلماتك النبيلات .. أحب دوما أن أذكر في معية المطر .. فكيف بك وأنت تقرنيني ببهائه .. وأنت التي قد قرنت سيرين بالسارة .. فصارت سيرين ترف بالذاكرة كلما مر طيفك الفخم في سؤال ملح أو عابر لأحد سالكي البورد أن أين السارة .. سيرين بعيونها المتسائلات ومشيتها التي تشبه مشية البطريق .. صوتها ولثغتها .. ضحكتها .. تعبر في الخاطر كل حين يأتي ذكر السارة .. مدهشات هي الكائنات الصغار يحملن للعالم كل السناء .. لها الورود

Post: #77
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-12-2004, 04:31 PM
Parent: #1

عصفورة الأمل

لعمري قد صدقت الاسم .. ما أشبه حالك بالأمل المحض .. المجرد .. الذي لا يأتيه اليأس من أي مكان .. في ذات مرة قرأت أبيات شعر مكتوبة

الا إنما الدنيا نضارة أيكة
إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع
لديها وما اللذات إلا مصائب

حضر طائر الأمل الشفيف فكتب تحتها
ألا إنما الدنيا نضارة أيكة
إذا جف منها جانب اخضر جانب
هي الدار ما الآلام إلا منافع
لديها وما الحسرات إلا مكاسب

دعيني أقتبس عنك هذه العبارة على بساطة كلماتها .. وكبر دلالاتها ..

وبعيون مغمضة ملأ بالمحبة ..

فهل نستطيع الوصول بالمحبة لهذه الدرجة .. هو سؤال أطرحه لنفسي ولنا ولقارئ العزيز .. هل نصل بالمحبة لمرحلة الاطمئنان .. فنغمض أعيننا المليئة بالمحبة بدون خوف من غيابها .. يا صاحبة إذا قيض لي كتابة عبارة في هذا الإحساس لكتبت عن العيون المشرقة الوضيئة بالمحبة المنتبه لكل التفاصيل .. ويستعصي علي إغلاقهما من خوف الزمن

Post: #78
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-19-2004, 04:42 PM
Parent: #1

عودة للخواطر

تأصلت عجائب الغربة في دقائق الدماغ .. وأضحكت التذكرة نوع من أنواع الجمال الممنوع .. لا أدر كل هذا صلة بفردوسي المفقود .. كان لي في المستقبل أملاً وتلهف .. ولكن بعد أن صار المستقبل هو الحالم بوصولي صرت أخشى ثناياه .. وبت أهفو للماضي الذي لملم بقاياه .. والآن يحاول أخذ ما نسي في لفائف الذاكرة.

صارت الذاكرة محط كل طيور الفرحة التي تمر علي .. فقد ضن الزمان بمزيد من الفرحة .. لقلب مثقل بالأماني العاطلة .. لهف نفسي من سماء الغد تلك السماء المحظورة التحليق .. لك أن تدب فيها .. ولكن لا تتمنى مجرد الأمنية في الطيران .. فإن شئت الحلم .. فللأحلام ثمن قاسي .. وهو الزمن .. وكل رفات الخيال .. ليس لها .. سوى الإحتضار.

الغربة هي عدم التوافق بينك والمفردات .. بين الآمال والمعطيات .. وأنا هو شخص الغريب .. مثلي والدمع .. تأسرني الأفراح .. وتطلقني الأحزان.

Post: #79
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-26-2004, 07:33 AM
Parent: #1

إلى ذلك الزاوي في حنايا الفؤاد .. المدثر بأشلاء الروح الثكلى .. والمقبور في مسام الإحساس .. إليه يسير تيار النفس ويصب ببحره نهر العاطفة .. إليه فراري من هذا الزمان اللجب .. والأحداث الصاخبة.

ينفلت الحزن وترافقه السلوى .. وتبطئ خطواته وتحد من تحركه .. ولكن حزني سار وحيداً .. فلم تسر معه السلوى أو يرافقه العزاء .. فقطع أشواط عدة لا يدركها الحزن إلا أن صحبه فيها الفقد .. فالفقد عملاق الخطى .. حثيث السير .. ضاري العزيمة.

Post: #80
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-27-2004, 07:18 AM
Parent: #1

ككل المسافرين في هذا الزمان .. ولدت .. ولم يكن هذا قراري .. أتيت برغمي ورغم كل شئ .. وكل شخص .. أتيت لأستجدي الزمان بعض اللحظات الهنيئة والقلوب الطاهرة .. يهش الزمان .. يعطيني نذراً ويعدني بالباقي .. وككل الضحايا أطمئن إليه .. ولكنه ومثل كل مرابي جشع .. يأبى إلا أن يأخذ كل ما أعطانيه .. ومعه كل لحظات الهناءة الموعودة .. وأظل مدين له ولآخر العمر .. هكذا مكر الزمان.

ما أمر أن يشهد الواحد منا دنياه وهي تتضاءل أمامه .. فما بالك بدنياي .. وهي بكامل حسنها تفر من أصابعي .. ما بلك بشيخ هرم .. بعد أن فاته الشباب تعانده أطياف الذكرى .. ويثقل عليه النسيان .. فيصير بينهما .. يموت ألوف المرات تحت وطأة الألم قبل الوفاة .. يعاني الوحشة في ظلال الأنام .. وتعصف به ريح الغربة وهو في داره – تلك حالي.

أحس بشيء بصدري .. يطوق باصرتي .. يغم بصري .. ويشل تفكيري .. شئ يشعل في كل ما هو محزن .. فأتوهج بالألم .. ويصير تقبلي للناس مثل تقبل المرآة لحزمة الضوء – هذا أنا.

يتضاءل الجمال .. أخشى الفرحة .. يزعجني الأمل .. أكاد أموت فرقاً وفزعاً من طيف السعادة .. ذلك هو الهـم .. ما أن يرى إبتسامتي حتى يكفهر وجهه يدبر مني – هذا هو الهم.

Post: #81
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 04-28-2004, 07:07 AM
Parent: #1

سمحت لنفسي أن أعلن الإنتصار .. إنتصاري على الذكرى والخيال .. ولكني كنت قد تعجلت النصر .. فبعد أن شاخت ذكرياتي .. وتهشمت جميع مرايا الذات وخفتت كثيراً أصداء الأمس .. بعد كل هذا حدث البعث .. الميلاد .. وعادت مواكب الحنين تهدر بداخل القلب الهرم .. تدك جميع حصون النسيان .. وتعيد شباب الذكرى .. الذكرى بداخلي مثل ألسنة اللهب .. ما أن تضطرم جذوتها حتى تأتلق كل النار وتشعل كل شئ قابل للإشتعال في دواخلي.

Post: #82
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: singawi
Date: 04-29-2004, 05:05 PM
Parent: #81



ولما تلاقينا جرت من عيوننـا *** دمـوعُ ككفنـا ماءها بالأصابعِ
ونلنا سقاطاً من حديث كأنـه *** جنى النحلِ ممزوجاً بماء الوقائعِ
ــــــــــــــــــــــــــــ
ولما التقينـا للوداع ولـم يـزل *** ينيـل لثاماً دائمـاً وعناقـا
شممتُ نسيماً منه يستجلب الكرى *** ولو رقد المخمور فيه أفاقا
ــــــــــــــــــــــــــــ
لعلك إن طالت حياتك أن تـرى *** حبائبـك اللاتي بهن تهـيـم
أجـدّك ما تنسيكهـن مٌلمـةُ *** ألمت ولا عـهـدُ بهـن قديم

Post: #83
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 05-01-2004, 07:56 PM
Parent: #1

جبران

يا سيد الحضرة الموشاة بخشوع الضياء، بسناء البهاء

ونحن الزائريك، بردتنا قد قدت من كل الجهات، بفعل الشوق، أو قل بيدى الشغف الممسك بأطراف هذا الشوق وذاك

ها هو المحراب يشع، قداسة تنبع من بين العيون والحروف، تنسال نهرا يلف بذراعيه نشوة المحبين، يهبهم البركة، الإرتواء، وماء اليقين

نحن الزائريك، ولا يحمل القلب فينا، ثمة هدية، لذا يدارى وجه نبضه بكلتلا يديه، فهو لا يملك سوى المحبة

خذها إذن، خذها يا جبران كلها ولا تدع منها بقية، ففى الدم منها المزيد

Post: #84
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-02-2004, 01:49 PM
Parent: #1

فتى سنجة الحبيب

لعلك تعلم أن باب البوح بعدك شبه (متاكى) لأن وجيفك يشبه وجيف الأوتار في جيتار فرانسس قويا .. يظل صداه يرن في الصدر حتى الرنة الثانية .. لماذا تكتفي بجهد المقل .. وفي السماء مزيد من إمكانية التحليق .. لماذا غابتك أناشيدك الرائعات التي قالها كل العشاق فكتبتها أنت .. لا تبالي بالنداء .. ولكن أوسع ما استطعت في مساحات الصدر فينا بما تنال من ألم

وهل كل الذين يشاهدون هياكلي
تمضي إلى المنفى بلا عود
يريدون القصيدة في دمي

Post: #85
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-02-2004, 01:52 PM
Parent: #1

مطر الضياء .. منك المحبة ولك المحبة

لسبب جد صديق أحب أن أكاتبك عن نورا – أنثى الفراش – تلك الغائبة في غيابة الأثير .. أكاتبك أنت لأنا عرفناك أهل الوفاء .. أردت لسبب ما أن أكتب لك عن سيال الوهج الذي يحتوي حرفها المغموس بذات الطعم والرائحة التي أردناها دوما في السمراوات .. كنت أتمثلها في مكان ما في الخارطة الوطنية .. في ثنية من ثنيات الوطن .. لكن شاء الزمن أن تكون نورة في البعد أرض من الوطن .. عشقنا معناها بصدق وعنف وألفناها بلطف .. علمتني أن النساء الرائعات لا يشبهن سوى سماوات ماطرة وأرض خصيبة ونبتة تزداد إيراقا مع الأيام .. كم أحسست بالاقتراب من الانسان عندما عرفتها .. وأدمنت قراءتها .. لسبب ما تغيب نورا فيخبت الضوء الجهور للأنثى في المحراب .. يتردد صداها في كل حين وفي كل لحظة من لحظات الوهن والانهزام .. تعود بشتى الأنفس وشتى النساء .. لكن لا تنفك تعود .. دعني أستظل غماماتك وأناديها

بناديها .. جميل آخر عرفناه وعشقنا روح الدوش فيه .. فغاب ولا يبرح نداؤه السرمد يرن في زاوية من زوايا الدماغ ... لا تلمني سيدي المطر .. إذ أدخل من موضع إلى آخر دون توطئة لكنك تدري سريان الحمى وما يفعل .. في ذات مرة دخلت الظنون إلى نفسي من باب الوحشة فأحرقت زهرة تصلي .. أود أن أعرف أن الأشجار لا تموت ولكن تستبدل شكل من الحياة بآخر ..

صاحبي المطر .. غيابك هو شتلة من الجفاف سريعة النمو .. فلا تغب .. سوى ما تحب ..

Post: #86
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-03-2004, 04:18 PM
Parent: #1

هو شئ عبقري يجمع بين سماويته وأرضيتي .. بين عظمته وضآلتي .. يؤلف من ضحكته ودموعي مزيجاً من الجمال لا يدركه إلا الجمال نفسه .. يصوغ من قممه وسفوحي سهولاً خصبة مليئة بالورود .. هو النهار المكون من شروقه وغروبي .. بل هو حلم جميل أتت به يقظته في ثنايا غفلتي .

وبعد كل هذا هو كل شئ .. وأنا لا شئ .. واجتمعنا .. فصرنا شيئين .. فكان هو شئ عبقري .. وكان الآخر هو أنا.

Post: #87
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-04-2004, 10:54 AM
Parent: #1

كلما أوشكت نفسي على التحرر .. أجدها تتمرد علي .. لتهنأ بذل القيد .. كلما أملت في الإنفلات .. وجدتها تدفعني دفعاً للإستسلام للأصفاد .. كلما قهرت عقلي وصممت على النسيان .. تسلط علي الحنين .. فعدت وعادت .. ويح نفسي وهي تدري مبعث عذابها .. وأسباب آلامها الممضة .. أراها تستعذب هذا العذاب وتعشق هذا الألم .. تتساقط الأخيلة أمام عيني .. وتتدافع الذكريات بزوايا العاقلة .. فلا أدر أهي الذكريات ؟ أم هي الأخيلة تلك التي تسيطر علي ؟؟

Post: #88
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-05-2004, 07:24 AM
Parent: #1

خواطر

بذات المفردات القديمة التي اعتدنا سماعها من بعضنا البعض .. وذات الكلمات اللكمات التي اعتدنا على تبادلها في كل لحظات الصراع والوهن على حد سواء .. أعود فأقول بأنني الآن قد أزمعت الرحيل .. ولكن لا أدرِ إلى أين .. وكما هو معتاد بيننا أن نناقش هذا الموضوع إلى أن تهمد رغبة الرحيل .. ثم نعود إلى أعطافه مرة أخرى حين يكتسي الحساء بطعم الأسمنت.

اللطف الذي يمارس في السماء الدنيا.. يجعلني أحاول الإقتراب من المعطيات التي تجتاز عتبة الوهم .. وترتاد دنا الحقيقة الواضحة .. هل أربح هذه البيعة التي ما أن ناداني الزمان إليها .. حتى وجدتني في آخر القدرة على الإقتناص .. والقدرة على الصراع .. إختفاء الأشياء عن الوجود دون سبب مقنع لهو السبب المباشر في إمكانية الوجود نفسه .. مطلق هو الحزن وقليل الإنهزام.

الكائنات اللطيفة والراقية .. التي مرت يافعة بحياتي القصيرة الطويلة .. أوعزت إلى نفسي معاقرة الأمل .. وهذا هو أقسى ما فعلت هذه الأطياف في حياتي الطويلة القصيرة .. هل للشمال كل الإمتداد الذي أمتده ؟ أم لليمين عطفة ؟.. وهل ساعة الميلاد التي كنت قد أحسست بها يوماً ما حقيقة .. أم هي من تحرشات الخيال ؟..

Post: #89
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 05-05-2004, 09:08 AM
Parent: #1

صديقى جبران

نغيب، أو يغيبنا لؤم الوقت، ولكن يظل حبل الأشواق والأمنيات موصولا بثنايا المحراب، الشواق لأن نمكث خاشعين، نرتجى نوال عطاء من زمن ممعن فى البخل، بما فيه من فرح عصى

والأمنيات، بأن تخضر هذه الأمنيات، ولو قليلا قليلا، لنتمسح بخضرتها، عل صدأ الوقت يذوب، أو يطلق سراح النبض، ليتنفس شيئا من أوكسجين الأمل

وكلما عربدت جحافل الوجع، تجد القلب فينا وقد يمم وجهه شطر المحراب، إبتغاء الإرتواء من فيض البوح الصدوق، لتبتل عروق الأمل مجددا، ويذهب الظمأ المقيم

ها هو
كونٌ من المواجعِ الطوالْ
ليلٌ ينادم الخواءَ والظنونْ
يرفرفُ الأسى
على مشارفِ السؤالْ

كيف اللحظاتُ تولدُ
وتموتُ قبل أن تكون؟
كيف الأشواقُ يقتلها الوصالْ ؟

ها هو
على غياهبِ السفارِ
يسرقُ الدروبَ واحداً فواحدا
ليلٌ فى حزنٍ عارى
ليلٌ يفتَتِحُ عذابَ البوحِ
يطفئ شبقَ البهجةِ
يسرقُ أزهارى
وضوءُ القمرِ نزيفٌ
من حلمٍ مطعونْ

يخضبُ أرقَ الأسوارِ
يموتُ الحلمُ
قبل أن يكونْ

ها هو
ظلماتٌ تفضحُ عُرىّ الوقتِ
موتٌ كلامٍ يطفو
فوق حياةٍ ليست تأتِ
مأتمُ صبرٍ مشنوقٌ فوقَ الأستارِ
على مذابحِ الجنونْ

ها هو
ليلٌ
ممتدٌ فينا مثل الموتِ

أيا ناراً تعبرُ
من أقصى أصقاعِ الروحِ
كونى ورداً
أغنيةً
كونى وعداً
أحجيةً
كونى والعمرُ مركبٌ
على مشارفِ الزوالْ
تحتَ مراقدِ السكونْ
كونى عمراً
أو كونى جمراً
كى نكون
أو لا نكونْ

Post: #90
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 05-07-2004, 05:28 PM
Parent: #1



برغم حوجتنا الصراخ
يكبر الصمت فينا ...
ليس إنزواء ولا عزلة
ولا حتى عبور من مدينة الاحزان إلى ضفة الفرح ...أو العكس
هو تدثر بالذكريات ... ربما ...
اه لو تركض عقارب الساعة عكس المألوف ...
اه لو ننام لنستيقظ البارحة
هى إستحالية الامنيات إذا
لا لا
هى ترقب لحظة ميلاد جديد

اه
لو
نولد
من
جديد
اه لو يصحو الحلم فينا
.
.
.

يا صاحب المحراب ...
ساعة الميلاد اتية لا محالة ..أكاد أسمع نقر أصابعها
وسع الخطوات إليها
وأعزف على ذات قيثارة المطر

أيا ناراً تعبرُ
من أقصى أصقاعِ الروحِ
كونى ورداً
أغنيةً
كونى وعداً
أحجيةً

جبران ... ليتنى كنت كتلك التى تحكى عنها ... أشكرك
أهل ودى ... كلكم ... شكرا لحروفكم المضيئات وحضوركم النهى

أم سيرين ... أشتاقك

Post: #92
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-09-2004, 07:07 AM
Parent: #1

مطر العافية ..

وتجف مياه البحر
وتقطع هجرتها أسراب الطير
والغربال المثقوب على كتفيك
وحزنك في عينيك جبال
ومقادير وأجيال
يا محبوبي لا تبكيني
يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال ..

الفيتوري


نوراي
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك لكني
سلطان العشاق

الفيتوري

Post: #93
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Frankly
Date: 05-09-2004, 11:27 AM
Parent: #92


لك الشكر .....فوق

_____


أتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن

Post: #94
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Frankly
Date: 05-09-2004, 02:52 PM
Parent: #93


وكمان .....فوق

_____


أتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن

Post: #95
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: Frankly
Date: 05-09-2004, 07:54 PM
Parent: #94


دفعا لهذا البوست الى الصفحة الاولى
ولي عودة بإذنه

_____



أتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن


Post: #96
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-10-2004, 10:44 AM
Parent: #1

الأخ / Frankly
لك الشكر ما تتمنى .. واشكر لك ما ارتأيت من رفع هذا البوست مرة فمرة .. وكأنك تعيد له الحياة .. بخروجه من العتمة للضوء .. أتمنى أن تجد فيه من .. وما تريد .. لكن اسمح لي بهذا الطلب ..

تحدث لنراك

مجددا لك العرفان والامتنان

Post: #97
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: THE RAIN
Date: 05-12-2004, 09:33 AM
Parent: #1

جبران

رجاءا، لا تمعن فى الغياب، حتى لا يمعن فينا هذا الرهق

ما عدنا نحتمل الأشواق

Post: #98
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-17-2004, 07:46 AM
Parent: #1

صاحبي المطر

لك الوداد

أرسم وأمحى .. وهذه المنمنمات المدهشة التي تأتي كقفلة مبدعة لتيار جميل من الغناء .. أرسلت لي الحبيبة هذه المنمنمة عبر إحدى وسائل التكنولوجيا .. بدوري وبذات الغرور الذي جعلها تكتب أكتبها إليك .. لأن الشئ الجميل الذي تمنيته ..

لما تهجع في وسادتك
تلقى روحي ملت جوانحك
ولما تغمض رمش عينك
أبقى في نومك أزاحمك
ولما تبقى أمام مرايتك
تلقى صورتي كست ملامحك
ولما تمرق لصحابك
وكل زول بي شوق بسالمك
تلقى في إيديهو إيدي
ولمحة من عيني تصافحك

يا صاحبي بي الكثير من الشجن الذي كلما حاولت صده إزداد صلفا وتعنت .. أحن إلى وجه أمي وقهوتها .. يملؤني السلام .. أزمع الرحيل من المدن المعدنية الغريبة كما تفعل أنثى الضياء نورا .. ولكن أخاف الوصول .. الوصول لبلاد تنكرت لأحلامنا ذات نهار .. ولأننا نعيش للأحلام وبها رحلنا .. رحلنا رحلة الفراش إلى الضوء .. أود أن أعود بيننا بينكم بينهم .. ولكن الخوف من هل نحن أنتم وهم .. هناك

أشد ما أخافه من غربة أن تعود كعصفور تلك الشاعر الذي ما انصاع لظلم الحارس ..الذي قاتل كل الظلم فلما عاد بعيون منتصرة .. ووصل عشه .. طارت أوراق الشجرة .. أخاف يا صاحبي أن يسلمني الوطن للغربة مرة أخرى

أختاه صاحبة المنى ورفيقتي
في غربتي وتلهفي وعنائي
قد بت في بلد غريب أهلها
وأبيت في وطني غريب نائي

Post: #99
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-18-2004, 09:08 AM
Parent: #1

سيدي / عبد الله جعفر ..

لك التجلة والإكبار .. استميحك العذر أن أثبت في جدار المحراب ألمك .. بالمسامير .. اسمح بأن أعلق ما كتبه ابن النخيل في أحد البوستات .. وذلك من أجل أن يعم دفئها صمت المحراب .. يا لهذه الصيحة وما يعتمل بجوفها من بركان .. تحمل الزوبعة كل خواص الإعصار .. سلمت سيدي وسلم ابن النخيل .. وعد بنا إلى مصاف الحضور .. الآن إلى النص


الليلة باردة جدا
الغرفة ساكنة جدا
وحدي والصمت
أداري باب القلب
لعل الفرحة تأتي
خلف الريح القادم من ليل بارد
الوقت الآن سكون
وأنا والليل حداد
من يملأ هذي الكأس إلي نصفي ضوءا
من يدخل هذا الباب إلي قلبي نبضا
من يعبر هذا النبض إلي عمقي دفئا
أو حتى دمعا
يغتال الصمت
يحرك ماء العمق الآسن
كي أحيا
اللحظة لا تخشي إلا نزفي
وأنا لا اخشي إلا نزف القلم علي الأوراق
الصمت خواء
وأنا والريح القابع خلف الباب .. عواء
يا الله
للحزن الليلة طعم آخر
طعم .. كجراح خيانة
أو .. موت صديق في قلبي
أو موتي في قلب الصاحب
أو دمع يأتي من ماضٍ مالح
أحتاج لشيء يدهشني
شيء يأتي من خلف الحد الفاصل
بين اللحظة والتذكار
ماذا لو تأتي الريح الآن بأمي
كي ألقي الرأس المتعب فوق الصدر
وأحكي
ابكي
أحكي
عن مدن ومطارات لا يغشاها الفرح الخاص
مدن .. لا تعرف اسمي
وأنا لا أحفظ أسماء شوارعها
مدن
عمدا تكتبني فوق الجدران قضية لون
وأنا واللون حداد
ماذا لو تأتي الريح الآن بثغر امرأة في الخاطر
امرأة .. أنثي
تملأ هذا الليل
حديثا .. همسا
.. عشقا .. قبلا
أنثي
لا تخشي إلا موت العشق بقلبي
ماذا لو تأتي الريح الآن
بصوت الباعة والعربات
وصوت السوقة والأطفال
وضحك الجارة
أو حتى .. صوتي
فالقلب الآن تمام الشوق
وأنا والليل علي ناصية القلب جلوس


عبدالله جعفر

هلسنكي

مارس 2004

Post: #100
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-22-2004, 07:35 AM
Parent: #1

هاأنذا الآن وبعد أن مللت طعم الاسمنت أجدني مضطراً للكتابة بعد أن مضني هذا الشعور البغيض .. هاأنذا الآن وبعد أن عاهدت نفسي على النسيان والترامي في أحضان البلى .. أغدو ببعض النفس وأعود فأشهق بالحياة التي طالما أنكرتها .. وأدعيت أن الوقت لا يتسع إلا للصراخ المر في الآفاق المليئة بالمكلومين والجرحى وأنصاف الآليين .. أعلم أنني لا أعدو أن أكون قطرة في محيط البشر .. ولكن لما لي من ثقة في وجودي أجدني أزعم بأنني محور إهتماماتي .. وأنني البالغ التعقيد الذي يجب على الكون حوله أن ينصاع لرغباته حسب متطلباته.

تراني قد أصبحت بعض غريب من الأمنيات الحالمة والرغبات العجيبة بمقاييس كافة البشر .. لذلك أجدني قد بدأت أقتنع بأنني أحمل نوعاً من الشذوذ .. وأنني فقط أمثل فئة قليلة من ذاتي التي تسعى للتواصل مع الحياة بكافة أشكالها .. بما في ذلك البشر الضعفاء .. بل أضعف كائنات الطبيعة والوجود .. وأن كان تأثيرهم في أصبح يحمل بعض الأهمية ليس كذي قبل .. حينما كنت قد أحللت ذاتي وكافة إمكانياتي الشخصية الوجودية في إحتمالات الوصول إلى المرفأ دون الحوجة المباشرة لهم .. كنت أحسب أن سفني لا تحتاج لأن ترسو لديهم .. ولكن يبدو أن لا مفر ففي كل مرة يلوح لي في المدى شبح التواصل مع أحدهم .. ومن ثم تارة يخفت هذا الأمل رويداً رويدا .. وفي بعض الأحيان الأخرى ينسف هذا الأمل نسفاً .. فتجد نفسك مرة أخرى أمام البحر الممتد إلى ما لا نهاية له .. وفي الحالتين أجد نفسي أمام خيار واحد وهو البقاء ومواصلة الصراع مع البحر.

سارت قوافل اللقيا إلى غير رجعة وأتم الزمن هذه المؤامرة بأن أوعز للذاكرة الإحتفاظ فقط باللحظات السعيدة .. أيام اللقاء فشعت الحسرة في أنحاء الصدر المتعب .. أحس بأنني أحتاج لذلك المرفأ الغير آمن .. الذي لجأت إليه في ذات حين ملئ بالمفاجآت الرائعة .. التي لم أعد ألقاها في هذه الدنيا إلا لماماً .. عندما كان الزمان قد قرر أن يزودني ببعض الرؤيا الحلوة لواقع متقلب .. أحسب أنني لا أحتاج إلى الكلمات لأعبر عن شوقي لبعض حين من ذلك الزمن الباسم الملامح .. والحلو التقاطيع .. والرائع الحياء .. دون إبتذال ولا محاباة للساعات القريبة أو البعيدة من محور الإهتمام أو أقصى ركن من التطلع.

هذه الباصرة التي لا تبخل بأن تريني الساعات الحلوة .. التي كان محتملاً أن أعيشها .. أحياناً أبغضها فلولاها لكنت من أصحاب النعيم .. ولكنت في أكبر حالات التسامح والرضى .. ولكن من منظور آخر أُبدي إمتناني لها .. لأنها تريني ما كان يمكن أن يفعله الزمان بالقوم الحالمين .. وكيف يسطو على أحلامهم .. ويدخل حياتهم فيحيلها جحيماً مقيماً بعد أن جردهم من كل سلاحهم ودفعهم للمعمعة.

Post: #101
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-24-2004, 02:25 PM
Parent: #1

مناغاة

إعادة ترتيب الذات هي من أكثر الأمور تعقيداً .. وإمكانية التواصل بذات مشتتة هي نوع من أنواع الإبتذال المرهق لذات الذات نفسها .. لذا قبل أن أحاول الإنطلاق في المضامير الإجتماعية أحاول أولاً أن أرتب بعض مفردات الذات .. وبخاصة تلك التي أحتاجها في التعامل مع الآخرين .. لحديثي معك لا أحتاج كثيراً أن أرتب ذاتي .. وإنما أن أكون أكثر حرية في التعبير عن نفسي بغير إهتمام كثير بالمفردات .. وأنا أعلم أنك بما حباك الله من قوة إحتمال قد تستطيعين .. وبما لك من صبر لا محدود تستطيعين السفر إلى الآفاق الغريبة عن إرتياد البشر العاديين أو البشر المثاليين.

سيان عندي ساعة الحزن العظيمة والسماء الملبدة بالأماني الضائعات .. هل هناك أكثر من حب البقاء الذي يتخطى كل الأسوار ويشهق بالأمل .. عندما أحس بأن الأيام قد غفلت عني ولو لبعض الوقت وشملتني رحمة السماء .. وهل لي غيره أهرب إليه وأحاول التواصل معه أن لم تمتد إليه يدك الأنيقة واللبقة فتخفيه عني .. فأسافر أنا في مجالات العدم والغربة.

حاولي بما لك وما عليك أحياناً من الكرم أن تتركيني أقابل هذا الرائع المختبئ بداخلك .. أو أن أتعامل مع أماني الفكرة العبقرية تلك التي أدهشتني بجبران والوتيرية الغريبة .. التي لم ألتقيها مرة أخرى على مدار عمري القصير .. الذي رجعت فيه إلى ذاتي أحاول إكتشافها وأحاول التقريب بينها وبين الناس والملائكة .. الرفق بالفراش هو الإحتمال الأوحد في تفسير العلاقة بين الوهم وبيني.

هناك فرق كبير بأن تكون مثل الشمس وأن تكون مليئاً بالضياء .. وأنت لست مثل الشمس .. ولكن الضياء السافر يكاد أن يخترق الستار الواهي الذي يبنيه الجسد .. نعم لست كالربيع ولكن هناك إحساس بالعبير أكاد أتبينه عندما تستوي كلماتك على صفحات الورق .. أقول لك وبكل تجرد وصراحة بداخلك شئ جليل تحرصين على وأده كيلا أتبين ملامحه .. ولكني أعرف معالمه جيداً وانتظر أن يغلب يوما على تحصنك ويبدو في جلاء.

تكاد الأيام تنقضي دون مقابلة الأشخاص الذين كان يجب أن ألتقيهم كي أحس بالأمن والإطمئنان .. كي أحس بأني إنسان جدير بالحياة الهادئة والرائعة وأن أكون في تصالح تام مع نفسي ومع المفردات الباقية.

هل تدرين أن الأسباب التي دفعتني للسفر هي الرغبة الأكيدة في الإنتماء للسماء .. والتحليق الحر في الخيال دون الحوجة إلى العودة إلى الأرض مرة أخرى لمعاودة الإنطلاق .. وكذلك الملل الذي يعقب كل محاولة فاشلة من جانبي في العودة إلى القواعد العامة .. التي تحكم كل الناس الطبيعيين والأشخاص الذين يشكلون ويلونون أطراف المجتمع بالألوان الطبيعية.

Post: #102
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 05-24-2004, 05:00 PM
Parent: #1

...
..
.
إنه حديث الذات مع ذات ذاتها ... أعرف ...
ولولا ذاك لأنكرت بعضه عليك ... لكن اليقين يملأونى أن
تلك هى لحظة "تنكيش" الاشياء التى تسبق إعادة ترتيبها




صديقى الطيب ... سلامات

Post: #103
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: جبران
Date: 05-25-2004, 01:38 PM
Parent: #1

سيدتي / نورا

لك الود أقصاه

تعلمين سيدتي أن الإنسان صور مكرورة من بعض .. فربما كان إحساس بنفس الفداحة .. يغلو أو ينقص .. هو أحسه آخر في زمن ما .. لذلك حرصت على أن أكتب خواطري .. عسى أن يكون فيها سلوى .. لآخر يمر بذات المنعطف الذي مررت به ...

يظل في داخلي شئ يقول بأن الانتصار وشيك .. وإن محاولة التصالح مع الذات هي اللحظة القادمة .. يا لهموم الوطن .. في ذات مرة رحلت له بدون زاد كما قال صلاح .. فاكتشفت أنني ضيعته (وطني) في صالة القادمين .. في استنكار رجالات المطار من العودة خالي الوفاض .. بدون خفي حنين .. فقط بكامل الحنين.

Post: #104
Title: Re: المحــراب : شجـــن
Author: noura
Date: 05-25-2004, 02:32 PM
Parent: #1

.
.
.

تلقفت حروفك طازجة فأبيت أن أأخر ردى
.

.
كأنك أتيت بالمعنى مقلوب
كيف يكون خالى الوفاض من يأتى مسربل بالحنين


يداخلنى شعور كل مرة أغادر فيها هناك أننى أدير ظهرى لهم ويكون شعورى معكوسا تماما حين القدوم ... أشعر بضباط الجوازات وهم يختمون أوراقنا ببعض حنقهم علينا ... هذه المرة سأخبرهم أنها عودة لا مغادرة بعدها ربما يرضون

.
.
.