تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2004, 03:09 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب

    تاريخ أفريقيا كتب بايدى المؤرخين الغربيين أو بأيدى عملاء المستعمر - مثل نعوم شقير - أو بأيدى من جعل من كتابات هؤلاء مراجعا لتأريخه - مثل مكى شبيكة - حيث حرصت هذه الكتابات التى مازالت تعشعش فى أذهاننا على تأكيد فرية أن الأفارقة استسلموا للغزو الأوروبى دون أدنى مقاومة تذكر. فى هذا البوست نقدم ترجمة للمقدمة التى كتبها الباحث الأميركى "جون هنريك كليرك" لكتاب "ج.أ. روجرز - مشاهير العالم السود - World's Great Men of Color", و التى فضح فيها هذه الادعاءات الباطلة.

    تاريخ الأفارقة السود ليس كما يصوره الغرب

    قدم (جون هنريك كليرك) لكتاب (ج.أ. روجرز): ( عظماء العالم السود – World's Great Men of Color), بنقد النظرة الدونية لأفريقيا من قبل الأوروبيين, ثم باستعراض أبطال أفريقيا الذين و قفوا فى وجه الغزو الأوروبى ابان القرن التاسع عشر, و كيف أنهم غرسوا أسس بزوغ وعى جديد فى أفريقيا ابان القرن العشرين. و فيما يلى التقديم:

    أنفق (ج.أ. روجرز) على الأقل 50 سنة من عمره, فى البحث عن الشخصيات العظيمة من السود فى العالم, و عن دورهم فى تطوير الشعوب و الثقاقات والحضارات. و هذا الكتاب يعتبر من انجازاته الأعظم. ابان حياة (روجرز) لم تعرف كتبه الانتشار الواسع بين القراء, ذلك لأنها كانت تطبع بصورة شخصية, و يتم تداولها بشكل أساسى فى مجتمعات السود بأمريكا. و لسوء الحظ, فقد رحل (روجرز) عن الدنيا عشية ما يسمى " ثورة الدراسات السوداء". و كان (روجرز) قد أنجز مسبقا ما كان الطلاب السود الراديكاليين يطلبونه بألحاح. لقد درس تاريخ ذوى الأصول الأفريقية و أظهر كيف ان تاريخهم كان جزءا لا يتجزأ من تاريخ البشرية.
    و نجد الان أن عددا من الكتب الحديثة قد أحيت الأدعاءات التى نادى بها (روجرز) سابقا. و هو الذى بدأ أبحاثه فى وقت كان فيه عدد كبير من السود لديهم بعض الشكوك حول انتمائهم للتاريخ الأنسانى. ففى كتب مثل :
    - " السود فى التاريخ القديم" – لمؤلفه ( فرانك. م. سنودن ) 1970 .
    - " العبقرية الأفريقية" – ( بازل ديفدسون ) 1969 .
    - " تاريخ أفريقيا ما قبل الميلاد" – ( جز ديزموند كلارك ) 1970 .
    - " مواضيع فى تاريخ غرب أفريقيا" – ( أز أدو بوهن ) 1967 .
    - " مدخل لحضارة أفريقا" – ( جون. ج. جانسون ) 1970 .
    - " الحضارة العظيمة لأفريقيا القديمة" – ( لستر بروك ) 1971 .

    قد وضعت نهاية لهذه الشكوك مرة و الى الأبد.

    فى ورقة صدرت مؤخرا للبروفيسور (كيث. اى. بيرد), لفت الأنتباه الى كيف و لماذا أسقطت أفريقيا عن الكتابات التاريخية المتسمة بالأحترام. حتى وصل الأمر الى ما يشبه الأجماع المسلم بصحته بين أفضل الأوساط تعليما فى الغرب, بأن قارة أفريقيا كانت مجرد ارض شاسعة الأمتداد, تنتشر فى معظمها الأدغال, و يقطنها الهمج البدائيين و الوحوش الضارية. و بالتالى لم يكن من الممكن مجرد التفكير بتلك الحضارات التى ولدت بحكمة و عاشت بمنعة فى امبراطوريات عملاقة. نعم, بالتأكيد هناك بعض الأنطباعات و النظريات الغامضة التى تدور حول الأنجازات الثقافية لمصر. و لكن مصر هنا يتم الحديث عنها باعتبارها أرض أوروبية أكثر من من كونها أرض أفريقية. و رغم أنه يكفى مجرد نظرة فى الأطلس ليدرك المرء أن مصر موجودة فى أفريقيا, الا أن الفكرة الرائجة تجد بسرعة فى الصحراء الكبرى حاجزا معتبرا و ملائما لفصل أفريقيا الى جزئين: أحدهما شمال الصحراء, يسكنه أناس يشبهون الأوروبيين لهم ثقافة متقدمة و تاريخ محترم, و الآخر جنوب الصحراء, و يسكنه قوم سود البشرة لا يتمتعون بأى ثقافة, و لم يكن باستطاعتهم القيام بأى شىء ذو فائدة فى ماضيهم البعيد المظلم يمكن أن نطلق عليه "تاريخ" مشرف. ان هكذا أفكار, بالطبع, بعيدة كل البعد عن الحقيقة كما سنرى لاحقا. كما أنه من السهل معرفة لماذا هذه الأفكار تستمر باصرار, و للأسف تجد الرواج متجلية باشكال مختلفة و بمثابرة فى أذهان عامة الناس.
    الأوروبيون كانوا على صلة بأفريقيا منذ قديم الزمان, بالتحديد بشمال افريقيا. فأسماء مثل (ايسوب) , (ممنون) , (تيرنس) , (كليوباترا) , هى أسماء أفارقة تم تصويرهم فى الأسطورة و الأدب و الفنون و التاريخ اليونانى و الرومانى. فى الحقيقة, أرض أقريقيا كانت بالنسبة لليونانيين و الرومانيين القدماء, أرض العجائب و الدهشة التى تثير الأعجاب, و هذا ما








                  

01-08-2004, 03:43 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

    قد يكون وراء المثل الذى كان شائعا فى اوساطهم آنذاك, و مؤداه أن "أفريقيا دائما يأتى منها الجديد". ففكرة "أفريقيا الظلامية" السائدة الآن, هى فكرة حديثة نتجت عن دراسات المقارنة الجاهلة التى أجراها الأوروبيون على هذه القارة و شعوبها خلال القرون الأربعة الأخيرة. و قد كتب الكاتب الأنجليزى (جوناثان سويفت) عن جهل أهله الأوروبيين هذا, تعليقا لاذعا و لكنه لا يخلو من طرافة, حيث يقول أن الجغرافيون الأوروبيون فى خرائط أقريقيا يملأون فراغاتهم بصور متوحشة, وعلى المنحدرات غير المأهولة, يرسمون الأفيال عوضا عن المدن *.
    * Geographers in Africa maps
    With savage pictures fill their gaps,
    And over uninhabited downs
    Paint elephants instead of town
    .

    و هناك سبب آخر يوضح لماذا شعوب أفريقيا السوداء - مع تحييد مصر عنهم – يوصمون باللاتحضر و خلوهم من احراز النجاح فى أى من ضروب الثقافة. اذ هناك عددا مقدرا من مواطنى أوروبا, المنحازين لعرقهم و ثقافتهم, سيصابون بصدمة تثير الرعب, اذا قدر لهم الأطلاع على السلوك الوحشى و الدموى لأبناء قارتهم ابان حقبة تجارة الرقيق اللانسانية. حيث كان هؤلاء المغامرين الأوروبيين, الذين لا تعرف قلوبهم الرحمة يقومون بصيد الرجال و النساء و الأطفال كالحيوانات, و يدمرون بالكامل القرى حتى يتسنى لهم اعتقال السكان و بيعهم كالقطيع. و ليخفوا هذه الصورة, كان تجار الرقيق يخترعون من خيالهم قصص عن وحشية الأفارقة و بدائيتهم, فتبدو عملية اصطيادهم و ترحيلهم للعمل فى حقول أمريكا الزراعية, نوع من النشاط الكنسى الذى تقف خلفه و ترعاه عقول عالية الاستنارة.
    قام (ج. أ. روجرز) فى كتابه هذا بمحاولة لوضع أقريقيا فى مكانها الصحيح على خارطة الجغرافيا البشرية, و هى الغاية التى تمحورت حولها أبحاثه و حياته.
    و اذا كان الشاعر الأمريكى الأسود المعروف (كونتى كولن), بدأ قصيدته "الميراث" بالسؤال: " ماذا تعنى أفريقيا بالنسبة لى ؟", فهذا الكتاب يستطرد السؤال بالتساؤل: "ماذا تعنى أفريقيا بالنسبة للأفارقة ؟", و "ماذا تعنى للعالم ؟", و هذا الكتاب يجيب على كل هذه الأسئلة.

    و قد لاحظ الكاتب الأمريكى الكاريبى (ريتشارد ب. مور) فى دراسته "أهمية تاريخ أفريقيا" : ( تظهر أهمية التاريخ الأفريقيى, و ان لم يكن صراحة, فى كل المحاولات التى تنكر أى شىء له قيمة تاريخية يعود لأفريقيا و الأفارقة. هذا المسعى الناجح و المباشر واسع الانتشار, و الذى تم التوصل اليه خلال خمسة قرون بغرض كشط تاريخ أفريقيا من السجلات و المراجع العامة, هو حقيقة يجب أن تكون واضحة و محسومة للعقول المستنيرة و المفكرة. فمن الواضح و المنطقى أنه ماكانت ستتخذ مثل هذه المجهودات, خلال هذه المدة الطويلة, فقط من أجل تعتيم و دفن ما هو قليل الشأن و لا يحظو على أى أهمية.
    ان الأهمية الأساسية لتاريخ أفريقيا تصبح أكثر جلاءا عندما نلاحظ أن هذا التجاهل المتعمد لهذا التاريخ جاء نتيجة للغزو و الانتشار الأوروبى فى أفريقيا, الذى بدأ منذ أواسط القرن الخامس عشر. حيث شعر الأوروبيون بدافع لا يقاوم لتبرير فتوحاتهم الأستعمارية هذه و ما تبعها من سيطرة و نهب و احتيال
    .)
    و بوضعنا فى الأعتبار كل البراهين و الأدلة التى توصل اليها العلم, نجد أن ظهور الانسان الأول كان فى أفريقيا. ففى كتابه "الأرتقاء و نشؤ و تطور الانسان فى أفريقيا" يقول (د. س. ب. ليكى) : ( فى أى دولة يزورها المرء و يدخل فى نقاش حول أفريقيا, فان السؤال الذى يطرح باستمرار, من قبل الناس الذين يفترض ان يكونوا على دراية و معرفة أفضل: " ولكن ما هو الأسهام الذى قدمته أفريقيا فى تقدم و تطور العالم ؟!", ان منتقدى أفريقيا هؤلاء ينسون أن رجال العلم اليوم, باستثناء القليل منهم, مقتنعين تماما بأن أفريقيا كانت مهد ميلاد
    يتبع ..
                  

01-08-2004, 03:49 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

    الأنسان نفسه, و أنه بعد ذلك و خلال عدة مئات من القرون, كانت أفريقيا فى طليعة كل مجال يمت الى تقدم و تطور العالم.)

    لقد اصبحت الأصول الجنوبية لحضارات شمال أفريقيا مؤكدة, و سألمح هنا لبعض البراهين. فقد جاء فى كتاب "مصر" للسير ( ا. أ. واليس بادج ): ( ان أهالى "مصر" القدماء فى كل من العصر الحجرى القديم و الحديث, كانوا أفارقة سود, و هناك كل البراهين التى تؤكد أن هؤلاء الأهالى جاؤا من جنوب "مصر".) اذ أن هناك أشياء كثيرة فى سلوك و عادات و تقاليد و أديان "المصريين" القدماء, تشير الى أن أصول أجدادهم ترجع الى منطقة فى جوار (أوغندا) الحالية و بلاد (بونت) – أرض بلاد (بونت) فى التوراة هى فى نواحى المنطقة التى تعرف الآن (بالصومال) - .
    و الحضارة "المصرية" استمرت أكثر من أى حضارة معروفة لدى الانسان – حوالى 10,000 سنة – و قد و صلت أعلى مراحلها و اضمحلت قبل ميلاد أوروبا.
    يتبع ..

    فى الجزء الأول من كتاب (روجرز), يستدعى الشخصيات الأفريقية العظيمة ما قبل التاريخ, الذين أثروا فى أوروبا القديمة و فى كل العالم المعروف فى ذلك الزمان. و فى الجزء الثانى يكتب عن شخصيات أقل شهرة فى التاريخ, و الذين تم الكشف عنهم مؤخرا من قبل بعض الباحثين, وهم يمثلون الشخصيات الأفريقية المؤثرة فى آسيا.
    و فى القسم الثالث المخصص لأفريقيا, فان سير الشخصيات تتراوح بين العصر الذهبى الحديث لأثيوبيا الى زعماء و قادة حركة النهضة ضد الأوروبيين فى القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين.


    الكفاح الأفريقى للتحرر كان حتى نهاية القرن التاسع عشر كفاحا مسلحا. هذه الصفحة من التاريخ الأفريقى تم تجاهلها بصورة مخجلة, و لا أعتقد أن هذا التجاهل وليد الصدفة. اذ أن مضطهدى أفريقيا و المؤرخين الغربيين, لم يكونوا على استعداد للاذعان لحقيقة أن أفريقيا كان لها ميراث كفاح مسلح. حقيقة لقد قاوم الأفارقة الغزو الأوروبى و حاربوا بصورة جيدة و غير مسبوقة. هذا القتال استمر خلال القرن التاسع عشر بكامله. و فى معظم الحالات كان بقيادة ملوك أفارقة, يشير اليهم عادة الأوروبيين "بالزعماء" لتفادى وضعهم فى مرتبة الملوك الأوروبيين. و معظم هؤلاء الملوك الأفارقة يمكن تتبع نسبهم أكثر من ألف سنة الى الوراء. هؤلاء الملوك الثوريين القوميين الأفارقة ظلوا حتى الان, فى الغالب, مجهوليين, ذلك لأن المترجمين "البيض" مازالوا يريدون العالم يعتقد أن الأفارقة بحاجة للآخرين ليخرجوهم من الظلمات الى النور.

    حروب "الأشانتى" فى غرب أفريقيا بدأت مبكرا فى القرن التاسع عشر, عندما حاول البريطانيين احتلال أراضى ما وراء ساحل الذهب حاليا (غانا). و قد وقعت حوالى اثنى عشر حرب رئيسية فى هذا النزاع, كلها كسبها "الأشانتى" ما عدا الأخيرة. فى هذه الحروب استطاع جنرالات "الأشانتى" – يجب علينا أن نطلق عليهم "جنرالات", لأنهم كانوا أفضل من الجنرالات البريطانيين الذين فشلوا فى هزيمتهم – أن يوقفوا تقدم البريطانيين داخل أراضيهم, و حماية سلطات و هيبة ملوكهم.
    و فى عام 1844 م وقع ملوك "الفانتى" فى "غانا" اتفاقية ملزمة مع البريطانيين. و قد حققت هذه الاتفاقية فترة سلام قصيرة للمناطق الساحلية للبلاد.
    و فى عام 1860 م دافع الملك "جارتى", المصلح الغرب أفريقى, عن الأفكار الديمقراطية فىالحكم, فى وقت كانت فيه المؤسسات الديمقراطية فى أوروبا تشهد علامات التدهور. و قد كان الملك "جارتى" حاكما على مملكة "وينيباه" الساحلية الصغيرة فى "غانا" ما قبل الاستعمار. و هو يعتبر الروح الدافعة التى وقفت خلف و جود "كونفدرالية" (الفانتى), أهم أحداث تاريخ غرب أفريقيا على الاطلاق.
    كان هناك ثلاث حركات تحرر فى (غانا) ما قبل الاستعمار. الأولى قادها "الأشانتى" فى الأراضى ما وراء الساحل, و الثانية قادها "الفانتى" الذين كانوا يعيشون فى الأراضى على طول الساحل. كان "الأشانتى" محاربين, بينما برع "الفانتى" فى صناعة الدساتير و تقديم
    يتبع ...
                  

01-08-2004, 04:13 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

    العرائض. ان الدستور "الفانتى" الذى تمت صياغته خلال مؤتمرات انعقدت ما بين 1865- 1871م, كان واحدا من أهم الوثائق الصادرة فى أفريقيا فى القرن التاسع عشر. و قد كانت هذه الوثيقة دستورا "لكونفدرالية" (الفانتى) و فى نفس الوقت عريضة مقدمة الى البريطانيين بخصوص ساحل الذهب.
    فى عام 1896م, نفى البريطانيين ملك "الأشانتى" (برميه), و لكن رغم ذلك لم يستطيعوا ضم أراضى ما وراء الساحل بصورة كاملة. الوطنيين من "الأشانتى", بقيادة (كاسلى هيفورد), بدأوا المطالبة بعودة الملك (برميه), و سرعان ما حولوا هذه المطالبة الى حركة تدعوا الى استقلال البلاد. بينما ظل البريطانيين العنيدين متمسكين برغبة تعزيزهم لسلطتهم داخل أراضى البلاد, و الثار للهزائم الكثيرة التى منيوا بها على أيدى "الأشانتى".
    و فى 1900م, عاد البريطانيين الى (كوماسى) عاصمة "الأشانتى", و هناك طالبوا بحق الجلوس على (العرش الذهبى). سير (فريدريك هودجسون), الذى قام بهذه المطالبة نيابة عن البريطانيين, كشف عن جهله التام بتاريخ و ثقافة و فولكلور "الأشانتى". فشعب "الأشانتى" تعلقوا "بالعرش الذهبى" باعتباره مركزهم الأعلى قدسية, فهو بمثابة رمز و حمى ميثاقهم و تعاهدهم. اذ حتى ملوك "الأشانتى" لا يسمح لهم بالجلوس عليه. و قد كانت المطالبة (بالعرش الذهبى) اساءة بالغة لكرامة شعب "الأشانتى", و كانت سببا فى بداية حربهم الأخيرة. و هى الحرب التى عرفت بحرب (يا أسانتبوا), نسبة الى (يا أسانتبوا) الملكة الأم الحاكمة "للأشانتى", و قد كانت الملهمة و أحد قادة هذه الحرب لانقاذ مملكة "الأشانتى" من الغزو البريطانى. بعد حوالى عام من الكفاح البطولى, تم أسر الملكة (يا أسانتيوا) مع قادتها الرئيسيين, و أخيرا تمكن البريطانيين من السيطرة على أراضى ما وراء "ساحل الذهب - غانا", و لاكمال سيطرتهم هذه كان عليهم محاربة "الأشانتى" الى ما يقرب المائة عام.

    وفى نواحى أخرى من غرب أفريقيا, فان مناهضة الحكم الاوروبى كانت ما تزال قوية و عنيدة. ففى الوقت الذى لم تطوى فيه صفحة الدراما البطولية (للأشانتى) و لعدد من شعوب الساحل الذهبى, كان هناك أحد العبيد قد تمكن من التغلب على أصوله الوضيعة فى "نيجيريا", و استطاع أن ينافس فى مجال النشاط الاقتصادى فى الأسواق هناك. و قبل أن يتم نفيه عام 1885م من قبل السلطات البريطانية, كان قد توج ملكا على شعبه مرتين, و لقب عن جدارة: (الأمير "التاجر" لغرب أفريقيا). و قد كان أسمه الحقيقى (جاجا). لقد تفوقت قصة (جاجا) على كل القصص التاريخية المكتوبة و المشابه لها فى "نيجيريا", فقد جعلت منه مقاومته البطولية للحكم البريطانى خلال ثمانينات القرن التاسع عشر, الأب الروحى للقومية الأفريقية فى "نيجيريا".

    و فى المستعمرات الفرنسية, كان هناك قائدان ثوريين رئيسيين: (بهانزين هوسو) فى (الداهومى) و (سامورى تورى) فى (غينيا). (بهانزين) هو آخر, و أحد أهم ملوك (داهومى) العظماء النابضين بالحياة, و أكثرهم قوة فى غرب أفريقيا خلال نهايات القرن التاسع عشر. فبعد سنوات عديدة من مقاومة الحكم الفرنسى فى بلاده, هزم على يد فرنسى خلاسى, يدعى الجنرال (الفرد دودس). و قد تم نفيه فيما بعد و توفى فى 1906م.

    أما (سامورى تورى), جد (سيكو تورى) رئيس غينيا الراحل, فقد كان آخر محاربى (الماندينجو) العظماء. (سامورى) يعتبر أفضل القادة اللذين أنجبهم شعب (الماندينجو) فى السنوات التى أعقبت اضمحلال قوتهم و امبراطوريتهم فى السودان الغربى. تحدى (سامورى) قوة (فرنسا) خلال 18 سنة, مما حدى بأعدائه الفرنسيين تلقيبه "بنابليون السودان الأسود". و قد هزم و أسر فى 1898م, و مات فى أسره بجزيرة صغيرة على نهر (الكنغو) عام 1900م.

    و كان هناك رجلان من السودان و شرق أفريقيا, سموا بالمحاربين "الدراويش", و هما (محمد أحمد), المعروف (بالمهدى), و (محمد بن عبد الله حسن), و يعرف (بمادمولا الصومالى), شكلا شوكة فى خاصرة الامبراطورية البريطانية. (محمد أحمد) حرر (السودان) من حكم البريطانيين قبل و فاته فى 1885م, و ظل السودان حرا ثلاثة عشر عام قبل أن يعاد
    يتبع ...
                  

01-08-2004, 04:37 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

    غزوه مرة أخرى. (محمد بن عبدالله حسن) بدأ حملته ضد البريطانيين فى (الصومال) فى 1899م و لم يهزم حتى 1921م.

    أما (جنوب أفريقيا) فقد قدمت سلسلة من المحاربين الملوك الأكثر روعة بين ما قدمته مناطق القارة الأخرى قاطبة. (شاكا) ملك (الزولو) و القائد العسكرى, هو الأكثر شهرة و الأكثر افتراءا عليه و سوء فهم له, بينما اذا طبقنا أى قياسات عادلة عليه, سنجد أنه واحدا من أعظم المحاربين بالفطرة فى كل الأزمان. لقد حارب من أجل توحيد قبائل (جنوب افريقيا) لأنقاذها من حكم الأوروبيين. و عندما مات فى 1828م, حدث ذلك أثناء تحقيقه انتصارا فى معركة.
    حرب (شاكا) استمرت بعده بدرجات متفاوتة من النجاح و الفشل, تحت قيادة ملوك من أمثال (موشش) من (الباسوتو), و (خاما) من (بامانجواتو), و (دينجان) الأخ غير الشقيق (لشاكا) و خليفته, و (سيتوايو) حفيد (شاكا) و أحد مريديه, و (لوبينقويلا) الذى أسس والده (موزيليكاتز) امبراطورية (الزولو) الثانية, و (بامباتا) الذى قاد آخر ثورة (للزولو) فى 1906م.

    ما أود قوله هنا هو , أنه فى فترة تمتد الى أكثر من مائة عام كان المحاربيين الوطنيين الأفارقة, و معظمهم ملوك, اللذين لم يحدث أن انتعلوا حذاءا عسكريا, أو حدث أن سمعوا بالأكاديمية العسكرية, قد فاقوا أفضل العقول العسكرية الأوروبية فى الدهاء و القيادة و الخطط العسكرية. لقد بذر هؤلاء بذور روح استقلال أفريقيا لجيل قادم سيتمكن من حصادها.
    ان أهمية هذه الشخصيات, فى الحقيقة, تتأتى من أن ثورتهم ضد تواجد القوى الاستعمارية فى أفريقيا, قد ساعد فى خلق الأسس لانبثاق وعى جديد فى أفريقيا الحديثة
    .


    جون هنريك كليرك
    1972 م
    انتهى ..
                  

01-12-2004, 01:28 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

                  

01-12-2004, 04:29 PM

Mandela

تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)

    شكرا يا طناش على المشاركة , أعتقد أن طريقنا لفهم أنفسنا تبدا من هنا من خلال قراءه أصدق للتاريخ الأفريفي و بالتالي السوداني...
    ما أقل ما كتب عن تاريخ السودان القديك رغم أنها من أفضل الفترات في تاريخ السودان كل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de