|
تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب
|
تاريخ أفريقيا كتب بايدى المؤرخين الغربيين أو بأيدى عملاء المستعمر - مثل نعوم شقير - أو بأيدى من جعل من كتابات هؤلاء مراجعا لتأريخه - مثل مكى شبيكة - حيث حرصت هذه الكتابات التى مازالت تعشعش فى أذهاننا على تأكيد فرية أن الأفارقة استسلموا للغزو الأوروبى دون أدنى مقاومة تذكر. فى هذا البوست نقدم ترجمة للمقدمة التى كتبها الباحث الأميركى "جون هنريك كليرك" لكتاب "ج.أ. روجرز - مشاهير العالم السود - World's Great Men of Color", و التى فضح فيها هذه الادعاءات الباطلة.
تاريخ الأفارقة السود ليس كما يصوره الغرب
قدم (جون هنريك كليرك) لكتاب (ج.أ. روجرز): ( عظماء العالم السود – World's Great Men of Color), بنقد النظرة الدونية لأفريقيا من قبل الأوروبيين, ثم باستعراض أبطال أفريقيا الذين و قفوا فى وجه الغزو الأوروبى ابان القرن التاسع عشر, و كيف أنهم غرسوا أسس بزوغ وعى جديد فى أفريقيا ابان القرن العشرين. و فيما يلى التقديم:
أنفق (ج.أ. روجرز) على الأقل 50 سنة من عمره, فى البحث عن الشخصيات العظيمة من السود فى العالم, و عن دورهم فى تطوير الشعوب و الثقاقات والحضارات. و هذا الكتاب يعتبر من انجازاته الأعظم. ابان حياة (روجرز) لم تعرف كتبه الانتشار الواسع بين القراء, ذلك لأنها كانت تطبع بصورة شخصية, و يتم تداولها بشكل أساسى فى مجتمعات السود بأمريكا. و لسوء الحظ, فقد رحل (روجرز) عن الدنيا عشية ما يسمى " ثورة الدراسات السوداء". و كان (روجرز) قد أنجز مسبقا ما كان الطلاب السود الراديكاليين يطلبونه بألحاح. لقد درس تاريخ ذوى الأصول الأفريقية و أظهر كيف ان تاريخهم كان جزءا لا يتجزأ من تاريخ البشرية. و نجد الان أن عددا من الكتب الحديثة قد أحيت الأدعاءات التى نادى بها (روجرز) سابقا. و هو الذى بدأ أبحاثه فى وقت كان فيه عدد كبير من السود لديهم بعض الشكوك حول انتمائهم للتاريخ الأنسانى. ففى كتب مثل : - " السود فى التاريخ القديم" – لمؤلفه ( فرانك. م. سنودن ) 1970 . - " العبقرية الأفريقية" – ( بازل ديفدسون ) 1969 . - " تاريخ أفريقيا ما قبل الميلاد" – ( جز ديزموند كلارك ) 1970 . - " مواضيع فى تاريخ غرب أفريقيا" – ( أز أدو بوهن ) 1967 . - " مدخل لحضارة أفريقا" – ( جون. ج. جانسون ) 1970 . - " الحضارة العظيمة لأفريقيا القديمة" – ( لستر بروك ) 1971 . قد وضعت نهاية لهذه الشكوك مرة و الى الأبد.
فى ورقة صدرت مؤخرا للبروفيسور (كيث. اى. بيرد), لفت الأنتباه الى كيف و لماذا أسقطت أفريقيا عن الكتابات التاريخية المتسمة بالأحترام. حتى وصل الأمر الى ما يشبه الأجماع المسلم بصحته بين أفضل الأوساط تعليما فى الغرب, بأن قارة أفريقيا كانت مجرد ارض شاسعة الأمتداد, تنتشر فى معظمها الأدغال, و يقطنها الهمج البدائيين و الوحوش الضارية. و بالتالى لم يكن من الممكن مجرد التفكير بتلك الحضارات التى ولدت بحكمة و عاشت بمنعة فى امبراطوريات عملاقة. نعم, بالتأكيد هناك بعض الأنطباعات و النظريات الغامضة التى تدور حول الأنجازات الثقافية لمصر. و لكن مصر هنا يتم الحديث عنها باعتبارها أرض أوروبية أكثر من من كونها أرض أفريقية. و رغم أنه يكفى مجرد نظرة فى الأطلس ليدرك المرء أن مصر موجودة فى أفريقيا, الا أن الفكرة الرائجة تجد بسرعة فى الصحراء الكبرى حاجزا معتبرا و ملائما لفصل أفريقيا الى جزئين: أحدهما شمال الصحراء, يسكنه أناس يشبهون الأوروبيين لهم ثقافة متقدمة و تاريخ محترم, و الآخر جنوب الصحراء, و يسكنه قوم سود البشرة لا يتمتعون بأى ثقافة, و لم يكن باستطاعتهم القيام بأى شىء ذو فائدة فى ماضيهم البعيد المظلم يمكن أن نطلق عليه "تاريخ" مشرف. ان هكذا أفكار, بالطبع, بعيدة كل البعد عن الحقيقة كما سنرى لاحقا. كما أنه من السهل معرفة لماذا هذه الأفكار تستمر باصرار, و للأسف تجد الرواج متجلية باشكال مختلفة و بمثابرة فى أذهان عامة الناس. الأوروبيون كانوا على صلة بأفريقيا منذ قديم الزمان, بالتحديد بشمال افريقيا. فأسماء مثل (ايسوب) , (ممنون) , (تيرنس) , (كليوباترا) , هى أسماء أفارقة تم تصويرهم فى الأسطورة و الأدب و الفنون و التاريخ اليونانى و الرومانى. فى الحقيقة, أرض أقريقيا كانت بالنسبة لليونانيين و الرومانيين القدماء, أرض العجائب و الدهشة التى تثير الأعجاب, و هذا ما
|
|
|
|
|
|