|
الطرنقوش ............ يستحيل مثقفا
|
الحمد لله .. فأنا اليوم " مثقَّفُن سقافتُن عاليتُن " أشرب البيبسي وآكل البيرقر وأجادل في علاقات " عمرو دياب " الغرامية ، وأنا حُجة في مصفف شعر " دي كابريو " في " تايتانيك " ، وكما يقولون " فالعلمو نورُن " ولعلمي الغزير تكاد لا تخطئني قناة فضائية ولا جريدة يومية أو مجلة صغرت أم كبرت في صفحاتها الثقافية " الملوّنة والسادة " ، ولا تخطئني عين خبير أو غير خبير فاحص أو ناقد ( اللهم إلا حاسد أو حاقد ) ؛ وأنا – ولله الحمد – لا أرد لطالب علم طلباً . أما كيف صرت إلى ما أنا عليه اليوم فتلك قصة أخرى . حقيقة الأمر هي إنني كنت تلميذاً مجدّاً مجتهداً في الصغر وفي سني دراستي الأولى .. وللدقة فقد كنت مُجِدّاً في " العربي " واللغويات ، ضعيف بليد في " الحساب " وباقي العلوم والآداب .. ومن هنا جاءت رغبتي في أن أكون " مسقَّفاً " نحريراً لا يشق له غبار منذ الوهلة الأولى . وشيئاً فشيئاً - وبالمراقبة اللصيقة - أدركت إنّه لكي أكون قاطعاً فإنني محتاج فقط إلى نصف " العربي " ثم ربعه " وهكذا دواليبك " إلى أن وصلت إلى إنه يمكنني أن أكون " مسقّف " " مش بطّال " بعُشر العربي فقط ، وعندها أدركت بأنني قد وصلت . كنت أنتقي بيتاً من الشعر ( لأبي تمام مثلاً ) .. يتيماً لا أعرف أماً له ولا أب .. وأحياناً شطر بيت فقط ، وأظل أردده أمام (جمهوري ) بطريقة معينة جذابة يفهم معها إنني أحفظ مئات الأبيات قبله والعشرات بعده ، وحبذا لو أشرت إلى المناسبة التي قاله فيها ( امرئ القيس ) أو( أبي العلاء المعري ) وأصور لهم المشهد تصوير من حضر ؛ ثم ألوي عنقي صلفاً وأغمض عينيّ إغماضة من يتفكر في أعمق أعماق الكون ، وأتمتم في سري بكلمات يحسبها الآخرون سر أسرار الوجود ( وما هي إلا محض هراء لكن عند جمهوري فلها أثر السحر ) .. ذلك قبل أن آتي لهم بتأويله . ثم عرجت على " النغد " ( بالغين لا بالقاف كما هو الخطأ الشائع ) ولله الحمد فحظي معه لم يكن بحال أسوأ منه مع الشعر ولم أجد فيه صعوبة تذكر . كنت أقول أمام من يقول بأنه علمٌ إنه كذلك ، وأمام آخرين بأنه فنٌّ صرف لا علاقة له بالعلوم من قريب ولا بعيد ، وفي كلا الحالتين أنا المحق والآخرون إلى الجحيم كما قال " نيتشة ".( أعرف إنه سينبري لي بعض اللؤماء ويقولون : ( " نيتشة " لم يقل ذلك " ) ، لكن ذلك ليس مهماً بالمرة ، فقد أدرك الكثيرون قبلكم أنني قرأت كل ما كتب الفيلسوف " نيتشة " وأحفظ كتبه عن ظهر قلب ) ؛ وأنا بارع في نقد النصوص واللصوص والخصوص وخصوص الخصوص كمان . عند هذه المرحلة أدركت إنني محتاج إلى تغيير مظهري يواكب تغييري الجوهري ونقلتي النوعية " للأدب الحديث " .. فعمدت إلى إطالة شعري و" تبريمه " و" فلفلته " وغسيله بالبيبسي تارة وبزيت القرنجال تارة أخرى ( لا يسألني أحدكم عنه ولا من أين آتي به فهذه أسرار المهنة ) ، وأضفت إلى ذلك إطالة الأظافر وارتداء بنطلون الجينز لسنة على الأقل من غير غسيل ؛ وسميت هذه المرحلة " الشَعَريّة " – بفتح الشين والعين وتشديد الياء – مرحلة " النيرفانا " أو " الحقيقة المطلقة " . تلتها مرحلة " الفالون غونغ " أو " السلام السماوي " وفيها كنت قد طلقت طلاقاً بائناً كل ما يمت إلى الدين والتراث والعادات والأعراف والتقاليد بصلة بزعم إنها ليست إلا نصوصاً عتيقة وأفكار متحجرة . ثم سرعان ما أدركت خطل رأيي وخطأ مسيرتي فعمدت إلى تصويبه .. فالدين مثلاً .. لا يحسن بالمرء " المسقّف " الخروج عنه بالمرة جملة واحدة هكذا .. خصوصاً إذا كنت ما تزال تعيش في هذا العالم الثالث .. وعلى الأقل حتى تصبح " مسقّف معروف " يتمتع بحماية دولية مناسبة من إحدى جمعيات حقوق الإنسان أو الحيوان ( لا فرق ) أو حماية الملكية الفكرية حتى .. لكن الخروج عنه " بالتقسيط المريح " ممكن جداً .. فبدلاً من أن تسقط الفرائض والتكاليف عنك جملةً واحدة ، عليك بالقول إن بعضها على الأقل ليس ملزماً تماماً " للخواص " ، ويمكنك أن تنسب ذلك الرأي إلى " السهروردي " مثلاً في كتابه " البغائض في ما أضيف إلى الفرائض " دون أن تجد كبير اعتراض ، وصدّقني ستجد عندها كثيراً ممن يحترم وجهة نظرك أو " حريتك الفكرية " على الأقل . ثم تحايل على الأمور القطعية ( والمعلومات من الدين بالضرورة ) بالقول بأن دواعي العصر تستلزم بعض التطوير ( لا تستخدم مفردة الخروج ) عليها ، ولا داعي للانبعاق كثيراً في الحديث فإشارة ذكية واحدة إلى " أمريكا " مثلاً أو إيرادها بالنص في إحدى " كتاباتك الدينية " كفيلة بإيقاظ النائم وتنبيه الغافل إلى مدى أهمية وخطورة الدور الذي تقوم به في " حوار الحضارات " . أما من يطلقون عليهم ( أعلام التراث ) في الفنون والآداب والعلوم المختلفة ، وخصوصاً المشهورين منهم والمعروفين بالإيغال والرسوخ في العلم فلا تتردد في الاجتراء عليهم فهؤلاء ( عندك ) ليسوا أكثر من حفظة ومقلدين بلا أصالة في " الفكر والسقافة " ( كما ستعيد تعريفهما للجمهور ) ، ولكن لا بأس من بعث بعض الأسماء التي تقوم بالتقاطها عشوائياً من ذاكرة الشعوب وليكن منهم واحداً على الأقل من آلهة الأولمب السبعة وآخر من فراعنة مصر القديمة وثالث هو كونفشيوس بعينه ورابع من آلهة مروي القديمة ، ولا بأس بقدر من شذاذ آفاق العلم والمعرفة في العصر الحديث شريطة أن يكونوا من أصحاب الآراء الشاطحة والناطحة التي أثارت غبار جدل كثيف ، وتدعي إن هؤلاء هم مصدر إلهامك الفكري والمعرفي ( لاحظ إنك لست محتاجاً لأن تعرف عنهم أكثر من الاسم والعصر الذي عاشوا فيه ) هذا لتصنع لك مرتكزاً فكرياً عميقاً ومنطلقاً معرفياً تشكِّل – حضرتك – امتداداً طليعياً له في العصر الحديث . بعدها عليك بالاتجاه نحو الصحافة - فليس من وسيلة أفضل ولا أسرع منها في تلميع النجوم ، ودعني أدلك على خير البداية : صدِّقني إن جلسات الشاي و" الونسة " مع المسئولين عن الصفحات الثقافية في " الصحف الاجتماعية " خير لك آلاف المرات من مجالسة الكتب أو التبحُّر في المجلات ، لكن لا تنسى أن تصطحب معك ( لزوم الديكور) مرجعاً غليظاً ( بالمعنى الحرفي المباشر للكلمة ) ، وحبذا لو كان مكتوباً باللاتينية القديمة أو السنسكريتية أو المسمارية مثلاً حتى لا يفهم منه الآخرون حرفاً ، وضع على حواشيه ما شئت من تعليقات وملاحظات بالقلم الرصاص ( ولتكن هي الأخرى باللغة السنسكريتية أو الهيروغليفية مثلاً ) . لا تنس المشاركات العامة بالتعقيب والنقاش في كل المحافل المتاحة : ندوات ، سمنارات ، ورش عمل ، حلقات نقاش ، جلسات مشاهدة أو استماع ، منابر انترنت … الخ ، وارتياد أندية " المُسقّفين " وأماكن الوجود الدائم لهم ، وعليك بالتعقيب والنقاش أياً كان الموضوع المطروح : السياسات الزراعية للخليفة عبد الله ، الحرب النووية بين الهند وباكستان ، فك جينوم الشمبانزي ، أدب جابريل غارسيا ماركيز ، أسبوع السينما الهولندية في العصور الوسطى أو جلسة انتقادية لفيلم " الشروق " للمخرج المشهور " فلان الفلاني " ، ولتكن بداية تعقيبك دوماً العبارة المألوفة أنا أختلف مع الأخ ... ) . صدقوني هكذا صرت – وأنا الطرنقوش – مثقفاً وهكذا أستمر نجماً " ساتعاً في سماء السقافة " ، وهذا هو طريقك - عزيزي القارئ - كي تصير " مسقفاً " .. أليست تلك وصفة سريعة ومفيدة للنجاح ؟؟ تابعونا إذن نهدكم سبل " السقافة " . مرتضي حسن
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطرنقوش ............ يستحيل مفكرا وقاصا رمزيا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
شوف يا اسعد حولناها ليك الطرنقوش الذى يخلف رجل ويستلم المجالس والله انا لو اهلى ما محتاجين لى كنت بقيت حااجة كدا.. وكنت حضرت وبقيت وبقيت وبقيت بعدين تمشى تشوف تأريخ الطرنقوش الذى يود ان يكون حااجة كدا مفكر ولا حاااااااجة تلقاه متخرج بالتالتة وعايد كم سنة كدا ولكن عايز يظهر نبيل ضحى بنفسه وحرم البشرية من اجل الاسرة.. فجأة يلقى فرقة يحاول يقابض ويلحق شوية شبابوا الآفل يبدا يبقى مفكر عظيم وكاتب قصة وشاعر ما اكثرهم الطرنقوشات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطرنقوش ............ يستحيل مثقفا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
اخونا اسعد سلامات انا من زمان عندى شعور عجيب بانى شخصيه غير عاديه وما كنت قادر احدد انو ده شنو,لكن بعد ما قريت مقالة صاحبك ده قفزت عاليأ وخرجت جريآ فى الشوارع "وجدتها وجدتها" انا طرنقوش المسغف,انا من زمان حاسي بى كده,السغافه فينى وجواى,وكان لما السغافه تقوم على اكون مضطر امشي التواليت عشان اطلعا هناك,بعدين كانت مشكلتى انو الناس الحولى ما مسغفين و ما بفهمونى لكن بعد ما انضميت للبورد وجدت ضالتى و لقيت اخوتى و اخواتى من المسغفين والمسغفات و اولهم طبعا انا وارحب بكاتب المغال معنا لان اهم شروط السغافه انك تكشف زيف سغافة الناس التانيه لان لا سغافه تعلو على سغافتنا..والما عندو سغافه يفتش ليهو سغافه...واهو شايف البوست جاذب للمسغفين والمسغفات الحقيقيين,و دورنا كمسغفين فى كشف السغافه غير الحقيقيه والتى لاتنبع من جذورنا و تغاليدنا هو دور تاريخى قال عنه ساغوف بن طالوف النكدى فى رائعته "السغافه تطير..اهم الكوارع" ننبز بى جاى نطبز بى هناك نجوط الحكايه ونسوط البدايه ونقعد ننطط لغاية النهايه ما مهم فى زول يفهم ايه الروايه مهم نكون نجوم حملة شهاده ورايه نكاكى ونهنق من غير غايه كاك وكاك وكاك كاااااك
ما عاوز زول يجينى يقول لى بحر ولا ترعه,تفعيله و لا نرجيله "
عمومأ اتمنى لك ولى ولكل الناس الاصليه مزيدآ من النجاحات اتمنى ان نجعل شعارنا كلمات الخالد "قوبلز" ومامهم الناس بقولوا عنو شنو,الناس ما بتريح :عندما اسمع كلمة ثقافه...اتحسس مسدسي"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطرنقوش ............ يستحيل مثقفا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
ما سبب من يدعى العلم
ما سبب من يدعى العلم وهو يعلم أنه لا علم عنده ؟ وما الذي يحمله على الدعوى، ويدينه من المكابرة، ويحوجه إلى السفه والمهاترة؟
الجواب: قال أبو علي مسكويه - رحمه الله: سبب ذلك محبة الإنسان نفسه، وشعوره بموضع الفضيلة، فهو لأجل المحبة يدعى لها ما ليس لها؛ لأن صورة النفس التي بها تحسن، وعليها تحصل ومن أجلها تسعد - هي العلوم والمعارف، وإذا عريت منها أو من جلها حصلت له من المقابح ووجوه الشقاء بحسب ما يفوتها من ذلك.
ومن شأن المحبة أن تغطي المساوىء، وتظهر المحاسن إن كانت موجودة، وتدعيها إن كانت معدومة، فإن كان هذا من فعل المحبة معلوماً، وكانت النفس محبوبة لا محالة، عرض لصاحبها عارض المحبة، فلم ينكر ادعاء الإنسان لها المعارف التي هي فضائلها ومحاسنها وإن لم يكن عندها شيء من ذلك?.
ابو حيان التوحيدي الهوامل والشوامل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطرنقوش ............ يستحيل مثقفا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
اسعد ابراهيم بانقال البوست من مرحلة الى اخرى ذكرتنى ابيات الشعر القديمة والتى تقول
رايت الناس قد مالوا الى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا
رايت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنده الناس قد ذهبوا
وبصورة حديثة رايت الناس قد طرنقشوا الى من عنده طرنقوش وما لا عنده طرنقوش فعنده الناس قد طفشوا
لك شكرى والتحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|