"العدالة هي أن نُعطي كل ذي حق حقه حتى لو كان عدونا" أصدر حميدتي بيانا تعرض فيه لملابسات أحداث اليوم. لقد لفت نظري حديثه العارض عن مطالبات المنحلين بتعويضات تبلغ بضعا وثلاثين مليون دولار وأنهم تفاوضوا معهم وتوصلوا لاتفاق مُرضٍ وتم توفير هذه المبالغ. لكنها لم تسلم إليهم حتى هذه اللحظة... قال ذلك بشكل عابر..والسؤال: أين ذهبت هذه الملايين من الدولارات؟ حميدتي ليس غبياً بل هو استخدم هذا الأسلوب التعريضي العابر لينقل لنا حقائق عن استمرار الفساد. تحدث بعدها عن عدم نزع أسلحة الأمنجية وبالربط بين القضيتين نعرف أن هناك أحداث تتابعت أولها عدم دفع كل أو باقي تعويضات أفراد الأمن والثانية أن أفراد الأمن رفضوا تسليم السلاح حتى استلام أموالهم والثالثة هو مماطلة في دفع هذه الأموال والرابعة هو انفجار الأمر على النحو السابق. من الواضح إذن أن الأزمة ليس من ورائها قوش .. بل من ورائها فساد مالي ، وهو فساد إما وقع من وزارة المالية ، أو وقع من مدير جهاز الأمن؟ والأمر سيان.. فإذا كان هناك فساد فتوقعاتي ستكون مؤسسة على ما سبق ومنها: لتغطية الفساد (بملايين الدولارات) سوف تتم إما تصفيات سريعة لأفراد الجهاز أو محاكمتهم محاكمات تنتهي بإعدامهم على وجه السرعة. وبالتالي تنتهي أي شوشرة على عملية الفساد الأخيرة. من هو الذي سرق هذه الملايين؟ هو شخصية سيتجنب جميع من في السلطة الحالية ذكر اسمه...هو شخصية محورية جدا...والمساس بسمعتها سيهز أركان النظام الحالي..وسيشعر المواطنين بفشل الثورة...لكن حميدتي أراد أن يوجه رسالة ك(قرصة أذن) لكي لا يكرر هؤلاء ذات الفعل مرة أخرى ، وفي نفس الوقت يطمئنهم بأنهم لن يتركوا هؤلاء بل سيتم قمعهم لطمس الحقائق. طمس الحقائق يعمل حوله الجميع في هذه اللحظة..فهناك اربعة بيانات ظهرت: - بيان من كباشي. - بيان متأخر من فيصل. - بيان من حميدتي. وأخيرا بيان من النائب العام الذي خالف المهنية وأصدر اتهامات جزافية قبل إجراء تحقيق.. والواقع أن ذلك يدل على فزع الأطراف التي تعاضدت لتقاسم السلطة فيما بينها مما حدث اليوم...ومحاولات طمس الحقيقة جرت وستجري على قدم وساق...ملايين الدولارات التي اختفت لن يتم الحديث عنها مرة أخرى...سيتم (كتمها) في مكانها. وستستمر أحكام الإعدام تصدر من القضاء المسيس طيلة هذه الشهور...وستظل المشانق مبتلة بعرق الرقاب الميتة خنقا بدون قانون وبدون محاكمات عادلة... نحن نعود لدكتاتورية أكثر فظاعة من كل الدكتاتوريات السابقة ليقتل الشعب حينها باسم الشعب...
العنوان
الكاتب
Date
من الذي سرق تعويضات الأمنجية؟ بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة