لقد غادر الاحتفال في وقت مبكر قبل النهاية وكان الموقف اشبه بالمقاطعة وان غادرت الوفود اخري بعده بقليل ايضا . وقد كان واضحا ان خطاب الاستقبال لم يتم صياغته بشكل سياسي ناضج وان عبر عن شجون بعض اهل السودان بيد ان علي المستوي الخارجي كان ترقي الي درجة الكارثة .لانه لم يعبر بشكل صادق وأمين عن العرفان للدول التي شاطرت اهل السودان في متاعبهم كل سنين المحنة .وقد كانت دولة تشاد في المقدمة ولربما لأول مرة في التاريخ دولة تتحمل استضافة عدد من اللاجئين تصل نصف سكان البلد اي ما يقرب الي أربعة ملايين شخص من اللاجئين في ارضيها ولمدة مفتوحة . ومع ذلك لم يكلف الخطاب حتي مجرد الإشارة لهذه الأفضال التي منحت للشعوب السودانية الذين هم انتجوا في الحقيقة هذه الثورة لم يشير الخطاب حتي بكلمة واحدة عن الشكر المستحق . ويليها مصر التي عاملت كل اللاجئين من السودان كمواطنين ولم يكلفوا انفسهم حتي اجراء التعداد وبل رحبوا بكل القادم علي رحب وسعة وليس هناك دولة تسحق الشكر قبلهما مع ان الخطاب لم تشير إليهما الا كضيوف شرفوا الحفل لكونهما من الجيران . وذلك خطأ استراتيجي سياسي ودبلوماسي كبير . وفي العرف كلمات هذا الخطاب كشهادات التقدير وليس هناك ما يمنع تقديم الشكر اكثر من الشخص اذا كان مستحقا وان التصفيق الحار الذي حظي به الرئيس الإثيوبي كان مستحق ،ولكن ما كان من الممكن تفاعل الناس بدور ابي احمد لو لا الصيغة التي وضعها الخطاب بعكس الرئيس التشادي تعمد الخطاب في اختصار دوره بشكل مخل . وكذلك الرئيس وزراء المصري بينما كانا يتوقعان في هذا اليوم ان يسمع العالم ماقدموه للسودان وشعبة طوال عقود الظلام التي عاشوها واهله وبل حتي ساعة تلاوة الخطاب علي أكتافهم هذه المحنة . لقد جرب الرئيس التشادي خلال ثلاثين السنة الماضية كل المحاولات الممكنة الخشنة منها والناعمة لمعالجات المشكلات السياسية بين فرقاء السودانين . وكان اكثر الناس ووقوفا علي القضايا الخلافية في السودان لكونه يحتضن نصف سكان دارفور و المعارضة احيانا ويدفعهم للسلام احيانا احيانا اخري يقف بجانبهم في الحرب . نعم انه يعلم المشكلة السودانية جيدا وبل اكثر من اصم نفسه. وقد كان اكثر الناس سعادة بهذه الثورة هو الرئيس التشادي اكثر من سودانين انفسهم اقلاه التخلص من متاعب اللاجئين والحركات المعارضة التي تخترق حدوده برضاه وبدونه.وعدم الاستقرار في حدوده الشرقية. ولكن الذي شاهده في القاعة ادانة مصورة لظلم اهل الغرب ابتداء من المتحدثين والحضور. تأكد له ان تفاؤله ليس في محله وان الحرب لم ينته بعد . وإقامة اللاجئين في أراضيه حتما سوف تطول اكثر . ولكونه رئيس دولة أفريقية توجد لديه مشكلات مماثلة . عندما يقوم بطرد بروفسور شريف حرير من أراضيه مرات ومرات خلال ثلاث عقود وهو يعرف تماما اسباب معارضته لحكومة البشير ورغبته الاولي هو تغيير نظام عمر البشير. ما كان يتوقع ان يري ان هناك شخصا احق منه ان يخاطب هذا الجمع حسب معرفته له والقضية السودانية والتضحيات التي افضت الي ازالة النظام ولكنه المفاجأة لم يتشرف حتي بالحضور وكذلك البقية من قادة الحركات الذين جمعهم بينهم ظروف عدة. بيد ان الذي شاهده هو استمرار الخلل الذي يعرفه و يسمعه من قادة الحركات ومن المواطنين السودانين في بلده وأسباب رفضهم للعودة .ولكن هذه المرة شاهد الخلل بعينه وقد كان ذلك مبعث الخيبة التي شعر بها ولم يتمالك نفسه واضطر الخروج من ضيافة الاصم وفضلا عن ذلك ان احتقار المحفل بدور وكفاح اهل دارفور هو السبب في تجاهله لان دوره مرتبط باهل دارفور هم الذين يقيمون دوره فان غيابهم هو السبب غياب دوره في نظر الحكام الجدد. ولكن الذي ما يجهله القحت ان ما قدمه ويقدمه الرئيس التشادي للسودان سلبا وإيجابا لا تقارن بدور الإثيوبي . وذلك هو السبب الذي جعل الانقاذيون استمالته اليهم حتي من أهله بكل الطرق حتي بالزواج لانه رجل أفريقيا الاول وكل الدول الغربية ينظرون الي أفريقيا عبر نافذته وعنده المركز للحرب علي الإرهاب في أفريقيا ولديه علاقات متداخلة مع كل الزعامات في أفريقيا ومع كل الشعوب في دارفور والملايين الأربعة في ارضه والمعلومة الاخيرة ان أضعاف الحركات المسلحة بسبب عدم تعاونه معهم وليس بسبب جيش الخرطوم ولا الدعم السريع والأغرب ما في الامر ان خطاب قحت في الاحتفال سبب استياء كل الضيوف ما عدا ابي احمد .هكذا كان الاحتفال كارثة وان الكلمات التي جاءت في خطاب ممثل الاتحاد الأفريقي نتمني ان يكون اهل القحت استمعوا جيدا وفهموه عندما قال ان في السودان مشكلات بالغة التعقيد ان ما تم نعم إنجاز ولكن وليس كل الإنجاز أنكم في حاجة الي مزيد من العمل ومخطئ من يعتقد ان الاتحاد الأفريقي يعطي القحت صك الإنجاز وتقديمه للمجتمع الدولي مع براءة الذمة من النقص لتكون حكومة قحت جسما صالحا في المجتمع الدولي . لان اهل الهامش و الجبهة الثورية قد لا يحتاجون عناء الشكوي للاتحاد الأفريقي لكونهم يعلمون المشكلة السودانية جيدا وبل شاهدوها بعيونهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست