كيفين كارتر الجنوب افريقي (13 سبتمبر، 1960 - 27 يوليو، 1994) كان مصورا صحفيا ذو عين فاحصة وعدسة ذات بؤرة ذكية حاز على جائزة بوليتزر العالمية المميزة عن لقطة مدهشة صورت مجاعة عام 1993 في جنوب السودان. ولكن كارتر أنتحر أنهى حياته وهو في الـ 33 من عمره تاركا وصية قصيرة تقول " أنا مسكون بذكريات حية من أعمال القتل والجثث والغضب والألم " . فقط لان ضميره صحصح ونهض من غفلته أنبهه وأقلق مضجعه فبدلا من ان يضبط بؤرة عدسة كاميرته لاخذ صورة للطفل الجائع الهالك حد الحبو بالارض لان جسده النحيل يخزله من الفرار من النسر الجارح الذي اقترب منه ليفترسه ويقضي عليه أخذ تلك اللقطة البارعة تقنيا الفاقدة للحس والفعل الانساني فالطبيعي ان يسعى الانسان السوي في هكذا مواقف ليضع حدا فاصلا بين الموت والحياة للضحية بازالة الخطر او التقليل منه رغم ان الاعمار بيد الواحد القهار وحده . وما ان انقشعت نشوة الانجاز الألي إلا وجافى النوم عيون كارتر ضعضع مضجعه وطرقت اجراس الانسانية وقرعت باصوات عالية تساله آما كان الاجدى ترك كاميرتك جانبا لتركض سريعا ناحية ذلك الطفل الضائع الجائع لتحتضنه بل لتحول بينه وبين براثن ذلك النسر الدموي المفترس ويوما بعد يوم ظل المصور المحترف لا يجد اجابة مقنعة لفعلته الرخيصة تريح ضميره المتوجع والمتنازع بين ما حققه لصالح عمله وهوايته وبين كفة الانسانية والرحمة فرجحت بدواخله النقية ميزان الخيرعلي الشر والتي تقول مفرداتها ان قتل النفس البشرية تعافها النفوس السوية وتحرمها الديانات السماوية برغم ان كارتر فقد حياته ودمر مستقبله المهني واوجع اسرته ومحبيه بالانتحار الذي هوايضا بغيض وتعيفه النفس البشرية السوية لكننا نورد هذه القصة فقط لتقريب المعاني ولتكون عبرة وعظة ليس لمماثلتها من المندسين ... كتائب ظل ...العسكر .....المتفلتين ....الحاقدون .... المهووسون ..اي كانت مسمياتهم واوصافهم وملتهم والوانهم لا ندعوكم للانتحار لا قدر الله ولكن حينما تصحوا ضمائركم وتصرخ جنباتكم وتعافي النوم اجفانكم بعد احداث المجزرة التي ارتكبت في ساحة الاعتصام بالقيادة العامة ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان الفضيل ان تهبوا الى حيث الحق والحقيقة التصالح والتصافي لتدلوا باقوالكم وتسجلوا اعترافاتكم الكاملة وتوضحوا للجان التحقيق كيف تحركت اصابعكم لزناد اسلحتكم وكيف ضبطتم عدساتكم القاتلة بالرصاص الحي نحو رؤوس وصدور عارية لشباب اعزل تنتظره الحياة بكل مباهجها والتواءتها ومصاعبها وحلاوتها ان ذلك الدم الفاقع لونه الذي سأل من تلك الشرايين التي كانت تنبض بالحياة ستعذبكم لا محالة وتلكم الامهات الثكلى اللاتي ظللن يصرخن بصوت الشارع السوداني الذي ارادها ثورة بيضاء نقية لصالح الامن والامان والغد المشرق لكل بقاع الارض ستسكن جنبا الى جنب اجسادكم المرهقة بالذنوب .. لا تنتحروا فذات الارض التي غذيتموها بدماء الشهداء الطاهرة تحتاجكم ايضا لمسارات النهضة والتنمية والنماء فقط قدموا الحقائق وانحروا البغضاء الكريهة واكشفوا الحقائق وازرعوا سنابل الخير بينكم وبين ضمائركم لتناموا غريري العين مرتاحي الضمائر نظيفي السراير حينما تاخذ العدالة مساراتها الطاهرة وكاذب من يعتقد ان الحقيقة ستضيع للابد . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة