سلطة حميدتي أو اللامنتمي إلى المدنية…. بقلم/ علي أحمد تولي
بعد أن نال الغرور من مجلس ضباط المؤتمر الوطني، زعموا أن الثورة قد خبا أوارها وأن من يرابطون في ساحة القيادة هم فئة قليلة لا تمثل الشعب السوداني كما كان يجري على لسان حميدتي ومن سار على نسجه في الوهم السلطوي، ولعمري أن سواه من الأعضاء أضحوا إمعات يهتدون بتوهماته في محاولة إرساء السلطة ونقلها إلى بيته وقبيلته، وهو يحاول إكساب نفسه صفة الرئيس من خلال الإدارات الأهلية، متناسين أنهم طفوا على موج السياسة من خلال الهبة الثورية التي كانت سبباً في وجودهم الآن، ولكنه أصبح يمتن على المفاوضين من وفد قوى الحرية والتغيير، ومن يعتصمون من خلفهم، تغيرت اللهجة في كيفية التعاطي مع الثوار، وتتزايد نبرة التذمر تجاه المعتصمين كلما جرى ذكرهم على لسانه أو على لسان أيٍّ من الجنرالات بقايا المؤتمر الوطني وحامي مجرميه وجهاز أمنه وإعلامه من أن تطالهم يد القانون، وحتى القضاء لم يتغير القائمون عليه ولا النيابة العامة، مما يهيئ لهم الجو فتبيض النعامة وتصفر، جميعهم أتى لدست الحكم وهو والغ بشراهة من سفك دماء الأبرياء في شتى بقاع السودان، أتوا مصرحين بأن ليس لديهم خطة للبناء والنهضة وليس لديهم أي مشروع بل يعتمدون على التجمع المهني في ذلك، وتغيرت لهجتم مع أعضاء مجلس التفاوض بعد أن تمت قراءة ما قدمه وفد التفاوض من أوراق، أصابهم الغرور أكثر، لأنهم باتوا يهتدون بما تم تخطيطه ورسمه من قبل قوى الحرية والتغيير، ولا يخفى على أحد أنهم باتوا يتصرفون دونما اعتبار للشراكة التي أقروا بأنها أوجدتهم.. حيث انطلقت زياراتهم إلى الإمارات ومصر والسعودية…الخ. والجميع يعلم أنهم تلقوا مليارات من السعودية والامارات، فأخذتهم العزة بالملك والامتلاك، دون التفكير بتسيير شؤون الدولة، والكل لا يعجبه أخذ مثل هذه الأموال التي سعوا إليها متهافتين، والسوداني الآن رغم الفقر الذي تعيشه البلاد لا تعجبه مثل هذه الهبات أو سمها ما شئت، في ظل ما يعرف عن هذه الحميدتي علاقته بالحالة الأمنية في السعودية، وعن عراب الارتزاق طه الحسين، وكذا البرهان مجرم الحرب، بما يتم أخذه مقابل من يرسلونهم من الجنود المرتزقة كي يحاربوا الحوثيين ويقتلونهم في عقر دارهم، وما مجزرة اليوم إلا تتويجاً لما ذكرت آنفاً، وما هي إلا خلق تصعيد يصب في صالح الثورة رغم مرارات من افتقدنا من الشهداء نسأل الله أن يتقبلهم قبولا حسناً، ومن نكبنا بإصاباتهم المتفاوتة ندعوا الله أن يمن عليهم عاجل الشفاء، فإنها اليوم جعلت هذه الثورة أكثر انتظاما وترتيباً ولقد رأينا في ما يبثه الثوار من لايفات على صفحات التواصل، سرعة تنفيذ المتاريس على رأس كل شارع من أحياء العاصمة، وخلق حالة من التصعيد الكبير للثورة وتعميم النداء بالعصيان المدني. كما كشف هذا اليوم عن تغييب الجيش وتجريده من صلاحياته العسكرية، وأن قوات الجنجويد بعد أن حاز زعيمها شيئاً من السلطة باتت تتزيا بشتى ملابس القوى الأمنية المختلفة، ولا أحد يعترض، فبات يفعل ما يملي له مزاجه الريفي ونفوذه الرعوي ليجدد زعامته الريفية أمام ثورة تطالب بالمدنية، لتتولد معضلة انبهام الوعي أمام عامة الناس عن قصور فهمهم لسيكولوجية هذا اللا منتمي لمعاني المدنية والتعاطي معها.. ليجد الشعب نفسه أمام دونكيشوتات مجلس ضباط المؤتمر الوطني المطعم بدونكيشوت الخلاء الجنجويدي حميدتي، ولقد رأيت فيديو عن عساكر أتوا إلى الأهالي في حي من أحياء العاصمة بينهم ضابط غرق في نوبة من البكاء المر، يحكي هوان المؤسسة العسكرية التي باتت تشكو لطوب الأرض قلة حيلتها وضياع إدارتها وإرادتها بين القوى الأمنية غير النظامية التي ولدت سفاحاً، عليه ستستمر الثورة أكثر عزماً وهي تنتشر على كل شبر من الوطن. وعما قريب ستطال يد القانون كل من أجرم في حق السودانيين. من أكل حراماً أو سفك دماً… وعما قريب نتمنى أن نرسم ملامح سلطتنا وننهض بسودان عزيز.. بعيداَ عن هوان قادة ضعفاء شحاذين يهيمون بوجوه وضيعة حقيرة أمام الملوك والأمراء.
العنوان
الكاتب
Date
سلطة حميدتي أو اللامنتمي إلى المدنية…. بقلم/ علي أحمد تولي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي تولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست