*لأنه كان كذاباً.. *وبلغ كذبه حداً تعذَّر معه التمييز بين ما هو صادق من حديثه...وما هو كاذب.. *وكان يصر على الكذب هذا حتى آخر لحظة من حكمه.. *حتى وإن كان كذباً لا داعي له...ولا ضرورة ؛ ولا يجلب نفعاً...ولا يدرأ ضرراً.. *وكمثال على ذلك كذبته المضحكة قبل سقوطه بأيام.. *وذلك حين قال بالنص (ح أحكي ليكم قصة حصلت لي ؛ حكاها لي واحد).. *ومن قبل ذلك كذبة تركه رئاسة المؤتمر الوطني.. *ثم عودته إليه - رئيساً- بعد أيام فقط...بدلالة ترؤسه اجتماع مكتبه القيادي.. *وفي الدين - الذي قال إنه يحكمنا به - أن المؤمن لا يكذب أبداً..
*أما إن كان حاكماً فهو من الذين اختصهم الله بكره أكبر.. *وما ذاك إلا لأنه - كحاكم بأمره - لا شيء يضطره إلى الكذب ؛ كبقية الناس.. *وكرهوه لأنه كان ناقضاً للعهود والمواثيق.. *ويكفي ما قاله - بهذا الشأن - كبير الجماعة التي ينتمي إليها نفسه ؛ الترابي.. *قال (إنهم لا عهد لهم ؛ وإذا أبرموا اتفاقاً نقضوه).. *ومن أوائل شواهد نقضه للعهود ما فعله مع قائد محاولة انقلاب رمضان ؛ الكدرو.. *فقد أعطاه وعداً لم يصمد حتى لساعات.. *ولم أقل : حتى لأيام...أيام العيد ؛ إذ تم إعدامه - ورفاقه - ليلة الوقفة رمياً بالرصاص.. *وحكاية الرصاص هذه تقودنا إلى سبب ثالث لكرهه.. *فقد كرهوه جراء استسهال قتل شعبه بالرصاص الحي ؛ لأكثر من ربع قرن.. *قتلهم في دارفور...وفي كجبار...وفي العيلفون...وفي بورتسودان..
*ثم في تظاهرات سبتمبر ؛ حيث قتل مئتين خلال يومين فقط.. *فهو كان يقتل مواطنيه بالسهولة نفسها التي يكذب بها...وينقض العهود والمواثيق.. *رغم إن الدين الذي يرفع شعاراته يحرم القتل هذا.. *أي قتل النفس ؛ وكأنه لا يتلو آيات تحريمه في القرآن الذي سمى نفسه (خادمه).. *وكأنه لا يسمع بالحديث النبوي الذي يرتعب له أي مسلم.. *حديث أن المؤمن لا يزال في فسحة من أمر دينه ما لم يسفك دماً حراماً.. *وعشية الإطاحة به كان ينوي قتل المعتصمين بالرصاص.. *فهو لا حلول عنده لمشاكل أمته -والتي يتسبب فيها هو - سوى قتلهم بالرصاص.. *فقط الحل الأمني...ولا حل غيره في رأسه (الفارغ).. *ومن أجل ذلك - وغيره - كره الناس البشير ؛ وانفجروا(كرهاً) بعد ثلاثين سنة.. *وكان هتافهم - بادئ الأمر- مصوباً نحوه وحده (تسقط بس).. *ولا طاقة لهم- من ثم- بتحمل عهد سياسي جديد يعيد إنتاج صفاته هذه نفسها.. *صفات الكذب...والقتل...ونقض العهود والمواثيق.. *فهي التي بسببها كرهوه ؛ ودفعهم كرههم هذا إلى بذل الروح في سبيل إزاحته.. *وسيكرهون كل من (يشبهه) ؛ ولن يصبروا عليه ثلاثين يوماً.. *من بعد (ثلاثين) عاماً !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة