08:25 AM April, 14 2019 سودانيز اون لاين عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان مكتبتى رابط مختصر
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); بسم الله الرحمن الرحيم هفــــــــــــــوة غيـــــر صـــــــــائبة !! جاء الوقت ليتجرد السياسي والمفكر السوداني من تلك المحاولات العقيمة التي تجتهد لفرض واقع الأجندات الذاتية على الآخرين .. وهي أجندات كانت وما زالت العائق الأساسي في عدم نجاح الديمقراطيات في السودان .. حيث الأطراف التي تتخذ من واقع الأحوال الجديدة ( تحت أية مسميات ) بأنها تمثل الديمقراطية السليمة .. وذلك لمجرد تبدل الأحوال من حال لحال !.. والتجربة مكررة في السودان لمرات ومرات .. وهي تجربة فيها الكثير والكثير من الخدع التي تجلب الخيبة في نهاية المطاف .. ومن السخرية أن الكثيرين من أبناء السودان يظنون أن مجرد التمكن من مقاليد السلطة بأي أسلوب من الأساليب يعطيهم الحق في إطلاق اسم ( الديمقراطية ) لواقع لا يوافق الديمقراطية بالمعنى السليم .. بل مجرد اسم يمثل المطية التي توصل صاحبها لتحقيق الأجندات الذاتية .. وتجارب الديمقراطية السابقة في السودان لم تكن يوما بالمعايير السليمة التي تعادل معايير الديمقراطية في دول العالم المتقدم .. والمعروف أن الديمقراطية السليمة لها شروطها وبيئتها المقدسة التي لا تقبل التلاعب أو التجاوزات .. حيث الشروط والضوابط التي ترجح كفة الأغلبية على كفة الأقلية .. وذلك دون هضم أو إقصاء لحقوق الأقلية .. ومع الأسف الشديد بدأ البعض من أبناء السودان يفكر بنفس النمط السابق منذ استقلال البلاد .. حيث محاولات فرض الأجندات الفكرية الذاتية .. وبالأمس كانت هفوة اللسان حين جاهر أحدهم في لقاء تلفزيونية بعبارة : نحن ثوار السودان لا نريد بعد اليوم كذا وكذا ثم أردف قائلاُ ( لا نريد إسلاما في السودان بعد اليوم !! ) .. وتلك كانت هفوة كبيرة للغاية .. وظل المجتمع السوداني يستنكر تلك العبارة بشدة لأنها كانت عبارة فالتة وغير مسئولة !!.. وهي عبارة أصبحت في تناول الألسن في الوقت الحاضر عند تجمعات الناس في اللقاءات اليومية العادية .. وبما أن الشعب السوداني قد مر بذلك النوع من الهفوات الغير مسئولة في السابق فإنه يدرجها في خانة التفاهة .. والعجب أن ذلك المتحدث كان يمجد حالة الديمقراطية المرتقبة !.. فإذا كان واقع الحال الذي يلحق بالأقليات عند تطبيق الديمقراطية السليمة يعتبر موجعا ومؤلماُ للغاية فكيف بديمقراطية زائفة تجتهد لإقصاء رغبات الأغلبية ؟؟ .. وتلك هفوة لسان قد تكون بغير مقصد أو بغير حسابات بدقة .. ولكنها في نهاية المطاف تؤكد حالة النوايا الخافية في نفوس البعض الذين يحلمون بالأجندات الذاتية .. ويريدون أن يحققوا تلك الأجندات تحت أغطية الديمقراطية الزائفة .. وهؤلاء الثائرون المنتفضون ضد نظام الإنقاذ كانوا ينادون بسقوط البشير وبسقوط النظام .. ولم ينادي أحد من أبناء السودان بسقوط الإسلام !.. فكيف حكم ذلك الإنسان وتحدث باسم الثائرين المناضلين ؟ .
الآن تشتد التساؤلات في المجتمع السوداني لمعرفة حقيقة نوايا الفئات القادمة .. والكل يجتهد ليعرف هل الجديد هو ذلك الطريق السليم الذي يخلق ( السودان الجديد ؟؟ ) بإتباع الديمقراطية السليمة .. أم هي تلك اللعبة والخدعة المعروفة المعهودة التي تشبع رغبات الأجندات الذاتية ؟؟ .. وإذا صدقت تلك التكهنات والاجتهادات فإن ذلك المولود الجديد هو ميت في الرحم قبل إقدامه للحياة !!.. وحينها لن يفيد السودان حتى ولو تمت ملايين الانتفاضات .. وعليه فإن عقلاء الناس في السودان يقولون الآن : جاء الوقت لنخرج من دائرة المكايدات والمنكافات وتحقيق الأجندات لنوجد سودان الغد ،، ( سودان المستقبل ) ،، وذلك من منطلقات الديمقراطية السليمة الصحيحة .. الديمقراطية التي تحقق الطموحات بأولوية الأكثرية والأغلبية .. ثم تنصف وتعدل الأقلية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة