*ظلوا يخوفون به الناس زمناً.. *وما من يوم يمر إلا ويقولون لهم : إياكم والبعبع...إنه محض شر مستطير.. *ورسخ في أذهان كثير من العوام هذا التخويف.. *بل وبلغ الخوف ببعضهم حد ترديد عبارة : هو عريس لقطة...إلا أنه بعبع.. *واستثمروا هم في هذا الخوف أيما استثمار.. *وربما (يكدكد) بعضهم من الضحك - سراً - وهم يهمهمون : يا له من شعب طيب.. *والآن - وفي أيامنا هذه - تزايدت وتيرة التحذير من البعبع.. *وفي غمرة هذا الهياج التخويفي، فات عليهم وقوعهم في تناقضات مضحكة.. *فقد نسوا تأكيدهم من قبل بانحسار قوة البعبع.. *وقالوا إنه بات في حالة أقرب إلى الموات السريري...إلا أنه لا يزال خطيرا.. *وتكمن خطورته في نجاسته العقدية...فهو ملعون.. *ثم إذا بهم يقولون الآن إنه الذي يحرك الشارع...وكأنه طائر الفينيق الأسطوري.. *وهذا تناقض ما كان ليقع في مثله (شافع) روضة.. *فكيف بمن انتهى... واندثر... وتلاشى... يحرك شوارع المدن ؛ بطول البلاد وعرضها؟.. *وهل (كل) الصارخين في الشارع الآن يحركهم البعبع؟.. *وهل هو يملك (القدرة) التي تمكنه من تجييش العشرات... والمئات... والآلاف؟.. *وهل - وهذا مربط الثعلب - كذب الذين بشرونا باحتضاره؟.. *فمن الغباء التذاكي على الناس إلى حد جعلهم يصدقون اليوم ما كنت تنفيه بالأمس.. *بل ويرتدون على أعقابهم (360) درجة... إلى محطة (واحد).. *إلى حيث كنت تؤكد لهم - جازماً - أن البعبع انهزم أمام جحافل الإيمان... للأبد.. *وأنه لم يعد له من وجود سوى (ماضي الذكريات).. *وللسبب هذا ما عاد الناس يحفلون بفزاعة البعبع هذه الأيام...أيام التظاهرات.. *بل وانضم إليهم بعضٌ من أبناء (المؤمنين) هؤلاء.. *وهذا فضلاً عن سبب آخر...وذلك بافتراض صحة حديث التخويف بالبعبع الآن.. *وهو ؛ أي مستوى من (السوء) يمكن أن ينحدر إليه البعبع؟.. *وذلك إن صح أنه هو الذي يحرك الشارع... وأن الأمور يمكن أن تؤول إليه.. *سواءً سياسياً...أو اقتصادياً...أو مهنياً...أو حتى (دينياً).. *أي مستوى من الفساد؟... من الفشل؟ ... من القسوة؟...من الاستهانة بالأرواح؟.. *أي مستوى دون الحد الأدنى من (القبول) الديني؟.. *فعلى إعلاميي الوطني إذن - وهم المعنيون بحديثنا هذا - أن يعرضوا عن هذا.. *فما عادت نغمة (شيوعي) تمثل فزاعةً للناس.. *سيما وأن من قيادات حزبهم من تمنى - علناً - أنْ لو توكل أمور الاقتصاد إليهم.. *وأن حكومتهم تربطها أمتن العلائق مع (أبوي) البعبع.. *مع روسيا الحمراء...والصين الأشد احمراراً.. *أوليس هذا الديسم من ذاك (الدب) ؟!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة