Post: #1
Title: البعبع !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-29-2019, 01:05 PM
Parent: #0
12:05 PM January, 29 2019 Sudanese Online صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان My Library Short URL
*ظلوا يخوفون به الناس زمناً.. *وما من يوم يمر إلا ويقولون لهم : إياكم والبعبع...إنه محض شر مستطير.. *ورسخ في أذهان كثير من العوام هذا التخويف.. *بل وبلغ الخوف ببعضهم حد ترديد عبارة : هو عريس لقطة...إلا أنه بعبع.. *واستثمروا هم في هذا الخوف أيما استثمار.. *وربما (يكدكد) بعضهم من الضحك - سراً - وهم يهمهمون : يا له من شعب طيب.. *والآن - وفي أيامنا هذه - تزايدت وتيرة التحذير من البعبع.. *وفي غمرة هذا الهياج التخويفي، فات عليهم وقوعهم في تناقضات مضحكة.. *فقد نسوا تأكيدهم من قبل بانحسار قوة البعبع.. *وقالوا إنه بات في حالة أقرب إلى الموات السريري...إلا أنه لا يزال خطيرا.. *وتكمن خطورته في نجاسته العقدية...فهو ملعون.. *ثم إذا بهم يقولون الآن إنه الذي يحرك الشارع...وكأنه طائر الفينيق الأسطوري.. *وهذا تناقض ما كان ليقع في مثله (شافع) روضة.. *فكيف بمن انتهى... واندثر... وتلاشى... يحرك شوارع المدن ؛ بطول البلاد وعرضها؟.. *وهل (كل) الصارخين في الشارع الآن يحركهم البعبع؟.. *وهل هو يملك (القدرة) التي تمكنه من تجييش العشرات... والمئات... والآلاف؟.. *وهل - وهذا مربط الثعلب - كذب الذين بشرونا باحتضاره؟.. *فمن الغباء التذاكي على الناس إلى حد جعلهم يصدقون اليوم ما كنت تنفيه بالأمس.. *بل ويرتدون على أعقابهم (360) درجة... إلى محطة (واحد).. *إلى حيث كنت تؤكد لهم - جازماً - أن البعبع انهزم أمام جحافل الإيمان... للأبد.. *وأنه لم يعد له من وجود سوى (ماضي الذكريات).. *وللسبب هذا ما عاد الناس يحفلون بفزاعة البعبع هذه الأيام...أيام التظاهرات.. *بل وانضم إليهم بعضٌ من أبناء (المؤمنين) هؤلاء.. *وهذا فضلاً عن سبب آخر...وذلك بافتراض صحة حديث التخويف بالبعبع الآن.. *وهو ؛ أي مستوى من (السوء) يمكن أن ينحدر إليه البعبع؟.. *وذلك إن صح أنه هو الذي يحرك الشارع... وأن الأمور يمكن أن تؤول إليه.. *سواءً سياسياً...أو اقتصادياً...أو مهنياً...أو حتى (دينياً).. *أي مستوى من الفساد؟... من الفشل؟ ... من القسوة؟...من الاستهانة بالأرواح؟.. *أي مستوى دون الحد الأدنى من (القبول) الديني؟.. *فعلى إعلاميي الوطني إذن - وهم المعنيون بحديثنا هذا - أن يعرضوا عن هذا.. *فما عادت نغمة (شيوعي) تمثل فزاعةً للناس.. *سيما وأن من قيادات حزبهم من تمنى - علناً - أنْ لو توكل أمور الاقتصاد إليهم.. *وأن حكومتهم تربطها أمتن العلائق مع (أبوي) البعبع.. *مع روسيا الحمراء...والصين الأشد احمراراً.. *أوليس هذا الديسم من ذاك (الدب) ؟!.
alintibaha
|
|