أراد قوش أن يكون أكثر حصافة ولباقة من سابقيه علي عثمان محمد طه والفاتح عز الدين اللذان صرّحا بكل قبح وكشفا عن سرائرهما وما تخفيه الصدور في تلك اللحظات الحرجة والقاسية وإستفاد قوش من تلكم الأخطاء والخطايا وحاول جاهدا أن لا يكررها بل وان يعالجها ويرفع عنهما الحرج وذلك بقوله انهم أتوا من الحركة الاسلامية وانهم لا يقتلون وقرأ الاية بصورة خاطئة كعادتهم وليتهم لم يستدلوا بالقران طالما انهم لا يحفظون الايات التي يريدون الاستدلال بها وقال انهم يحفظون النفس ولكن أبت نفسه إلا وان تخرج أحقادها وقال في الحزب الشيوعي ما لم يقله مالك في الخمر وهكذا اراد ان يضلل الشعب السوداني ويخوفهم من الشيوعي متجاهلا ان الناس حينما تجوع ياتي الدين عندهم في المرتبة الثانية فلا يهمهم الشيوعي او إسرائيل وبالتالي برّأ قوش ساحته من القتل وغسل يديه من دماء الأبرياء واتهم الشيوعي بينما يصر الرئيس إصرارا علي خلية عبد الواحد التي قالها قوش عند بداية الثورة وبرز قوش في ثياب الواعظين ومشي في الارض يهدي ويسب الشيوعيينَ متوهما انه اصلح ما أفسده علي عثمان والفاتح عز الدين وتعمد ان ينتشر محاضرته ظنا منه ان يجد القبول والاستحسان لدي الحكومة والمعارضة سيما الثوار دون ان يطرح حلولا جذرية للازمات التي تواجهها البلاد فقط باقناع الشباب الثائرين ولا يعلم ان للشباب احتياجات حياتية ويحلمون بمستقبل ووطن افضل حر يسع الجميع و يسود فيه القانون والعدالة والحرية . صلاح قوش الذي زاع صيته قبل ان يتولي ادارة جهاز الامن والمخابرات في المرة الاولي كنت أسمع به ولكني رأيته اليوم بعد أن إستمعت لحديثه عملا بمبدأ تحدث كي أراك والحقيقة هي المرة الاولي التي أسمع له وقد أصابتني ما أصابتني من الصدمة ولا أعلم ان كان جادا ومؤمنا بما قاله ! وان كانت هي تلك حقيقة مفاهيمه للوضع الراهن فهي كارثة وان كان له راي اخر خلاف ما قاله ولا يستطيع ان يقولها فتلك كارثة اكبر وان من اوجب واجباته كمدير للامن والمخابرات ان يكون قويا وامينا والقوة اعني بها المهارة والخبرة والقراءة الصحيحة للاوضاع واسبابها وعلاجها والامانة تقتضي ان يرفعها للرئيس كما هي يقبلها ام يرفضها حلوة كانت ام مُرة اما المزايدة والمناقصة ونسج الاوهام والخيال والاساطير فلن تفيد النظام في شئ غير ان تكلفه اكثر , وعلي الرئيس ان يتعامل وفق ما يتطلبه المشهد من واقعية والاعتراف والقبول بالفشل وان لم تكن هناك حلول لديه فيمكنه ان يستقيل قبل ان تنتهي دورته الرئاسية وهذا خير من معاناة الشعب بسبب عناده واصراره علي البقاء , صلاح قوش ان كان جادا في اقواله وطرحه فانه غير مؤهل ان يكون جنديا في جهاز مخابرات وليس جنرالا او مديرا لذلك الجهاز الهام ولست بصدد تقييمه او بصدد الحديث عن جهازه وممارساته ولكن فقط اتحدث عن جزء من خطابه هذا ولي ثمة ملاحظات ألخصها فيما يلي : أولا لديهم قناعات او افكار يروجون لها بان الحزب الشيوعي هو من اخرج الشعب وليس الجوع وانهم يؤججون الثورة بقتل المتظاهرين ووعد بالقبض علي البنت قاتلة الدكتور ومحاكمتها بالاعدام رغم ان الحكم بالاعدام او غيره من شئون القضاء وليس جهاز الامن اللهم الا ان كان يقصد الاعدام خارج نطاق القضاء والقانون وسبب الخروج للشوارع يعلمه العالم أجمع . ثانيا لدي قوش ظنون ان الحزب الشيوعي سيحكم السودان بعد سقوط النظام واذكره ان بعد اسقاط الانظمة الشمولية تاتي فترة انتقالية وانتخابات . ثالثا انه يعتقد ان الثوار والشباب وبالاخص الاطباء يمكن اقناعهم بالحوار ويطلب ذلك من الذين يخاطبهم من كوادر حزبه او افراد وضباط الجهاز وكيف لهم ان يقنعوا الاطباء اذا لم يستطيع الرئيس الذي تجول في ارجاء السودان منذ اندلاع الثورة ولم يستطع اقناع احد ولم يستطع علي عثمان والفاتح عزالدين ومعتز موسي الذي يغرد ليل نهار وقوش نفسه لم يطرح حلا او فكرا مقبولا غير انه ابرز عضلات الجهاز وقوته وقلل من شأن المظاهرات فبماذا يقتنع الناس وهم جوعي واموالهم مصادرة والحياة قاسية ومريرة وللصبر حدود ؟ اخيرا علي السيد قوش ان يعود لرشده ويعترف ان اسباب المشاكل هو الفساد وسؤ الادارة وانه لا سبيل للخروج من عنق الزجاجة لا في المستقبل القريب ولا البعيد وعليه ان ينصح الرئيس باستقبال الثوار بالقصر كما فعل الفريق عبود والاستماع لهم ومخاطبتهم بالحسني والموضوعية ويا سودان ما دخلك شر . ان من حق الشعب ان يخرج ويعبر عن رايه وليس هذا لان الدستور كفله فقط لانه حق طبيعي والناس ولدتهم امهاتهم احرار فمنعهم من التعبير يعتبر استعباد لهم وقد ثاروا وخرجوا من قبل واسقطوا النميري وعبود وهما لم يبلغا معشار ما بلغتم من فساد وفشل وعجز وهذا النظام أولي وأجدار بالإسقاط . #تسقط_بس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جلال سعيد محمد درار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست