|
Re: هشاشة الوئام السوداني.. نموذج حويواء بقلم (Re: صديق محمد ثالث)
|
مشكور الكاتب الهمام،،،
مما لا شك فيه أن هنالك في السودان كره أعمى مكبوت نحو الشعوب و القبائل المعترفة بهويتها الأفريقية و الذين يسمون بالخدر أو ( أولاد الغرب، النوبة، الجنوبيين) أي كانت التسمية،،،هذا الكره العميق و المستتر و المتوارث منذ مئآت السنين مخلوطا بالخوف و الحذر تضمره تلك المجموعات التي تعتقد بعروبتها، و يتجلى ذلك الكره الفطرى واضحا و صريحا بشكل مدهش في أول محك يطرأ في أي حدث إجتماعي أو سياسي مفصلي كبير على مستوى الوطن،،، ففي هذه الحالة المجردة تتكشف حقيقة المشاعر السلبية العدائية و يتساوى الجاهل و المتعلم و الفقير و الغني في إظهار حقيقة مشاعر الكراهية المخبأة لديه في الأعماق إتجاه من يعتبرهم سودا!!،،، لذلك دائما ما تأتي ردات فعل أصحاب العقد من ألوانهم السوداء إتجاه المعترفين بهويتهم و لونهم الأسود عنيفة و متطرفةو مليئة بالغضب و الحقد الغير مبرر و الزائد عن الحد الطبيعي،،، و أحداث القضارف و سنار و قبلهما دارفور خير مثال على كل ذلك،،، كما أنه من المعروف أن عقدة الألوان و الأنساب هي واقع و شئ موجود،،، و أعني هنا العقدة في إيطار اللون الواحد بتدرجاته المختلفة،،، فالملونون يكرهون السمر، و السمر يكرهون الأكثر سمرة منهم و الأكثر سمرة يكرهون من يلونهم و هكذا دواليك،،، و السبب أن كل واحد منهم يذكر الآخر بحقيقة سواد بشرته الذي يريد أن يفر منها، لكن الآخرون من خارج المنظومة السوداء ينظرون إليه ضمن هذا الإيطار كونه ( أسودا ) فيزداد حنقه و كرهه على من يظنه مصدر تعاسته و سببا في عدم قبول الآخر ( الأبيض ) له،،، و من المهم الإشارة إلى أن هذه الآلية تحدث تلقائيا نتيجة للتابوهات و المعتقدات الإجتماعية و الموروثات و التربية عموما و تتوطن بشكل لا شعوري في العقل الباطن و يصبح من المسلمات التي تكون جزء من شخصية الفرد و المجتمع و المجموعات الواقعة ضحية لهذا التيه،،، فيزداد الكره و الكره المضاد و تقل الوطنية و تنخفض مؤشرات الولاء للجماعة الكلية التي تكون عموم أي دولة و يتلاشى الشعور القومي و يحل محله الإستنصار بالقبيلة و الإثنية و الإيثار و المحاباة و التمكين و اللهط و الفساد و إقصاء الآخر و تتفاقم أزمة الهوية و عقدة اللون و هذا يتفق تماما و يتماشى جنبا إلى جنب مع الحالة السودانية المعاشة الآن.
|
|
|
|
|
|