:: هذا الأسبوع، أحداث ذات صلة بالتعليم ومحو الأمية.. بالبرلمان، أوصت لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بسن قوانين تلزم اولياء الأمور ارسال بناتهم للمدارس، وطالبت اللجنة بإجراء مسوحات لرصد واقع تعليم البنات في السودان، مع تشجيع سياسة مواصلة الفتيات المتزوجات لتعليمهن وفقاً للوائح المدرسية، ثم أوصت بتحسين البيئة المدرسية وإعادة المتسربات والمتسربين الى الدراسة، وناشدت الآباء بدعم تعليم البنات وبمكافحة العادات والتقاليد غير المتصالحة مع تعليم البنات و... و... !!
:: وبملتقى الخدمة الوطنية، بعد البيان الختامي والتوصيات، خاطب الملتقى الفريق أول ركن علي محمد سالم وزير الدولة بالدفاع مجددا ثقة وزارة الدفاع في الخدمة الوطنية لتنفيذ توجيه رئاسة الجمهورية بإزالة الأمية في العام ( 2020م)، وموضحاً في ذات الوقت بان برامج محو الأمية تساهم في عملية الترغيب، ثم طالب المجتمع للتفاعل مع هذه البرامج .. وقبل أكثر من عام، كانت وزارة التربية والتعليم قد كشفت بان معدل الأمية في بلادنا يقارب العشرة ملايي مواطن، أي ينقص عن ثلث السكان قليلاَ ..!!
:: ثم هناك تقرير مشترك ما بين منظمة اليونسيف ووزارة التربية والتعليم الإتحادية يؤكد أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل في بلادنا لايتلقون تعليماً بالمدارس.. وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال ما بين (5/13 سنة).. وأماكن الرُحل ثم المناطق المتأثرة بالحرب و الفقر والنزوح هي التي تشكل أعلى نسب تسرب الأطفال من المدارس.. وبعد نشرها لكامل التقرير، وصفت اليونسيف - على لسان ممثلها بالسودان كابيليري - سلطات التعليم في بلادنا بالشجاعة، لأنها وافقت على نشر نتائج التقرير وتلك (الأرقام المحزنة)..!!
::وعليه، فان واقع التعليم ومحو الأمية مؤلم، وهذا طبيعي .. نعم، عندما يتم تجفيف المدارس من الكتب بحيث لا تُباع إلا في (الأسواق السوداء)، فمن الطبيعي أن يعجز الفقراء عن تعليم ابنائهم، ومن الطبيعي أن يرتفع معدل الأمية الى ما يُقارب ثُلث السكان .. وليست الكُتب وحدها هي التي تُباع في (الأسواق السوداء)، بل كل التعليم صار - كما الحج - لمن إستطاع إليه سبيلاً .. أي من إستطاع منكم المدارس الخاصة فليتعلم، ومن لم يستطع فأن قائمة الأمية - مهما إجتهدت الخدمة الوطنية في محوها - تسع المزيد من المتسربين..!!
:: وفي الخاطر حملة أطلقتها وزارة التعليم قبل ثلاث سنوات بعد أن رصدت لها (ميزانية مليارية)، وأسمتها بأكبر حملة لمحو الأمية، وقالت أنها تستهدف القضاء على الأمية في بلادنا خلال (5 سنوات).. وقد مضى على هذا الوعد (3 سنوات).. وبدلا عن التوصيات و (طق الحنك)، كان على البرلمان مساءلة الجهاز التنفيذي عن مصير تلك الميزانية؟، وهل تقزم حجم الأمية - خلال الثلاث سنوات - بحيث يتم القضاء عليها بعد سنتين حسب الجدول الزمني المعلن؟ .. كان على البرلمان أن يكون (مراقباً ومحاسباً)، بدلا عن إهدار المال والزمن في ( الثرثرة )..!!
:: فالإعتراف بوجود ثلاثة ملايين طفل خارج فصول المدارس، ثم بمعدل الأمية يتجاوز العشرة ملايين مواطن، ما هو إلا إعتراف بالعجز والفشل .. ولن نكافح الأمية والتسرب، ولن يصبح التعليم مجانياً و إلزامياً في ظل نهج شجع المدارس الخاصة حتى حلت محل المدارس الحكومية، وهذا ما يُسمى بنهج الهروب من المسؤولية.. ولا معنى أن تعلم الخدمة الوطنية بضعة مجموعات (فك الخط)، بيد أن الآلاف من الصغار تشكل سنوياً بحيرات الأمية لعجزها عن الإلتحاق بالمدارس بسبب الحرب والفقر والنزوح ورداءة البيئة المدرسية.. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست