|
Re: الشعب الفاشل المتغطرس بقلم أمل الكردفاني (Re: الفتاح)
|
الأخ الفاضل / أمــل الكردفاني التحيات لكم وللإخوة القراء عبر حروفكم وعبر مقالكم أحسست لأول مرة بأن هنالك مواطن سوداني يتجرد من كل ألوان العنصرية والحقد والرياء والتلون كالحرباء ويقول الحقائق بكل صدق وأمانة .. تلك الصفات المقيتة التي عهدناها في الكثير من الأقلام المتناولة والمتداخلة في هذا المنبر .. وكل تلك العيوب التي ذكرتها في مقالك ( ذلك المقال الممتاز) تحت عنوان ( فشل وغطرسة الشعب السوداني ) هي حقائق دامغة وواقعة مائة في المائة .. وهي تلك الحقائق التي كانت السبب الأول والأخير في عدم تقدم السودان إلى الأمام مثل الدول الأخرى التي بدأت تبني نفسها ومجتمعها بعد أن نالت استقلالها .
وهي علل مع الأسف الشديد ما زالت قائمة تعطل التقدم والتطور .. وهنالك جيوش من جهلاء القوم في هذا المجتمع .. تلك الجيوش التي لا تعرف غير اللسان القذر .. ولا تعرف غير سواقط الأحرف والكلمات والخوض في توافه الأمور التي أخذت كفايتها من الثرثرة الفارغة .. كل دول العالم تتشكل من أثنيات متفرقة ومن جنسيات متعددة .. ولا توجد فوق وجه الأرض دولة خالية من التنوع البشري من حيث الانتماءات .. ومع ذلك فإن تلك الدول تنطلق من نزعة الوطنية الموحدة التي تجمع ولا تفرق .. ولا توجد دولة في العالم فيها ذلك الكم الهائل من الجهلاء والبلهاء والأغبياء كما هو الحال في السودان .. وتلك النزعات التي تجيش في صدور هؤلاء الجهلاء هي مجرد نزعات لا تبدل في الأمور شيئاً .. وهي نزعات دامت لأكثر من ستين عاما بعد الاستقلال .. ولا يعي هؤلاء الجهلاء أن كثرة النباح والصياح لا تبدل من مجريات الواقع .. ولو واصلو ذلك النباح والصياح لألف سنة أخرى فإن الأحوال في السودان لن تكون بالأمنيات والصيحات ,, بل لا بد من التقاء الجميع فوق منصات العقل .. ثم الوفاق والاتفاق .. والمفاهمة المبنية على الاحترام المتبادل .. واحترام كل مكونات المجتمع السوداني دون نزعات المسميات .. وأن يعرف الشعب السوداني حقيقة وزنه وثقله بين شعوب العالم .
والحقيقة الدامغة أن الثقل السوداني في دول الخليج العربي أو في بلاد الغربة قاطبة لا يمثل مثقال ذرة في مسارات تلك الدول .. ولا يؤثر كثيراً غياب ذلك الثقل عن أسواق العالم العملاقة من العمالة البشرية .. وذلك بالمقارنة مع تعداد وأحجام شعوب الدول الأخرى .. وتلك حقيقة لا يعرفها إلا من خاض تجربة الغربة وعاش في بلاد الآخرين .. وفي دول الخليج بالذات فإن الأثر السوداني بجانب الشعوب الأخرى يعادل نقطة صفر فوق ظهر الثور .. ومع ذلك يجتهد البعض من الجهلاء تحت ذريعة ( نحن ثم نحن !! ) .. وعند المحك والموازنة نجدهم مجرد نكرة لا تملك وزناً في معادلات شعوب العالم .. وهي شعوب العالم التي تجردت عن الأنانية والعنصرية والتفرقة والنباح كالكلاب ليلا ونهارا وبدأت تبني أوطانها بكل همة وجدية .. والخلايا في مجتمعات الدول الأخرى تتكون من كل العناصر البشرية .. الأبيض والأسود .. العربي والعجمي .. المنغولي والبنغالي .. الحبشي والارتري .. اليماني والصومالي .. التشادي والنيجيري .. ولكن مع الضبط والصرامة في الإجراءات التي تجلب السلامة وتمنع الفوضى والانفلات كما الحال في السودان .
أخي الفاضل أمل الكردفاني لقد عزفت هنا معزوفة تلامس الأوتار بذلك القدر من الإثارة .. وقلت حقائق يسكت عنها الكثيرون من الحادبين لفقدان الأمل في إصلاح الأوضاع .. ويفقد الكثيرون الحيلة في أقناع هؤلاء الجهلاء بضرورة التراجع عن دروب الثرثرة الفارغة والحرث في الهواء .. وعقلاء الناس يقولون يا ليت أن أبناء السودان قاطبة بكل العناصر يلتقون حول مائدة مستديرة .. ليتفاهموا ويتفكروا في مستقبل السودان بكل همة وجدية .. وعند ذلك فقط سوف يتقدم السودان إلى الأمام .. ولن يتقدم السودان إذا دامت الأحوال بنفس الوتيرة السائدة التي يعزفها جهلاء القوم .
أختكم / سامية مكي على
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|