حوار مع صديقي الانتفاضي النبيل بقلم عادل إسماعيل

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 08:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2017, 03:56 PM

عادل إسماعيل
<aعادل إسماعيل
تاريخ التسجيل: 09-08-2014
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع صديقي الانتفاضي النبيل بقلم عادل إسماعيل

    02:56 PM December, 30 2017

    سودانيز اون لاين
    عادل إسماعيل-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أرى ، كما يرى النائم ، إني أكتب هذا المقال في مطلع العام 2020 ، كما أرى مكونات سياسية أصطلحنا على تسميتها أحزابا ، لأننا لا نملك غير هذه التسمية ، و قد شرعت القديمة منها و الجديدة بالتردد في الدخول إلى الانتخابات ، و أحيانا بالمطالبة بنزاهتها و استقلالية منظميها و مراقبيها شرطا أساسيا للدخول في الأنتخابات . و ربما كان هناك بعض الشخصيات التي اصطلح على تسميتها مستقلة ، لعل الحزب الحاكم شارك في تشجيعها لخوض الانتخابات هكذا خبط لزق تحسبا لمقاطعة الانتخابات حتى يضفي بعضا من المشهد التعددي لها .
    وجدت صديقي يحتسي شايا عند بائعة الشاي التي بدأت في لملمة أشيائها بعد يوم طويل ، و لكنها جبرت خاطر صديقي أن تعد لي شايا قبل انصرافها .
    يبدو صديقي منتشيا قليلا في حالة نادرة من انتشاءاته ، إذ دائما ما يكون مستاء وغاضبا و حانقا ، كما يقول ، على الذين يحكمون السودان و يتلفون أيامه باللهاث خلف ضرورات الحياة ، و لياليه بالتفكير في كيف مضى اليوم و كيف يكون الغد .
    ما سبب الإنشراح يا صديقي ؟ قال : استمعت قبل قليل ، من هاتف أحد الذين كانوا يشربون الشاي هنا ، إلى وردي و هو يغني "مرحبا يا شوق" ، فجعلتني أنسى كل السخافات التي تحدث حولي ، أولها بالطبع سخافات الحزب الحاكم و سعيه لإعادة مسرحية الانتخابات بخجها و خجيجها . فهذه الأغنية تملق فيها وردي و شكلت شخصيتة اللحنية ، بصوته الذي يشبه المسطرينة ، كما أنها فرضت ذوقا راقيا و أذنا نظيفة ، شكلت مع غيره من كبار الفنانين وجدانا سودانيا متألقا ، دأب هؤلاء المهووسون الأوغاد على طمسه . و لذلك لا بد من اقتلاعهم مرة واحدة حتى نسترد وطننا وعافيتنا . ثم التفت إلي ، و أنت ما أخبارك ؟ هل ما تزال تعتقد أن الانتخابات مهمة و يجب خوضها ؟ و هل أنت مع الخائضين كعهدك السابق ؟ و أردف ضاحكا ، يا صديقي الانتخابي ؟ قلت : نعم يا صديقي الانتفاضي .
    قال صديقي الانتفاضي : لا أرى مبررا لإصرارك خوض انتخابات يعلم الكل ، حتى أختنا صاحبة الشاي الجميل هذا و التي لم تجد حظا من التعليم ، أن الانتخابات ما هي إلا محاولة من الحزب الحاكم لإيجاد شرعية يفتقدها و محاولة منه لتجميل وجهه القبيح ، فهو لا يؤمن بالديمقراطية و التداول السلمي للسلطة ، و غارق في الفساد حتى أذنيه ، و لا يجرؤ على محاسبة أي ناهب للمال العام ، مما يدل على مشاركة قادته في الفساد بكافة أشكاله ، بل و حماية هؤلاء المفسدين بما لديهم من سلطة . ثم صمت برهة و الكلمات تخنقه و تتزاحم في فمه ، حتى لكأن عينيه بئران يفيضان حزنا عريقا ، قال : هؤلاء الجبناء التافهون لا يتورعون عن التلاعب بالدولار المخصص للدواء يا استاااذ ! و لا يحترمون حتى دستورا كتبه بيديه . و لذلك أنا استغرب كيف تثق في أن هذا النظام جاد في مسألة الانتخابات .
    قلت أنا : أنا لا أثق فيه و لكن هذا ليس ضروريا في هذه المرحلة . و في الحقيقة أنت الذي تثق فيه !!
    صديقي الانتفاضي ( غاضبا ) : كيف تقول ذلك ؟ و أنت تعلم أني ألعنهم صباحا ومساء .
    أنا : لأنك ، يا صديقي ، تشترط لخوض الانتخابات أن يكون الحزب الحاكم في العملية الانتخابية بمحطاتها المختلفة ، نزيها و عادلا ، إذن أنت تعتقد و تثق أن بإمكانه أن يكون نزيها و عادلا. وهي حجة ساذجة ، مع احترامي لك و لهم ، و هي نفس سذاجة الحركة الشعبية ، بعد غياب الزعيم الكبير جون قرنق ، حين كانت شريكة في السلطة و الثروة قبل الانفصال ، إذ أنها لم تفعل شيئا و كانت تنتظر من شريكها جعل الوحدة جاذبة ، بحجة أن شريكها وقع على ذلك في اتفاقية نيفاشا 2005 ، أي أن يكون زولا كويسا و يحقق لها برنامجها في قيام دولة تحترم مواطنيها و يحترمها مواطنوها .
    صديقي الانتفاضي : طيب إذا كنت تقتنع أن الحكومة و حلفاءها ليسوا جديرين بالثقة ، كيف ترى أن الدخول في الانتخابات هو فعل مفيد لجهة التغيير ؟
    أنا : هناك ثلاث طرق للتغيير ، و هي الانقلاب و الانتفاضة و الانتخابات . فأما الانقلاب ، فهو غير مجد ، حتى لو أفترضنا وجود جهة داعمة للتغيير في صناعه المحتملين ، و ذلك لأنك حين تشرع في إعداد انقلاب ناجح ، فإنك تحتاج للتنسيق مع جهات عديدة ، بجانب الأمور العسكرية و الأمنية التي يعرفها منفذو الانقلاب . و هذه الجهات العديدة ، و هي التي تهمنا هنا ، تتمثل في جيش من فنيي الإذاعات الكثيرة و المحطات التلفيزيونية الكثيرة ، و قليل من الرأى العام المتصالح معك في هذه المؤسسات ، بجانب جيش من العاملين في أجهزة الاتصال ، و ذلك حتى لايتم إغراق الجماهير برسائل إعلامية مضادة أو مشوشة لرسالتك التغييرية . فإذا كنت تعتقد أن بإمكانك إقناع كل هؤلاء للعمل معك ، فلماذا لا تفكر أن تخوض بهم و معهم الانتخابات ، و هم و لا شك قوة كبيرة ذات أصوات كثيرة ؟ و أما الانتفاضة ، فكلفتها باهظة ، فأنا لا أريد لشبابي أن تصيبه رصاصات قناصة يركبون سيارات بلا لوحات ، و يضيع سدى .
    صديقي الانتفاضي ( مازحا ) : و لكنك لست شابا ، و تبدو في أخريات العقد الخامس .
    أنا : نعم هذا صحيح ، و لكني أقصد شبابي و شاباتي السودانيين ، فإني أرغب في المحافظة على حياتهم ، لأتها غالية أولا ، وثانيا لكي أنجز بهم عملية التغيير ، فالتغيير يحتاج للعديد من المهارات و المعارف المتنوعة ، و هذه تجدها متوفرة عند الشباب و الشابات حتى غير المتعلمين تعليما جيدا أو نظاميا ، فقنوات الري الفضائي و وسائل الاتصالات شكلتا قدرا مهما من الوعي الضروري بقضايا التغيير .
    صديقي الانتفاضي : و لكنني أنا هنا أتحدث عن انتفاضة سلمية تحت سمع و بصر العالم ، و هذا في حد ذاتة يشل قدرة النظام و أجهزته القمعية لاستخدام العنف ، فنحن لن نستخدم العنف . و لنا إرث مشهود في ذلك ، في أكتوبر 1964 ، و أبريل 1985 ، فنحن شعب معلم .
    أنا : نعم هذا صحيح ، و لكن الصحيح أيضا ، ضمن أسباب أخرى ، أن نظامي عبود والنميري كانا لطيفين و ذوي حياء مقارنة مع هذا النظام الذي يفعل جليل الموبقات دون أن يرمش له جفن . فلن يدع نظام كهذا ، بتركيبة كهذه ، أن تمر المظاهرات الاحتجاجية بسلام ، بل سيسعى إلى تخريبها من داخلها بحرق سيارة أو محل تجاري ، حتى يمهد لتدخله العنيف بحجة المحافظة على أرواح و ممتلكات المواطنين !!
    صديقي الانتفاضي : و لكن أي تغيير له ثمن ، أليس كذلك . و كل الشعوب تدفع الثمن لحريتها ، و أنت باعتبارك مثقف لابد أن تكون على علم بهذا الأمر .
    أنا : نعم و لكننا ، كما أشرت أنت قبل قليل ، نحن شعب معلم و نتمتع بدرجة معتبرة من الوعي كونتها تجارب عديدة ، ربما لم تجدها شعوب المنطقة . من ضمنها ، على سبيل المثال ، أننا عشنا قدرا من الديمقراطية ، لم تشم المنطقة شميمها إلا مؤخرا . يعني نحن نمشي أمامهم . و لذلك كنت و لا أزال أسخر من الدعوات التي تطالب الشعب السوداني باللحاق بما عرف بالربيع العربي ، فكيف بحق السماء ، أن نطلب ممن هو في المقدمة أن يمشي خلف الذين يمشون خلفه !! و هو ما يدفعني ، في هذا الأمر ، على الاعتقاد أننا نحمل وعيا يساعدنا على تقليل الزمن المطلوب للتغيير ، و تقليل كلفته أيضا . و في حقيقة الأمر ، لا أرى دورا للثقافة ، في كل التاريخ البشري الطويل ، سوى تقليل الزمن المطلوب للتغيير و تقليل كلفته .
    صديقي الانتفاضي ( مترددا بعض الشيئ ) : طيب ياخي هم يزورون الانتخابات . و هذه طبيعة الأنظمة الإسلامية ، حتى أن كاتبا إسلاميا كبيرا قال إن التزوير في الحركة الإسلامية نوع من العبادة .
    أنا : في واقع الأمر ، سيظل ذلك ديدنهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا . و لكني أعتقد أن مشاركة عدد كبير من الناس في عملية الاقتراع تحد من القدرة على التزوير ، خصوصا أن الإسلاميين و الحزب الحاكم لم يعودوا جهة واحدة مصمتة كما كانوا في سابق عهدهم ، و حتى المصالح التي كانوا يلتفون حولها لم تعد واحدة ، و ما عدم السيطرة الكاملة على ملفات الفساد التي تخرج عن السيطرة من حين لآخر ، إلا دليل على ذلك .
    صديقي الانتفاضي : اوكي لنفترض أني أقتنعت بهذا الطرح . لماذا لا تدعو ، إذن ، لتوحيد المعارضة و وقوفها خلف مرشح واحد لخوض الانتخابات . فلم أرك تدعو لهذا الموضوع رغم وجاهته !
    أنا : ليس هناك وجاهة في هذا الموضوع ، فأحزابنا نطلق عليها مجازا أحزابا ، فأنت بطبيعة الحال لا يمكنك أن تقود عملية تغيير بأدوات هي نفسها بالية و عصية على التغيير . فأنا أراهن على غالبية هذا الشعب الجميل الذي يرفض الانتفاض ، ضمن أسباب تناولناها في مقالات سابقة ، لإدراكه الفطري بنية الأحزاب للسطو على مجاهداته . و لذلك ينتظر هذا الشعب الجميل الانخراط في عملية التغيير عندما يجد من يفهم أن طبيعة وعيه قد تجاوزت بالفعل الماعون الحزبي . فما يسمى بالمشكل السوداني ، لم يعد أمرا غامضا يحتاج لذكاء لاكتشافه ، فحتى الغرباء الذين نمنحهم فرصة لحشر أنوفهم في شئوننا ، عرفوا أن أس مشكلتنا إنما هو غياب الفكرة الوطنية التي تمثل صمغا يجمع مكوناتنا المختلفة في ماعون واحد تنعكس صورته في وثيقة محترمة تسمى الدستور .
    صديقي الانتفاضي ( نافضا طرف قميصه بإبهاميه و سبابتيه ) : يعني أنت قنعت من خير في الأحزاب ؟
    أنا : لا . فأنا أساعد في إعادة تكوينها لتكون جديرة بالاحترام ، و ذلك بتفكيكها الناعم من خلال حالة السيولة التي يخلقها الانخراط في العملية الانتخابية ، و يفرض عليها خطابا جديدا ، داخلها و خارجها ، هي لاتملكه الآن ، فهي تتعامل مع الشعب السوداني باعتباره شعبها ، و تعتقد أنه صاحب الوعي الذي توقف و جلس تحت ظل ستينات القرن الماضي و ما زاد ، يقتات من الوعي الذي تقذف به الأحزاب إليه من حين لآخر ، و لا تكلف نفسها علاج عسر هضم هذا الوعي من حين لآخر ، أيضا . كما ستعلم الأحزاب العروبية منها ، أن الشعب السوداني ليس عربيا ، بل هو شعب سوداني ، و ستعلم الأحزاب الأفريقية منها ، أن الشعب السوداني ليس أفريقيا ، بل هو شعب سوداني .. إنه ذلك المزيج الساحر الذي يشبه الحلومر يا أخي .
    صديقي الانتفاضي : طيب ، إذا كانت الأحزاب غير جاهزة ، لمن يصوت الناس في الانتخابات ، أنا بالطبع أعرف خيارك من بعض مقالاتك .
    أنا : نعم هذا صحيح ، و لكني في البداية أحب أن أثبت فكرة المشاركة في الانتخابات أيا كان شكلها ، و أيا كان من تمنحه تقتك و صوتك ، و أيا كان الوضع السياسي حينها محليا و إقليميا و دوليا . و في الحقيقة الأمر ، إن أي تغيير ، و لو طفيف ، سيكون ذا أثر عميق على المدى الطويل يمكن أن يبنى عليه في انتخابات 2025 ، و كما يقول العلامة اينشتاين ، لن يحدث شيئ ما لم يتغير شيئ . و هذا تأتي به بداهة العقول . فأنت تحتاج أن تغير بيئة التربة السياسية حتى تتأهل لاستزراع أفكار جديدة ، تنعجن بما امتلكه هذا الشعب الجميل من وعي لم يمخضه ماعون حزبي بال ، و إنما أنتجته مرارة التجربة الحياتية . فحين وجد شعبي نفسه في عراء الرعاية الصحية و التعليم ، خرج لدروب الحياة لتوفير هذين البندين الملحين اللذين لا مزاح فيهما ، فأكسبته هذه التجربة على التحقيق وعيا عنيدا و متفردا و وعرا ، يوجب الاحترام ، ليس لأن الشعب السوداني لن يتنازل عن هذا الوعي المكتسب لأنه أبقاه حيا حتى الأن ، و إنما لأنه وعي متقدم لجهة التفاعل و إمكانات التفاعل مع محيطه المحلي و الإقليمي و العالمي . فما كان مقصورا معرفتة على الخاصة و الجهات الأكادمية ، أصبح متاحا للعامة بنفس البساطة التي جعلتك تستمع و تتأمل وردي و هو يغني "مرحبا يا شوق" قبل قليل . و دعني ، أيضا ، أن أشير إلى موضوع هام للغاية ، و هو علاوة على أن مشاركة عدد كبير من الناس في الانتخابات ، يجعل عملية التزوير صعبة نوعا ما ، حتى لو حدث و فاز مرشح الحزب الحاكم ، سيأتي ضعيفا مهزوزا ، الأمر الذي يغل يده ، فترتخي قبضته على متصل الثروة و السلطة ، و بالتالي تنحل سيطرته على ملفات الفساد ، مما يرفع الغطاء القانوني و الأخلاقي لحضورهم في تشكيل المستقبل ، الأمر الذي يفتح الطريق لتبلور قوى سياسية جديدة تستأهل الاحترام و تكون ملتصقة بآمال و آلام هذا الشعب الكريم ، ينمو معها و تنمو معه .
    و أعود لسؤالك عن الاقتراع في ظل هذا التيه و تلك السيولة ، التي من المتوقع أن تحدثها العملية الانتخابية . و قبل ذلك ، دعني احكي لك قصة طريفة ذات صلة بما نقول . قيل إن في الانتخابات الماضية ، هناك رجل سبعيني ضرير ، ساقه مؤيدو الحزب الحاكم ، للإدلاء بصوته ، و بحكم أنه ضرير ، طلب من أحدهم مساعدته داخل مكان الاقتراع السري ، ثم طلب السبعيني الضرير من ذلك الشخص ، أن يضع أصبعه ( أصبع الضرير ) على رمز الحزب الحاكم - الشجرة ، و حين استوثق الضرير أن أصبعه يغطي رمز الشجرة ، قال مبتسما : بعد كده أشخت في أي رمز تاني يعجبك ! هذه الطرفة ، على بساطتها ، تحكي لنا أن الشخص ، مهما بدا ضعيفا ، يمكن أن يعمل شيئا في اتجاه التغيير قدر استطاعته ، و يحمي صوته قدر استطاعته كذلك .
    صديقي الانتفاضي ( ضاحكا ) : نعم هي قصة طريفة و موحية . و لكن ماذا لو أعيد ترشيح رئيس الحزب الحاكم مجددا ؟ ألم تسمع أن هناك لجنة شعبية تدعو لذلك ، و يرأسها أحد حملة الشهادات العليا التي كثرت هذه الأيام .
    أنا : اجل سمعت بها و لكن لا أضع اعتبارا لذلك . و هو أمر مضحك أن يدعو شخص متعلم ليحكمه شخص واحد كل عمره الراشد . و على أي حال ، يجب أن نسعى للطعن في ذلك بكل الوسائل المتاحة . و حتى في حالة كشف حال المحكمة الدستورية ، فإن ذلك من شأنه إضعاف الحزب الحاكم كثيرا و تتفيه صورته في الخارج الذي يوهمه بأنه دعا للانتخابات و أن من حق الآخرين مقاطعتها ! و لذلك من المهم أن تدلي بصوتك ضد الحزب الحاكم حتى لا تكون مقاطعتك لصالحهم . و لذلك فإن الإدلاء بالصوت يمثل أهمية بالغة لجهة تدشين التغيير و كما يقال ، فإن السايقة واصلة . ففي حالة السيولة و التيه اللتين يخلقهما خوض الانتخابات ، ستدرك الأحزاب أن الشعب السوداني تجاوزها و تقدم عليها ، و عليها الارتقاء لمستواه أو أن تتحلل جثة أفكارها في هذا التيه و تلك السيولة حتى يعافها الناس . أما فيما يختص بسؤالك حول اقتراعي ، فأنا أدعم مرشح قوى المستقبل الأستاذ عادل عبد العاطي الذي تصدى لهذا الأمر و آمن بفكرة التغيير عبر وسيلة الانتخابات .
    صديقي الانتفاضي : في الحقيقة ، تزايدت هذه الأيام فكرة خوض الانتخابات من جهات عديدة ، كانوا ممانعين في السابق ، منهم كتاب كبار محترمين و رؤساء أحزاب سياسية و عسكرية كعقار و عرمان و حتى رئيس حزب المؤتمر السوداني لمح بذلك . فما هي خصوصية "قوى المستقبل" و مرشحها ؟ و هل لأنه كان سباقا للحديث عن التغيير عبر الانتخابات في ظل هذا النظام ؟
    أنا : الفرق ياعزيزي هو أن من ذكرتهم أضطروا اضطرارا للقبول بالخيار الانتخابي ، فلم يكونوا ذوي خيال يستشرفون به أن التغيير القادم ليس انتفاضيا ، إنما هو انتخابي . فما دفعهم للانتخابات هو اليأس من التغيير بالعنف في حالة الحركات المسلحة ، و اليأس من الانتفاضة في حالة الحركات السياسية . كما أن المرحلة في السودان لا تتطلب رئيس حزب ، إنما تتطلب قائدا .
    صديقي الانتفاضي : ماذا تعني ؟ و ما الفرق بين رئيس الحزب و القائد ؟
    أنا : الفرق بسيط ، و لكن أثره عميق . فرئيس الحزب دائما يبحث عن غطاء في قطاعه السياسي كي يتخذ قرارا سياسيا محوريا كخوض الانتخابات ، و أما القائد فيستشعر سخونة الواقع و يتصدي للحظة و هي ساخنة و يشكلها بين يديه صلصالة يمطها في اتجاه بلورة رأي عام داعم لقضايا التغيير ، و لا ينتظر موافقة الأغلبية الكلاسيكية في قطاعه السياسي لقراره طالما بدت له صحته ، فهو يعمل الشيئ الصحيح في اللحظة الصحيحة ، و يستلم زمام المبادرة بيديه . و بعبارة أخرى القائد يقود حزبه ، لا أن يمشي خلفه .
    صديقي الانتفاضي : يبدو حديثك معقولا . على أي حال سأفكر في الإدلاء بصوتي في الانتخابات القادمة 2020 .
    أنا : على أي حال ، هذا ما لدي ، فكر في الأمر ، فإن لم تر ما أرى ، ابغلني بمقترحاتك للحلول . و إن لم تشارك بصوتك في التغيير ، فأنت تحتاج تجربة مريرة أخرى ، فالتجربة التي لا تورث فهما جديدا تكرر آلامها و دموعها .




























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de