قبل فترة وجدت نفسي مستضافاً على مجموعة واتساب.. لفت نظري أن اسمها.. البنك العالمي السوداني.. لم أجد نفسي غريباً على الجمع.. جلهم معروف لديَّ.. وإن كانت مفاجأتي أن وجدت في تلك المجموعة حشداً ممن يعدون من نجوم الجهاز المصرفي.. وجلهم إن لم يكن كلهم كانوا قد غادروا البنك الذي ساهم معظمهم في تأسيسه.. بسيف الصالح العام.. المفاجأة الثانية بالنسبة لي كانت أن هؤلاء النجوم قد تبوأ معظمهم مواقعهم المتقدمة على سدة المصارف السودانية.. داخل وخارج السودان.. مديرين عامين أو نواباً لمديرين.. أو مساعدين أو مديرين لفروع وإدارات على أقل تقدير.. وحده البنك الذي أسسوه.. قد حرم من خدماتهم.. وأصبح اسمه لاحقاً البنك السوداني الفرنسي.. ولعل من حق المساهم في هذا البنك أن يسأل عن هذه المفارقة الغريبة.. ولكن المفارقات لا تنتهي.. ومسيرة التاريخ كذلك..! فالبنك الذي بدأ في العام 1979 باسم البنك السوداني للاستثمار.. قد أصبح اسمه البنك العالمي السوداني في العام 1983.. وظل تحت هذه اللافتة حتى العام 1993.. وكان البنك قد وصل لقمة أدائه تحت قيادة فطاحلة من رموز الاقتصاد السوداني وأساطين العمل المصرفي.. فكنت تجد فيه رجالاً مثل رجل الأعمال المعروف.. بمواقفه الصلبة.. السيد كمال إبراهيم أحمد.. والرمز الاقتصادي الضليع الراحل مأمون بحيري.. ورجل الأعمال الأمين الشيخ وغيرهم وغيرهم في إدارته العليا.. ثم فاروق المقبول وعمر طه أبو سمرة وزملائهم في إدارته العامة.. يساندهم قانونيون في قامة دفع الله الرضي والصادق شامي وغازي سليمان.. وهكذا.. كان للبنك العالمي السوداني وزنه وثقله وإسهامه.. لا في سوق العمل المصرفي فحسب.. بل في مجمل الأداء الاقتصاد..! ولئن كان رفاقي في مجموعة الواتساب هؤلاء متمسكين بهذه اللافتة التي عملوا تحت مظلتها أجمل سنوات عمرهم.. رغم مرور كل هذه السنوات.. فلآخرين متنفذين في البنك السوداني الفرنسي حالياً رأي آخر.. فآخر تقرير رسمي صادر عن البنك السوداني الفرنسي.. يمارس عبره هؤلاء المتنفذون تزويرا فاضحا لتاريخ هذه المؤسسة العريقة.. فاقرأ يا هداك الله ما حمله التقرير الرسمي الصادر عن الأداء المالي للبنك للعام 2015 والذي لا شك قد صدر في العام 2016.. يقول بالحرف: (في سبعينيات القرن الماضي وبعد تأميم البنوك الأجنبية العاملة في السودان، بادرت نخبة من رجال الأعمال بفكرة إنشاء البنك، فانضم إليهم عدد من المؤسسات المحلية والعالمية وجمهور من الأفراد، فانطلق البنك السوداني للاستثمار في يناير 1979م برأسمال قدره 7.5 مليون جنيه سوداني، عرف البنك باسمه المرموق البنك السوداني الفرنسي منذ العام 1993م واستمر في نموه ونجاحه فاستقطب كوفيدا هولدينغ لتصبح أكبر المساهمين بحصة 20 % من أسهمه وشركة فلاي أوفرسيز ليوان المحدودة بنسبة مساهمة 17.07 % وشركة أوسوكوكوربريشن بنسبة 14.51 % ومؤسسة دبي للاستثمار بنسبة 14.46 % وسعياً لولوج الأسواق العالمية تم رفع رأس المال إلى 500 مليون جنيه سوداني مدفوع منها 236 مليون جنيه سوداني في نهاية العام 2015م..). وهذا التقرير يعتبر وثيقة رسمية صادرة عن البنك يعتد به حين الرجوع لتاريخ البنك.. فانظر كيف مارس من كتب هذا التقرير ومن راجعه ومن صادق عليه ومن سمح بنشره تزويرا فاضحا في تاريخ البنك.. كيف تذكر هؤلاء فترة لم تتجاوز الخمس سنوات كان فيها اسم البنك.. البنك السوداني للاستثمار.. ونسوا أو تناسوا.. أو للدقة تجاهلوا فترة تجاوزت العشر سنوات.. كان اسمه فيها البنك العالمي السوداني..؟ وهل انتهى التزوير عند هذا الحد..؟ لنرى..!
alyoumaltali
العنوان
الكاتب
Date
كان اسمه .. البنك العالمي السوداني! (1)! بقلم محمد لطيف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة