*لو كان عثمان هو محمود لعذرناه.. *ولكن الذي بين (الأستاذين) مختلف جداً؛ عثمان ميرغني ومحمود محمد طه.. *فمحمود كان رافضاً الاحتكام إلى قضاء نميري... مبدأً.. *ونعني قضاء ما كان يسمى (العدالة الناجزة)....... تحديداً.. *أما عثمان فهو على النقيض منه يدعو إلى احترام العدالة.. *وسبق له أن احتكم إلى هذه العدالة - ممثلة في المحكمة الدستورية - فأنصفته.. *وأصدرت قرارها بإلغاء توقيف صحيفته (أمنياً).. *ودائماً ما يدعو إلى إعلاء دولة القانون فوق دولة (السياسة).. *ولكن حين قال القانون كلمته (ضده) هرب إلى السياسة.. *وسعى إلى استثمار حكم قضائي في حقه استثماراً سياسياً... صاخباً.. *وفعل مثلما يفعل بعض (الصغار) من أجل الكسب الإعلامي.. *الكسب الإعلامي والسياسي والدعائي... داخلياً وخارجياً.. *ونعني بمفردة الصغار صغار السن... والخبرة...والتجربة.... و(الشهرة).. *وبعض (أجهزتنا) تمنح هؤلاء فرصاً ذهبية... عن جهل.. *ولكن هل صديقنا عثمان ميرغني ينقصه الذي ينقص هؤلاء ليصير مثلهم؟!.. *فكلهم ادعوا (بطولة) تفضيل السجن على الغرامة.. *وكلهم دفعت (جهات) غرامات خروجهم؛ ورضوا بالدفع... و(الخروج).. *وكلهم ظنوا أن هذه المواقف (الطفولية) تجعلهم أبطالاً وطنيين.. *حتى وإن كانت مواقف مقدوحاً فيها بمعايير أخلاق الوطن.. *ولا شيء (مكَّن) الإنقاذ لنحو ثلاثين عاماً إلا اختلال معايير العمل النضالي.. *فالنضال صار من أجل الكسب الذاتي... لا العام.. *ودبورة نضالية على (الكتف) أفضل من (تكاتف) صامت في سبيل الوطن.. *فالوطن بات يتيم الأبوين؛ حاكمين ومعارضين.. *علماً بأن التكاتف الصامت هذا كان شعار الحاكمين... قبل (التمكين).. *حين كانوا معارضين... و(صادقين) في مواقفهم.. *أما الآن فإن (عكس) كل الذي كان يميزهم بالأمس... هو ما يميزهم اليوم.. *وقد عزا (كبيرهم) هذا التحول الفجائي إلى عامل الشهوة.. *قال إنهم أضحوا أسرى لشهوات السلطة... والمال...والجاه... و(حاجات تانية).. *و(حاجات تانية) هذه من عندي... كيلا تُنسب إلى الترابي ظلماً.. *وتشمل (الحاجة) إلى حب الظهور الإعلامي الدائم.. *ولم يبق من ذاك الذي كان يميزهم سوى القليل... لدى القليلين منهم.. *بمعنى أنهم أمسوا (بقايا كيزان)...... يا الجعلي.. *وأيضاً يتوجب علينا أن نُعرِّف الجعلي هذا كيلا تذهب الظنون نحو آخر.. *إنه فتح الرحمن الجعلي... صاحب عبارة (باقي كوزنة).. *ثم هو نفسه ينسحب عليه هذا التوصيف... ولكن بـ(بقية) أو من غيرها لا ندري.. *وسبب إقحامنا له هنا وصفه لموقف عثمان بعبارة (باقي كوزنة).. *أو بعبارة أوضح (ما فعله عقب صدور الحكم عليه هو حركات باقي كوزنة).. *وإن صدق الجعلي فهذه شهادة في صالح الزميل عثمان.. *فلم يبق في كأس ماضيه سوى هذا (الباقي !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة