بعضهم قال أن الإهتمام بأهل الإعلام من حيث ظروفهم المادية و المعنوية هو أول الطريق لإرساء إعلام جاد و حُر و قادر على عكس الحقائق مجردة و صادقة ، و الحقيقة و إن تحرَّج البعض عن تبني هذه النظرية فإني أظنها عين الحقيقة ، فلطالما أدت الظروف الإقتصادية السيئة و الضغوطات الحياتية المتواترة إلى ظهور داء الفساد و الإرتشاء و عدم تحري المصلحة العامه لدى كثير من المهنيين في شتى القطاعات العمومية و خصوصاً الحيويه ، وقطاع الإعلام بتخصصاته المختلفه واحد منها بل أهمها من منطلق أنه المحور الأساسي الذي تنبني علية كافة المشاريع الوطنية الهامة و الإستراتيجية ، و لما قال مدير عام الشرطة يوماً ما أن الكابح الأساسي لداء الفساد و عدم تحري الدقة والتفاني في القيام بالواجب هو العمل السريع على تحسين أوضاع العاملين بالقطاع الشرطي ، كنت من المنبهرين و المؤيدين لهذا الطرح الشجاع و الجاد في إرساء قواعد العدالة الشرطية تجاه القضايا الإجتماعية ودعم فئة مهنية تقوم بالكثير من التضحيات و البذل في مجال بسط الأمن الإجتماعي الذي هو بلا شك أساس التنمية و ركيزتها النابضة ، ومن هذا المنطلق لا ألوم بعض الإعلاميين و الصحفيين تحديداً حين يجابهون العوز و الحوجة و متطلبات الحياة التي تتعسر و تتعقد يوماً بعد يوم ، و يقومون بالتطبيل و التقريظ و المدح في من لا يستحق و لا يملك من الصفات و الأعمال ما يؤهله للولوج إلى موقع الأضواء الإعلامية سوى بسطة المال و السلطة و الجاه ، لقد آن الأوان إن كنا جادين في إرساء مبدأ صحافة حرة و نزيهة أن نعمل على تحسين أوضاع الصحفيين المادية عن طريق الدولة و منظمات المجتمع المدني و الإتحاد العام للصحفيين السودانيين ، و هذا ينطبق على سائر الفئات الإعلامية الأخرى العامله في القطاعات الأخرى ، إذ لا يمكن أن نطلب الحقيقة و العدالة و النزاهة في الطرح و من يحمل مشعل الإعلام و البث الصحافي يعاني الأمرين في الحصول على لقمة العيش الشريفة في ظل أوضاع إقتصادية خانقة يعاني منها جل الشعب السوداني بإستثنا ء قلة يقتاتون على أجداث الضحايا من أبناء هذا الشعب دون حِسٍ و لا ضمير، كما تجدر الإشارة إلى أن حركة النماء في الوطن ترتبط إرتباطاً وثيقاً بنزاهة و عدالة العمل الصحفي و الإعلامي ، لأن كل محاولات تزوير و تبديل الحقائق و المؤشرات هي في نهاية أمر معاول تهدم بناء التنمية كماً و كيفاً و تُعلي من قدر الوضيع و تضيِّع حق الرفيع و المقتدر بالمعرفة و الكفاءة ، أقول هذا و أنا أرى موجة أو ( موضة ) بدأت تسري و تتمدد هذه الأيام يقودها بعض رجال الأعمال و أصحاب الثروات الخاوين من أيي مؤهلات ثقافية و فكرية و إجتماعية ملموسة ، يدفعون المال و يذرونه ذراً في جيوب مجموعة مغلوبة على أمرها من الإعلاميين و الصحفيين بغية الحصول على بقعة ضوء إعلامية ( يتفشخرون ) بها في المجتمعات المخملية ، معتقدين أن مجرد الظهور الإعلامي ( الأجوف ) .. سيسجل أسماءهم في قوائم تاريخ هذا الوطن المكتظ بالنبلاء و المتعففين و هم أصحاب الحق طال الزمان أم قصر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة