يتفشخرون .. !! بقلم هـيثــم الفضل

يتفشخرون .. !! بقلم هـيثــم الفضل


09-13-2017, 01:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505261315&rn=0


Post: #1
Title: يتفشخرون .. !! بقلم هـيثــم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-13-2017, 01:08 AM

00:08 AM September, 13 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سَفينـة بَـــوحْ !!



بعضهم قال أن الإهتمام بأهل الإعلام من حيث ظروفهم المادية و المعنوية هو أول الطريق لإرساء إعلام جاد و حُر و قادر على عكس الحقائق مجردة و صادقة ، و الحقيقة و إن تحرَّج البعض عن تبني هذه النظرية فإني أظنها عين الحقيقة ، فلطالما أدت الظروف الإقتصادية السيئة و الضغوطات الحياتية المتواترة إلى ظهور داء الفساد و الإرتشاء و عدم تحري المصلحة العامه لدى كثير من المهنيين في شتى القطاعات العمومية و خصوصاً الحيويه ، وقطاع الإعلام بتخصصاته المختلفه واحد منها بل أهمها من منطلق أنه المحور الأساسي الذي تنبني علية كافة المشاريع الوطنية الهامة و الإستراتيجية ، و لما قال مدير عام الشرطة يوماً ما أن الكابح الأساسي لداء الفساد و عدم تحري الدقة والتفاني في القيام بالواجب هو العمل السريع على تحسين أوضاع العاملين بالقطاع الشرطي ، كنت من المنبهرين و المؤيدين لهذا الطرح الشجاع و الجاد في إرساء قواعد العدالة الشرطية تجاه القضايا الإجتماعية ودعم فئة مهنية تقوم بالكثير من التضحيات و البذل في مجال بسط الأمن الإجتماعي الذي هو بلا شك أساس التنمية و ركيزتها النابضة ، ومن هذا المنطلق لا ألوم بعض الإعلاميين و الصحفيين تحديداً حين يجابهون العوز و الحوجة و متطلبات الحياة التي تتعسر و تتعقد يوماً بعد يوم ، و يقومون بالتطبيل و التقريظ و المدح في من لا يستحق و لا يملك من الصفات و الأعمال ما يؤهله للولوج إلى موقع الأضواء الإعلامية سوى بسطة المال و السلطة و الجاه ، لقد آن الأوان إن كنا جادين في إرساء مبدأ صحافة حرة و نزيهة أن نعمل على تحسين أوضاع الصحفيين المادية عن طريق الدولة و منظمات المجتمع المدني و الإتحاد العام للصحفيين السودانيين ، و هذا ينطبق على سائر الفئات الإعلامية الأخرى العامله في القطاعات الأخرى ، إذ لا يمكن أن نطلب الحقيقة و العدالة و النزاهة في الطرح و من يحمل مشعل الإعلام و البث الصحافي يعاني الأمرين في الحصول على لقمة العيش الشريفة في ظل أوضاع إقتصادية خانقة يعاني منها جل الشعب السوداني بإستثنا ء قلة يقتاتون على أجداث الضحايا من أبناء هذا الشعب دون حِسٍ و لا ضمير، كما تجدر الإشارة إلى أن حركة النماء في الوطن ترتبط إرتباطاً وثيقاً بنزاهة و عدالة العمل الصحفي و الإعلامي ، لأن كل محاولات تزوير و تبديل الحقائق و المؤشرات هي في نهاية أمر معاول تهدم بناء التنمية كماً و كيفاً و تُعلي من قدر الوضيع و تضيِّع حق الرفيع و المقتدر بالمعرفة و الكفاءة ، أقول هذا و أنا أرى موجة أو ( موضة ) بدأت تسري و تتمدد هذه الأيام يقودها بعض رجال الأعمال و أصحاب الثروات الخاوين من أيي مؤهلات ثقافية و فكرية و إجتماعية ملموسة ، يدفعون المال و يذرونه ذراً في جيوب مجموعة مغلوبة على أمرها من الإعلاميين و الصحفيين بغية الحصول على بقعة ضوء إعلامية ( يتفشخرون ) بها في المجتمعات المخملية ، معتقدين أن مجرد الظهور الإعلامي ( الأجوف ) .. سيسجل أسماءهم في قوائم تاريخ هذا الوطن المكتظ بالنبلاء و المتعففين و هم أصحاب الحق طال الزمان أم قصر .