|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(3) ثم تطورت الفكرة بمرور السنين، إلى ما يسميه أخونا/ أبَّكَر تواضعاً: مجرد دراسة بحثية بحتة . بمعنى أنها اكتفت بوضع المشرط على مقربة من موضع الأذى، مثلما يفعل طاقم التخدير؛ و دون أن تكلف نفسها أي عناء لاستصال الورم. ثم استطرت دكتور أبكر و شرق و غرب لايصاً حول جملة تهويمات و لعلها تكون صائبة تماماً ، عن افتراضه لوجود بؤرة محورية تتمركز فيها فئة أو فئات بعينها يفترض أنها متفوقة نسبياً من منطلق معايير متعددة و طرق متشعبة سواءٌ حضارياً أو جغرافياً أو عرقياً أو أيديولوجيا تجاورها أو تلاصقها كما البصلة و قشرتها أطرافٌ و هوامش ُ تسرح فيها فئات أو مجموعات بشرية أقل حظاً من حيث كل ما تقدم ذكره. مما دفع الفئة المهيمنة لتسعى لاتخاذ الدين (كحِصان طرادوة) نحو مزيد من (التمكين) و التمكن من مفاصل السلطة، مستأثرةُ بكل مزاياها من ثروات و جاه و إعلام و التي تشكل في الوقت ذاته و بالضرورة حواجز و موانع هيكلية(Structural Barriers) في وجه بقية مساحيق المهمشين في الأرض ،و حائلةً دونهم و دون الاقتراب أو الدنو و لو لقيد أنملةٍ من تلك المناطق الحساسة و الدوائر الضيقة و المتنفذة لصنع القرار(من حيث معرفة من أين تؤكل الكُتُوف) و التي لا مجال و لا ينبغي لأي بائس أغبش أن يأيتها لا من بين يديها و لا من خفلها. مما أدخل هؤلاء في شعور شِبْهِ دائمٍ بالحرمان و الغبن الاجتماعي و وضعهم في حالة تأزمٍ نفسيٍّ متفاقمِ؛ و بالتالي في مأزق أضيق من جحر ضبٍّ بين خيارين ﻻ ثالث لهما، و أحلاهما مرٌّ: فإمَّا ممارسة نفس اللُّعبة القَذِرة بمقابلة الإقصاء بروح إقصائية انتقامية مضادة له في الاتجاه و عنفٍ ثوريٍّ مساو أو مقاربٍ أو حتى مضاهٍ له في قوة الدفع الرباعي ، عن طريق مقابلة رفع العصا بعصاً أغلظ منها، عشماً في نيل الجزرة بجزرةٍ أحمر وأطعم منها؛ و إمَّا خيار التماهي (Resignation) بدفن الروسين في سراب عروس الرمال، و ربما انتهاءً بالرضوخ تماماً لشروط الخصوم الممسكين في آنٍ واحدٍ بسنة القلم و زناد البندقية و بالتالي بكل خيوط اللَّعِب و زمام الأمور. حتى ﻻ نقول بحتمية: الاضطرار للانصياع التام، فللذوبان (Assimilation) الكامل للنخاع في متاهة حنايا حلزونيةٍ لمشروع ( ﻻحضاري ) و هائــم في ضبابات العدم. *********^^^^^^*********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
[}4{]
® لقد استمعنا كذلك إلى مداخلات من طرف السادة الحضور، تعكس ليك بكل تجرد و أمانة شعوراً طيباً و انطباعاً جيداً بأن دنيا الثقافة و لله الحمد و المنة ، لا تزال بصحة جيدة ، و أن عاصمة اللاءات الثلاثة/ الخرطوم لا يزال ليلها مع القراءة طفلاً يحبو؛ حتى على الرغم من جفاف منابع القاهرة شبه تماماً عن الكتابة، و توقف مطابع بيروت عن الدوران. © لقد سأل أحدهم و قال: هل لو خلا الجو لقوى الهوامش ممثلة في الجبهات الثورية مثلاً ، فهل سوف تنزع إلى روح التمادي في سياسة(الأرض المحروقة)، أم ترى أن هؤلاء سيكتفون برفع شعار التسامح و الصفح لغرمائهم عما قد سلف: بأن اذهبوا و أنتم الطلقاء في مقابل قول أؤلئك:أخوة كرام و أبناءُ أخوةٍ كرامٍ، كما سبق و فعلها مانديلا؟!!
∆ ثم تداخل آخر من مثقفي أبناء دار الفور قائلاً: في نظري ، إن هذه الجدليات التي تثيرون غبارها لا وجود لها في أذهان عموم أهلنا من سواد الناس الغبش أران مسوحن موي؛ بل هو وهمٌ و نذر شرٍ معششةٌ في أذهان أدعياء الدين و السياسة من قبيل إزگاء نارٍ للفتنة، ألا لعن الله من يوقظونها كلما أطفأها أهل الخير ، بعون الله.ثم أردف المتاخل:أقول هذا و أنا من غرب دار فور و مولود في الجزيرة و كلتاهما من ديار خيرٍ للتعايش السلمي بين أهل التراب الواحد .
@ ثم عاود دكتور أبكر الكرة بحديث العارف ليرد عليهم بشيء من الحلم و الأناة و المنطق أو ربما الدهاء.فالله أعلم بخائنة الأعين و ما تخفي الصدور. حيث قال ليختم الجلسة بهذه الكلمات الراقية الجاذبة: إذا وضعنا مصطلح (Elemination) نفسه تحت المجهر لوجدناه ذا حدين كذبابة بجناحين إن كان في أحدهما الداء، فإن في تثانيهما مؤكدٌ ترياق الدواء.أي: بمعنى أن له جانب سلبي و آخر إيجابي. إذاً ، فلندع السلبي و لنبدأ ندندن حول الإيجابي. فبدلاً من سعي كل منا لإزاحة أخيه في ما اعتبرنا هصراعاً للديكة من أجل البقاء (Struggle for Survival) هذا ، علماً أنه لا بقاء البتة ، إلا لله وجده). فعوضاً عن ذلك أما كان حرياً بنا لو صفيت النواياً و فسحنا متنفساً للحرب گي تضع أوزارها ، أما كان حرياً بنا بدل أن يقصي بعضناً بعضاً ، أن نجاهد بكل ما أوتينا من عزمٍ على نفوسنا الأمَّارة بالسوء ، سعياً لإقصاء، بل استئصال نزعتها للإثم و العدوان و تعطشها لدماء الإخوان. و ننمي فيها ميولها لأن يلين الأخ في يد أخيه، و التعاون على البر و التقوى؟!!. خصوصاًإذا لعنَّا شيطاننا و حثونا في وجهه التراب. و استشعرنا بأن ما يجمع بيننا أكثر شأنا و أوثف عرىً بكثير جداً مما يفرق و أن تنوع مشاربنا ثقافياً و إثنياً لا ينبغي له أن يفسد لقضية وحدتنا و ودنا قضية.
¶ هذا علماً بطبيعة الحال، بأن ما يسمى جزافاً بمركز و هامش يعتبر بحد ذاته سنة حياة. فكلاهما يستمد علة وجوده من ملازمته للآخر، كطفلين توءم سياميين، بحيث يستحيل فصلهما بعضاً عن بعض إﻻ بعملية تدخل جراحي مضمونة الفشل. و خصوصاً إذا كنا جميعنا ندين بين سماوي توحيدي واحدٍ (Monothaism). و لا تنسوا كذلك أن لكم في لهجة عربي جوباً أسوةً حسنة باعتبارها لغة تفاهم (Lingua Franca) جامعة و رابطة بين قبائل دينكا و شلك و نوير لا تزال متناحرة منذ أن اقتطعت لها من سوداننا الأم رقعة أرضٍ عزيزةً على قلوبنا؛ و لگن، ثم سرعان ما دخلوا بها الغابة. بگل أسف. *************^^^^^^^^^^^^^^^************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(5) (بين مطرقة المركز و سندان الهامش)
@ على هوامش ندوةٍ أقامها البارحة (المؤتمر السوداني)، فرعية السويد في مدينة أوبسالا(Uppsala) و التي عُنيتُ بمتابعة بثها المباشر بدعوة عامة عبر الفيس بوك ، خصوصاً و أن مخاطبها الرئيسي كان أيضاً الدكتور/ أبكر آدم أسماعيل، ابتداً من الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش. في هذه الأثناء وصلتني رسالة واتساب و في توقيت ذي معنًى من صديقي العزيز/ النعيم المهدي ، ضمَّنها تعقيباً حصيفاً بدأه بدعابة حول مداخلتي المقتبسة عاليَه ليُثبت بدليلٍ دامغٍ قاطعٍ إلى أي مدى كنت(متعنتراً و أبلهَ)حين نسبتً للدكتور (لكنة نوباوية)، فيما تبين لي أن الرجل ليس بنوباوي رغم أنني لم أتبين بعدُ انتمائه إلى أية سُلالة. و رغم أن تلك تفاصيلُ لا تهمُّ كثيراً، بقدرمايهمنا فيه فكرٌ ثاقبٌ حرٌّ و قلمٌ ناضجٌ راحَ يعد قيمةً مضافةً حقيقيةً إلى سودان ناس (أحمد و حاج أحمد) على حدٍ سواءٍ. قال لي النعيم في معرض تعقيبه على مداخلتي الأخيرة و المفترض التصالحية نوماً ما، ضمن مقالي (عنتر و أبله) ما نصه الآتي بالحرف الواحد: مشكور أخي/ ودَّ الأصيل، للتدليل على أهمية ما تفضلت به و علاقته بتطوير الخطاب.لكن علينا النظر في نشأة الصراع و أسبابه و كيفية استدامته و المستحقات الواجب سدادها لدرء تداعياته. فطالما أن العلاقة جدليةً تظل قائمةً و يكتنفها صراعٌ، يبقى كلامك بتاع: (باركوها يا جماعة)الذي ختمت به مقالك فيه تبسيطٌ مخلٌّ و تجاوزٌ لأسباب و طبيعة و تشابكات الصراع . و لا ما كدي ياخوي؟!). @ ثم جاء دوري للرد عليه بما نصه: (إن مقالي لم يُختتم بعدُ، و إنما كان مدخلاً لحديثٍ ذي شجونٍ و حوارٍ في صميم العمق.و لكن، كدي خلينا نقول بلسان حال متفرجٍ و من موقف زول مزنوقٍ في مأزقٍ أضيق من جحر ضبٍّ ، ما أسميه : ما بين (مطرقة مركز و سندان هامش).أها لكدا عاد أخير نقول: باركوها يا جماعة؟)و لا كمان عاد أخير نقعد نسوي في شغل:(المديدة حرقتني؟!)؛. هذا ، علماً بأنو أعظم إنجازٍ منطقّيٍّ لأية حربٍ ضروسٍ، بين كل داحسٍ و غبراء ، أوبين داشو (عُبَطَاء)حيث يُضْطَر الأجداد للدفن أحفادهم كما عرفها تشرشل، هو بمثابة انتظار مُمِلٍ و قاتل للحظة أن تضعالحرب أوزارها ، حتى تفسح مجالاً لأولئك الللوردات، ممن كان لهم قصب السبق في قدح فتيلها و من ثم صب الزيت فوقها لإشعال أوارها ليتحلقوا حول مائدةٍ مستديرة، لحصر ضحايا فرقائها، و جرد خسائرها: مادياً و معنوياً و حضارياً من كافة أطرافها، سواء تلك المتورطة فيها أم ألئك الذين(عركتهم بثفالها). *************^^^^^^^*************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{6} ® و الله لو ﻻ ثقةٌ لديَّ تامةٌ وعمياءُ برجاحة عقول و سلاسة تفكير محدثيَّ من طرف (الهامش) و على لسان الناطق رسمياً باسمهم جميعاً ، لخشيتُ أن يجري تصنيفي جزافا ، ناطقاً رسمياً باسم (المركز).
© و تلك بالطبع تهمةً أصرُّ على نفيها نفياً مغلظاً، و شرفٌ لعله باذخٌ ، و لكنني لا أدعيه ، بل و أرباُ بنفسي و أتبرأ من نسبه إلى يوم يرث الله الأرض و من عليها. ***********^^^^^^************* فلقد هاتفني صديقي/ النعيم المهدي مطولاً على مدار ساعةٍ كاملةٍ . و جاء في معرض حديثه الشيق و المثمر، على حد تقديري ،ما خلاصته و زبدته الآتيمشكور يا خوي على هذه الصحون الدثمة أو إن درتَ الحق الصواني التي ما انفكيت تقربها إلينا مترعةً بالدسم، و بجودك نجود بتقريبها إلى قومٍ مكرمين ، حتى إن كان ذلك بزعمهم ، فلعلَّ عقولهم تُقرُّ بها لتعينهم في تطوير رؤاهم و (لتهذيب خطابهم) المتعلق ب(كبسيبة) المركز و الهامش و التي نعتَّها بنعوتٍ تبين جدليتها). نهاية الاقتباس. **************^^^^^^^**************** من جانبي كعابر سبيل فقط، فوالله لكم ودَدْتُ لو كان مُحاوري عضواً حياً معنا هنا، و هو من أبناء قلب أرض المحنة الأُصلاءِ ، لكي نقف على منبرٍ واحدٍ و أرضيةٍ صخريةٍ مشتركةٍ لحوارٍ بناء و نحن أصلاً أولاد دفعة تقريباً و سواسيو من حفرة واحدة. من هنا فإنني أناشد أخي/ النعيم للتكرم بالتسجيل عاجلاً و ليس آجلاً معنا هنا حتى لا يدع االنعاس يدب إلى جفوني جراء إدارتي منفرداً لدفة هذا (المونولوج) العقيم الذي يبدو لي كناقةٍ عشواءَ ، هي ليست بأمثل حالاً من نعامةٍ فقدت إحدى ساقيها و بقيت لها ساقٌ عرجاءُ. ***********^^^^^^^^^^**********
فلو أننا سلمنا( جدلاً) بأن صراع البقاء على كتفي مرجيحة (طوطحانية) تمركُزٍ و تهميشٍ ، له (أسبابه الموضوعية و كيفية استدامته و المستحقات الواجب سدادها لإنهاء جدليته القائمةً، فما المانع أن يترجل كلُّ متحرفٍ لقتالٍ عن أفراسٍ لم تعد بحاجة لفرسان في ميادين الوغى, بقدر مساس حاجتها لمن يحرث الأرض لُينبت الزرع لكي يعلفها عشباً طرياً.و ما المانع كذلك أن يُلقي كلُّ متحيزٍ إلى فئةٍ من يده صولجاناً لم يعد ينبغي أن يكون لصاحبه سلطانٌ على أخيه.إذاً، فلمَ لا يتنازل الكلُّ من هنا و هناك عما يرى أنه حق له مسلوبٌ في ذمة غريمه.
@حتى يأتي يومً يتناسى فيه الجميع مراراتٍ تجرعناها على مدى طويل. حتى نقدر نفتح صفحاتٍ بيضاء للتسامح ، ثم نلتفت لإصلاح ،و لو بعض شأنه ذا الشعبٍ المتفرج و المغلوبٍ على أمره، إذ يشكل الوقود الحيوي الحقيقي لنار صراعنا. و يظل يتساقط ثفالا لحرب (داحس و غبراء )ﻻ نرى لها نهاية و ﻻ حتى في سراب الأفق البعيد فلماذا إذن؟!! ********^^^^^^^^********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(7) قلت لمحدثي: تعرف يا صديقي؛ و الله أنا خايف شوية شوية كدا ، تبقى علي حكاية (الحجاز يدوه عكاز) . لأنك برضو ما تأمن نفس نظرة الريبة إنها تجيك من ناحية أهل المركز و هم( أشد بأساً و أشد تنكيلاً)، كما تلاحقك من جانب الهامش . و لكن ﻻ بأس، لتكن تلك ضريبتنا في سبيل بحثناعن مخارجَ آمنةٍ للطوارئ من مصارع السوء في أتون بحثنا جميعاً عن هوية ضائعة مرتين. فلعل جهدنا يؤدي يوماً ما إلى صلح ذات البين.هذا يجرنا بالحديث بعمقٍ أكثر ،و ربما بجرأةٍ ، لا بل،و مرارةٍ أشد، عن ظنون كانت تساورني و بدأت أخيراً تولد لديَّ شبه قناعة لدي بأن (الكل بات فيالهواء سواءُ). فبقدر ما أن المركز متهمٌ بممارسة العنصرية عملياً باعتبار استئثاره على حين غرةٍ بضرباتٍ قاضيةٍ للحظ بكافة أدواته: من زمام سلطةٍ، و سطوة قانونٍ، و حظوة جاهٍ و تخمة ثروةٍ و مالٍ و أعمال، و أبواق إعلامٍ؛ فإن الهامش بالمقابل ليس بريئاً هو الآخرمن مظنة تعطشه لممارسته لنفس العنصرية ، و لو نظرياً من منطلق معتقد سائد لديهم و بأصرارٍ شديدٍ و لعله صائب، بحقيقة ثابتة تاريخياً و لكنها مندثرةٌ حضارياً ، حيث تجاوزها التارخ نفسه و غابت عنها شمسالحضارات القابلة للحياة بكرامةٍ. إذ تقول: بأن( السودان كان في الأصل بلدَ منشأٍّ للسود بامتياز. و كل من سواهم ليسوا سوى غزاة من رعاة الإبل ، جاؤوه متطفلين عراةً حفاةً أشاعثَ غبراً . علماً بأن الأعراب أشدكفراً و نفاقاً ، و أجدر أﻻ يعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله ). و لكن لو كان لهكذا منطق من ذرة قيمةٍ إنسانيةٍ في دفاتر زماننا هذا،لما ّكان فراعنة مصر و من قبلهم فراعنة السودان النوبي ، في عداد المنقرضين ؛ ولما فسحوا شبرا واحدا من أرض كنانتها سواء لمملوكي ، او لمغولي تتري أو لفاطميٍّ أو شركسي. لذلك تجد أن عندي تفسيرا خاصا،و إن كان غريباً بعض الشيء لما يرددونه دوماً بأن( مصر أم الدنيا): بأن تلك حقيقة تاريخية ،لا حضارية ، و لكن على اعتبار أنها أشبه بمومس عمياء كما وردت في شعرٍ لبدر شكر السياب: فما من فحل وطأ أرضها و( تغشاها) إﻻ و نامت معه نوم قرير العين هانئها ،ثم غلقت الأبواب و قالت: هيت لك) حتى حملت منه حملا خفيفا...!!فإن كان لا بد من استماته من يرون خلاف ما أرى في سبيل(التأصيل) ل(زنجية) سوداننا، فإنني لا أستبعد تماماً بنطقهم ذاك أنه غذا إذا قُيِّض للهامش التمكين و التمكن من امتيازات المركز الراهنة، أن يتخذ منها بدوره( موانع هيكليةَ) ليقصي بعد(تمركزه) كل من سواه من خصومه ، ثم ليبدأ مشوار بحثه عن هامشٍ جديد في مكانه بالأمس؛ و هكذا دواليك. وكأنــك يا حاــج أبو زيــد ما غزيــت **********^^^^^**********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{8} أين تتقاطع خطوط التمركز و التهميش .. ثم أين تتوازى، گما خطوط السگگ الحديد؟!!
® الطبع، ﻻ أدعي، و ﻻ ينبغي لي، بأنني تشربت كل ما يدور في أذهان ﻻعبي الهامش. و لكن يكفيني فقط شرف الاطلاع على بعض خطوطٍ كفافيةٍ عريضةٍ لخرائط طرقهم. و ذاك من خلال حوارات خاطفة مع بعض عقلائهم، و استناداً إلي قراءاتٍ متعجلةٍ (وش ملاح) من باب جهد المقل لبعض منظريهم و عرابي حراكاتهم.
© و ذلك من قبيل (منهج التحليل الثقافي لصراع الهامش و المركز) لمؤلفه/ محمد جلال أحمد هاشم، و الذي لمحت لديه توسيعاً لضيقٍ في تلك الجدلية: بأنها ليست إﻻ معترك ل( صراع سلطوي قائم ﻻ هوادة فيه( شرگاء متشاگسون) ،و ﻻ جنوح فيه لأي سلم ، و هو معتاد إنتاجه من جانبيه آيديوﻻوجيا على حلبة إسلاموعروبية، و ذلك بين أقطاب متبابينة الأمشاج و النحل والمشارب الثقافية المتقاطعة و بالتالي متماهية في الأهداف و المصالح الضيقة ، متمثلةً في التشبث بأهداب السلطة و الثروة ؛ و ﻻ أساس للجدلية عرقياً أو جهوياً ، جغرافياً أو حتى ثقافياً. و من يعتقدون غير هذا من الهامشيين أو المركزيين على حدٍ سواءٍ ( گبالع شفرة موس على حدين)، إنما يواجهون خدعةً تاريخيةً، و يقعون في شرك فئران نصبه لهم المركز نفسه) بذگاء شيطاني.
∆ ربما لمست في هذا التوصيف تبايناً(جدلياً) حتى لا أقول (مغالطة) عما هو شائعٌ في أوساط الهامشيين أنفسهم سواء على مستوى قواعدهم العريضة ، أو حتى ضمن دوائر الحل و العقد لديهم .هذا ما يؤكد حدسي آنفاً كلما أجيب سيرة (الهامش) بأنني أعني ما أقول ، من أنه ليس ثمة هامشٌ واحد، بقدر ما هنالك هوامش عديدة ،أو الأحرى، لو أردناه واحداً، فبأذرع أخطبوطية متشعبة.
@إذن، أﻻ يمنحنا منطق كهذا كل الحق في طرح سؤال بريء و لكن ﻻ يمنع أنه مشروعٌ و ملحٌّ للنخاع ، كالتالي: ترى، إذا قيض لأصحاب السنن الحداد والمرابطين على الحدود الدامية (و أعني بهم حملة السلاح) أن يتمكنوا ذات يوم من زمام السلطة كما تمكن الذين من قبلهم وحظوا بالتالي بذات إمتيازات المركز من ثروة و جاه، هل سوف يعطوننا درساً ( أخلاقياً) فيتفضلوا بتوزيعها على كل ذي حقٍّ في أي شبرٍ من زعفران تراب أرضنا الطيبة؛ أم تراهم سيكون لهم شأن آخر تجاه( إقصاء) الآخر فاحتلال مكانه و من ثم اتخاذ هامش أو هوامش بديلة لأنفسهم؟!! و هكذا دواليك، أم ماذا؟!! **********^^^^^^^^^^^^*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(13) Monyluak Agieu D. Dau ، كتب يعلق: وأي قانون تعمم الاستفتاء ؟ الإستفتاء من جانب واحد ليس دليل أو سببا كافيا لتبرير وتدرع لأخطاء الشطر الشمالي و إذناب الأخير ،، بدليل آن كل الاستفتاءات التي جرت في بعض اقطار العالم لم تعمم . ٪٪٪٪٪٪٪٪(((+++)))٪٪٪٪٪٪٪٪ بل، قل لي أنت يا مونيلواگ، أي قانون لا يعمم شأنا عاما، يعنيني تماما كما يعنيك بالأصل؟! ثم لماذا لم يعمم يا ترى؟! على الأقل كي لا يحملني أحد جريرة أمر لم يأخذوا برأيي فيه. and سخصيا درس معنا زملاء: بنجامين مليك ألير، و دينق و آخرون، منذ المرحلة الاعدادية بأبي حراز. ثم تزاملنا في حنتوب. كان بنجامين ألمع رئيس لداخلية دقنة؛ حيث قمنا آنذاك ، بترجمة مسرحية من عيون الأدب العالمي بعنوان/ Importance of Being Earnest} . ثم نافسنا بها إخراجا و تمثيلا في الموسم الثقافي. ثم ترافقنا إلى جامعة الخرطوم حيث تخرج بنجامين طبيبا؛ و كان إنسانا رائعا و مثالا يحتذى به في تساميه فوق سفاسف الأمور . و مناي في الدنيا قبل الرحيل إننا نلتئم كما افترقنا. *****(((((+)))))***** ∆ لا ننكر وجود أصوات رعناء نشاز ، و متفلتة هنا و هناك. لكن انظر إلى تيارنا العام و سوادنا الأعظم. هل سمعت طوال عمرك ، ذات يوم بأي مواطن جنوبي أو شمالي مقتول في زقاق أو حتى في حانة خمر (انداية} على مظنة اللون أو العرق أو الدين ؟! .ثم تعال لقارنا حالنا ، و بإنصاف مع ما يجري اليوم على مستوى شرطة أمريكا نفسها{من دفعوكم دفعاً لمغبة الانفصال}، من اضطهاد و مطاردة، بل و إبادة جماعية لمواطنيها الأبرياء، و بلا ذنب اقترفوه ، سوى لمجرد أنهم أفارقة (ذوي بشرة حالگة السواد). أليس گل ظلم إنيان لأخيه الإنسان؟! *****(((((+)))))***** @ كانت لي صولات و جولات في مواجهة صاحب ما يعرف ب{جدلية الهامش و المركز} المدعو/ أبكر آدم إسماعيل. جمعتها في مؤلف ساخر بعنوان/ {عنتر و أبله} حيث فندت فيه له و لمشايعيه، نظريتهم بأنها جوفاء و إقصائية بامتياز ؛ إذ لا تخدم سوى هوى و أغراض ضيقة و أنانية لعراببها و خثومهم على حد سواء ، و نحن ناس (قريعتي راحت) رايحين في الرجلين *****(((((+)))))*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة /عصام فرص مشاهدة المشاركة: الحمد لله الذي رزقنا الانفصال - من طرفهم وجهدهم- ده نمرة واحد نمرة اتنين يا اخ سنمار لو جاء سلطانهم الكبير يحمل على ظهر سلفاكير الذهب والفضة وطلب - يد - اختي او ابنتي وبين قوسين وهو مسلم لن اوافق (بدون نقاش) . لذا يا حبيب الانفصال بالنسبة لي كان عادل ومريح واخيرا اليتحملوا جهلهم (دكتورهم وعامل البناء فهمهم واحد ، فقط الاول لابس بدلة) فـ شنو دعو الشمال ينهض دعوه ... . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ *من انجازات الانقاذ( إن وجدت) ********(((((14)))))******** ® خلاس الدايرن و بقى و لا تزعل نفسك، سيد عصام . و بكدا ثبت شرعاً إنك بتاع فرص فعلاً . لكن لو جينا للجد، دي ما كانت فرصة موفقة بأية حالٍ، بل أگبر ( دقسة) في نظري كمراقب أولاً ، و كمكتوٍ بنارها ثانياً وهو الأهم .
© عموماً ، اللي كان كان و لا مجال ل(خم) حليب مدلوق. و لكنني لما نزلت تلك القصيدة تعبيراً عن خواطر صاحبها،ثم مرق لي صاحبنا ذاك المدعو/ Monyluak،كانت مني بمثابة محاولة يائسة للأسف لقراءة ما يدور في خلد هؤلاء الرعاع البسطاء المغرر بهم فلما وجدته يحملني جريرة شأن لم يأخذ أحدٌ أصلاً برايي فيه، عرفت إلى مدى هم أكثر عنصرية مننا عشان كدي بقول ليك للأسف ليك الحق تعصر إيدك للكوع. و أنت حر في ما تراه.
@ و أما حكاية تديه أختك و لا بتك (موش حتى لو كفكف) فتلك مسألة مفرغ منها. و طالما لم نزل بمثل هذه العقلية؛ يظل ذاك ترف ندرك سلفاً أنه يشتهى كأشتهاء أبو الدرداق ل و عشنه في عرس القمرا بقينا كمان في البقنع لينا حبة العيش إنو نحن ما(ديكة) *****(((((+)))))***** تخـــريـــــمـــــة: رجعتني ياخ لأيام دراستنا "للأدب الزنجي الناطق بالفرنسية" و هي مدرسة أسسها السنغالي ليوبولد سيدا سينغور و سامبين عثمان و الجامايكيان ألان داماس و إيمي زيزير و كان هدفها أصلا، مناهضة الاستعمار ولكنها ضلت مسارها و راحت تمضي خبط عشواء حتى صارت أشد و أبشع عنصرية من المستعمر نفسه. *******(((((++++)))))********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abdelazim مشاهدة المشاركة: نبكي فقط علي اطلال ما كان يعرف بالسودان انا اظن وان بعض الظن اثم ان انفصال الجنوب كان مخططا له من قبل الامريكان كما يعلم الجميع وسيتبعه انفصالات أُخر يا حليل السودان *****(((((+15+)))))***** صدقت ي عبدو. بل ظني إنو بعض ظنك هنا من البعض الذي لا يدانيه إثمٌ أبداً. الأمريكان و من ورائهم بنو صهيون هم أس كل محنة، و أساس كل بلوى. و لكن (دعهم يمكرون و يمر الله و الله خير الماكرين). بحيث أنهم ما أن يكيدوا كيدا، إلا و انقلب سحره علي وبالاً ساحره ،و ارتدت خناجره في نحورهم و كفانا الله به شرورهم.
© و إذا كانت سياسة أسلافهم الإنجليز قائمة على مبدأ "فرق تسد"و كانت سياسة نظرائهم الفرنسيين ثقافية هي بامتياز أن "جوع كلبك يتبعك" فإن سياسة أبناء العم سام هي أن"سمن كلبك يأكلك" *****(((((+++)))))*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(16) كـــٍـشْ مَلٍكــــــ ذكرنا في موضع آخر هنا أنه لمَّا سألوا غاندي عن سبب نفوره من ممارسة لعبة الشطرنج، أجاب بأنه لا يرغب بإبادة جيوشه عن بكرة أبيها و حرق أخضر أرضه و يابسها ليحيا الملك. ذاك سرٌ ربما وضعه الله في أضعف خلقه: رجل فقير و غير مسلم ينجح في أن تتوحد على يديه أمة ناطقة بأكثر من ألف رطانة و ليت لبيبنا بالإشااااارة يفهم. ************* الشطرنج هو تجسيد مصغر للعبة الصراع بين كل خير وشر و بين كل حق و باطل لما يحدث على أرض واقعنا في هيئة لعبة مسلية تدور رحاها للإطاحة بملك من قبل الصفوف الأولى لجيوش ملك مناهض. حيث يكمن الدهاء في مهارة رسم خطط تكتيكية و استلهام خُدع ذكية تترجم في صمت كل ما يدور في خلد كل خصم يسعىلتحريك أية قطعة نرد بيضاء أو سوداء تخطو قدماً لبلوغ الهدف و المحاط عادةً بحراسة مشددة للغاية بحيث لا تفسح قيد أنملة لدبيب نملة لدي كلا الخصمين على طرفي رقعة الشطرنج حيث ينوي كل ٌ منهما أخذ غريمه على حين غرة سواء بطريقه ما أو بأخرى ومن منضدة الشطرنج استوحيت الفكرة لساحات الوغى مما نشاهده كل يوم لولا أنه و لله الحمد والمنة بلا دماء. فالله سبحانه خلق الأرض و وضعها للأنام ولكننا فُتنا بقرين شقي لن يهدأ له بال أو يغمض له جفن حتى يشقينا معه. ********^^^********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(17) ® و قد تساءلنا أيضاً هنا غير مرةٍ و قلنا: هل يا تُرى هل نحن في حربٍ مع الآخر؟! أم ترانا بالأحرى نحارب أنفينا بنفوسنا هذه التي بين جنباتنا؟!
© فيا ليتنا نتبنه و لو لمرة ، فنفطن لعدونا الخفي و المسكوت عنه ليسمن خوفٍ منه بقدر ما هو خوفٌ عليه . و أما الغرب فإنما هو عدو صريح يجاهر بحربنا و يبدي لنا العداوة و البغضاء جميعنا ، دونما فرز: بين إرهابينا و رهبانينا، شيعينا و سُنِّينا، سلفينا و صوفينا و عاقلنا قبل سفيهنا و هلم جرا.
@ و ليس أدل على ذلك من تخاذلهم مع ثورات ربيعنا العربي ثم تزويدهم معارضاتنا بأسلحة غير نوعية ، الهدف منا إطالة أمد الحرب لإثارة فوضى عبثية خلَّاقة لتستشري في أوصال أوطاننا كافةً، كما النار في الهشيم لجعلنا يضرب بعضنا أعناق بعض، بينما أنظمتنا الديك/ تا/ تورية) الفاشية تصب فوق رؤوسنا براميل بارود الغضب و هم يتفرجون.
∆ على أن أعوص مشكلاتنا مع نفوسنا ، هي گامنة في تديُّننا على تطرُّف سواء بطريقة أو بأخرى و في كل شيء . فمنذ أن شدَّد المتنطِّعون في كثير من أمور ديننا الفقهية و جانبوا صواب اليسر في الدين خلافاً لقوله تعالى:{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} و قول نبيه الكريم صلوات ربي و سلامه عليه: {ما أمرتكم بشيء فأتوا منهما استطعتم ، و ما نهيتكم عنه فانتهوا}.
¶ و اگن ، لقد خرج لهم من هنا المتصوفة الذين لمَّا غرقوا تماماً في باطنيتهم و غَلَوا في دينهم فضلَوا و أضلوا ضلالاً بعيداً. ثم خرج لهم مو هناگ، سلفيون جهاديون بأفكار تكفيرية شاطحةِّ ما أنزل الله بها منسلطان و أوغلو في هذا الدين بدون رفق ثم راحوا يشادُّونه حتى غلبهم .فكانت نتيجة ذلك المنطقية: أن تفرقت بنا سبل السلام أيدي سبأ و ضعفت شوكتنا و ذهبت ريحنا شذر مذر.
and فلنأخذ مثلاً دولة الخلافة هذه التي تنادي بهاداعش على خلاف شرع الله ، هي بحاجة إلى هرم قائم على أصوله متكامل البنية، بحيث يتأسس على قاعدة جماهيرية ، تقوم عليها أدوار و ظائفيه متراكمة بنسق تصاعدي وصولاً إلى رأس هرم الدولة و ليس على فراغ. ثم بعد ذلك نعد لعدو الله وعدونا ما استطعنا من قوةو ومن رباط الخيل و كأنها كل شيء متوكلين على الله و كأنها ليست بشيء. **********^^^^^^^*********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(19) ثم بالعودة إلى وضعنا الداخلي وحتى لا ننسى قضية النسيان و التهميش، فإن "زراعة الجوع"(Cultivation of Hunger) للدكتور/ تيسير محمد أحمد، فبعد مروري عليه بشكل إجمالي يمكنني الحكم عليه بكل أمانة و تجرد بأنه كتاب ثوري من طرازٍ متفردٍ . ففي سياقه العام خطابٌ تحريضيٌّ و دعوةٌ صريحةٌ لقرع طبول الجهوية، و زرع بذور الفرقة و الشتات بين أبناء الشعب الواحد و ذي المصير الحتمي الأوحد، سواء أشئنا أم أبينا. فما الفائدة من وراء تأليب هوامش رقعة وطننا ضد مركز ثقله!؟ و تهييج أطراف هذا الجسد المتهالك أصلاً، ضد قلبه النابض في أواسط بلادي بدلاً من حثها لتتتداعى خفافاً لبعضها بعضاً بالسهر و الحمى. هذا علماً بأننا واحدةٌ من بين أكثر بلاد الدنيا قاطبةً رخاوةً و تخلفاً حيث تلقي القبلية بظلالها بشكلٍ عفويٍ على تراكيب بنيتنا الديمغرافية؛ بأن يختار الرجل جيرانه ضمن عشيرته ؛ مما ينعكس على أشكالنا و ألواننا و عاداتنا و حتى لكناتنا حتى . لكنه جدير جداً و للمفارقة العجيبة بأن يفرز لنا وحدةً في تنوعٍ ثقافيٍّ بديعٍ بامتيازٍ و قل أن يوجد له مثيلٌ. إذاً ، فليدعنا أولئك الساسة (المُسَوِّسون) و شأننا لنعيش بطباعنا و نجري علاقاتنا على عواهننا. فمثلاً لو أخذنا مصطلح مثل (الجلابة) أو ما يسميه الكاتب (Suitcase Farmer) ليس هو في نظرهم سوى ذاك التاجر الجشع و المستثمر المرابي من أبناء(صَبَاح) في عتامير الضهاري في عمق صحاري قاحلة جرداء و القادم إلى بطون الأحراش و الغابات في مناطق سافنَّا غنيةٍ ، متأبطاً حقيبةً محشوةً بأوراق النقد الأجنبي ، لكي يتخذ هناك أناساً عراةً حفاةً شعثاً غبراًو ربما(غرلاً) من أهالي تلك المناطق المعزولة، سُخرةً (أُجَرَاء) يزرعون له و يحصدون ريثما يلم محصوله في نهاية كل مَسَوْرٍ (موسم)؛ ثم يحزم متاعه ليطفق عائداً أدراجه شمالاً، تخمان شبعان ترعان بدون أدنى شعور بأية مسؤوليةٍ اجتماعيةٍ تجاه أولئك (الغبش ابان مسوحاً موية ، من الجنقو مسامير الأرض) تاركهم خلفه أمام خيارين أمرَّين: إما يتبعوه للعمل أجراءً لديه كمُرَوِّضِينَ و حراس لخيوله في اسطبلاتها ، أو جنائنية منهمكين في بستنة الحديقة الخلفية لقصره المنيف. *****************^^^^^^^***************
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(20) جدليّة المركز والهامش بعد أن باتت معضلة فلسفية أعوص من قضية البيضة و الدجاحة، أيهما جاءت أولاً، و التالي ولدت الأخرى؟!فبعد كل ما ذكرنا كمقدّمة أو مدخل (وش ملاح)سنتناول هنا الأمر بشيء من التحليل من زاويتين منفرجتين، هما 1) ظاهرة الحرب و السّلام من جهة و 2) تحدّيات قوى الهوامشمن جهةٍ ثانية. على أن أخطر ما يهمنا أنّ نذهب إلى أنّ حروبنا الأهليّة و ما قد تتمخض عنه من تفاهمات سلام سواء أكانت دائمة أو مرحلية ، أو كان سلاماً عادلاً شاملاً، أم على غرار سلامات إنقاذية بحيث (كل من يرفع العصا يمدو ليهالجزرة). فكلذلكلم يعد حرباً بالمعنى ولا سلاماً بالمعنى، بل أصبح الأمر جدلياً أقرب ما يكون إلى حالات (لا حرب و لا سلم)، تجسدها ظواهر نمطية تجمع بينها وجوه شبه و لها قواسم مشتركة منحيث مسوغاتها، و أشكال اندلاعها ، ثمّ آليّات التّفاوض حولها من موائد مستديرة و فرص أخيرة و جرجرة أطراف قد تبدو و كأنها ليست في العير و لا في النفير، لكنها تتّدخّل في الغالب وصولاً إلى نقاط تقاطع و صيغ تواطؤات إجهاضيّة. ولا يذهبنّ أحد، انطلاقاً من العنوان أعلاه ،أنّنابصدد أن نُضفي صفة الجدليّة على ظاهرتي الحرب و السّلام لذاتهما، أو على العلاقة بين المركز في (محل الريس بنوم و التيارة زاتو بقوم ) و الهوامش في (الضواحي و طرف المداين)؛ بل إن جدليَّة الموضوع ك(فرضية أو نقيضة ثم حصيلة) ، ما يعبر عنه فلسفياً بجدلية (Thesis , Antithesis and Synthesis)،لتعود إلى العلاقة بين حربٍ و سّلام من جهة باعتبارهما (حالة)، بقدرما هي، بين تحدّيات قوى الهامش من جهة أخرى كونها( ظاهرة). و بعدين ياريت كول دا يجيب مريسة تام زينو). *************^^^^^^***********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{21} @ يذهب محمّد جلال أحمد هاشم في فرضيّاته إلى أنّ ظاهرة الحرب و السّلام بوضعها السائد تبدو كفتنة (قميص عثمان). كما لو صارت فخاً كحفرة (ود أب تشة). إذ إنه لا مناص لقوى الهوامش من التعثر بحبائلها طالما ظلت تدور في فلكها.
® و مهما سما هؤلاء بروح نضالهم و كيفما توّجوا قدسية حربهم بانتصارات نبيلة، يبدو كما لو أنّ حصيلة ذلك كله ذاهبة بنا لتكريس (النواة) ممثّلةً في نظام (إنقاذ) شبكي مكين. و الحال كهذا، ستتسع رقعة التشاؤم لتفاقم من نذر المضي نحو صراع أهلي شاملة لم ينشب بعد. و تلوح من فوهات بنادقه أسئلة عديدة، نحو: [}>ما إذا كانت لعبة الحرب و السّلام لا تعدو كونها طقساً عبوريّا ينتقل به ، في كل مرة ، قطيع نخبوي جديد (كان مهمّشاً) من ذئاب الغابة لاحقاً بركب الصفوة من إبل الصحراء و التي بدورها ليست سوى ذروة سنام المركز إن لم تكن لُحمتَه و سُداه؟
[}> و أيضاً نحو: هل صحيحٌ القول بأنّ حالة (اللاحرب و لا سلم) بكيفيتها الرّاهنة، ستظلّ مخيمة علينا كدوامة مفرغة سخيفة ، طالما ظل التفاوض فيها يراوح مكانه بين غريمين ليسا على طهارة كافية ليصنعا معا شراكة و لو هشة ، تكون قابلة للعيش ، إلا كالتي يمكن تخيلها بين قط سمين و فأر عنيد ، بمنطق (حباب ود أب راسن حلو )؟!
© أم أنه لا مخرج من نفق كهذا سوى مراوحة مربع كرٍ و فرٍ همجي و بلا قواعد اشتباك ثابتة ، و ليس ثمة مخرج منه منتظر، إلا بموت الثورين معاً، و لا طائل منه سوى غرقرينة نازفة من أطراف هذا الجسد المريض من قلبه النابض بوصف ذلك مشرطاً جراحياً فاشلاً في تخليصنا من بعبع نفسي مزمن ظلوا يخوفننا به، حسب نظرية مؤامرة اسمها ( تّمركز و تّهميش)!! **************^^^^^***************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{23} (عن المرءِ لا تسلْ ، و سَلْ عن ميوله) @ ليس المركز سوى عُصبة صّفوية منتقاة بمعايير أيديولوجية و بآليات من الأدلجة و التّشكيل، لغايات انتفاعية بحتة، تحت غطاء ثقافة عروبيّة/ إسلامويّة الأمر الذي يُفضي بالنّهاية لنسف إنسانيّة الثّقافة و ثقافة الإنسانة.
بهذا المفهوم ، لا يكون المركز مرتبطاً بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، و ما تصويره على أنّه كذلك إلاّ مجرّد خدعة لذر الرماد في عيون الرجرجة الدهماء. فالمركز صفويٌ بامتيازٍ إذ ينفرد باحتكار السّلطة و الثّروة، وفي سبيل تأمين مصالحه يسخّر الثّقافة و العرق و يحرف الدّين و يشوه التاريخ و الجغرافيا .ممن هناك تُفتَتح ممرات آمنة سالكة لكل طّامح لسّلطة حيثما ركبها لانت له بطرق وأفانين أيديولوجية و شعارات إسلاموعروبيّة.
© يتألف المركز من عصابات عديدة الأمشاج و الأعراق و المشارب الثّقافية ، متماهيةٌ أهدافها مثّلة في كل ما من شأنه التمكين من ثّروة و سّلطة.هنا قد يصح قول طرفة بن العبد قديماً عن المرء لا تسل و سل عن ميوله)، طالما كان مستعدّاً لفداء ذلك بشرف (أمه و أبيه و فصيلته التي تؤيه). علماً أن كثيراً من قيادات صائلة و جائلة في المركز متحدِّرون من جهات موغلة في التّهميشإلى حدّ التّعريض بهم ثقافيّاً و عرقيّاً. ذاك مركز من يمسكون بعصب الدّولة في حواضر و بوادي بلادي مهمّشين بذلك كل من لا انتماء له و بالتالي فلا ضهرو لا بطن لديه.
∆ هكذا تكوّن المركز من أمشاج إثنيّة منبتّةعن أصولها، و لا ناقة لهم و لا جمل في وطنيةو لا هم يحزنون. بل إنهم شرزمة قليلونٌ؛ وإنهم لنا لنا لغائظون. لأنهم جاهزون لبيع البلاد و العباد بالتشاشةو كل ذلك في سبيل تمكين أنفسهم من سّلطة و ثّروة. *************^^^^^************* و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(24) التّهميش خشم بيوت( (منه تنموي و ثقافي .. و هلم جرا) يضرب التمركز أطنابه في كل مفاصل الحياة، فيما يجري التّهميش على محاور شتى، لعل أبرزها نوعان:بسيط و مركّب. فالتّهميش البسيط ذلك الذي ينحصر في الحرمان التّنموي و الاقتصادي.و في هذا يتساوى الكل في الهواء سواءٌ، باختلاف ألسنتهم و ألوانهم . باستثناء صفوةٍ منهم يشكّلون المركز و ينتمون إليه و ربما ينسون حتى مساقط رؤوسهم. و أمّا التّهميش المركّب ، فذلك الذي جمعت بين حرمانين التّنموي و ثّقافي ، ممثّلاً في طغيان توجّهات أيديولوجيّة بعينها لإعلاء ثقافة بعينها على حساب ثقافات أخرى بما يندرج تحته تبعاً لذلك من حرمان تنموي و مادّي. و النّاظرُ بتأملٍ لواقعنا المعاش سيلحظ بسهولةٍ ميول الهوى عند كتلةٍ أو كتلٍ (متمركزة) معينة مع ريح نجدية ، و انحيازها ثقافياً نحو صحراء ربع خالٍ مع أدارة ظهرها في إزراءٍ و تحقيرٍ ملوحظين نحو الغابة.من هنا كان التّهميش الثقافي مدخلاً هاماً للتّهميش التّنموي و ما يتبعه من فوراق و شروخٍ اجتماعية خطيرة. إذ وضعت العقلية الجمعية لتلك الكتل المتنفذة في مؤسّسات الدّولة العربان المستعربة بانفتاح بشرتهم و طلاقة لسانهم، موضع استعلاء إزاء ذو ي السحنات الأفريقية الداكنة، و بعجمة لكناتهم البينة. و من ثمّ قامت الدولة بإعلاء هويّة بنت عدنان مع إزدراء هويّات الناطيقن بغيرها و غير الناطقين بها على حدٍ سواء. و قد كان من إفرازات هذه المناورات الأيديولوجيّة أن وجدت المجموعات الأفريقيّة و حتى النوبية إلى حدٍ ما، (و التي تعاني تّهميشاً مزدوجاً، تنمويّاً وثقافيّاً) نفسها في الدّرك الأسفل عرقيّاً، و ثقافيّاً، واجتماعيّاً وسياسيّاً، حسب درجات تهميش كلٍ على حدة وجماعاتٍ، الأمر الذي يستوجب منها عملاً موحّداً، و إن تفاوتت درجات تعرّضهم للاضطهاد والإقصاء. لكنّنا مع كل ذلك ، نخشى أن نقع في مظنة ارتكاب جريرة التّسطيح الفكري إذا ما قفزنا من هذه المقدّمة(انحياز الكتل المتنفذة في الدّولة الظّاهر للثّقافة العربيّة على حساب الثّقافات الأخرى) إلى استنتاج أنّ الدّولة بذلك ، إنما تؤثر الانحياز لحَمَلَة الهوية الإسلاموعروبيّة. فيومَ أن تستحكم حلقات التّهميش الثّقافي و التّنموي الموجّهة ضد الثّقافات غير العربية بالدرجة الأولى، سوف تكشر الدولة عن أنيابها إن آجلاً أم عاجلاً لتودي بأولئك المتشدقين بعروبةٍ متوهمة كما إمارة المتنبي، إلى قدرٍ محتومٍ،ألا و هو ذات التّهميش المزدوج ؛ ذلك لأنّ آليّات كلٍّ من التّمركز و التّهميش في مآلاتها النّهائيّة تقوم على محمل نظرية أنا و من بعدي طوفان التهميش). *************^^^^^^*************
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(25}
® يقول الكاتب/ جلال الدين أحمد هاشم :نظرة متفحّصة للفضائيّات و البرامج التّلفزيونيّة التي يشاهدها عموم السّودانيّين (و مذيعاتها) سيتكشف أمامه ما يُقصد بالتّهميش بشقيه البسيط و المزدوج ، الو الثقافي و التنموي، و الذي يحيق أحياناً بمجموعات أثنية و ثقافية دنن غيرها و تأرة أخرى بالجميع ، دنما فرز.
® فمن يُعدّ و يخطّط و يُخرج و يُنتِج برامج محطّة تلفزيونيّة بعينها يفعل ذلك بالنّظر إلى ثقافة و مزاجية الجمهور المستهدف ، استقراءً لما يريد. و لكن ربّما لا يدور في مؤخّرة أذهان هؤلاء شيء اسمه شعبٌ سّودانيٌ متعدد الأعراق). و لنا أن نلاحظ اقتفاء الفضائيّة السّودانيّة لخطوات القنوات العربيّة بأسلوب وقع الحافر على الحافر، و بدون جدوى.
∆ هذا دون أن نشير إلى مسألة تغيير العلم حتّى يُشابه أعلام الدول العربيّة بدرجة تجعل من الصّعب تفريقها. ثمّ تعديل فروق الزّمن بيننا و بين توقيت غرينيتش لا على أساس البعد الجغرافي شرقاً أو غرباً عن خطّ التّقسيم بل اتّباعاً لتّواقيت في الجزيرة العربية، فيما يعرف ب(نظام البكور).
and لمثل هذه الأشياء مخاطرُ جسيمةٌ بحيث تمسّ الشّعب في مرموزاته . لكلّ هذا يأتي قولنا بأنّ التّهميش المزدوج ( ثقافي وتنموي ) يحيق بكل فئات الشّعب السّوداني، من استعرب منها و من تأفرق، وما ابتدار المركز باستهداف المجموعات الأفريقية إلاّ مجرّد تكتيك باعتبار ذلك مرحلة أولى ستعقبها حتماً المرحلة الثّانية ألا و هي استهداف المجموعات العربية بالسّودان بتهميشها هي نفسها وذلك بجعلهم عرباً من الدرجة الثانية،إن لم تكن الثالثة. وضعٌ كهذا يقتضي من القطاعات الذّكيّة لهذه المجموعات أن تستشفّ حُجُبَ المستقبل القريب فتعمل علي تلافي الكارثة.
¶<و تبدأ مثل هذه الخطوة الذّكية بالانخراط في صفوف القوى المهمّشة التي تناضل لتفكيك ماكينة التّمركز و التّهميش ليس من منطلق النضال بالوكالة تعاطفاً و إنسانيّةً مع المجموعات الأفريقية في مآسيها و محنها، بل من منطلق النضال بالأصالة إنقاذاً لذاتها ضمن نضال قوى السّودان الجديد لإنقاذ الإنسان السّوداني من(الضياع بين رجول رعاة التمركز و دعاة التهميش) و من ثمّ تحقيق دولة السّودان الجديد وصنع الاستقلال الحقيقي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عَنْـــتَــــــــرْ وَ أَبَـــلــــــهْ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(26) ثمةَ مثالٌ حيٌّ آخر لتجسيد ما آل أو سيؤول إليه الحال حتماً من تهميش مزدوج بشقيه (ثقافيٍّ و تنمويٍّ).ألا و هو مثال أقاليم أقاصي الشمال حيث القبائل النّوبيّة ، و إقليم مجاهل الشّرق حيث شتات أهلنا الأدروبات (من بجا و هندوية و خاسة إلخ) ؛ فكلاهما يعاني من حالةٍ مذريةٍ من التّهميش المزدوج. فبينما يقبع البجا بوادٍ غير ذي زرعٍ و لا ضرعٍ، و أرضٍ جدباء بلا كلأٍ و لا ماءٍ. جيث(يبيتون القوا) أو يقاتون على الضريساء من خشاش الأرض. يضربون أكباد الإبل و يخرجون للمارة على من الجبال منهم فتيةٌ و شيبان ضامرون كأنهم عقارب الجمال .. و هم يطؤون الرمضاء بلا نعال و يسعون بلا ظلال. يتأبطونالخناجر و الشوتالات و يغرزون في قباب شعورهم خلالاتٍ كأشطان بئرٍ في لَبان الأدهم (يخيل إلى أنك لو استحلبت منهمرهطاً أو قرية كاملة ما تطلع ليك بفنجان دم). حيث تعصف بهم رياح الهبباي متل(ورتاب بين السما وطيات السحاب). لكنهم أناسٌ مسالمون لا يسألون الناس شيئاً إلحافاً أكثر من شربة موية (بلة ريق).أو فتات بسكوت,حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن مسيرة 300 ميل على الأقدام. هذا ، فيما اضطُّرّ النّوبيّون إلى هجران ديارهم بنيلها و نخيلها ؛ تركوها خاويةً على عروشهاو ذهبوا مع الريح إلى غير رجعة، و في اتجاه معاكس تماماً لما صوره الطيب صاح في (موسم هجرته إلى الشمال). لدرجة خلوّ تلكالنواحي في بعض قراها من السّكان سوى من بويتات دفنتها رمال الزحف الصحراوي. الشاهد أن كلتا المجموعتين تعيشان مهدّدتين باحتمال انطماس هويّتهما و اختزال ماضيهما في بعض أغاني الحنين(حليل راحوا و خلو الريح تنوح فوق النخل) الحنين. لكن، من ناحية أخرى، فمقارنةً بما عليه حال قبائل البجا، الذين لا يتجاوز من شارك منهم في اعتلاء عدد أصابع اليد الواحدة ، نجد أن النّوبيّين المتنفذين في مواقع صنع القرار لا عدَ لهم و لا حصر. إذ قلّما نجد نظام حكمٍلم تشارك فيه و بصورة أساسيّة عناصر فاعلةٌ و لها جذورهم عرقيّة و/ أو ثّقافيّة نوبيّة. بدءاً برؤوس الحكوماتمثل عبدالله خليل و جعفر نّميري و الصّادق المهدي و الزّبير محمدصالح ؛ فضلاً عن الوزراء. على أن هذا لم يشفع لعقابهم من( روحان الدرب في الموية). مما يعكس لنا مفارقةً جوهرية بالنتيجة من حيث إن ( الكل صائرٌ في هواء التهميش سواء). **********^^^^^^^^^*******
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|