من أسوأ ما يمكن أن يضُر بأيي عملية تعليمية أو تدريبية أو تشغيلية في شتى المجالات إدارية كانت أم فنية ، أن تشوبها ( الوصاية ) .. لأن ذلك من شأنه أن يقلل من ثقة الفرد في مقدراته ، و يجعله معتمداً كلياً أو جزئياً على توجيهات أو إشارات الجهة التي تمثل الوصاية ، فضلاً عن كونه سيظل بعيداً عن دائرة الإبداع و التفرد و البحث عن الجديد الإيجابي ، طالما أنه لا يملك زمام أمره ، هذه نظرة من زاوية تتعلق بالفرد ، أما المؤسسات و المنظومات و الأجهزة الإدارية التي يوضع في سجل إختصاصاتها كماً هائلاً من الأهداف و التحديات ، و عانت من الوصاية الإدارية أو السياسية فهي بلا شك ستكون أيضاً غير قادرة على على أداء مهامها و أهدافها ناهيك عن الإبداع و الأداء الإيجابي المتطور ، و ذلك بسبب عدم إطلاق العنان لهيكلها الإداري لكي يتحمل مسئولياته ، و ذلك عبر عدم تفويض القيادة العليا للهيئات الدنيا تفويضاَ وافياً كاملاً يساندها في إتخاذ القرار و يساعدها على التحرك السريع بعيداً عن دهاليز الروتين ، مما يتيح أيضاً فرصةً للإبداع و التطوير ، كثير من المؤسسات الفرعية للدولة في شتى القطاعات لا يمكنها أن تقدم لك كمراجع سوى الإجراءات الأولية و الروتينية ، ثم في نهاية الأمر ، يحيلونك إلى لجنة في أغلب الأحيان لاتنعقد سوى مرة واحدة في الإسبوع هذا إن كنت محظوظاً و لم يكن إجتماعها كل إسبوعين أو كل شهر ، أو يقولون معاملتك جاهزة لكنها في إنتظار موافقة الوزير ، لماذا يزعج الوزراء أنفسهم و يهدرون وقتهم في تفاصيل أغلبها فنية و إجرائية ، لماذا لا يفوضون جهات الإختصاص تفويضاً كاملا و شاملاً تضبطه اللوائح و الشروط ، و لماذا يرتبط أمر كثير من الأمور الحيوية و العاجلة و المؤثرة على المصالح العامة و الخاصة بلجان غير دائمة و غير مسئولة عن قيمة الخسائر المادية و المعنوية التي تنتج عن التأخير .. حكى لي أحد الأصدقاء أنه إنتظر لجنة لإتحاد مهني معروف للبت في أمر عضويته زهاء الشهر أو يزيد و عندما إنعقدت اللجنه و تنفس الصعداء ، تفاجأ بأن اللجنه إستبعدت طلبه لعدم إرفاق صورة فوتوغرافية !! ليبدأ الكرة من جديد .. و لا حياة لمن تنادي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة