في الواقع هناك مقالان أخيران له نشرا في سودانايل وحريات .. المقال الاول عن مشكلة طلاب بخت الرضى ، والخطاب الثاني عن مآلاته هو المستقبلية. المقال الأول جاء بوضوح شديد لا يميل الى عنصرة الاشكالية في جامعة بخت الرضى بل الى سودنتها اي نقل النقاش حولها من نقاش ضيق حول عنصرية مزعومة تجاه الطلبة الى مشكلة قومية تطال كافة طلاب السودان ، وهذا ما اعتبره نقلة في آراء ياسر عرمان التي كانت دائما متحيزة للأفريقانية بشكل متعصب جدا ، والى دعم مطلق لكل مزاعم قبائل وأقاليم بعينها .. والسبب في ذلك على ما أظن هو الصدمة التي تلقاها من قبائل النوبة التي اكملت سيطرتها على الحركة الشعبية حين قامت بطرده من الزعامة المطلقة للمهمشين (والمهمشون هم بالتأكيد ليسوا الجلابة) تحت مزاعم ظاهرها فيها سياسي وباطنها عنصري ، وهكذا وجد عرمان نفسه خارج دائرة الفعل السياسي تماما .. هذا بالتأكيد صدمة نفسية شديدة عليه اكدها في مقاله الثاني عن مستقبله السياسي حين زعم بأن هناك مهمشون في سائر انحاء السودان وأن النضال سيستمر . جاء الخطاب حزينا جدا وكأنه خطبة الوداع لمفاهيم كانت تمثل له قناعات موروثه من الأب الروحي جون قرنق ، القناعة بأن السيادة يجب ان تتوزع للجميع في مجتمع يتساوى فيه من يزعم عروبته بمن يزعم افريقانيته تحت مسمى سوداني وبما ان من يزعمون عروبتهم هم المسيطرون فكانت هذه الايدولوجيا تدفعه دفعا للوقوف الى جانب القبائل المهمشة. لكن كل هذا ذهب جفاء ، ففي النهاية دخل هو نفسه إلى المصيدة ، وتحول إلى ضحية المفاهيم الضيقة رغم المحاولات الدؤوبة من الجميع ومنه هو أيضا لتغيير وجه الحقيقة وتزييف مبررات تخفي خلف حبرها السري المبررات والأسباب الحقيقية. ياسر عرمان لا يمثل النوبة وليس منهم وبالتالي لا يمثل مصالحهم وهو جلابي متكبر يتكبر على قيادات النوبة ويقود الحركة الشعبية نحو الانهيار لاب لاب لاب لاب ... واليوم ..اي التاسع والعشرون من شهر يوليو من عام 2017 نطالع في الصحف اعلان عرمان موافقته للتفاوض مع الحكومة .. ويتساءل أبو وضاح في دبابيسه تساؤلا جوهريا: بأي صفة؟ هل يريد عرمان الذي يعيش الآن بلا أي نصير أن يجد له موطئ قدم مع النظام؟ ربما منصب او حتى عودة طوعية ، وماهي الأسس التي سيفاوض عليها؟ وهل لديه شروط مسبقة أم انه سيفاوض على بياض؟ وعلى اي شيء سيفاوض؟ الاسئلة كثيرة جدا ولا أعتقد انني املك لها اجابة ، ولكن الاهم من ذلك هل يعتبر عرمان قد فقد خطورته التي كانت تعمل لها الحكومة ألف حساب؟ هل يستطيع عرمان اشعال جبهة أخرى دفاعا عن مهمشين جدد ؟؟؟ لا أعتقد ذلك.. ومع هذا فاعتقد ان تاريخه كمعارض للحكومة أصبح اهم من تاريخ كثير من القوى السياسية التي كانت تقدم التنازلات وراء الأخرى لتحصل لها او لأبنائها او لقياداتها على بعض المناصب والظائف والقصور وسيارات البرادو موديل 2017
العنوان
الكاتب
Date
الصدمة في مقال ياسر عرمان الأخير.. بقلم د.امل كردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة