لقراءة التاريخ و قبل كل شيء أن نلتزم جانب المهنية البحتة خاصة عندما نتعامل مع القسم الاسلامي منه وما وقع فيه من احداث جعلته محط أنظار المؤرخين و الكُتَّاب فتارة تكون ايجابية و اخرى تكون سلبية ، فحقيقة الامر أن السلبية تترك لها أثراً على حياة و نفوس المسلمين خاصة و أنهم عاشوا في ظل مماليك تعاقب على إدارتها العديد من الشخصيات المتعطشة للسلطة و الكرسي فشهدت الكثير من الصراعات السلطوية طمعاً بالرئاسة و التلاعب بمقدرات الشعوب و هدرها على جل مجالس لهوهم و مجون ملذاتهم فخيم على الامة شبح الفقر و البطالة سواء في الحاضر أو الماضي فحينما نطيل النظر في الاسباب التي اودت ببلداننا إلى هذا المستوى المتدني من التخلف و الركود فإننا نجد الفشل الذريع وغياب الخطط الاستيراتيجية عند القيادات السياسية التي اوصلت بلدانها إلى هذا الحال المزري وقد يتطور الامر إلى بيع دولهم بأرخص الاثمان إلى المحتل الكافر و بمحض ارادتهم وخير شاهد على ما ذكرناه ما قام به الملك العادل ابي بكر بن ايوب عندما تنازل صاغراً لأطماعه و شهواته أمام الفرنج مقابل زواج العادل من اخت ملك الفرنج مقابل تنازل العادل عن مدن عكا و بقية بلدان اسلامية المحتلة من قبل الفرنج فإنها تذهب لصالح الفرنج فأي قائد و أي ملك يتنازل عن بلاده لصالح المحتل مقابل الزواج بامرأة غير مسلمة و بقاء ملكه و سلطانه فأين اصبحت حرمات و بلدان و اعراض المسلمين ؟ إنها اصبحت لا تساوي شيئاً أمام ليالي السمر و الطرب للملك العادل فأي عدالة هذه تسلم مدن و قرى المسلمين بجرة قلم للفرنج ؟ و رغم كل ذلك داعش و أئمتهم المارقة يقولون أنه خليفة اسلامي و ملك عادل ! فهل العدالة بنظرهم خذلان المسلمين و تسليم بلدانهم إلى المحتلين ؟ فينقل ابن الاثير تلك المصائب في كتابه الكامل في التاريخ ( ج10ص101) فيقول ( فاستقرت القاعدة أن ملك انكلتار يزوج اخته من العادل و تكون عكا وما بيد الفرنج من البلاد لأخت ملك انكلتار ) خليفة اسلامي يتزوج بغير مسلمة ! فهل اجازات السماء هذا الزواج ؟ ثم هل تنازل الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أو احد من خلفائه الراشدين ( رضي الله عنهم ) في يوم من الايام عن شبر واحد من اراضي المسلمين لأعداء الاسلام ؟ وقد كشف الداعية الاسلامي المحقق الصرخي الحسني تلك الحقائق فقال : (( هذا السلب والنهب والتكفير والتقتيل وسفك الدماء والسبي والبيع والشراء بالإنسان المسلم وغيره ، غير مقبول عند الصحابة و أهل البيت سلام الله عليهم ، و الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، وغير مقبول عند نهج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم )) مقتبس من المحاضرة (34) من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 14/4/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة