(١) اذا كان الانسان الاسود في التراثي العربي عبد بلا جدل بصرف النظر عن درجة الحرية التي يتمتع بها وهذا الفهم مبني علي فلسفة منهجية عبرالتاريخ العربي السحيق ضاربة الجذور بأسطورة النوح عليه السلام حول ابنه الحام الذي تعرض لاللعنة بدعوة نوح لربه ان يكون حام عبدا لأخوية يافث وسام وكان قدره السيئ ان يكون عبدا لأخويه و لزريتيهما الًي يوم الدين كما تقولها الأسطورة وللحقيقة ان أسطورة اللعنة كانت سائدة حتي في البلدان الأوربية . سبق ان عقد مجمع كنسي عام 1766 في فرنسا طلب بعض الحضور من البابا في وقته التوسل الي الله لرفع اللعنة من المسيحين السود ولذلك ان ربط السود بالعبودية لم تكن مسالة عارضة في التراث البشري اما في الاسلام كان اكثر غموضا لان اكثر الناس علما في الاسلام وأقربهم من منبت الرسالة كانوا أكثرهم ارتباطا بممارسة الرّق بدعوي ان الاسلام لم يحرم الرّق فقط التشجيع علي التخلص منه بالطبع هذا المنطق لم يطابق النصوص لان القرآن لم ترد قائمة باسماء الأفعال القبيحة التي تذنب فعلها من باب المنكر وقد بين الله للناس فجورها وتقواها من دون الحاجة الي مساعدة الاخر لمعرفة الفجور والتقوي وليس هنالك نفسا سويا لا يدرك اين تندرج الرق بين الفجور والتقوي ومهما كان ان ربط الرق الاسود بالإسلام هي فرض سلوك العرب علي الاسلام واليوم اكبر مآخذ توجه للإسلام من كل المنظومة الكونية هو ربط الرّق بالاسلام ظلما عندما شرع في اُسلوب التعامل حتي مع الرّق الذي تم حيازته قبل ا الاسلام ولاهميته تم ربط امر التحرير بالعبادة وهذا يختلف كليا عن الثقافة العربية منذ الجاهلية التي تري الانسان الأسود عبد بالفطرة حتي لو لم يكن مملوكا لاحد وبل حتي لو صار سيد القوم مثل كافور الاخشيدي عظيم مصر ولذلك رأي العرب في عدم ورود نص قرآني واضح بقطعية الدلالة يعني تأكيد ما كانوا يعتقدونه وان الامر ليس مجرد إباحة وبل الاسترقاق بأمر رباني بناء علي أسطورة اللعنة ويرون ان السود خلقوا ليكونوا عبيدا للآخرين كما خلق الله الانعام لحاجة البشر ولم يتوقفوا من ممارسة الرّق مطلقا حتي بعض الصحابة بالرغم من معرفتهم بالاسلام وانعكس ذلك في سلوكهم بشكل عام باستمرار حتي أخذ طابعا كما لو ان الاسلام لم يمنع الرق واستمرت الثقافة العربية منذ الجاهلية الي الْيَوْمَ بحذافيرها وهنا يجدر الملاحظة ان العبيد غير السود يعرفون عند العرب باسم المماليك ولَم يحدث ان اطلق علي العبد الأبيض أو غير الأسود اسم العبد والسبب في قناعة العرب ان كلمة العبد مرادفة للأسود ليس ذلك الانسان الذي فقد حريته لأي سببا كان فالانسان الأبيض أو وغيره من الألوان اذا فقد حريته ذلك بسبب المقادير سيظل مملوكا وليس عبدا اما الأسود ليس بالضرورة ان يفقد حريته ليكون عبدا
(٢) بالرغم من ان اول اتصال دبلوماسي لرسول صلي عليه وسلم لأفريقيا السوداء لعلمه حيث ينصر الاسلام الا ان الاسلام لم يصل الي افريقيا السوداء التي علي مرمي حجر من منبت الاسلام الا بعد وصول الي الصين وأسوار نمسا و المغرب الاقصي والسبب لان كثير من العرب يرون ان الاسلام ليس في حاجة الًي السود ولا السود مطلوب منهم ان يعتنقوا الاسلام . وان ما قاله الكاتب عبدالله مقرن الْيَوْمَ ليس سوي تاكيد ما قاله القائد الاسلامي الكبير عبدالله بن ابي السرح عندما قادته الحروب الجهادية الًي حيث ما يعرف بالسودان والعرب لم يتسيد بلاد السود من قبل فوجد المجاهد العربي نفسه امام موقف لم يكن مستعدا له عندما وجد نفسه في بلاد السود فقال انهم لم يزيدوا الا خَبَالا فتعامل مع العقلية العربية الصرفة عندما صور نفسه امام مورد لا ينضب من العبيد ورتب للاستفادة منهم كعبيد وهذا الموقف عبر عنه اتفاقية البقط وهناك حقيقة اخري اكثر ايلاما مصير العبيد الذين تم تهجيرهم الي الاوطان العربية وما أكدتها الوثائق التركية ان كثير من العبيد المجلوب من السودان يتم اخصاؤهم في مركز الإخصاء في الاسيوط بمصر وذلك لعدة أسباب أولها نزع ًالفحولة والذي يعني نزع الرجولة بكاملها وبه يتم تحضير المجلوب ان يستسلم للعبودية وثانيها عدم الثقة في اعراضهم حتي في أدني الاحتمالات اما ثالثها تنصل الاسرة التي تعمل فيها الرجل من كافة الأشكال التي تتعلق بمتطلبات بفحولة العبد مثل حاجة العبد الي الأنثي بيد ان هذا ترتب عليه ابشع موقف انساني عندما يصل العبد سن العجز في البلاد العربية كانت الضرورة تتحتم التخلص منه بالقتل لان الاسرة غير مستعدة أن تعول العبد العجوز العاجز عن العمل وهو طريح الفراش حتي الوفاة بشكل طبيعي هو معني ان لا نجد سلالات هؤلاء العبيد الذين تم تهجيرهم الي البلاد العربية ولو تركوهم يعيشون الحياة الطبيعية مثل بقية البشر لكان عدد السود في البلاد العربية اكبر من العرب أنفسهم كما ذلك هو الفرق بين العبيد الذين تم تهجيرهم الي البلدان الغربية بالرغم من فقد حريتهم لهم أسر ويعيشون ويتكاثرون بشكل طبيعي ويمكنك التصور اذا وضعك الحظ وانت اسود في يد حاكم عربي مثل عبدالله بن ابي سرح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة