أنعقد يوم الجمعة 24 / 3 / 2017 بأرض المعارض ببري شرق الخرطوم المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي ، وكان إنعقاد المؤتمر لا مناص منه وذلك لإختيار أمين عام خلفا لزعيمه الراحل الدكتور حسن عبدالله الترابي ، المرشحان الأبرز لتولي منصب الأمين العام هما الأمين العام المكلف الحالي الأستاذ إبراهيم السنوسي ، ونائب الأمين العام الدكتور علي الحاج الغائب في المنفى الإختياري منذ المفاصلة بين هذه المجموعة القيادية وعلى رأسها الزعيم الراحل مع نظام الإنقاذ ، ومن ثم تكوين حزب جديد حمل إسم المؤتمر الشعبي ، الإثنان إشتركا مع الراحل في قيادة مسيرة الحزب منذ بدايته وشغلا مناصب مهمه في بداية عهد الإنقاذ ، وهما من القيادات التاريخية الباقية في الحزب مع زعيمهم ، وكان رابعهم المرحوم يسن عمر الإمام ، أما بقية القيادات التاريخية ففضلت البقاء في الحزب القديم الذي كونه الزعيم الراحل في بداية الإستيلاء على السلطة بإنقلاب عسكري في العام 1998 تحت إسم المؤتمر الوطني ، منهم الأستاذ أحمد عبد الرحمن ، والبروفسير إبراهيم أحمد عمر والأستاذة سعاد الفاتح وآخرين فضلوا الإهتمام بأعمالهم الخاصة على المناصب الحزبية والدولة وبقوا في الظل حتى عندما كان الحزب موحداً . في هذا المنعطف الحساس يدرك قادة الشعبي أن كل الأنظار متجهة نحوهم وإن الشامتين كُثر في الداخل ، وإن كان يجدون العزاء في الحركات الإسلامية من خارج البلاد ، فكان بصرهم يرنوإلي خارج السودان ، وهؤلاء من المعجبين بشخصية الترابي وآرائه وتجربته في الإستيلاء على السلطة التي بهرتهم وإعتبروها نموذجاً يُحتذى للوصول للسلطة في بلدانهم ، لذلك رغم إنقسام الرأي في داخل عضوية الحزب بين تيارين ، وما أُثير في أجهزة الإعلام عن وجود خلافات حول الإختيار بين المرشحين بين مجموعات الشباب الذين يقفون مع علي الحاج والذي يعولون عليه في رفض المشاركة في الحكومة القادمة ، في مقابل تيار المتحمسين للمشاركة التي يحرص عليها السنوسي ومعه تيار تقف وراءه قيادات بارزة في الحزب ، ويبدو أن أطرافاً تقف في الحياد بين التيارين تدخلت لصالح أن ينتهي الأمر بالتراضي فليذهب الذين يريدون المشاركة إلي المناصب الحكومية ، وأن يتولى المعارضون للمشاركة مناصب الحزب ، ويبدو أن هذا الحل أرضى التيارين ومن ثم مر الأمر دون حدوث شرخ في جسد الحزب كما كان متوقعاً من كثير من المراقبين ، وإن العاصفة التي كانت وشيكة مرت بسلام ، وتم إختيار الدكتور علي الحاج أمينا عاما . الأمين العام الجديد صاحب العبارة الشهيرة ( خلوها مستورة ) كنا نعتقد أن منفاه في أحد دول الحريات والديمقراطية سيؤثر في فكره السياسي ، مثلما أثرت تجربة فترة الأسر في بعض الأسرى الذين أطلقت الحركة الشعبية سراحهم في الأسابيع الماضية ، وكذا الذين شملهم العفو من قبل رئيس الجمهورية ، الذين قالوا أنهم نبذوا فكر حمل السلاح إلا في حالة الدفاع عن الوطن . لكنه للأسف لم يتغير الرجل الثاني في الحزب قبل وبعد المفاصلة وظل يردد نفس الفكر القديم الذي حمل شعارات تحرى الناس مصداقيتها خلال الفترة الماضية ، ففي حديثه مدافعاً عن المشاركة قال " نحن لسنا طلاب سلطة ! ياللعجب ! أليست هذه هي نفس الشعارات التي سمعناها منذ بداية الإنقاذ ؟ هي لله هي لله ، وفي مخاطبته لبعض رموز الحركات الإسلامية الخارجية في منزل الراحل الدكتور الترابي حدثهم بأن قضية الحريات هي قضيتهم الأساسية ، سيدي الفاضل إذا كانت قضية الحريات هي قضيتكم الأساسية وأنكم لستم طلاب سلطة فلماذا قمتم بالإنقلاب على سلطة منتخبة ؟ وأدخلتم المعارضين بيوت الأشباح ؟ وكنت وقتها ممن بيدهم الحل والعقد ، وكنا أيضا نعتقد أن وجودكم في فضاءات الديموقراطية في منفاكم الإختياري سيؤثر في نظرتكم للتداول السلمي للسلطة والوصول إليها، فيجعلكم تطلبون من مؤتمر حزبكم أن لا تكون المشاركة إلا عبر إنتخابات ديموقراطية يتنافس فيها المتنافسون بكل حرية ونزاهة ، وأن تتحول مخرجات الحوار الذي شارك فيه حزبكم إلي ميثاق للمرحلة القادمة ، وهنا كان ستتجلى الحقيقة ، فإذا كان أعضاء المؤتمر صادقين في موضوع الحريات والتعفف عن المناصب سيختارونك وسيقفون معك ، أما إذا كان الأمر مجرد عبارات تقال وشعارات تردد في المناسبات وأعرضوا عنك فيكفيك هذا الموقف الذي يعيد المصداقية لكم بين الشعب السوداني الذي ظل يسمع شعاراتكم طيلة عقود منذ أن جئتم للسلطة دون أن يتحقق منها شيء . وقلتم أيضاً أن الحركة الإسلامية لم تفشل في السودان وأنكم ستعالجون الأخطاء التي حدثت ! ! وكنا نعتقد أيضا أن الفترة التي قضيتها في بلاد يستقيل مسئولوها من المنصب لأي خطأ إرتكبوه في حق الشعب أو الوظيفة مهما كان صغيراً ، أن تعترف بكل شجاعة بالفشل ، وأن لا تدافع عن الأخطاء ، بل وأهم من ذلك الإعتذار عنها ، هذا ما كنا نأملة من شخص في موقعكم وتجربتكم . عموما حمدلله على السلامة ومبروك .
**** سطور للوطن عزيزي المواطن النظام مريح وعادل ومنصف من خلاله يحصل كل منا على فرصته بكل طمأنينه ، ويعلمنا إحترام بعضنا البعض .....أحرص على النظام أينما كنت .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة