قبل عدة أيام وصلتني رسائل في بريدي الإلكتروني محملة بصور الإمام وهم يرتدي زي الرياضة ويتأهب للعب في ميدان تنس وبجانبه إمرأه أظن أن الجميع قد إطلع على هذه الصور التي ملئت الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ليست هذه هي المشكله فا لكل له حرية التعبير ولكن لماذا تم إرسال هذه الصور الي بريدي الإلكتروني أنا بالذات ؟ من المؤكد أن الشخص الذي أرسل هذه الصورة يعلم أني من المهاجمين الشرسين لإمام الأنصار وقد سبق أن كتبت العديد من المقالات النارية عن سياساته فظن المرسل أنه يمكن استخدامي كمغفل نافع(م ن)، ظناً منه أن هذه الصور قد تثير غضبي فأهرول لكتابة ومهاجمة الإمام، ولكن للأسف قد أخطأ المرسل في العنوان ولم يطرق الباب الصحيح، فخلافي مع زعيم الأنصار هو خلاف مهني وليس شخصي حول السياسات المتبعة واختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه ، ومرسل الصور وملتقطها في نفسهما غرض والغرض مرض ، والهدف هو إغتيال المهدي سياسياً وادبيا و اجتماعياً ومحاولة إستهداف شعبيته وتشويه صورته لدى الأغلبيه التي تعتبره قائد وأب روحي لها ورمز المهدية التي يحترمها الشعب السوداني، وتزامن هذه المحاولة القذره مع الأحداث التي تدور في السودان من اضطراب سياسي تدل على خوف مرسلها من خطر المهدي كسياسي يتمتع بشعبية وجماهيريه كبيره ، لذا لم تصيبني الدهشة عندما وجدت صور المهدي ملئت مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوانين مثل : ( هل يستحق هذا الكابتن ان يحمل الرايه ويقود الشعب السودانى من جديد)، وأن أقول لهم نعم حتى وإن اختلفت معه أنا واختلف معه آخرون فهذا لا يمنع أن له الكثير من المؤيدين من أبناء الشعب وإحترامنا له حتى وإن إختلفنا معه في الرأي يعني إحترامنا لأفراد الشعب الذين اقتعنوا بسياسته و اتخذوه قائدا لهم . واحترام الرأي الآخر وخياراته هو جزء لا يتجزأ من الحريه والديمقراطية وحتى إن قلت أنا ما قلت هذه ليست بمشكلة أن من حقي أنا أعارض ولكن المهدي هو الشخص الوحيد القادر على تحديد مقدراته كما يقول علماء النفس لا تدعي أحد يحدد لك ما يمكنك فعله أم لا أنت الوحيد القادر على تحديد قدراتك لأنك انت قبطان وقائد لسفينتك(مفهوم القدره الذاتيه في علم النفس). ما يمكنني الاعتراف به في حق هذا الرجل أني كتبت ما كتبت وعبرت عن رأي كما شئت لكنه لم يتعرض لي ولو بحرف وأحد وهذا يدل علي ثقافته العاليه في إحترام الرأي الآخر وحرية التعبير وهذا ما يفتقده الكثير من القياديين والنشطاء السودانيين ، أم بخصوص صوره فليس فيها ما يعيب أو يشين بل بالعكس هذا نموذج جيد يجب التمثل به، فالعقل السليم في الجسم السليم والرياضة هي غذاء العقل السليم وترويح للنفس و تهدئة للإعصاب لذلك نجد أن علماء النفس والأطباء بصفه عامة يوصون بها فعلى سبيل المثال من كان يعاني من العصبية الزائده والغضب الذي يصل حالة اشتداد العضلات أحياناً يطلب منه ممارسات الرياضه مثل الكاراتيه والبوكس و التايكواندو والجودو وغيرها من ضروب الرياضه للتنفيس عن النفس وإخراج الطاقه السلبيه وهنا اذكر مقوله الأسطورة السوداني جير دواني وتشبيه للرياضة بالديانه قصداً منه انها ترويح الأعصاب وتريح النفس كما تفعل الروحانيات في جلب حالة الاسترخاء والاطمئنان إلى النفس، بل الأجمل من ذلك الصوره المشرقة التي يعكسها الإمام للعالم الخارجي مثال للقائد الإسلامي المتدين ليس بمتعصب ومتطرف ومعتزل عن ممارسة الحياه الطبيعية والحديثة وغير مواكب للعصر وبهذه الطريقة يعكس الإمام أجمل صوره للزعيم الإسلامي المنفتح المواكب للعصر والحداثة غير المتشدد والمتفتح عقلياً، أيضاً بهذه الطريقة يكون الإمام قد كسر صورة زعماء أفريقيا والعالم الشرقي التقليدية لدى العالم في أنهم لا يفقهون شئ غير ملأ البطون، وبهذا الجسم الرياضي الرشيق والبنية الجسمانية الرياضيه يشجع الإمام الشباب حول أهمية الرياضه لأن الجسم السليم في العقل السليم، وأن الله جميل يحب الجمال لذا يجب الاهتمام بالمظهر الخارجي وبالتأكيد عندما يرى الشباب الإمام وهو في هذا العمر يتمتع بحماسه وروح رياضيه يكون بمثابة الدافع والمحفز لهؤلاء الشباب، وممارسته للرياضة في هذا الميدان المتواضع البسيط وسط الأطفال هو أكثر من لوحه فنيه وعبقريه تدل على أن ممارسة الرياضة لا يحتاج إلى أن تكون غنياً او مترفا فالجري أو السباق على سبيل هو أفضل رياضه للجسم والقلب ولا يكلفك أي شئ ووجود رجل بسن الإمام في ميدان وسط شباب الرياضيين هو دافع ومحفز لهم، ام وجود امرأه مرافقه له عند ممارسته للرياضة فهذه لفته عبقرية ذكيه يوضح بها المهدي أن المرأه يجب أن تعامل بشكل حضاري محترم ليس فقط اتباعا للمفهوم العالمي لحقوق المرأة ولكن اتباعا للإسلام أولاً الذي أوصى بالمرأه مرات عديده وحتى في وصايا الرسول صلعم وصانا بالمرأه( إستوصوا بالنساء خير) فالمرأة وضعها الأساسي ليس فقط المكوث في البيت ولكن يمكنها مرافقة أبيها أو أخيها أو زوجها أو خالها أو أي إنسان للتمتع بجمال الرياضة حتى وإن لم تشارك في أرض الملعب فعلى سبيل المثال جميعاً يستمتع بمشاهدة كرة القدم وكأس العالم حتى وإن لم نشارك فيه، إذن يجب أن تعطي المرأه حقها ككيان بشرى وإنساني وليس حبسها في البيت كالسجينه وهكذا يكون الإمام قد رفع من رصيده وحطم الشائعات التي تصفه بالتخلف وعدم الانتفاح على العالم الخارجي وتمحو صورة قائد الطائفه غير القادر علي مواكبة الحداثة والعصر والانفتاح على العالم الخارجي أما من قاموا بنشر هذه الصور وفي هذا الوقت بالذات الذي يشهد اضطرابا سياسا بعض الشئ فهدفهم واضح ومفهوم اغتياله سياسياً وإضعاف شعبيته لكي يلعبوا بعقول أصحاب القلوب المريضه الموسوسه ولكن كما يقول المثل الشعبي (الشجره غير المثمرة لا تقذف بالحجارة) وكما قال الشعراوي : أن لم تجد لك أعداء فأعلم بأنك فاشل . ولكن ما يحزن في الأمر تلوث الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية بمثل هذه الأساليب القذره الرخيصة التي بات يستعملها أصحاب القلوب المريضه للإطاحة بكل من يخالفهم الرأي أو كل من يرون فيه منافس شرس أو كل من يمثل خطر على مصالحهم وهكذا انعدمت الوطنيه وانعدمت المنافسه الشريفه وانعدام إحترام الخصوم وانعدمت حرية الرأي والتعبير والمضحك في الأمر عندما تسمع الأصوات التي تجعجع والاقلام التي تكتب مطالبة بالحرية والديمقراطية وهم في حقيقة الأمر غير قادرين على تطبيق أصغر جزء من مفاهيم الديمقراطية والحريه في إحترام الآخر واحترام الرأي المخالف وتقبله وأهم من ذلك احترام شرف المهنه في الإبتعاد عن الأساليب القذره من تشهير وإشانة سمعه وتشكيك وغيره من الأساليب غير المشروعة للإطاحة بالخصوم .
الصادق المهدي ما نافع أصلاَ منذ اليوم الأول . لا نافع قبل جرائم الإبادة في حق أبناء الهامش . ولا نافع بعد جرائم الإبادة في حق أبناء الهامش . وهو ذلك الإنسان الوحيد الذي لم يقدم للسودان انجازا واحدا طوال عمره . وأي زعيم أو رئيس سوداني غير الصادق لديه مواقف موجبة وسالبة . إلا ذلك الصادق المهدي فإنجازاته بالنسبة للسودان كلها سالبة في سالبة . ووجوده بالنسبة للسودان لا يمثل إلا المضرة ثم المضرة . والصادق لا ينفع قائداَ ولا ينفع رئيساَ ولا ينفع زعيماَ . والإنجاز الوحيد في حياته هو استرداد حقوق آل المهدي من الخزينة العامة .
الاستاذة عبير سويكت .... قد تُدهشى اننى لم اطالع ايٍّ مما كتبت عن السيد الصادق المهدى او أقرأ لك من قبل ..... ولكن ردك جدير بالاحترام والتقدير ..... سيرى قدماً فى درب المهنية الصحفية .... تحياتى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة