بسم الله الرحمن الرحيم "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ "
دعوة الطريق لجميع الإنسانية يزعم د. القراي أن دعوة الطريق للمسلمين فقط، وهو زعم باطل، وقد اوردنا في النقاط اعلاه ما يوكد ذلك.. ولمزيد من التوكيد نورد هنا بعض النقاط: 1. بعد أن تحدث الأستاذ محمود، عن الشمائل المحمدية _وهي التي ذكرها د. القراي_ قال: "ما أحوج بشرية اليوم، كلها، إلى تقليد هذه النفس التي اكتملت لها أسباب الصحة الداخلية، تقليدا متقناً يفضي بكل رجل، وكل امرأة، إلى إحراز وحدة ذاته، ونضج فرديته، وتحرير شخصيته، من الاضطراب، والقلق الذي استشرى في عصرنا الحاضر بصورة كان من نتائجها فساد حياة الرجال والنساء والشبان.. في جميع أنحاء العالم..".. فمحمد الإنسان هنا، هو محمد النبي، والكلام كله منصب عليه بصورة مباشرة ولا لبس فيه، والمدعوون إلى تقليده هم بشرية اليوم، وليسوا المسلمين وحدهم كما زعم د. القراي. 2. " وسيجيء محمد بنبوة أحمدية، ورسالة أحمدية، فيدعو أمة المؤمنين، ويدعو غيرها من سائر الأمم إلى الإسلام، ويفصل، في التشريع، وفي التفسير، ما أجمل في القرن السابع. وسيستجاب له استجابة مستفيضة..".. 3. "ومحمد، وهو رسول للأمة المسلمة، صاحب رسالة أكبر منه وهو رسول للأمة المؤمنة..".. 4. "إن محمداً قد أخرج الناس، بفضل الله، من ظلام الجاهلية الأولى إلى نور الإيمان، وهو سيخرجهم، بفضل الله، من ظلام الجاهلية الثانية إلى ضياء الإسلام..".. نص نعيد إيراده للاستدلال على الحديث عن كل الناس. 5. "إن محمداً هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة".. هذا لكل الناس، فلم يخصص جماعة بعينها. الفكرة الجمهورية كلها، خطاب للإنسانية التي توحدت، ودعوة لها بالإسلام، وبشارة بأمة المسلمين، وتحقيق إنسانية الإنسان وقد جاء في إهداء كتاب الرسالة الثانية: "إلي الإنسانية ! بشرى .. وتحية . بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتحية للرجل وهو يمتخض، اليوم، في أحشائها، وقد اشتد بها الطلق، وتنفس صبح الميلاد..". اما إهداء كتاب (القرآن ومصطفى محمود) فقد جاء فيه: "إلى الذي ظلت البشرية .. تنتظره وتترقب ظهوره .. إلى الإنسان!! ثم .. إلى الرجال والنسوان هل تحلمون به؟؟ إنه فيكم!! يظهره القرآن .." .. يظهره القرآن، وليس أي كتاب آخر، أو دعوة أخرى.. وقد سبق أن ذكرنا أن حياة محمد هي مفتاح القرآن .. فلا مجال لتحقيق انسانية الانسان، عند الأفراد، وفي المجتمع الكوكبي كله، إلا عن طريق القرآن، ومنهاج طريق محمد.. بل إن مفهوم الانسانية نفسه ـ المرحلة الرابعة من مراحل التطور ـ لا وجود له إطلاقاً، إلا في دعوة الأستاذ محمود محمد طه للإسلام. وفي إهداء كتاب (الثورة الثقافية) جاء ما يلي: "الى الذين يتوقون الى تجديد شبابهم، من الأفراد والأمم!! الثورة الفكرية هي (القابلة)، لميلادكم الثاني!! والذين يولدون الميلاد الثاني، لا يولدون أطفالاً!! وإنما يولدون في سن أهل الجنة، في الثالثة والثلاثين!!" نواصل النقاط، في الأقوال المنقولة عن الأستاذ محمود: 6. والاسلام يقدم المنهاج التعبدي المنقول عن المعصوم، وهو أكمل منهاج تعبدي عرفته البشرية، وهو في الرسالة الثانية ألزم منه في الرسالة الأولى، وذلك لأن العقل البشري المعاصر أكثر تطلعاً الى الحرية منه في أي وقت سلف، ولأن الحرية ما اليها من سبيل إلا عن طريق تقليد المعصوم، في منهاج عبادته، وكل ما هنالك من فرق بين الموقفين: موقف العبادة في الرسالة الأولى، وموقفها في الرسالة الثانية، أن الأفراد البالغين، الراشدين، لا يحملون عليها بالقصر والإكراه وإنما يحملون عليها بالقدوة والاقناع، ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) والسبب في ذلك أنه، في الرسالة الثانية، كل شيء وسيلة الى انجاب الفرد الحر، حرية مطلقة.." 7. "حسبك أن هذا الكتاب ـ كتاب (طريق محمد) انفرد، عبر الأجيال الطويلة، بالدعوة الواضحة الى العودة الى محمد، وجعله الوسيلة الوحيدة الى الله ، بعد أن لج بالناس التماس الوسائل في غيره.. وإلا فدلنا على كتاب غيره يكون له، في ذلك ضريباً".. ونحن نعيد السؤال لد. القراي (دلنا على كتاب غيره يكون له، في ذلك ضريباً) 8. "لا كرامة لمطلق حي على هذا الكوكب إلا ببعث أصول الاسلام.. إلا ببعث آيات الأصول التي كانت منسوخة، ونسخ آيات الفروع التي كانت ناسخة في القرن السابع.. فليستيقن هذا رجال المسلمين ونساؤهم" وعجيب جداً، أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الرسالة الثانية، ويزعم القراي أن هنالك قدوة تقليد غيره!! يقول د. القراي: "ويمكن لأي شخص معاصر، ان يُدعى لتحقيق كمالات محمد الإنسان، دون ان يفرض عليه منهج محمد النبي في العبادة، بما يحوي ذلك المنهج من طرف العقيدة ".. واضح من عبارة "بما يحوي ذلك المنهج من طرف العقيدة.."، أن الدكتور يرى أن العقيدة، ولو كانت وسيلة للعلم، هي ما يعيب المنهج!! وهذا فهم يدل على غفلة شديدة، إذ أن العقيدة هي أساس المنهج.. فالدين أساساً يقوم على عقيدة التوحيد، والعمل في المنهاج كله لترسيخ هذه العقيدة لتكون علماً _ علم يقين.. فالعلم ليس شيئاً غير العقيدة، وإنما هو العقيدة مستيقن منها.. ثم أنه لا يوجد علم، على الاطلاق، ولا يمكن أن يوجد لا يقوم على العقيدة!! لا علم مادي، ولا علم ديني.. وصحة أي علم، تعتمد بصورة كلية، على صحة العقيدة التي يقوم عليها!! ولأن هنالك جهالات كبيرة، في أمر العقيدة، لا تقف عند د. القراي وحده، وإنما تشمل غيره، ممن يصورون أن العلمية هي ما يقوم عليه منهج العلم المادي التجريبي.. من أجل ذلك، سنتناول القضية، في مقالات منفصلة عن مقالات الرد على د. القراي
يتبع... خالد الحاج عبد المحمود رفاعة في الجمعة 19/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة