هذه المقالة هي استمرار للمقالة الأخيرة .. التي كانت بعنوان ( لماذا فشل الإنقلاب في تركيا ؟). ويمكن لمن فاته قراءتها .. الذهاب إلى العراف ( غوغل ) ووضع عنوان المقالة .. فتظهر له مباشرة .. وعلى الصفحة الأولى .. وذكرنا حينها أن ثمة عنصرين رئيسين ساهما في إفشال الإنقلاب التركي هما : 1- العنصر الرباني . 2- العنصر البشري .. وهذا ينقسم إلى قسمين : أ – رئيس الدولة . ب – الشعب . وأما العناصر التي أدت إلى نجاح إنقلاب مصر .. فهي بشرية بحتة : 1- شخصية الرئيس .. 2- طبيعة الشعب المصري .. 3- شخصية زعيم الإنقلاب وعلاقته مع إسرائيل وأمريكا .. 4- جماعة الإخوان .. وحتى لا يقع الناس في التباس .. وحيرة .. كيف أن القدرة الإلهية تدخلت في إفشال إنقلاب تركيا .. ولم تتدخل في إفشاله في مصر؟
يجب ابتداءاً .. أن يعرف الناس .. ويؤمنوا بأن الله عز وجل .. قد وضع قوانيناً وسنناً ثابتة .. لا تتغير .. ولا تتيدل . ( سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا )
وهذه السنن تطبق على جميع البشر .. سواء كان مؤمنين أو كافرين .. فهي لا تجامل .. ولا تنحاز لأي مخلوق .. ولو كان مسلماً .. طالما أنه غير ملتزم بها .. ومنها : أن النصر لا يأت من الله تعالى إلا من خلال عمل الناس .. ومن خلال ما أعدوا له من سلاح .. ( وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ) ... فالذي يحمل رشاشاً .. ولو كان كافراً .. ووجهه إلى مؤمن أعزل .. فإنه يقتله .. وقد سبق أن تم قتل أنبياء كثر .. على يد الكافرين .. وخاصة بني إسرائيل المشهورين بأنهم .. قتلة الأنبياء .. فإعداد السلاح خطوة أساسية .. في تحقيق النصر .. في المعركة .. ولذلك جاء الأمر الإلهي : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ ) ومع إعداد السلاح .. يتطلب إعداد الإيمان .. الذي يمكن أن يعوض عن النقص في السلاح كما قال تعالى : (كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ ) فإذا فقد الإيمان أو كان قليلا .. وكان السلاح أيضاً قليلاً .. فالسنن الكونية تقول : أن صاحب السلاح الأقوى .. ولو كان كافراً .. هو الذي سينتصر .. على الفريق .. المتصف بأنه قليل الإيمان .. والسلاح .. ولو كان من المسلمين .. وكذلك الذي يمتلك مكراً .. ودهاءاً .. وحيلة .. وتخطيطاً كبيراً .. ولو كان كافراً .. ينتصر على المسلم البسيط .. الساذج .. المغفل .. المتواكل .. الإرتجالي في تحركاته .. وتصرفاته .. ولكن إذا وجد الإيمان القوي .. مع السلاح القليل .. فيمكن أن ينتصر على ذي السلاح الكثير .. فإذا علم الله تعالى أنه لدى قوم إيمان كاف .. جاءهم النصر ولو كان سلاحهم قليلاً .. وجاء التدخل الرباني حاسماً .. وحازماً .. ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ) .. فإذا أردنا تحليل عناصر نجاح انقلاب مصر .. نجدها معاكسة تماماً .. لعناصر فشل انقلاب تركيا .. العنصر الأول : شخصية ( محمد مرسي ).. التي كانت تتصف بالضعف .. والبساطة .. والسذاجة .. والغفلة .. والتردد في اتخاذ القرارات .. وتراجعه عنها .. · ضعفه في الإدارة .. · انعدام الخبرة في السياسة والإدارة .. لم يسبق له أن استلم عملاً حكومياً قط .. قفز من رئاسة حزب الحرية والعدالة .. إلى رئاسة الجمهورية مباشرة .. · جهله المطبق بطبيعة الجيش المصري .. الذي حكم البلد لمدة ستين سنة بالحديد والنار ..عبر .. جمال .. وأنور وحسني .. فلم يتمكن من اتخاذ أي خطوات لإبعاد الجيش عن السياسة .. · ضعف فراسته في الرجال .. وبالخصوص ( السيسي ) الذي عينه وزيرا للدفاع .. علماً بأن : فراسة المؤمن .. ذات قوة خارقة .. كما روي عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ " وعلماً بأن أدنى الناس معرفة بالرجال .. يكتشف للتو أن ( السيسي ) مخلوق مهرج .. هزلي .. يجيد دور التمثيل .. مكار .. خبيث .. قميئ .. تافه .. لا يصلح أن يكون فراشاً في وزارة الدفاع .. بله وزيراً .. وعلماً بأن الأشهر الستة الأخيرة من حكمه .. كانت مضطربة .. بينه .. وبين عناصر الشغب .. والبلطجية .. وعتاولة النظام السابق .. وعصابات الإباحيين والعلمانيين .. علاوة على السخرية .. والإستهزاء بالرئيس في القنوات التلفازية .. ووسائل الإعلام المتردية .. من قبل زمرة هابطة .. منحطة من العضويات الحية تطلق على نفسها إسم فنانين .. إضافة إلى خلافات مع الجيش .. وقد حذرت بمقالات ورسائل على الفيسبوك .. من قيام العسكر بالإنقلاب والسيطرة على الحكم كما حصل في الجزائر قبل عشرين سنة .. والأغرب من ذلك كما ينقل ( أحمد منصور ) أن مسؤولين من دول محبة لمصر .. قابلت مرسي قبل ثلاثة أشهر من الإنقلاب .. وحذرته من شر السيسي .. ولكنه لم يأخذ به .. بل استخف به .. وقال للزائر الناصح : أن السيسي مضمون في جيبه .. العنصر الثاني : طبيعة الشعب المصري في غالبيته – وليس كله – عنده صفة البساطة .. والسذاجة .. والطيبة المفرطة .. إضافة إلى الفقر المدقع .. وهم يقولون عن أنفسهم أنهم غلابا .. مما تغري الحكام .. وعصابات البلطجة .. بأن تضحك عليه .. وتستغفله .. وتجعله بوسائل الترهيب والترغيب .. أن يجري وراءها بكل استسلام .. وخضوع .. وخنوع .. وانبطاح .. ويبيع كل ما يملك من قيم ومبادئ .. لأجل جنيهات معدودة .. إلا من رحم الله .. من العمالقة .. الذين لا يساومون على دينهم .. ولو أعطوا القناطير المقنطرة من الذهب والفضة .. ولكنهم قليل .. فالشعب الذي خرج في ثورة يناير .. مطالباً بالحرية .. وإسقاط نظام العسكر .. هو نفسه أُخرِج ( بضم الهمزة وكسر الراء ) وسيق سوقاً إلى نفس الميدان .. مطالباً بالإنقلاب على الحرية والديمقراطية .. والرجوع إلى حكم العسكر .. ولعق أحذيته .. والتفاخر بوضعها تيجاناً على رأسه .. بل الأنكى من ذلك والأغرب .. أن كتاباً مشهورين .. وإعلاميين بارزين .. أمثال قنديل الذي طُرد من مصر أيام حسني .. فجاء إلى دبي .. فطرد مرة من دبي .. من أجل حرية الكلمة .. والرأي .. وكذلك بكري وسواهما .. كانوا ينافحون عن الحرية .. ويهاجمون الإستبداد .. والطغيان قبل الثورة .. ولكن لما جاء الإستبداد والطغيان مع السيسي . . وبالرغم أنه كان أشرس .. وأشد فتكاً مما كان أيام حسني .. إلا أنهم خنعوا .. واستسلموا له .. وفضلوا لعق حذاء العسكر .. على حرية الإخوان .. بينما علمانيوا تركيا .. آثروا حرية الإخوان .. على حكم العسكر !!! هل يستويان مثلاً ؟؟؟!!! العنصر الثالث : شخصية قائد الإنقلاب ( السيسي ) .. الذي كان يضمر حقداً دفيناً تجاه الإخوان المسلمين .. وبدأ منذ استلامه وزارة الدفاع .. وهو يخطط للإنقلاب على ( مرسي ) بالتعاون مع أجهزة المخابرات اليهودية .. والأمريكية .. وأموال دول البترول .. الذين ظهرت لديهم فجأة كراهية شديدة للإخوان .. وخوف ورعب منهم .. بالرغم من أنهم لا يملكون حولاً ولا قوة .. وبالرغم من أنهم موجودون في الجزيرة العربية .. منذ ستين عاماً .. ولم يبدر منهم أي مظهر يدل على أنهم يشكلون خطراً على حكامها .. أو أنهم تدخلوا في شؤونها .. أو سببوا أي مشاكل أو قلاقل أو شغب لها .. العنصر الرابع : جماعة الإخوان .. التي تصرفت بشكل غير حكيم ، وأخلفت في وعودها التي قطعتها على نفسها .. أنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية .. مما أدى إلى اهتزاز مصداقيتها. كان الأولى بها .. أن تركز اهتمامها على الهيمنة على المجلس النيابي ، وأن ترفض قرار المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات النيابية .. وأن تعيد الناس إلى الشوارع .. لإجبار المحكمة على إلغاء قرارها .. وكان الأولى بها أن تهتم بتوسيع قاعدتها الشعبية .. وأن ترفض استلام رئاسة الجمهورية .. ولو جاءها على طبق من ذهب .. لأن البلد متخمة بالمشاكل .. ولن تمكنهم القوى المعادية من حلها .. وليس لهم قوة تحميهم .. وتسندهم .. وتمكنهم من فرض النظام .. فكانت تصرفاتها سبباً غير مباشر .. في نجاح الإنقلاب .. إضافة إلى الأسباب الثلاثة السابقة .. الجمعة 2 ذو القعدة 1437 5 آب 2016 موفق السباعي
الشعب التركي يحترم الرئيس رجب طيب كشخص ساهم مساهمة كبيرة في تنمية تركيا الحديثة وانجازات الرجل بيمكن مشاهدتها في الشارع في مدينة اسطابول وكل المدن التركية الآخري فإذ قادتك الظروف يوما الي تلك المدينة الجميلة فسوف يزداد احترامك للرئيس رجب طيب
الدمقراطية التنمية الاقتصادية والتطور العلمي والصناعي ازدياد الوازع الديني لدي الاتراك العلاقات الدبلوماسية الجيدة مع الدول الكبري ساهمت في زيادة تصدير المنتج الصناعي التركي المميز البنية التحتية المتطورة جدا وربط المدن التركية بشبكة طرق جيدة جدا ساهمت كل هذه الإنجازات في ازدياد محبة الشعب للرئيس كل هذا ساهم بشكل كبير في فشل الانقلاب كما ساهم في ازدياد شعبية الرئيس التركي الشعب حاصر حاميات العسكر وقفل الطرق لمدة أسبوع كامل كل هذا منعا من تدخل العسكر في الحياة السياسية مرة اخري الدول التي يحكمها الجيش ما زالت تعاني من تخلف لا مثيل له الأتراك كشعب عاني من حكم العسكر والانقلابات العسكرية لذالك وقف معالرئيس المنتخب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة