كيف أعلنَ أهلُ الهامِش إستقلال السودان فإضطُرَّ المركزَ لتأيِّيدِهِ؟(6) بقلم عبد العزيز عثمان سام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2016, 00:13 AM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف أعلنَ أهلُ الهامِش إستقلال السودان فإضطُرَّ المركزَ لتأيِّيدِهِ؟(6) بقلم عبد العزيز عثمان سام

    11:13 PM February, 17 2016

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    16 فبراير 2016م
    مَلحمة الإستقلال:
    يقول د. حسين آدم الحاج، فى مقاله الذى إستصحبناه مرجَعاً فى الأجزاء السابقة وما زلنا، والمقال من جزئين بعنوانِ (دور دارفور فى الحركة الوطنية السودانية الحديثة، تم نشره فى العام 2012م):
    يقول: (فى الطريق نحو الإستقلال كان السودان منقسماً على المستوى القومى إلى عدة أحزاب تجمَّعت فى كُتلتيَّن رئيسيتين، هما كُتلة الأحزاب الإتحادية من جانب، والتى كانت تُطالِب بنوعٍ من الوحدةِ مع مصر، وضمَّت أحزاب الأشقاء، الجبهة الوطنية، حزب الاتحاديين، وحزب وُحْدَة وآدى النيل. ثمَّ كُتلة الأحزاب الإستقلالية التى تدعو لإستقلال السودان الكامل عن مصر وبريطانيا رافعة شعار "السودان للسودانيين" وضمت حزب الأمَّة، والحزب الجمهورى الإشتراكى، والحزب الوطنى. وبالرغم من فوز الحزب الوطنى الإتحادى، الذى كان ينادى بوُحدة وآدى النيل، بأغلبية مقاعد البرلمان فى إنتخابات عام 1954 وتشكيله حكومة بمفرده، إضافة إلى ثلاثة من الجنوبيين، وتسلم السيد/ إسماعيل الأزهرى رئاسة الوُزارَة إلاَّ أنَّ المد الإستقلالى كان جَارِفاً، وقد تعقَّد موقف الأزهرى أكثر إزاء فكرة وحدة وآدى النيل خاصةً وأنَّ جماهير الحزب الوطنى الديمقراطى والشعب السودانى عامةً قد إتجهت بقوة نحو فكرة القومية السودانية المستقلّة، وقد تعقّدت مُهمته أكثر بعد أحْدَاث العنف من جانبِ الأنصار عند إستقبال اللواء محمد نجيب وزملائه وكبار الزوار والضيوف الذين وَفدُوا من مختلف الأقطار لحضور إفتتاح البرلمان فى أول مارس 1954م. ونتيجة لكُلِّ ذلك فقد إقتنع الأزهرى بفِكرة الأمر الواقع وأعلنَ رغبة السودان فى الإستقلال فى مؤتمر (باندونج) بالرغم من المعارضة المصرية القوِيَّة للفكرة، لكن تطورت الأمور بسرعة أكبر نحو الإستقلال وإتفقت كل الأحزاب السياسية السودانية على أن يَعلِنَ أعضاء البرلمان رغبتهم فى ذلك من خلال مشروع قرار برلمانى فى 19 ديسمبر 1955م بدلاً عن قرار الإستفتاء الشعبى كما نصَّت عليه الإتفاقية البريطانية المصرية التى كانت قد أبرِمَت عام 1953م.)
    ويستطرد الكاتب قائلاً: (لكن قبل ذلك كُلّه، ونسبة لتنامِى المطالبة بالإستقلال الكامل، قرر السيد/ إسماعيل الأزهرى القيام بطوافٍ على الإقاليم الغربية للبلاد، وكما معروف فهى معاقل قوِيَّة لحزبِ الأمَّة، ولذلك وجَّه حزب الأمَّة جماهيره فى تلكِ المناطق بحُسنِ إستقبَالِ رئيس الحكومة إستقبالاً وُدِّيَاً وشعبياً، لكن نبَّهَهُم بأن يُطالِبُوا بإستقلال السودان حتى يتعاظم الضغط الشعبى عليه للإلتزام به. فإنبَهَر الرجُل بضخامَةِ الإستقبال الذى وَجَدَهُ بالنهود، فى أول زيارة له لكردفان، وتيَقّن ألاَّ منَاصَ من تبنِّى فكرة الأستقلال كهدفٍ ثابت، ثم قادته زيارته لمدينة عِدَّ الغنم بجنوب دارفور، كأول منطقة بدارفور يزورها فى جولته تلك، وكان قد وصل إليها قبله نائب المنطقة، عن حزب الأمة لدائرة غرب البقّارة، السيد/ عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة وشرَعَ فى الإعدادِ الشعبِى لمُقابلَةِ رئيس البلاد الذى وَجَدَ فى إستقبَالِهِ عند وصوله لمطار المدينة مئات الألوف من الفرسانِ يُغطّونَ الأفق على صَهَوَاتِ الخيول مشْهِرينَ سُيوفهِم ورِمَاحِهِم ويهتِفُون "عاشَ السودانُ حُرَّاً مُستَقِلّاً" فى منظَرٍ رَهِيب ودَآوِى تأثّر به الأزهرى حتى سالت دمْعَتُه من فَرْطِ إحساسِهِ بعَظَمَةِ الموْقِف.
    ويَصِفُ عميد مُهندس/ أحمد عبد القادر أرباب هذه اللحظات فى كتابِهِ بعنوَانِ (تاريخ دارفور عبر العُصُور) تم نشره العام 1998م، (صفحة 345)، فيقول:
    "بعد أن أخذَ الرئيس مكانه المُعَدّ له تقدَّمَ السيد/ عبد الرحمن دَبَكَة إلى المنصَّةِ وألقَى كلمته مُرَحِّبَاً برئيس الحكومة وأعضاء وَفْدِه ترحِيباً حَارَّاً، وفى خِتَامِ كلمَتِه هَتَفَ: "عَاشَ السودَانُ حُرَّاً مُسْتَقِلّاً"، فهتفَت الجماهيرُ المُحْتَشِدَة خَلْفَهُ: "عَاشَ السُودَانُ حُرَّاً مُسْتَقِلَّاً"، و رَعَدَتِ السَمَاءُ بالهُتَافاتِ الدَآوِيَةِ، ثمَّ نَهَضَ السيدُ/ إسماعيل الأزهرى وسط تلك التَظَاهُرَة مُخَاطِبَاً الحَشْد الكبير وفى خِتامِ كلمَتِه هَتَفَ: "عَاشَ السُودَانُ حُرَّاً مُسْتَقِلَّاً"، "السُودانُ للسُودَانِيِين". فهَاجَتِ الجماهِيرُ من الفَرّحَةِ حيثُ إنتصَرَت إرادةُ الشَعَب، وإنهَمَرَتِ الدُمُوع من الفرحَةِ، و دَوَّتِ الهُتَافات دونَ توَقّف وتَعَالَت لعَنَانِ السماءَ بَاعِثَةً هَدِيّرَاً صَاخِبَاً إهْتَزّت لهُ الأرض، وتحَرَّكت الجماهيرُ فى حركةٍ جُنُونِيَّة تُعَانِقُ بعضُها البعض، و زَغْرَدَتِ النِساءُ و رَزَمَت النقَاقِيرُ، وإبتهَجَتِ الدُنيا لهذا اليوم التاريخى العظيم المَشْهَد" (صفحة 345).
    ويواصل دكتور حسين آدم الحاج فى توثيقِ هذا الجُزءِ المُهِم من تاريخ السودان "المُغَيَّب" قائلاً :(هكذا هُمْ أهلِ دارفور، فمن أول يوم ضُمَّت فيه إقليمِهم للدولةِ السودانية أثبتوا أنَّهم لم يأتوا من فراغ، بل جاءُوا إليها يحمِلُونَ زَادَهُم ويتوَشّحُونَ رِدَاءِ تاريخٍ عظيم، وإرْثٌ ثرّ وتجربة راسِخَة فى بناءِ الأمُمِ، ولذلك فقد ظَلّوُا يُغَذُون التيارَ الوطنى السودانى برَوَافِد دائِمَة وقَوِيَّة من مخزُونِهم التاريخى ودَفْعَهُم الذاتِى، خاصَّةً عند المُنْعَطفاتِ الحَرِجَة والمواقِفِ الحَاسِمَة.
    بناءاً على هذه الخلفية يجدر بنا أن نقرأ موقف النائب عبد الرحمن دبكة خاصة من جانب كونه يمثل أول شخصية سودانية يجهر بصوته عالياً مطالباً بإستقلال السودان من منطقَتِه الإنتخابية، فأجْبَرَ بموقِفِه ذلك رئيس الحكومة "المُتَرَدِّد" أن يحذُوَ حَذوهَ، ولقد كان ذلك المشهد رَهِيِبَاً ومُلهِماً فى آنٍ وآحِد تكرَّرَ مرَّة أخرى فى بداية الستينات عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر السودان فصحِبَهُ الرئيس/ إبراهيم عبود فى زيارةٍ لمنطقة "غزالة جاوَزَتْ" بجنوب دارفور حيث تدافعت جماهير قبائل البقارة ونُظّارِهم وقياداتهم لإستقبالهما، ويقال أنَّ قرابة ربع مليون فارس قد إحتشَدُوا فى تلكِ المُناسبة يَهُزُّون حِرَابِهم الطويلة فى منظرٍ سَدُّوُا به عينُ الأفق من كلِّ جانِب فتأثر الرئيس عبد الناصر تأثرَاً بالِغاً وإلتَفت إلى الرئيس عبود قائلاً: والله لو كان عندى مثل هؤلاء الفرسان لكنتُ قد دخلتُ إسرائيلَ فى يومٍ وآحِد!).
    (وعلى العموم فقد أقَّر البرلمان السودانى إعلان إستقلال السودان من داخلِ الجمعية التأسيسية فى جلسةٍ حاسِمَة يوم الأثنين 19 ديسمبر 1955م، وقد وصف دكتور/ إبراهيم الأمين ما دار فى تلكِ الجلسة فأورده فى مقالٍ له بعنوان "أيام خالِدَة" عن إستقلال السودان، نشرته صحيفة الرأى العام مؤخراً بتاريخ 1/1/2004م، ذكر فيه أنَّ السيد/ ميرغني حسن زاكي الدين قد تقَدَّمَ فى مجلسِ النواب بالإقتراح الآتى: "نحنُ أعضاء مجلس النواب فى البرلمان مجتمعاً نرى أنَّ مطلبَ الجنوبيين بحكومَةٍ فدرالية للمديرياتِ الجنوبية الثلاث سيُعْطَي الإعتبار الكافى بواسطة الجمعية التأسيسية"، فثنَّى الإقتراح رئيس حزب الأحرار السيد/ بنجامين لوكا، نائب دائرة ياى بالمديرية الإستوائية، وقال: "عندما بدأ السودانيون يتجمعون ليتشاورُون فى شئونِ بلادِهم رأى الجنوبيُونَ أنَّ أنجَعَ طريقةٍ للتشاوُرِ هى أنْ تكونَ للجنوب حكومة فدرالية.. وكلنا يسعَى ويهدُف لأنْ يكون السودان وُحْدَةٌ لا تتجَزَّأ .. وهذا الهدف لا يتحقق إلا إذا كانت هناك حكومةٌ فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث". وطُرحَ الإقتراحُ للتصويتِ فأجُيِزَ بالإجمَاعِ.
    وفى الساعةِ الحاديِة عشر والدقيقة 15 مساءً وصلَ مجلسُ النواب السودانى بالإجماع إلى القرار التاريخى بإعلان إستقلال السودان من داخلِ الجمعية التأسيسية فى نفسِ تلك الجلسة الخالِدَة والمُرتبِطة بِوُجْدَانِ كُلِّ سُودانِى. وكان صاحِبُ الشرف العظيم لتقديمِ الإقتراح فارس من دارفور هو السيد/ عبد الرحمن محمد إبراهيم دَبَكَة نائب "دائرة البقارة غرب- جنوب دارفور" عن (حزبِ الأمَّة) من نوابِ المعارضة، فتقَدَّمَ بالإقتراحِ الخاص بإرسالِ خطابٍ لمعالِى الحاكم العام، هذا نَصَّهُ:
    (نَحْنُ أعضاء مجلس النواب فى البرلمان مُجتمِعَاً، نعْلِنُ بإسمِ الشعبِ السُودانِى أنَّ السودانَ قد أصبحَ دولةً مُستَقِلَّة كامِلَة السِيادَة، ونرجُو من معَالِيكُم أنْ تطلُبُوا من دَولتِى الحُكمِ الثُنَائِى الإعترافَ بهذا الإعلان فورَاً).
    وقد كتبَ الصحفِىّ السودانى الكبير الأستاذ/ محجوب محمد صالح مقالاً بعنوان (أزمة السودان.. فى زكرى إستقلالِه، نشر بتاريخ 27 ديسمبر 2013م )، ورَدَ فيه أنَّ البطلَ عبد الرحمن دبكة مُقَدِّم مُقترح الإستقلال قد أوردَ فى تقدِيمِهِ الآتى: (إنّنا نُريدُ لبِلادِنَا فى عَهْدِ الإستقلال حُكمَاً ديمُقراطِيَّاً وعدالةً اجتماعِيَّة، وتكافؤ فُرَص). وثنَّى الاقتراحَ النائب/ مشاور جمعة سهل "دائرة دار حامد غرب"- شمال كردفان، من الحزبِ الوطنِى الإتحادِى، مُبَشِّرَاً النوابَ بأنَّ السودانَ بهذا الاقتراح سيدخُلُ (عهدَ الحُرِّيةَ والسِيادَة والانعتاق.)
    وقد أشار السيد/ عبد الرحيم أبوشنب إلى هذه المناسبة أيضاً عبر مقال له بعنوان "الطريق إلى الإستقلال" نشَرَهُ فى موقع سودانايل الإلكترونى (15/1/2004م) أوردَ فيه أنَّ السيد/ محمد أحمد محجوب زعيم المعارضة قد عَلَّق على ذلك الإقتراح الذى تقدم به النائب/ عبد الرحمن دبكة. ثمَّ إختتم المُداوَلة السيد/ مبارك زروق وزير المواصلات مُمثِلاً جانب الحكومة. وما كادت النتيجة أنْ تُعلنَ حتَّى دَوَتِ القاعَة بالتصفِيقِ الحادّ إشترك فيه الأعضاء والزوار على السواء.
    وفى إحتفالٍ مُهِيب أنْزِلَ العَلَمَانِ البريطانى والمصرى صبيحة اليوم الأول من شهرِ يناير 1956م وفى نفسِ اللحظة تمَّ رفع العلم السودانى بواسطةِ كُلٍّ من السيد/ إسماعيل الأزهرى رئيس الحكومة، والسيد/ محمد أحمد المحجوب زعيمِ المُعارضة، ودخل السودان فى عهد جديد.)
    هذا هو سِفرُ ملحمة إعلان الإستقلال من تحتِ قُبَّةِ أول برلمانٍ سودانِى، لا يغالطنا فيه أحد سوى الذين جُبِلُوا على محاولاتِهِم اليائِسَة لإنكَارِ ضوءِ الشمسِ من رمدٍ، وطعمِ الماءِ من سَقَمٍ.
    ونُورِدُ الملاحظات التالية لدَعْمِ عنوان هذا الجزء من مَقالِنا: (كيف أعلنَ أهلُ الهامش إستقلال السودان فأضطُرَّ المركز لتأيِّيدِهِ؟) والمُراد منها "الإصلاح المفَاهِيمِى" وعلى النحو التالى:
    1. أنَّ أولَ صوت سودانى نادى بإستقلال السودان هو صوت السيد/ عبد الرحمن دَبَكَة فى حضرة الرئيس إسماعيل الأزهرى، كان ذلك من عرِينه ومسقطَ رأسه وحاضرة دائرته الإنتخابية مدينة "عِدَّ الغنَم" التى صارت فى عهدِ حكم "الإنقاذ" الحالى "عِدَّ الفُرسان" وتقع فى ولايةِ جنوب دارفور، (والذى لا يعلمه أهل المشروع "الحضارى" هؤلاء أنَّ الفُرسان لا يليقُ أنْ يكونَ لهم عِدّ!).. وبذلك سجل البطل الأمير/ عبد الرحمن دبكة سَبْقاً تاريخياً فريداً فكرَّمته جميع الأحزاب بذلك السبق، وفوَّضته بأنْ يُقدِّم مُقترح قرار إستقلال السودان من داخلِ البرلمان.
    2. مُثنّى مُقترَحْ الإستقلال هو النائب / مشاور جمعة سهل من شمال كردفان، دائرة دار حامد غرب، من الحزبِ الوطنى الإتحادى.
    3. أحْجَمَ أهل المركز من خوضِ معركة الشرف هذه، وكفّوا عن تدوين أسماءهم فى الكشف الذهبى للإستقلال، لأنَّ الحزبين الكبيرين القائمين على الطائفتين الدينيتين، الأنصار والختمية، ويُشكِّلان الحكومة والمعارضة ساعتها، مرتبِطَان وملتزمان بعُهودِهما ومواثيقِهُما التى قطعاها مع الملك جورج الخامس ملك بريطانيا يوم 27 يوليو 1919م، وأنَّ الإستقلالَ التام بالشكلِ الذى قرره شعوب السودان فى الهامش وجرَفَ سيلُ إرادتهم تنظميات المركز "المَحْمِيَّة البريطانية" يتعارض مع عهود الحزبين والطائفتين مع بريطانيا العظمى. ولذلك تركوا أمر التعبير عن قرار الإستقلال لنُوَّابِهما من أبناءِ الهامشِ السودانى، دارفور وكردفان، عبد الرحمن دبكة ومشاور سَهَل!.
    4. بعد تأييد الجنوبيين لوُحدَةِ السودان وإستقلاله التام من دولتى الحكم الثنائى، على أن تكونَ للجنوب حكومة فدرالية، وأن وحدة السودان وإستقلاله التام لا يتحقق إلا إذا كانت هناك حكومةٌ فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث، ورغم تأييد ذلك المقترح بإجماع مجلس النواب فى البرلمان عشية 19 ديسمبر 21955م ليكون قراراً سودانياً ملزماً و وآجب التنفيذ، إلا أن أهلَ المركز قد إلتفوا على ذلك القرار الذى صنعوه بأيديهم نقضوه وهتفوا على حافَّة قبرهNo Federation Between One Nation، فأهل المركز قد جُبِلُوا منذ فجرِ التاريخ على نقضِ العُهود والمواثيق، ونفَصِّلُ ذلك فى الجُزءِ القادِم.
    5. وبالمقابِل، عندما جاءت لحظة إنزال أعلام دولتى الحُكم الثنائى، بريطانيا ومصر، أقدَمَ على تنفيذ تلك اللحظات التأريخية أهل المركز الذين لا يجرُؤون على النُطقِ بإعلانِ إستقلال دولة السودان من دولتى الحكم الثنائى، مصر وبريطانيا، لتضاربِ ذلك مع مصالِحِهما الخاصة!.
    6. تنكّر تنظيما المركز، الأمَّة والإتحادى "المحمِيَّات البريطانية" لمطالِبِ مُقدِّم مُقترِح إستقلال السودان ومُثنيِّه، عبد الرحمن دبكة ومشاور سهل، وقد وردت تلك المطالب العامّة فى سياقِ تقديمِهُما لمُقترحِ الإستقلال فى تلكِ اللحظة التأريخية. وهى مطالب عامَّة، وكانت ستؤسِّس لدولةٍ عادلةٍ وسليمةٍ وقابلة للحياةِ Viable.
    وقد جاءَ مطلب مُقدِّم مقترح الإستقلال السيد/ عبد الرحمن دبكة كالآتى: (إننا نُريد لبلادِنا فى عهدِ الاستقلال حُكمَاً ديمقراطياً وعدالة اجتماعية وتكافؤ فرص.)، بينما بشّرَ النائب/ مشاور سهل النواب بأنَّ السودان بهذا الإقتراح سيدخُل(عهد الحُرِّيّة والسيادة والانعِتَاق).
    ولكن، فى اللحظة التى أنْزَلَ فيها السيدان، إسماعيل الأزهرى رئيس الحكومة ومحمد أحمد محجوب زعيم المعارضة أعلام مصر وبريطانيا، ورفعا علم السودان مكانَهُما، رفعَا معه السُلّم الذى صعدَ بحِزبيِّهِما إلى تلك المرحلة، وضربوا بعرضِ الحائط كلّ تطلُعات وآمال أهل هوامش السودان الذين أعلنوا الإستقلالَ من مَضاربِهم النائية، فأضُطرَّ أهل المركز لتأييدِهِم.
    فى الجزءِ القادم نتناول: (دور جنوب السودان فى الوُحدَةِ والإستقلال، وكيف خَذَلهُ المركز).




    أحدث المقالات
  • تحركات جهاز أمن البشير تساهم في التعجيل بالثورة الشعبية بقلم صلاح سليمان جاموس
  • ايران : الانتخاب بين السيء والاسوأ بقلم صافي الياسري
  • مصر ستطالب بشرق السودان حتى سواكن بقلم احمد الياس حسين
  • وزير سعادة.. للبؤساء..!! بقلم نور الدين عثمان
  • الشفيع خضر الى اين ... ؟ بقلم عمار عوض
  • مهرجان البركل وجنوبنا المنفصل.. جابرييل .. (2) بقلم رندا عطية
  • هل سيقبل البرلمان طلب المعارضة بـ(زواج المثليين)؟؟- بقلم جمال السراج
  • رثاء الشهيد خليل جنداوي بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • يوسف فضل حسن: متنوع ديمة بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • أحترمك أيها الحمار!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرجل الذي تبحث عنه ندى..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • صناعة العجز «1» بقلم الطيب مصطفى
  • ولات حين مندم بقلم الطيب مصطفى
  • بمناسبة ذكراه: لم يكن وردي نوبيا فحسب بقلم صلاح شعيب
  • مستشفى سرطان الأطفال 7979:الحلم.. الحقيقة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • صدقت يا شبونة.. الصندوق صار حقيقة بقلم كمال الهِدي
  • مواعظ الحاخامات وتوصيات قيادة الأركان الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (39) بقلم د. مصطفى يوسف ا
  • التأثير الدولي والإقليمي على محادثات جنيف3 بقلم ميثاق مناحي العيساوي/مركز الفرات للتنمية والدراسا
  • الدولة السودانية بين الضبابية والشفافية بقلم حسّان حسن كوكو
  • السودانيون في سدني .. معاً للسلام بقلم نورالدين مدني
  • العلاقة بين الأمن الغذائي وحق التعليم، العراق إنموذجاً بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحق
  • قراءة الدوافع الحقيقية التى حملت الحكومة السودانيّة لوقف اجراءات محاكمة ال ٢٧ المتهمين بالردة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de