كتب الجمهوري المحرِّف المدعو عبد الله عثمان مقالا كله خبل في خبل ودجل في دجل. وقد جعل عنوانه الاستاذ وبنوه:وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِين المقال الثاني! فقام بتشويه معنى الآي القرآني الشريف، ونزل بمعناه المنيف، إلى مستوى ضعيف، حيث جعله وصفا لرهطه الجمهوري السخيف! وإلا فكيف جاز لهذا (الكويتب) أن يَحمِل معنى قول الله تعالى على غير محمله، ويجعله في وصف شيخه الضال المضل، ووصف تلاميذه المضلَّلين المضلِّلين، وهو (أي الكويتب) في زمرتهم، وحامل لواء الشطح والخرافة فيهم؟! هذا بينما أن المقصود الأصلي من قول الله تعالى عن المصابيح في الآية الشريفة هو ما قاله أئمة التفسير، وفي طليعتهم التابعي قتادة:" إن الله تعالى خلق هذه النجوم لثلاث حكم: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين وعلامات يُهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ ". (علي بن سلطان محمد القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر، بيروت، 1422هـ، ص 11). فبمثل هذا النهج السوي السليم يفهم أهل الورع والاستقامة كلام الله تعالى، ويجلُّونه، ويجنبوه المجانة وسوء التأويل. وأما سفهاء الجمهوريين المتطاولين على الله تعالى فيجعلونه وصفا فيهم، بما أنهم أمة المؤمنين، وغرباء الزمان، وأهل الرسالة العصرية الثانية والأخيرة من الإسلام! وهكذا فإذا كان أول مقال (الكويتب) كفرا فلا عجب أن يأتي سائره على هذا النسج الردئ من التأويل المتكلف والقياس الفاسد. وقد قاد (الكويتبَ!) تكلفُه وتطاولُه إلى أن يقيس شيخه الهالك على الله تعالى إذ قال وهو يتحدث عني:" بتهكم وقيع الله على فعل الأستاذ محمود محمد طه في النهي عن إبادة البعوض وعن تعليق الكوز، وغير ذلك، فإن وقيع الله لا شك يتهكم ويضحك من آيات مثل "قالت نملة" أو "فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" أو "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا" وغير ذلك من الآيات". وهذا قياس باطل وكذب عارٍ، فإني ما تهكمت إلا من دعوة شيخك الضال محمود محمد طه، ولم أتهكم من قول الله تعالى، وحاشا أن أتورط في هُلك مهلك مثل هذا وما ينبغي لي. وإنك لأراك أيها الكويتب الجمهوري تقيس بقولك هذا شيخك الذي تقدسه مع الله تعالى. وتضعه في مقامه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. وإلا فما كل من يتهكم ويسخر من أقوال شيخك، شيخ الضلال المنكود محمود محمد طه، يتهكم ويسخر من قول الله تعالى. وشتان وشتان! وإليك شرح الأمر لتفهمه: فإنك – أولا - اقتطعت قول الله تعالى:(فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) بطريقة مغرضة من سياقه العجيب المذهل في فواتح سورة (فصلت) وهو كما يلي: (حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ). وهو قول معجز لا يقاس عليه. وهو يفيد كما يدل سياقه أن الله تعالى خاطب السماء والأرض بعد خلقهما فأجابتا بالسمع والطاعة. فكيف تقيس على كلام الله تعالى الخالق المدبر العلي القدير كلام شيخك الهالك (للكوز) أو لغيره من الكائنات التي أوحى كلامك أنه يفهم كلامها وتفهم كلامه وتستجيب له؟! فقد أشار اجتزاؤك للآية الكريمة بهذا الشكل، وإخراجها من سياقها على هذا النسق، وتوجيهها للدِّلالة على قدرات شيخك الإعجازية، وكراماته الشخصية، أن هذه الكائنات تتكلم معه كما يتكلم معها! وكأنك لم تنتبه وأنت تقرر كل هذا أيها الجمهوري السادر في الضلال أنك تقيس شيخك مع الله تعالى، وتمنحه قدرات الخالق البارئ المصور ذي الجلال والإكرام؟! وإنك - ثانيا - أسأت فهم معنى قول الله تعالى في سورة (النمل) حيث. جاء فيها من من خبر سيدنا سليمان عليه السلام وجنده:(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). وهذه الآية إنما كشفت عن معجزة باهرة من معجزات سيدنا سليمان عليه السلام. حيث أوتي من ضمن ما أوتى من المعجزات العلم بلغة النمل فسمع ما قالته النملة وفهمه. فهل أوتي شيخك الدجال الضال معجزات خاصة به من مثل ما أوتي الأنبياء؟! وهل تمكن بإحدى هذه المواهب المعجزة من الفهم عن (الكوز) فسمع لشكواه التي بثَّها بلغة (الكيزان) التي لا نعرفها ورقَّ لحاله وأنقذه من مصير النبْذ وعلقه على حائط السجن؟! وإنك – ثالثا - استشهدت بآية سورة (النحل) التي جاء فيها:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) وهي لا تحتوي على أي دليل على ما تقول من الدعوى. اللهم إلا استطعت - وما أنت بمستطيع - أن تثبت أن من قدرات شيخك أنه كان بمكنته أن يوحي إلى النحل وإلى سائر الحشر والحيوان بالأمر فيصدع بما يريد!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة