*بعيداً عن حسيابات التفاؤل والتشاؤم لم نكن نتتظر من المفاوضات غير الرسمية التي عقدت بالعاصمة الألمانية برلين بين الحكومة والحركة الشعبية"قطاع الشمال"غير هذه النتيجة المؤسفة التي لم تحدث تغييراًيذكر في مواقف الطرفين. *سبق ونبهنا إلى أن مثل المفاوضات التي إستمرت عبر جولات ماكوكية في العاصمة الأثيوبية أديس أببا وسط حالات المد والجذر بين الحكومة والحركة"شمال" لن تفضي للسلام المنشود في ظل المواقف المسبقة التي تلقي بظلالها السالبة على مسار التفاوض. *عندما قلنا أن الحوار مع الحركات المسلحة وحدها لايكفي‘ وهو موقف أعلناه منذ بدء التفاوض مع الحركة الشعبية الأم لم أكن أقلل من أهمية الحوار مع الحركات المسلحة التي فرضت وجودها عملياً على طاولة التفاوض لكنني قصدت ومازلت أؤكد ضرورة إحداث إختراق حقيقي من الحكومة تدفع بموجبه إستحقاقات الحوار الشامل. *إحتج البعض على دعوتي لعدم تكرار أخطاء إتفاق نيفاشا الذي حقق السلام في جنوب السودان‘ خاصة فيما يتعلق بوجود جيشين داخل السودان أو بمعنى أوضح دولة داخل دولة‘ فإنني قصدت التنبيه للمخاطر التي يجب تداركها قبل أن يقع الفأس على الرأس. * مع تقديري للحركة الشعبية "قطاع الشمال" والحركات المسلحة الأخرى بمختلف مسمياتها واقتناعي بحقهم في الدفاع عن تطلعاتهم المشروعة في بناء مستقبل السودان‘ إلا أنني أرى ان يتم ذلك تحت مظلة موحدة وليس عبر الإتفاقات الثنائية والجزئية التي فشلت في تحقيق السلام والإستقرار في السودان. *كما أرفض أيضاً أسلوب تعليق الفشل السياسي على الشماعات الخارجية كما حدث عقب فشل مفاوضات برلين لأن الفشل نابع من المواقف السودانية المتنافرة وليس بسبب عدو مجهول. *لذلك أختلف مع ما ادلى به القيادي بحزب المؤتمر الوطني الدكتور مصطفى عثمان للمركز السوداني للخدمات الصحفية بأن ما حدث في جولة برلين يؤكد إرتباط الحركة الشعبية " شمال" بالقوى الاجنبية‘ خاصة وأن القوى الاجنبية أصبحت عملياً حاضنة لكل جولات التفاوض الرسمية وغير الرسمية. *عندما أقول : عليكم بأنفسكم فإنني أعني أهمية إعتماد أسلوب المراجعة والمرونة اللازمة لتليين المواقف لأن ذلك يفتح الطريق للخروج من الدوامة السياسية والإقتصادية والامنية التي دخل فيها السودان جراء التمسك بالسياسلت الأحادية ومحاولة الإلتفاف على كل خطوة جادة نحو الإتفاق القومي المنشود. *مرة اخرى لابد من خطوة شجاعة اكثر مرونة وعقلانية للتنادي للجلوس حول مائدة تفاوض سودانية تجمع الحكومة والأحزاب المعارضة والفعاليات السودانية الفاعلة للإسراع بتحقيق الإتفاق القومي والإنتقال الفعلي من دولة الحزب إلى دولة الوطن الرحيب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة