الهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2015, 03:02 AM

عبدالرازق أنقابو
<aعبدالرازق أنقابو
تاريخ التسجيل: 11-22-2015
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءة

    02:02 AM Nov, 22 2015

    سودانيز اون لاين
    عبدالرازق أنقابو-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يتضح جليا أن مصر السيسي، ليست بكل المقاييس كمصر عهد عبد الناصر أو السادات أو حتي المخلوع محمد حسني مبارك! فقد كان هناك شيئ من الإتزان في كل شأنها –بلا أثر ولا تاثير بالغ عليها. أما اليوم فهي أصبحت بحق، محورا بل ومقصدا للتطورات الجارية إقليميا ودوليا! وهذه هي عين المؤامرة التي فطن لها الشعب المصري وجيشه، حتي أنجوا بقدرة الله مصر، من شرر وشرور ما يسمي بالربيع العربي الدائر! وتمثل ذلك بإسقاطهم لنظام الرئيس المطاح به شعبويا محمد مرسي، والذي أبت تلك المؤامرة واذنابها إلا أن ياتوا به أو بمثيله، لتخرب مصر أيدي سبأ، كمطلب ضرب علي نظام الرئيس المطاح به محمد مرسي. فإن نظامه البائد قد فات عليه فهم ذلك المخطط، وأنه مازال يحرك أتباعه لإدخال مصر دوامة الفوضي – لا سمح الله!.



    فالتظاهرات وأحداث التخريب التي وقعت بأرض الكنانة – مصاحبة عملية إسقاط الرئيس مبارك، قد أخذت في التوالي بشكل غير مبرر، من عهد الرئيس المطاح به محمد مرسي حتي بعد إسقاطه هو الآخر. هذا الإستمرار – يعلم الأمن المصري، أنه أمر مرتب له – بدءا من أحداث سيناء حتي داخل العمق المصري، وما حدث فيه من تفجيرات وإغتيالات لكبار الضباط وغير ذلك. ولكن التطور المفصلي والأكثر درامية في الوضع المصري من كل ما حدث، هو حادث سقوط طائرة الركاب الروسية بسماء سيناء ذاتها، والتي راح ضحيتها 224 مواطن روسي! هذا الحادث وما له من دلالة أمنية عميقة، فإن ما يثير الدهشة فيه وبشكل غير متوقع، هو قيام الأمن المصري – علي خلفيته، بمضايقة السودانيين المقيمين بأرض مصر، بدلا من إستهداف داعش أولا، أو إستهداف تنظيم الإخوان ثانية – كأنما الأمر لا يعني داعش التي أعلنت صراحة المسؤولية عن سقوط الطائرة الروسية!



    فتزامن الإنقضاض علي الإنسان السوداني المقيم هناك، مع طبيعة الحادثة ونوعيتها وما تعني، قد مثلت ضربة كبري لهيبة الدولة المصرية، مما يستدعي ضرورة الرد المبكر لتبديد أي تكهنات قد تلقي بظلال سالبة تفقد المجتمع الدولي ثقته بأمن السياحة في مصر قاطبة. إذا ما هي دواعي الأمن المصري للتهجم علي السودانيين، وهل الأمر جاء مصادفة، أم أن الرئيس السيسي نفسه راض عن ذلك، وماذا يترتب علي السودانيين القيام به وحكومتهم، ومتي سينتهي هذا التضييق عليهم، وما علاقة كل ذلك بحادثة سقوط الطائرة الروسية، بل لماذا هذه الحادثة ولم لم يتم إستهدافهم علي خلفية أحداث سيناء التي سبقت أو حادثة ذبح مصريين بايدي داعش في ليبيا، أم أن المقصود هو تفريغ مصر من كل إخواني محتمل من أراضيها والسودانيون أكبر المشبوهين المحتملين (تعلم مصر أن كوادر العدل والمساواة هي الجناح المسلح للشيخ الترابي – هو نفسه من قال ذلك!)



    فالهجمة الجارية ضد الإنسان السوداني بمصر، قد جاءت مترافقة مع تطورات عدة، ليس أقلها ما يحدث في مصر بل البلاد العربية والإسلامية قاطبة وبلدان الغرب بشكل أعم. ولكن يبقي السؤال الأهم – لماذا تخفي مصر أسباب هذه الهجمة علي أكبر جالية تعيش علي أراضيها، ولم تصدر بيانا حولها حتي الآن! وهذا ما سنحاول الإجابة عنه، من خلال هذا السرد المتواضع! فبشكل إجمالي، نجد أن مبعث القلق في هذا التغييب، لحقيقة ما يحدث للسودانيين الآن بمصر، هو ما تخبئه مصر ليس لأولئك الخمس ملايين سوداني، بل للسودان قاطبة وحكومته! فمصر دولة بهذا الحجم، وتلك العلاقة الممتدة مع جارتها السودان، بل والمتميزة والضاربة في عمق التاريخ مع الشعب السوداني، تتحاشي أو تتعمد إعطاء تفسير أو تبرير واحد لشنيع فعلتها بالسودانيين المقيمين عندها! هذا أمر غير مقبول بحق مصر أولا، وبحق السودان ثانيا وبحق شعبيهما أولا وأخيرا. ثم أن تغييب الحقيقة، يفتح المجال واسعا لمزيد من التكهنات، وربما هذا يكون أمر مقصود بحد ذاته، أذ لا نتوقع من مصر أن تأتي بفعل ولا تدرك أبعاده ولا تتحسب لعواقبه. فهي ربما أرادت به جس النبض لتري وتقيم من أين يأتي رد الفعل! من إخوان مصر، أم من إخوان السودان أم من حلفائهم في المنطقة – شرقا (قطر) وشمالا (تركيا) وغربا (ثوار ليبيا)! وهنا نجزم أن هذه الهجمة هي ترتيب مقصود ورسالة موجهة إلي كل ما يعنيه الأمر! ولكن مصر قد ساءت التقدير في ربط الإنسان السوداني بالفكر المتطرف ورهن إنتماءاته بالتنظيمات الإسلامية، مما يخيب الظن حتي في مستوي وحجم ردة الفعل المتوقعة من حكومة السودان نفسها!



    فبرغم ذلك، فإن المسألة تأخذ أبعادا مختلفة، أولها كما يتبادر للذهن، هو تمسك النظام القائم في السودان، ببقاء تنظيم الإخوان المسلمين كجسم – لحسابات عدة لا يستطيع الرئيس البشير الخلاص منه في الوقت الراهن علي الأقل (مقارنة بتلك المفاصلة التي وقعت واستمرت زهاء الـ 14 عاما)! فالآن مصر تعتبر هذا التنظيم هو الأخطر علي أمنها من أي مهدد آخر، وبذلك هي لا تتهاون في القضاء عليه وعلي كل من يقف من ورائه – داخليا وإقليميا وعالميا! وثانيها، ربما ينتج من تمذهب النظام القائم بالخرطوم وصيرورة جعله السودان، كقاعدة خلفية جمعت بين عناصر ذات صلة مباشرة بالتطرف والإرهاب –بدءا من الوهابية، ثم تنظيم الإخوان المسلمين والخلايا النائمة الداعمة لداعش بتهريب الشباب إليها! فقبل ربط هذين الأمرين بعملية مضايقة السودانيين بمصر، لننظر ما هي حقيقة الأسباب التي تجعل الرئيس البشير، لا يقوم بإعلان تنظيم الإخوان كجسم إرهابي كما فعلت السعودية ومصر من قبل – ويتلخص ذلك في الآتي:



    1. إسلامية نظام الخرطوم الموغلة في الإخوانية بلا فكاك: رموز الحكومة في الخرطوم – من المؤتمر الوطني وحتي المؤتمر الشعبي هم جسم واحد، توحد وإفترق ثم توحد ثانية! فهم جميعهم مرتبطون بتنظيم الحركة الإسلامية التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان المسلمين. وربما يأتي التقارب المتزايد ما بين البشير والترابي هو المؤكد لإستبعاد حل هذا التنظيم بالسودان. ثم يؤكد مرة أخري بقطع الشك باليقين أن السودان هو الماوي الفعلي والملاذ الأخير لتنظيم الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا!



    2. أولوية البقاء ودروس إنتفاضة أبريل: وهو تخوف حكومة الخرطوم من ردة الفعل الإخوانية ولعنة الإسلامويين جميعهم لها، والذين يرون في السودان البلد الذي لا تفريط فيه، بعد ما أمكنهم الله فيه! وهنا ربما نتذكر ما قام به الرئيس البشير في تلك المفاصلة مع الترابي، فلقد كان ذلك شأن داخلي، في حدود التنظيم وحركته الإسلامية ولا غبار علي ذلك بينهما – والأيام تثبت بل أثبتت ذلك! فالنظام في الخرطوم، لا نعتقد أنه سيكون جادا في حظر وحصار الإخوان، ليس لأنه جزء منهم، بل من ردة فعلهم وتفريق أمرهم وكشف مستورهم – خشية مما يحدث الآن بمصر! وهذا ما يخيف الخرطوم من فتح جبهة أخري، هي ليست مضطرة لفتحها في ظل الموقف الأمني العام بالبلاد!



    3. تهدئة غضب الأمريكان وتوالي منافع الإخوان: وهذا أيضا من الأولويات التي لا مجاملة فيها! ونجد أن الأمرين في حالة السودان مرتبطين بعضهما البعض، بالنسبة لنظام الخرطوم الذي وقد نجحت حكومة الخرطوم بجدارة في التوفيق بينهما! فكانت تلك هي إحدي سمات حكومة الخرطوم التي ضمنت غضبة الأمريكان من أي فعل محتمل، ولم يبق لها سوي إستثمار مذهبياتها المتعددة، حتي وقع الإختيار موافقا لتمسكها بتنظيم الإخوان المسلمين. فالضغط الإقتصادي الذي يحتاج لكل تلك الودائع الخليجية المنهمرة علي البلاد – التي نقدر أن الشيخ القرضاوي هو المحرك لها، نكاية بمصر حسني ومصر السيسي، من خلال الزيارة المفاجئة للشيخ الترابي لقطر بعيد مصافحته البشير! فمعلوم أن دولة قطر لا يمكن أن ترضي بزوال تنظيم الإخوان المسلمين نهائيا علي من وجه الأرض، وقد رتبت أن تجعل منه، أداة الربيع العربي للتغيير بدول المنطقة، وضمنت لنفسها ونيابة عن أخواتها كل الشرور المرتقبة من ثورات الربيع العربي – بمفهمم تحويل التهديد إلي الغير (Threat Transfer) عدا دويلات الخليج! فقطر تري أن السودان هو البديل لجمع الإخوان من كل البلاد المتنظر طردهم منها. فذلك الضغط الإقتصادي، هو حقيقة ما دفع بالدولة للتمسك بالإخوان خاصة أن قاعدة حكومة السودان نفسها تقوم علي هذا التنظيم، في مقابل تدفق الودائع القطرية نحوها. أما سكوت السعودية عن إخوان السودان، ودعهما للسودان فيأتي علي خلفية تخليها عن المشروع الإيراني الخاص بمد المذهب الشيعي بالمنطقة وتصديره إلي داخل أفريقيا، ومن وقوف السودان معها في حربها ضد الحوثيين والتي بدأت مباشرة بعيد إنهاء البشير للقائة مع الملك سلمان. فالمملكة السعودية قد حالفها التوفيق في فهم حقيقة النظام بالخرطوم وفهم حقيقة إخوان السودان بالصورة الأدق لمبادئهم ومستوي حجمهم ومدي تأثيرهم، علي خلاف التصور المصري الذي مبعثه نظرة الغرب قاطبة لشخص الشيخ حسن عبدالله الترابي، وتقاربه المتزايد الآن من الرئيس البشير! وعلي ذكر المبادئ، فمعلوم أن عامل المصالح، هو ما تميزت به حكومة السودان الحالية، في تقرير علاقاتها المتحركة والثابتة والمتأرجحة!



    4. ثم التخوف الأكبر من إعلان حل تنظيم الإخوان هو إنهيار النظام القائم بالبلاد! نعم أن الحكومة القائمة قد نحجت في لم الكل في وسط واحد - المؤتمر الوطني ظاهرا، وباطنا مؤتمر شعبي وشيعة وشيوعية، وصوفية وعلمانية، ووهابية وماسونية – في تجمع متناقض، وحبكة قالوا إنها شجرة جامعة إلا لمن أبي! ففي هذا الصدد، فإن الحكومة لا يضيرها أن تتخلص منهم واحدا تلو الآخر (الشيعة والشيوعية ومن ثم الوهابية)، وهنا نتذكر كيف أن الخرطوم عصفت بالعلاقة مع إيران دون أدني تردد، فذلك شأن مختلف ولا يصلح للمقارنة مع التعامل مع تنظيم الإخوان المسلمين. فتمكن هذا التنظيم بالسودان، جعل منه الأنموذج المتفرد والوسط الجامع الذي تذوب فيه كل تلك المذهبيات وغيرها، لطالما أنه الباقي المستمر – حاميا للحكومة والحكومة تحميه!



    أما بالنظر للموقف المصري المحتمل من التهجم علي السودانيين بمصر، فيمكن تلخيصه في النقاط الآتية:



    1- تمسك نظام الخرطوم بالاسلاميين وتخوف مصر من تصديرهم لها لزعزعة أمنها وضرب إقتصادها – علي خلفية تصدير داعش لفدائييها من خلال موجات اللاجئين السوريين نحو أوربا! فهنا لا نقول أن عاملا سودانيا بمطار شرم الشيخ، هو من وضع القنبلة بتلك الطائرة المنكوبة! ولكن ربما يتصور شيئ من هذا القبيل للأخذ من السودانيين هناك، فإن كان هذا ما يدور، فهو أمر مقصود سياسيا لصرف أنظار المصريين ولو مؤقتا، نحو دخيل آخر، أولي بالمجابهة من المجابهة بين بعضهم بعضا!



    2- خروج السودان من فوضي الربيع العربي، رغم توفر جميع المعطيات اللازمة للخروج، أمر أزعج بالضرورة القائمين علي مؤامرة الربيع العربي بداية، وأزعج كذلك المعارضة السودانية ثانيا، وأزعج كذلك النظام القائم بمصر والرئيس السيسي تحديدا، الذي نراه إنقض بلا هوادة علي تنظيم الإخوان المسلمين هناك! فنحن نعلم أن العلاقة مع مصر يشوبها تلك الحادثة، التي كادت أن تودي بحياة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ودخول مصر في فوضي مفاجئة لا يعلم مداها الا الله! فزوال الرئيس البشير بالنسبة لمصر السيسي هو خير من بقائمة، لاجل قيام علاقة تقوم علي الثقة المتبادلة ما بين البلدين. صحيح ان البشير فعل ما بوسعه لتصحيح مسار العلاقة، بعيد المفصالة مع الترابي، إلا ان التقارب المتنامي مع ذات الرجل في السنتين الاخيرتين هذه، أعاد الأمر إلي مربعه الاول بالنسبة لمصر، وخاصة حكومة السيسي التي تاريخيا هي أول من أعلن الحرب علي تنظيم الإخوان المسلمين (نعلم أباه ولا نعلم مذهبه الذي يتبع، حيث الحديث يدور كثيرا عن إرتباطه بالماسونية العالمية)! فمفتاح هذه العلاقة هو حقيقة تنازل مصر عن ردة فعلتها من محاولة إغتيال الرئيس مبارك المتعلقة بإحتلال حلايب وشلاتين، وهذا هو مربط الفرس لإعادة الثقة من جانب السودان والنظام الحالي فيه!



    3- توارد الأخبار عن التحاق أعدادا من السودانيين بتنظيم الدولة الإسلامية، وهنا تهتم المخابرات الأجنبية بهذه المعلومات وترصد مقادير تدفق الشباب السوداني ومراقبة جهود الحكومة من منع مواطنيها ورعاياها من الإنضمام لهذا التنظيم المتطرف وغيره من تنظيمات إرهابية أخري. فالشواهد هنا كثيرة والمعلومات غزيرة، وأولي بالوقوف عليها هي المخابرات المصرية بسبب مساحة الحريات الأربع التي تسهل عبور المواطنيين بين البلدين. فما يهم الدولة في مصر وما يقلقها هو أيضا الخطر الداعشي المهدد لضرب السياحة في مصر، وفضحها كدولة غير قادرة علي حماية مواردها وحماية رعايا المجمتع الدولي فيها. فتوارد المعلومات عن إنضمام عدد من السودانيين لتنظيم الدولة داعش – بدءا من سوريا ومرورا بالعراق وليبيا الآن، هو ما يقلق النظام المصري – الذي أري فيه قاب قوسين أو أدني، من إعلان مصر للسودان كدولة راعية للارهاب، تأسيا بأمريكا، من وضعها للسودان تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب – حتي إشعار آخر!



    وبعيدا عن تلك الأسباب، فالنظرة العامة لعوام المصريين بل ومثقفيهم للسودان والسودانيين باعتبارهم تبع لمصر، هي ربما المبعث المحرك ضد ما يرونه أقل شأنا وأضعف مكانة! فهم جميعا يقولون أن السودان تاريخيا، ما هو إلا جزء تابع للدولة مصر! فالنجاح الذي حققته حكومة السودان بالمحافظة علي نظامها القائم من كل ما احدق به من مخاطر، وبناء علاقات "تحتانية" ممتازة مع أمريكا، وعلاقات جيدة مع كل دول الخليج، إلي جانب إنهاء إرتباطها الروحاني مع الدولة الإيرانية، وإشارات التطبيع مع إسرائيل، وتوازن علاقتها مع الروس، والهند ودول أمريكا اللاتينية، كل هذا الزخم الدولي تنظر إليه مصر، بإعتباره سحبا للبساط من تحتها – ككيان يري في نفسه الوصي التاريخي علي السودان وشأنه. ومن هنا نستنج أن تلك الهجمة علي السودانيين هي ردة فعل محتملة، ناشئة عن ترتيب نظام ودولة، وليست من تحرك شعبي مصري ضد الإنسان السوداني هناك!



    وهذا التحرك المفاجئ المريب ضد الإنسان السوداني بمصر، لا نعلم له مبررا مقنع، يدفع الحكومة المصرية للتشفي منهم! فطبيعي أن تكون ردة الفعل علي من أعلن المسؤولية عن أي جرم ارتكب! فهاهم الروس يكثفون هجماتهم ضد داعش وينسقون بعمل أكبر ضدها لمجرد إعلانها المسؤولية عن إسقاط طائرتهم، وكذلك الفرنسيون يفعلون الأمر ذاته ضد داعش مباشرة كرد فعل علي الهجوم في إستاد باريس! فما ذنب الإنسان السوداني في هذا الشأن! انهم فعلا "يرون الفيل ويطعنون ظله!" ولكن ربما يكون هذا المثل في معناه اللفظي ودلالته الظرفية، أصدق من أن يكون مثلا لمجرد "السخرية" من الفعل ضد الجالية السودانية بمصر، وذلك قياسا بأعداد السودانيين الملتحقين بداعش، إلي جانب وصف غالبهم بالإتجاه الإسلامي ونظامهم المرتبط بتنظيم الإخوان هو الآخر! ولكن يظل التمسك بـ (لا تزر وازرة وزر أخري)، هي الحجة التي يصدقها سلوك سواد السودانيين –هناك في مصر، أم داخل بلدهم السودان، أم في أي دولة من بلاد العالم، وبعدهم عن أي تطرف وعمل إرهابي! حيث أن الحقيقة المؤلمة هنا، أن جميع ما تم ضبطهم أو تسربت إخبار مقتلهم بدءا من أفغانستان سابقا، العراق، ليبيا وسوريا الآن، هم من الإتجاه الإسلامي – إخوانيون ووهابية! فسواد السودانيين وعامتهم داخل البلاد وخارجها لا علاقة لهم بالتطرف أو التنظيمات الإرهابية، بل حتي أن نسب إقبال الإخوان والوهابيين السودانيين أو تحولهم للتنظيمات المتطرفة، هي النسبة الأقل دائما، مقارنة بأعداد الخارجين منهم من أراضي السعودية ومصر. ومن هنا نقول لمصر، أن تلك هي داعش من أعلنت المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية وليس أي إنسان سوداني!



    وفي شأن آخر متصل بمصير علاقة مصر بالسودان، نجد أن العقبة بينهما كؤود، من التباين والتناقض التام – الأولي شبه علمانية والثانية إسلامية مصنفة تحت قائمة التطرف والإرهاب، ثم من فقدان الثقة ما بينهما –من إحتلال مصر لحلايب وشلاتين ومن تمسك السودان بالإسلاميين الذين حكمت عليهم مصر بالإرهابيين وعطلت نشاطهم تماما. فذلكم التناقض وفقدان الثقة هي أيضا مبعث قلق، لا يزول إلا بزوال أحد النظامين، أو تفكيرهما الجاد في إيجاد مخرج أوسع يحفظ مصالحهما المشتركة ومصالح المنطقة العربية ككل. وأعتقد أن الحكومة في الخرطوم ستضطر للقيام بالفعل ذاته – التخلص من الاخوان كما تخلصت من الشيعة، إذا ما لم يلزمها إلا خيار البقاء – فالنفس فعلا – أولي من الصاحب! فقد فعلها الرئيس نميري وقضي علي الشيوعيين وأسكتهم حتي رحيله، إلا أن ذات التنظيم هو من رحل به من حيث لا يدري! فالتحدي كبير بالنسبة لنظام الخرطوم، بل هو الخيار الأخطر علي أمن البلاد، من تكرار مخطط الرئيس الأسبق النميري للإطاحة بالإخوان، وردة الفعل التي قضت عليه بإنتفاضة أبريل 1985م. ولكن إذا ما نظر النظام القائم إلي ما حوله أخذا بحجم السواد الأعظم للسودانيين وبعدهم عن تنظيمات التطرف وما شابهها، والمعطيات الجارية ضد هذا التطرف والإرهاب، إلي السند الكبير المحتمل إقليميا ودوليا في هذا الصدد، فيمكنه فعل الأمر ذاته بنجاح أكبر – تماما كما فعل النميري بيشيوعيته من قبل، وكما تفعل مصر السيسي بتنظيم إخوانها دون تردد الآن! ولإكتمال الدائرة في المقابل الآخر، لا بد من تخلص السعودية والسودان معا، من وهابيتهم أيضا، ككيان محتمل كامن لتمدد تنظيم الدولة داعش، تماما كما فعلت تشاد بهم، وضيقت عليهم مصر ذاتها من قبل! فالدواعش الأكثر إحتمالا (الوهابية والإخوان)، هما الرديف والحليف المعادي لأمريكا والغرب ظاهرا، والمتودد الوديع مع إسرائيل باطنا! وعلي ذلك يكون المخرج متسعا، وتصبح الوجهة واضحة ما بين مصر والسودان والسعودية – هي خلق تكتل إقليمي جديد برعاية مصر وتمويل السعودية وتسليح الروس وحلفائهم!



    عبدالرازق أنقابو


    [email protected]





    أحدث المقالات



    روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين



  • امين الشباب والطلاب بحرك تحرير السودان للعدالة يدين اغتيال طلاب الهامش
  • عبد الحي يوسف: من ينكر عذاب القبر ضال ومنحرف
  • عبد الله موسي:الاوضاع في الشرق سيئة
  • الحركة الشعبية: جئنا للتفاوض بعقول وقلوب مفتوحة لكننا فوجئنا بأن وفد الحكومة لايملك تفويضاً!!
  • الحكومة المصرية تحقق فى تعرض سودانيين لمضايقات
  • عبد الله موسي:رؤية قوي نداء السودان واضحة بشان المؤتمر التحضيري
  • ترجمة غير رسمية لخطاب الحبيب الإمام الصادق المهدي إلى الرئيس ثابو امبيكي
  • منظمات الأمم المتحدة الإنسانية و الإغاثية تزور وسط دارفور
  • بيان مناشدة لكل المنظات الانسانية!! مركز عزه لتنمية المرأة و الطفل
  • ندوة هامة عن الأزمة الأقتصادية في السودان
  • تصريح إعلامي من رئيس الجبهة الشعبية المتحدة، ونائب رئيس الجبهة الثورية السودانية


  • التحرش واستغلال الفتيات جنسيا في الضعين مسقط رأس حسبو ومسار أكثر داعمي الحكومة
  • ألغاز الغاز والتصريحات التبريرية بقلم نورالدين مدني
  • ذكرى أيقظتها الأزمة بين الشعبين المصري والسوداني بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
  • فكري أباظة : حياته من حكاياته (2) بقلم محمد رفعت الدومي
  • لغز وفزورة القنبلة الطائرة بقلم عاصم أبو الخير
  • غوغائية وطنية نحتاجها بقلم حيدر الشيخ هلال
  • مصر الدنيا و ( فولتا العليا ) ! بقلم ياسر قطيه
  • اليوم العالمي للطفل بين ظلال البراءة والعفوية وحقوق الحرية والامان بقلم نهله العوني *
  • مصر ام الدنيا ... والدنيا مش عارفة بقلم شوقي بدرى
  • عــانــد للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • ماذا عرض أولمرت على عباس؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • لم ولن اطلب حماية (الغرب) أخي رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقلم جمال السراج
  • إقتراح ثقافي ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • (متكبروهاش)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • السلام الجمهوري لكسلا..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لم نجرّم المسيحية ولم نصفها باﻹرهاب !!.. بقلم الطيب مصطفى
  • بعيداً عن أيقونة : مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • محنة الصدق فى إمتحان وزارة المعادن!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عودة برنامج نجوم الغد الشهر القادم!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • خارطة طريق لإنهاء الإحتلال الأثيوبي للفشقة بقلم د. عمر بادي
  • الأصول الجاهلية للإسلام (الداعشي) -04 – بقلم آدم صيام
  • أصغر مهاجرة سودانية في قارب الموت!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • أنت صاح يا الرئيس السيسى السودان بتوعكم وتبعكم !
  • بؤرة العقارب و نافخة السموم بقلم فلاح هادي الجنابي
  • حين تقود محاربة الإرهاب إلى استفحاله بقلم نقولا ناصر*
  • معاناة الاسر السودانية في بلاد الغربة!! بقلم احمد دهب
  • حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسن
  • حرري نفسك من كابوس الماضي بقلم نورالدين مدني























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de