عرضحال إلى منصور مفتاح بصورة إلى أساتذة آخرين: هل أنعي لك إحتضار الكلمة في أزمنة الهوان!!

في لجة نقاء الحرف أبحرا. وفي خضم الصفاء ألقيا زورقيهما ، على هدى نجم (شعشعاني) المراسي. إني قريب من اليم وهو بعيد عني. إن يممت شطره فبقصد الاغتسال والطهر محال. والصحبة في هذا المجال بسبع آداب . يجمعها (( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)).
الأول: الطلب بهل وفيه لطف الطلب
الثاني: أتبعك وهذه تحدد التابع والمتبوع
الثالث: (على )وهي تحدد سبب الاتباع
الرابع تعلمني) وهي تحدد من المعلم والمتعلم
الخامس: (مما) وهذه تفيد البعض مما عند المعلم (لا كله)، فالمعلم لا يملك إذنا بنشر كل ما لديه. (مقام النبوة).
السادس: (عُلِّمْت) والبناء للمجهول يفيد أن المعلم لم ينله بكده ولكنه (هبة) ، أي العلم
السابع: (رشدا) فالمتعلم إما أنه قصد أن يتعلم الرشيد فقط ويترك الباقي أو قصد أن معلمه لم (يُلهم) إلا الرشد.
أدنو من الصحبة وتحاصرني شروطها (فإن اتبعتني فلا تسلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا). وفي مقام التعلم هذا يتعبني (الفضول) لمعرفة الأسباب . والمعلم دارٍ بذلك ( ألم أقل لك ... إنك لن تستطيع معي صبرا) ؟
ويعرف سبب معاناتي ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا). ؟
قال العارف ابن عربي، في المعراج ، بعد أن وصف البراق وهيئته والرسول صلى الله عليه وسلم يمتطيه إلى – السماء- :
" ومن عرف هذه المباني وفهم هذه المعاني، عرف ما أعاني"
معاناة كليل مبتدئ (سالك) ليست كمعاناة (واصل) والكل في معاناة.
والحرف عندكما ، صهوة غير مأمونة العواقب، مثل القارب. فهل أدنو من البحر؟
العبد الصالح ينتظرني هناك. ولكن لكي أصل إليه لا بد من تلك الطريقة التي توصلني إليه وهي معقدة. أن أضع ( الحوت) في كيسي وأسرع في اتجاه معلوم. وعندما أفتقد حوتي (في غير موعد غداء ) أجد بغيتي. ربط الزاد (الحوت ) بالعلم.
حسنا هاهو المركب ينتظرني ، هل أركب مركبا يخرقه المعلم؟
كيف خرق المعلم المركب ولم يمنعه أصحابه؟ ألم يروه يفعل؟ ولماذا أستنكر أنا ذلك ولا يستنكره ملاك المركب؟
ألم يروه يفعل ذلك؟
إذا لم يروه ، فكيف فعل ( الخرق)؟
هل كانت أدواته (تقليدية) في إحداث الخرق؟
لا علي، أدخل مع معلمي المدينة.
متى هدم الجدار؟ وهل رآه أهل المدينة؟ و كيف هدم الجدار وبناه قبل غروب الشمس؟
لا شأن لي.
كيف قتل الغلام؟ ولماذا لم يحاسبه أهل المدينة؟ وهل رأوه؟
لا علَّي.
أريد زورقا لا (يُخرق) ، فهو أقرب إلى النفس أمانا. و منهجا ( لا ينتقد) ، و راحة بال لا يعكرها الشعور ( بالتجاوز). فإذا وجدت كل ذلك فلا تلقوا إلي بزورق النجاة ، فإن ملكي قدرة أخرى ، تجعل حاجزا بيني وبين الضعف والخور وحدا بينها لا يتجاوزانه (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا). وسأحس بالرضا عن نفسي وأبعث من أشاء إلى ما أريد طالما أملك ما أشتري به وأعرف ما أشتريه (فابعثوا أحدكم بورقكم هذي إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما ، وليأتكم برزق منه)
وسأكتم قصدي ومرادي ولن أحتاج لوصية ( وليتلطف ولا يشعرن بكم أحد).
ولن أحس بالحسرة على شيئ قط (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها)
هذا ما أظنه غير أن صاحبي منصور يقلقني ويحرمني المنام ، إذ يورد:
تهوى ليلى وتنام الليل فبحقك ذا طلب سمجُ
دكتور أبو بكر:
النوم عندكم يُشخص مرضا والأرق يشخص مرضا ، فكيف يوصف النقيضان بذات الوصف والأصل أن أحدهما الصحيح والآخر .....
أرقتماني ، يا صديقي وأقلقتما منامي فأرفقا ، بي . ودعاني في (كهفي) أهنأ برقادي ، فكنت أظن أن فارس غروري يحرسني وهو (باسط ذراعية بالوصيد) فاكتشفت أن الشمس لا تزورُّ عن بابي وأنني بالعراء. الشمس تحرقني و ( الريح) تلهث خلفي وأخشى فورتها ( سبع ليال وثمانية أيام حسوما) ، و لا مغيث.
أم ترى رحلتي (في الحياة) تشبه رحلتهم:
قوم دخلوا على الدنيا فقرا
وكما دخلوا عنها خرجوا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل عام وأنتم كما أحب .