|
|
 مروان العبــادي صديق الفصول (رسائل ومدونات)
|
(السـعــلوة التي عرفت)
العزيز دكين ( بهجيرة الهمُق من أعمال دنقلة)
تحية طيبة ............. وبعد حمد المولى مستوجب الحمد جالب النعم
كنت أعتقد باني بحاجةلأبط واحد لأضم كل ما كنا نمنيه ونحن تحت سدرة المنتهي بقرب زير شراب الإلف جوار (الإكزام هول)
سمعت السعلوة التي كانت تختبئ تحت التبساية ما كنا نقوله.
لفحت معها شيئا من الأماني التي اجتهدت في تدبيجها وتنميق تفاصيلها بحرفية عالية، كنت كعادتك
تصنقع ثم تدنقر او العكس وكنت تعض على شفتك السفلى في قلق ثم تضرب على فخذيك بقوة ثم تنهض
وانت تردد شئ من الرجز او مقولة مأثورة حتى يستعجب الناس من حولك ، كنت اهتم لنهوضك لكني مع
التكرار علمت بأنك لا تلوي على شئ محدد.
المهم ان السعلوة اختفت وسط الأشجار في جلب ومنذ ذلك الحين وهي تلاحقني.
حينها لم تنل السعلوة شيئاً بل داهمتنا الشندقة!
عدت من(وادي لبن) ألوي على الكثير، تقابلنا لم يكن يكن الوقت يسع السرد....عادت السعلوة
فأصابت أعمدة البرندات في السوق العربي بخمة النفس حتى تشققت اسقفها وامتلأت بالعناكب وندم الزاهد.
هي تطاردني الان فأهرب منها والوذ بعالم من السحنات تضرب الأرض وتبصق وظللت أخاف من رذاذ رطب يأتي من بين الزجاج(نوافذ التفريغ)
رائحة البول في قائظة الخرطوم( تميمة)
البرميل شمال موقف الشنقيطي ومايرمى فية من قشر البصل ومخلفات مطعم السواقي البلدي(تميمة)
الشماسي داخل البرميل الذي غير قناعتي في الطب الباطن (تميمة)
احتملت هذه أيضاً...
طاردت ظنوني .. لكن شعر إبطي اصبح يتقصف وأجد بقاياه في سروالي... سلكت سبيل المتعة والهروب
من التساقط .. تذكرت الشيخ الياقوت قدس الله سره، واستمتعت بجلبطة تملأ مابين الدقوين أو ربما
الصدغين أو الحقوين وطاردت صاحبات الأحتياجات الخاصة وَقبلت فتيات لا اعرف اسمائهن ولا تعرفهن
السعلوة حتى غدت ذاكرتي سوداء من مس الحيض وسمعت لهم رغم تحذير صديقي كبسور من السماع لهن
قال لي لكل واحدة منهن قصة بائسة ولك قصة أبئس اقض وطرك ثم امضي لحال سبيلك هذه الطريق لها لذة واحدة........) لم يذكرها ثم تزوج وحسن اسلامة .
السعلوة وقفت في الحياد وأخذت ادب ابحث عن سند، قال أبي: انا المولود بالنديهة انا المهموم بالمدينة مهمتي انتهت وعشمي فيك كبير ثم تنحنح فحوقل وقام لما يهمه.
سلكت سبيل الغابرين وسلكت السعلوة خلفي كالصبرايا الساكاتنا الكلاب.
شعرة جلدي كلبت حين لفحتني امشير على عتبات صبري سبيل واحد لهذا الشتاء ..(الدخن)
لا احب طعمة!!
يا صديقي انا لا ابحث عن طعام انا ابحث عن سر التذوق عن ريق يجري وفق ذاكرة اللسان.
قالت امي ـ وهي تفتح البينسة بمقدمة اسنانها ـ الطعم بتجيبو العافية.
قلت لي مرة بأن عافية اولاد الشمالية من التمر وان حبوبتك ( يوا) قالت لوالدتك بلغة نوبية
رصينة كما تعتقد ـ مع انها عجمة منكرة بل ان لغتكم تحتاج لخشم يستطيع قرش تمر
الشمالية اللذي بقساوة الحصى حتى ينطق كلمة سلام (كمبو ارسي) ـ المهم انها قالت لها السمن سمح
للصبيان واستغرت هذه الكلمات تسعة كلمات نسبة للعجمة وضيق اللغة وفقر المفردات بل واحتاجت
للاشارات بيديها واصوات من صدرها وتجشوء .
قالت والدتك ( كقص)وهي صوت يأتي من لصق اللسان بسقف الفم ثم دفع الهواء الى الجانب الايمن من الفم في دلالة على الموافقة والاستحسان عند عموم اهل السودان.
ثم قلت لي بأن اولاد الغرب يأتون بعافيتهم من اللحم الحنيذ وان اولاد الوسط من الفتريتة واولاد الجنوب من العيش ...
لم تذكر شيئا عن اولاد الحلنقة والخسا.
سأواصل قريبا عن سيرة اولاد رهيد اب دكنة......
من كتاب الفقر واللعنة..
مروان العبادي
الخرطوم بحري - حلة حمد
سبتمبر 2006..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست