نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: الحمد لله انى عربى (Re: Bashasha)
|
التاريخ الحقيقى للتغلغل العربى فى السودان بدأ بحملة والى مصر الذى خلف عمرو بن العاص وهو عبدالله بن سعد بن أبى السرح وهو من اقرباء الخليفة الثالث عثمان بن عفان واخوه فى الرضاعة فقد جرد حملة فىسنة 641م لفتح بلاد النوبة المسيحية فلم تنجح الحملة فى مسعاها لاخضاعهم بل تكبد المسلمون فيها خسائر مقدرة من رماة الرماح الذى أطلق عليهم العرب اسم " رماة الحدق " لمهارتهم فى اصابة اهدافهم بما فى ذلك عيون أعدائهم. وكرر ابن ابى السرح المحاولة بعد سنوات دون نجاح وأخيرا لجأ الى مصالحة النوبة عبر معاهدة سميت معاهدة "البقط" ولعلها أطول معاهدة فى التاريخ اذ ظلت نافذة على مدى ستة قرون. وفتحت هذه المعاهدة الباب لتدفق العرب المسلمين على بلاد النوبة فى تؤدة وأناة بادىء الأمر وشكلت هذه المعاهدة مع معاهدة اخرىأبرمت عام 855 م مع قبائل البجا فى شرق السودان وتلال البحر الأحمر أهم معلمين لبداية انتشار الوجود العربى والثقافة العربية فى السودان وقد فتحت معاهدة المسلمين مع البجا فى العام المذكور أول ما فتحت أرض البجا لتدفقات عربية كبيرة بداتها قبيلة ربيعة التى كانت تعيش فى نجد تنقيبا عن الذهب فى منطقة وادى العلاقى فى المنطقة الممتدة بين ميناء عيذاب وأسوان وبلاد النوبة ومنذ ذلك الحين احتدمت صراعات مريرة بين القبائل العربية المهاجرة المتنافسة على الثروة والملك فى المنطقة وبين البجا والنوبة من جانب آخر وللأستذادة يرجع للمقريزى وفى كتاب المؤرخ السودانى ضرار صالح ضرار "هجرة القبائل العربية الى وادى النيل مصر والسودان" توثيق جيد لذلك. أما بالنسبة للتدفقات العربية الى بلاد النوبة وبأعداد مقدرة فقد بدأت بوصول الخليفة العباسى المعتصم الى الملك فى بغداد ووصول أحمدبن طولون واليا على مصر868 م كأول وال مسلم غير عربى حيث قام الخليفة المعتصم والذى كانت أمه من أصول تركية باستبدال الكتائب العربية فى مصر بأخرى من المماليك والأتراك كما قام بقطع الأعطيات التى كانت تصرف من بيت المال على الجند العرب الذين منعوا منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب من الاشتغال بغير الجندية حفاظا على انضباطهم وجاهزيتهم العسكرية فكونوا طبقة حاكمة مميزة فى مصر انحصر وجودها فى أروقة الحكم وفى الحاميات والحصون العسكرية فظلت على بداوتها وتقاليدها العربية وصحب قطع الاعطيات تضييق على الوجود العربى فى مصر كان سببا فى تدفق الهجرات العربية الى بلاد البربر فى الغرب والى بلاد النوبة فى السودان.(للاستزادة أيضا راجع صفحة 160 من كتاب هارولد ماكمايكل( تاريخ العرب فى السودان). ومع تكاثر الوجود العربى وانتشار الاسلام تساقطت ممالك النوبة المسيحية الثلاث الواحدة تلو الأخرى ومع تزايد التصاهر بين العرب والنوبة انتشرت اللغة العربية ويرجح ابن خلدون أن العرب استفادوا من تقاليد النوبة فى توريث الملك لأبناء الاخوات فتزوجوا أخوات الملوك حتى انتهى الملك الى ابناء العرب من النوبيات فزاد ذلك من وتيرة التعريب فى البلاد. وانتهت عمليلت التصاهر بقيام اول دولة عربية اسلامية فى السودان عام 1504 م أى قبل زهاء خمسمائة عام من يومنا هذا وهى مملكة سنار وتسمى أيضا دولة الفونج أو السلطنة الزرقاء وعرف رعاياها فى المنطقة بالسنانير. قال المادح حاج الماحى يصف ترحاب أهل الحجاز بحجاج السودان على أيامه فى قصيدة معروفة "احبو من صغير" : قالولنا حباب السنانير! وأقام سلاطين مملكة سنار رواق السنارية فى الأزهر الشريف فى القاهرة حيث كانوا يبتعثون طلبة العلم الى هناك وحثوا عددا من علماء الدين والمتصوفة من شتى بقاع العالم الاسلامى للمجىء للسودان بغرض الدعوة ونشر العلم وأنشا السطان بادى الأحمر وقفا فى المدينة المنورة لاستقبال الزوار من مملكته للاقامة المجانية هناك أثناء زيارتهم للحرم المدنى لايزال جزء من أوقاف السودان هناك وحذو حذوه بعد عقود السلطان على دينار سلطان مملكة الفور. وفى هذه الفترة انتشرت الكتاتيب التى تعرف بالخلاوى فى السودان لتحفيظ القران وعلوم العربية ومبادىء الحساب. وتبع قيام هذه الدولة سلطنات اسلامية عديدة فى المنطقة أسهمت بقدر واسع فى انتشار اللغة والثقافة العربية فى اجزاء واسعة من افريقيا فأسس الجيلى ابو جريدة وهو من مناطق الجعليين فى شمال السودان, مملكة تقلى العباسية فى جبال النوبة وسليمان صولون (اى العربى) وهو حفيد أبو زيد الهلالى مملكة الفور التى استمرت حتى عام 1916 والتى كانت ترسل الكسوة للكعبة فى مكة كذلك أسس رابح فضل الله السودانى مملكة امتدت فى مناطق من تشاد والكميرون والنيجر وأطلق على عاصمتها اسم انجمينا وهى كلمة عربية معناها استرحنا مشتقة من الجمام. يقول أبو الطيب المتنبىء: يقول لى الطبيب أكلت شيئا وداؤك فى شرابك والطعام وما فى طبه أنى جواد اضر بجسمه طول الجمام ومع سقوط دولة غرناطة فى الأندلس كآخر معقل للعرب والمسلمين فى الأندلس فى عام 1492 حتى بدأت تدفقات جديدة من العرب المسلمين من تلك الأنحاء على السودان تشهد على ذلك عشرات القرى فىمنطقة الجزيرة والنيل الابيض وولاية الخرطوم التى تنسب تلك القرى الى المغاربة بالاضافة الى العشائر التى وفدت من موريتانيا الى ذات المناطق والى كردفان ويطلق عليهم اسم الشناقيط نسبة الى مدينة شنقيط التاريخية هناك أو "المشايخة". ويشهد على ذلك الخط المغربى المميز فى نواحى كردفان ودارفوروهناك المذهب المالكى الذى وفد على السودان من نواحى المغرب العربى الكبير بينما يسود المذهب الشافعى فى الجارة مصر والمذهب الحنبلى فى السعودية وهى جارة للسودان عبر البحر الأحمر وكذلك لفظة "مسيد" التى تطلق على المدارس الدينية والخلاوى الكبيرة والمستخدمة حتى اليوم فى المغرب العربى كمرادف لكلمة مدرسة. وتنتشر رواية ورش عن عاصم كاحدى روايات القرآن الكريم فى أجزاء واسعة من غرب السودان وأغلب الظن أنها وفدت مع الهجرات التى ذكرنا. وهناك تنتشر الطريقة التيجانية القادمة أصلا من منطقة عين ماضى فى غرب الجزائر والتى انتشرت بعد هجرة مؤسسها الشيخ أحمد التيجانى الى فاس فى المغرب الأقصى. أما رواية القرآن السائدة فى أنحاء السودان الأخرى فهى رواية أبى عمرو الدورى ولا توجد اليوم فى غير السودان. وعن خصائص العامية السودانية فقد الفت كتابا تجرى طباعته الآن تحت عنوان " أشتات مجتمعات فى الفصحى والعامية " وقد وجدت انها تنتسب الى كافة لهجات العرب المعروفة مشرقا ومغربا يغلب عليها طابع البداوة ومفردات ألأبالة وقد حوت العديد من اللفاظ المحلية دون ان تفقد خصائصها كلهجة من لهجات العرب كما حوت الفاظا تركية جاْت مع حكم اسرة محمد على باشا للبلاد عام . 1821 وألف مؤخرا الباحث السودانى ابراهيم اسحاق ابراهيم مؤلفا عن صلة اللهجات المحلية فى أقاليم دارفور باللهجات القديمة التى كانت سائدة فى اليمن كاللغة الحميرية وهذا دليل آخر على عمق وقدم الثقافة العربية فى السودان حتى قبل انتشار الاسلام . ومن الجدير بالملاحظة أن المسعودى أشار الى ملوك النوبة فى عصر الممالك المسيحية أكدوا له أنهم ينحدرون من أصول حميرية. كذلك تدفقت هجرات واسعة بعد ذلك على السودان قوامها الهلاليون وقبائل جهينة اليمنية استقرت فى سهوب البطانة فى وسط السودان والجزيرة وكردفان ودارفور حتى بلغت نواح تشاد بينما تنسب القبائل التى تتحدث العربية دون غيرها فى المنطقة الممتدة شمال الخرطوم الى العرب العدنانية . هذا فضلا عن هجرات قبيلة الرشايدة من الجزيرة العربية قبل أقل من قرنين من الزمان ويبلغ تعدادهم اليوم قرابة نصف المليون نسمة
محاضرة الخضر هارون/سفير السودان في واشنطن عن الثقافة العربية فى السودان.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 07:26 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 07:43 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 08:00 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Hozy | 07-20-06, 08:01 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 08:19 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | عبد الله عقيد | 07-20-06, 08:16 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 08:51 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 09:17 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Bashasha | 07-20-06, 09:40 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 09:55 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Abureesh | 07-20-06, 10:32 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-21-06, 03:56 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Bashasha | 07-20-06, 10:26 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | عبد الله عقيد | 07-20-06, 10:35 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 10:54 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 10:59 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Bashasha | 07-20-06, 11:11 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Wathig Makki | 07-20-06, 11:30 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 11:41 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | Bashasha | 07-20-06, 11:54 AM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 12:03 PM |
Re: الحمد لله انى عربى | malik_aljack | 07-20-06, 12:02 PM |
Re: الحمد لله انى عربى | حسن الجيلى سعيد | 07-20-06, 12:18 PM |
|
|
|