|
|
 نزلاء السجون الإسرائيلية من السودانيين وحصاد الهجرة/ عوض مختار/ملبورن/استراليا
|
نزلاء السجون الإسرائيلية من السودانيين
وحصاد الهجرة
كأن فؤادى فى مخالب طائر إذا ذكرت ليلى يشد به قبضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم علىّ فما تزداد طولا ولا عرضا
الأبيات لقيس بن الملوح ....مجنون ليلى ....الذى حرمه والدها منه ...فهام فى البريّة ...من الحجاز إلى الشام ...حتى إستأنس بالحيوانات ...واستأنست به ...ألف كل منهم الآخر ....وكأنى به وقد تمثل قول الأعرابى
عوى ذئب وصوّت إنسان فاستأنست بالذئب إذ عوى
عندما يضيق المرء ذرعا ...بوطنه قد يهجره ...والهجرة موجودة منذ بدء الحياة ...كل الأحياء تعرف طريق هجرتها ...الطيور تهاجر ...الأسماك والحيتان تهاجر ...حتى العصافير الصغيرة تهاجر ....وتتنوع أسباب الهجرة ...
نحن السودانيون .شملتنا الهجرة ...وتركنا السودان ...فى كل الإتجاهات ....متنا من العطش فى طريق ليبيا ...وأكلت السباع بعضنا من الجنوب إلى كينيا ...والذئاب إلتهمت آخرين بين الأردن والسعودية ...وكانت مصر...
بعد أن صلينا فى مسجد شهيد كربلاء الحسين ...زرنا الست نفيسة والسيدة زينب ورابعة العدوية ....ثم دلفنا على
شارع الهرم وهززنا الوسط ...سكنا فى المطرية وشبرا الخيمة ...وامتلكنا الشقق الفاخرة فى المهندسين والزمالك ...وبعنا الإبل فى أم بابة (حتى كلاوينا )....وأسسنا المراكز الثقافية ....وعملنا فى شتى نواحى الحياة ....ثم رددنا حلايب مصرية وعين شمس سودانية....تفرقنا وضربنا فى بقاع الأرض ...فى كل حدب وصوب ... لكننا لم نذهب لإسرائيل ...
ذهبنا إلى روسيا ...ولم يمنعنا زمهرير البرد فى سيبريا , من دراسة الطب والبتروكيماويات ...وتقبلنا العزاء فى عبد الخالق والشفيع وهاشم العطا ...ودلفنا إلى بلاد العم تيتو ...وحملنا الشهادات ...ورحلنا لصديقه جواهر لال نهرو ...وعشنا وسط مليار من البشر ...بين مرتفعات التبت وأزقة نيو دلهى الضيقة ....وأرسلنا شهادات الطب والصيدلة ...تحملها الرقشات تسبقها الدراجات وبصات تاتا الهندية ...بعد أن سربلناها بالفركة والقرمصيص والحرير من مصانع كشمير ثم عطرناها بالسرتيّة والمحلبيّة والصندليّة....فدخلت السودان كعروس هدندوية ....على هودجها ...يقوده أدروب متمنطقا سيفا وشوتال... ما الّذى نعود به من إسرائيل ..يهودية تترنح من نشوة الصهباء فى شوارع طابا والعريش وبارات تل أبيب ..
لم تخيفنا صواريخ الخومينى ولا حمارة القيظ فى تموز ...وكان قاطع جوبا والخرطوم دفاعا عن العراق ....وأخذنا الخومينى كأسرى حرب ...وقبل أن يطلق سراحنا ...قلنا له إن أفغانستان وإيران وعراقستان وسودانستان شىء واحد عند الأمريكان...وترحمنا على ميشيل عفلق وبدر الدين مدثر ...كانا عربيين قوميين ...لكن شامير ليس قوميا .وقال بشار الأسد الحياة بعدكم حرام ...وقال العقيد (لست معهم ....أوجعتنى الضربة الأولى خذوا سلاحى )
وفى كوريا قبل أن نرسل سيارات أمجاد لتجوب شوارع الخرطوم ....تفرجنا علي حاج إبراهيم مشويا ومقليا ومسلوقا ...فى مطاعم تخصصت فى أكل الكلاب ....ولم نجد شيئا نرسله من إسرائيل ..وذهبنا إلى اليابان ومن هناك أرسلنا النيسان( جنا اليابان )...ولنا جالية كبيرة فى طوكيو ...وقلنا الصين فيها العلم ....وكانت فرقة الإكروبات وقاعة الصداقة ...ومنذ ثلاثين عام يعملون فى إستخراج الكروم والأسبستس فى مدينة باو وسط جبال الأنقسنا ...وعدنا بالسبح والجلاليب والمصالى ...صنع فى الصين ...لكن إسرائيل لا تصنع السبح...
ويممنا غربا إلى هولندا واسكندنافيا ...وأرسلنا الشاحنات والجرارات...وأطباء بلاء حدود ...لكن إسرائيل لم ترسل شىء
وقبل أن نحضر مع زوجاتنا الألمانيات ...رفض دكتور على الحاج العودة معنا ...لكنه لم يذهب إلى إسرائيل ....
ومن المانيا توجهنا إلى جنوب إفريقيا ....وقال لنا نلسون مانديلا (لقد قبلنا ان نتعايش مع البيض لماذا لا تقبلون بعضكم ) وتركناه خجلا ورحلنا شمالا إلى إفريقيا الوسطى وقمنا بتهريب الأبقار وعدنا نحمل الرصاص والبارود لنقتل بعضنا .. ثم كانت يوغندا وكينيا ومعسكر كاكوما اللعين ...ومن هناك تفرقنا ...لكننا لم نذهب إلى إسرائيل .
توجهنا شرقا إلى أستراليا حيث عملنا فى مجازر اللحم ومصانع الورق وسيارات التويوتا وعاد بعضنا وزيرا فى حكومة الجنوب ...ومن كاكوما نقلتنا الطائرات الأمريكية إلى الغرب لكن بعضنا فضل العودة ورجعنا نحمل جثامين قرنق وكلمنت أمبورو تلفهما أعلام السودان ..ودفنا البعض فى كينيا ...
بيات كندا الشتوى يجمد الأطراف ...لكنه لم ينسنا خلافاتنا ....وضرب أحدنا دكتور حسن الترابى ...ثم جنوبا آخر فى كوبا حيث تعلمنا الصبر والعناد وفنون حرب العصابات من أقدم رؤساء العالم الزعيم كاسترو ...وأرسلنا السكر ....لا يوجد سكر فى إسرائيل ..ثم الأرجنتين وفنزويلا ...ورقصنا السامبا مع البرازيليين على أحراش الأمزون ...وفى إسرائيل رقص المدافع والصواريخ ..وعاش الشعب اللبنانى ..
رطنا الأمهرنجا والتغرنجا والأورومو وشربنا القهوة مع فتيات إثيوبيا على شواطىء بحيرة تانا ....وعدنا على نغمات نور الجيلانى (الأم سليلة أمهرا) وتريد إسرائيل بناء السدود على نهر أباى ( النيل الازرق).
وتنسمنا الحرية فى الهايد بارك ...تحت ضباب لندن ...وطلبنا اللجوء ...فقال لنا تشرشل فى برود الإنجليز لقد سبقكم المحجوب والأزهرى والسيد عبد الرحمن ...وطلبوا منا إيقاف الهجرة للسودان قبل أن نغادره مطرودين ...ولا يوجد هايد بارك فى إسرائيل ...
وعلى ذكر الحرية عشقنا جوار برج إيفل ...والسوربون ومتاحف باريس ....وشربنا الشاى مع دكتور عبدالله بولا ودكتورة نجاة ...وخرجنا (بسودان فورأوول ).
وقبل تشاد عبرنا الأطلسى ...وجمعنا الدولار ...وسودانيز أون لاين دوت كم ....وبكرى أبوبكر ...فتحنا المدارس والمساجد والنوادى فى إنجمينا ...ثم ما أدراك ما إدريس ديبى ...وخزّنا القات فى صنعاء ...وتذكرنا دكان أبو يمن الناصية و(قدرة الفول ) وقلنا سبحان مغير الأحوال ...وكان سيد أحمد الحردلو شاعرا وسفيرا ...لكننا لم نذهب إلى إسرائيل.
ومن مزارع تونس ...عدنا سريعا بعد أن ضبط الحبيب بورقيبا أحدنا متلبسا بقراءة صحيفة ( وقال هذا مزارع أم صحفى )...واعتدت إسرائيل على تونس ...
وانخرطنا فى اللجان الثورية ...والجامعات الليبية ..دارسين ومدرسين ....وكان عبدالله زكريا ثوريا قويا ...ودخلنا عن طريق مطار طرابلس وطردونا عن طريق الكفرة ...لكننا لم نذهب إلى إسرائيل .
لقد هدمت إسرائيل منازلنا
وحرقت مصاحفنا
وقتلت الشيخ يسن
ومحمد الدرّة
ودير يسن
وصبرا وشاتيلا
وارتفعت راياتها على أشلاء راياتنا .(نزار قبانى).
من يعود بسجناء إسرائيل ...إلى جامعة فاروق وكليات أحمد شرفى وحمد النيل والرميلة ....ليتلقوا تعليما مجانيا ...إلى الأبد .
نعم يجب أن يذهبوا إلى هناك فور عودتهم ...فهى أفضل من سجون إسرائيل ..لابد من عودتهم ...أحياء أو أموات ...فهم أبناء الوطن ...رغم فداحة الخطأ... وكبر الذنب ...وضرروة العقاب ...العقاب الأخير ...العقاب الرادع ...مهما كانت الأسباب ليس هناك مبرر ...للهجرة لإسرائيل ....هل تخيل هؤلاء ...أنهم عادوا للوطن من إسرائيل ...يتحدثون العبريّة...هل تخيلوا أنهم يحملون جواز سفر إسرائيلى ...وزوجة إسرائيلية ...حنى لوكانت فلاشا ...
فليذهب الأخ على عثمان طه ....وليقل كان قصدهم مكة فضلوا الطريق ...
أوليذهب الأخ سلفاكير ...وليقل سأحفظ الجميل ....أعطونى لهم ..
أوليذهب أركو مناوى ...وليقل سياسى مبتدىء ...هؤلاء جهلاء قومى لن يكرروها أبدا ...كرمونى بهم أكسب مجد الدهر ..
عوض مختار
ملبورن... استراليا
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: نزلاء السجون الإسرائيلية من السودانيين وحصاد الهجرة/ عوض مختار/ملبورن/استراليا (Re: عوض مختار/ملبورن/استراليا)
|
الاخ عوض مختار
هانذا اقرأ لك للمره الثانيه
تعجبني نظرة القوة والتحدي بعينيك
تبدو لي ذلك السوداني الذي لم تفت الايام من عضده
كلماتك قويه مفعمه بالوجع على السودان كله...
اراك ملم وغير ناسي لاوجعانا بشتى البقاع حتى وصولنا
ودواخلنا نازفه من ما آلم قبل وصولنا لمنافينا هذه....
يكفينا مغادرتنا لبقاع هي احب الينا من الدنيا ومافيها...
ونعود للذين ذهبوا لاسرائيل....
اولا احلم ان تتقدم لعضوية هذا المنبر
فكما هو واضح انت متابع جيد....
اعتقد نختلف في رؤانا كثيرا ولكني اتمنى ان تنال عضوية هذا المنبر
رغم انك نجحت في كسر حاجز العزله وراسلت صاحب الموقع الذي نشر لك رسالتك الثانيه
وما كتبته عن حمرة الشيخ كان موجعا ويوضح مدى التهميش بكل السودان...
قبل ان تسأل عن اسرائيل ومن ذهب اليها ولماذا ذهب....
اتمنى ان اعرف كيف كان حالك يوم 30/ديسمبر/2005
...يوم ن ذبح السودانين بميدان مصطفى محمود بالقاهره/المهندسين...
فالتعلم اني شخصيا...اتصلت بالاسرائلين ورسالة اصدقائي
ليمنح هؤلاء اللجؤ السايسي بدولة اسرائيل....
....واعلم انه في السودان الجديد....
نرحب ان يعود البعض منا بزوجة اسرائيليه وجواز سفر اسرائيلي.....
...فشكرا للانقاذ...التي كسرت الحاجز النفسي بيننا وبين اسرائيل
...وشكرا للانقاذ التي بقصفها لقرى الآمنين علماتنا ان اليهود
احنا علينا من بعض اخوتنا....
وشكرا للانقاذ التي ...عرفتنا كيف يمكن ان يتفرج (الاخوة العرب ) على موتنا بصمت....
اسرائيل التي تقصف لبنان الآن....
.....ولبنان التي قتلت السودانين بسجونها.....
...هي لبنان التي تقصف العرب عابري حدودها مع سوريا باحثون عن الآمن ولقمة شريفه....
تقتلهم بهدؤ ..ودماء بارده....
.....يكفينا ان نعلم ان اسرائيل لم تقتلهم رغم خوفها من ان يكونو انتحارين او مهوسين دينيا
بل بدأت فعلا في تسهيل خدمات الامم المتحده لهم في محاوله لتوطينهم في بلاد آخرى.
قدم للعضويه
ونفرح بمناقشتك فكما يبدو انك متأثر بغسيل الدماغ الذي مارسه اعلامنا سنينا بحقنا...
تحياتي.
وسعيده بالقرأه لك.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست