|
من أين أتت أوراد الصوفية
|
لما هاجر أكابر القوم الى الله قلبا وقالبا وأماتوا حظوظ أنفسهم وجدوا واجتهدوا في السير الى الله وطهروا قلوبهم وأجسادهم أشرقت في قلوبهم شموس الحكمة والمعرفة ورزقوا الفهم والذوق والبصيرة وشحنت قلوبهم بالأنوار والمعاني الشريفة فترجم لسان مقالهم عن حالهم مع الله ونطقوا بأدعية وصلوات وأوراد جمعت بين جمال المعنى والمبنى فاشتهرت وحفظت عنهم. هذا حال كثير من هذه الأذكار المباركة. وأغلب الأوراد اشتملت عن آيات كريمة وأذكار مأثورة مع أدعية مباركة لصاحب الورد وصلاة على سيدنا محمد.
ويذكر عن بعض الأوراد والصلوات أنها أخذت عن النبي مناما ويقال عن بعضها في حال اليقظة ومثل هذا مرتبط بمباحث وقد تكلم العلماء - مثل الامام الحافظ السيوطي قديما والمفتي الشيخ علي جمعة حديثا - في رؤية المصطفى . ثم بعد هذا المبحث المسألة متعلقة بالثقة في المصدر الذي ذكر تلقي الورد بهذه الصفة.
وعلى كل حال قد تؤثر صلاة أو ورد عن شيخ من أهل الصلاح ولكن يتعسر بحث كيفية صدورها عنه (من نبع القلب أو بتلقين) ولا يجب أن يكون هذا حجابا بين الواحد منا والورد طالما أن معانيه صحيحة طيبة. وما ثبت عن أكابر القوم رائق وصافي وإن استشكلت عبارة فلها شرح وتأويل عند أهل الاختصاص والفهم وأما ما لا يحتمل معنى صحيحا فلا يثبت عن أمثالهم أصلا فهم فرسان الشريعة وأهل الحقيقة والبصيرة.
---------
أرجو من يعلم غير ذلك أن يصححنى فكلنا نأخذ العلوم من الاخرين وقد يكون هنا من يعرف اكثر مما اخذنا منهم ..
لكم الحب
|
|
|
|
|
|